العليمي في المهرة لمواجهة تداعيات إعصار «تيج» المداري

يُنتظر أن يضرب سواحل سقطرى والمهرة وحضرموت

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني د. رشاد العليمي فور وصوله لمحافظة المهرة شرق اليمن لمواجهة تداعيات الإعصار المداري «تيج» (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني د. رشاد العليمي فور وصوله لمحافظة المهرة شرق اليمن لمواجهة تداعيات الإعصار المداري «تيج» (سبأ)
TT

العليمي في المهرة لمواجهة تداعيات إعصار «تيج» المداري

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني د. رشاد العليمي فور وصوله لمحافظة المهرة شرق اليمن لمواجهة تداعيات الإعصار المداري «تيج» (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني د. رشاد العليمي فور وصوله لمحافظة المهرة شرق اليمن لمواجهة تداعيات الإعصار المداري «تيج» (سبأ)

وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي لمحافظة المهرة (شرق اليمن) في زيارة طارئة، وذلك قبيل وصول إعصار «تيج» المداري المنتظر أن يضرب السواحل الشرقية للبلاد، وتحديداً سقطرى وحضرموت والمهرة.

وفور وصوله مساء أمس (الأحد) عقد العليمي اجتماعاً مع السلطة المحلية في المهرة برئاسة المحافظ محمد علي ياسر، والمهندس سالم العبودي وزير الأشغال العامة والطرق، للاطلاع عن كثب على جهود السلطة المحلية في مواجهة التداعيات المحتملة للإعصار المداري «تيج» الذي يدخل المحافظات الشرقية هذا الأسبوع.

وأفاد سكان محليون من مدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، بأن الأمطار بدأت بالهطول بغزارة منذ ساعات الصباح (الاثنين) وما زالت مستمرة، لافتين إلى أن الإعصار لا يزال في بداية وصوله وينتظر اشتداد قوته خلال الساعات القادمة.

ولفت الدكتور رشاد إلى أن زيارته لمحافظة المهرة في هذه الظروف الاستثنائية تأتي تأكيداً لموقف مجلس القيادة الرئاسي الداعم لجهود قيادة السلطة المحلية، ومشاركة أبنائها كافة التحديات، والتطلعات المنشودة في مختلف المجالات، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية «سبأ».

وأضاف أن «مجلس القيادة الرئاسي رأى أن نكون مع أهلنا في المهرة، وحضرموت وسقطرى، في مواجهة الآثار المحتملة للمتغيرات المناخية التي عانت المحافظات الثلاث من موجاتها المدمرة على مدى السنوات الماضية».

وأشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى أن الأعباء الكبيرة للكوارث الطبيعية التي شهدتها البلاد، جعلتها في صدارة الدول المتأثرة بالمتغيرات المناخية، وهو ما يتطلب دعماً دولياً مسؤولاً للحد من تداعيات هذه الكوارث التي تؤدي إلى فقدان مئات الأرواح، والحيازات الزراعية سنوياً.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال اجتماعه بالسلطة المحلية في المهرة لمواجهة تداعيات الإعصار المداري «تيج» (سبأ)

كما أشاد العليمي باستجابة «الأشقاء في المملكة العربية السعودية لتقديم كافة أشكال المساعدة، والتدخلات الإنسانية الطارئة للتخفيف من وطأة الآثار المحتملة للإعصار المداري الجديد على المواطنين، وسبل عيشهم في المحافظات الواقعة ضمن نطاقه الجغرافي المفترض».

ووجّه رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الحكومة والسلطات المحلية بتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لفرق الطوارئ، والدفاع المدني، والأجهزة المعنية، وإنشاء وتأهيل مراكز الأرصاد والإنذار المبكر وتعزيز دورها في تحسين الاستجابة الاستباقية للمتغيرات المناخية.

كما أجرى الرئيس اليمني عدة اتصالات بمحافظي حضرموت وأرخبيل سقطرى، للاطلاع على إجراءات المحافظات الثلاث للتعامل مع آثار الإعصار المداري الذي وصل أمس (الأحد) إلى أرخبيل سقطرى في طريقه إلى المهرة، والأجزاء الشرقية من حضرموت.

ويهدف رئيس مجلس القيادة الرئاسي من زيارته الطارئة للمهرة إلى الاطلاع عن قرب على مستوى تنفيذ الإجراءات الاحترازية ومدى التنسيق بين أجهزة السلطات المحلية، والحكومية، والمنظمات الإقليمية والدولية لمواجهة كافة الاحتمالات، والحد من الآثار المتوقعة على المواطنين، والممتلكات العامة والخاصة، وسير العمل التنفيذي في محافظة المهرة، ومستوى إمدادات الخدمات الأساسية في مختلف القطاعات.

وكان مركز الإنذار المبكر اليمني طالب المواطنين في المحافظات الشرقية بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر مع بدء تأثيرات الحالة المدارية على محافظة سقطرى واقترابها من محافظتي المهرة، وحضرموت، وما يصاحبها من هطول للأمطار الغزيرة، واشتداد سرعة الرياح على المناطق الساحلية والمياه الإقليمية.


مقالات ذات صلة

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: الشرعية تتمسك بالإفراج عن محمد قحطان قبل الخطوة الثانية

العالم العربي وفد الحكومة اليمنية وفريق التفاوض المشترك لدول التحالف الخاص بملف المحتجزين والمخفيين قسرياً قبيل انطلاق المشاورات مع جماعة الحوثي الأحد في مسقط (الشرق الأوسط)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: الشرعية تتمسك بالإفراج عن محمد قحطان قبل الخطوة الثانية

في يومها الثاني ووسط تكتم شديد، تتواصل مشاورات تبادل الأسرى والمختطفين بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي في العاصمة العمانية مسقط.

عبد الهادي حبتور (الرياض )
الولايات المتحدة​ إطلاق صاروخ توماهوك من مدمرة أميركية في البحر الأبيض المتوسط (أرشيفية - أ.ب)

الجيش الأميركي يعلن تدمير 3 زوارق مسيرة للحوثيين في البحر الأحمر

 قال الجيش الأميركي، اليوم (الاثنين)، إنه دمر ثلاثة زوارق مسيرة لجماعة الحوثي اليمنية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي وفد الحكومة اليمنية وفريق التفاوض المشترك لدول التحالف الخاص بملف المحتجزين والمخفيين قسرياً قبيل انطلاق المشاورات مع جماعة الحوثي الأحد في مسقط (الشرق الأوسط)

مسقط تحتضن جولة مشاورات يمنية جديدة للإفراج عن الأسرى والمختطفين

تنطلق (الأحد) في العاصمة العمانية، مسقط، مشاورات جديدة بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسرياً.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الولايات المتحدة​ مدمرة أميركية  في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

الجيش الأميركي يعلن تدمير سبع مسيّرات ومركبة تابعة للحوثيين في اليمن

دمّرت القوّات الأميركيّة سبع مسيّرات ومركبة تُستخدم كمحطّة للتحكّم في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيّون في اليمن خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي المستشار منصور المنصور المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث في اليمن (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» يؤكد عدم استهداف مستشفى باقم في صعدة خلال 2015

أكد فريق تقييم الحوادث في اليمن عدم صحة ثلاث حالات ادعاء وردت بشأن استهداف مواقع من قبل قوات التحالف داخل الأراضي اليمنية خلال السنوات الماضية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

لماذا يبدأ انقلابيو اليمن العام الدراسي بالتزامن مع فصل الصيف؟

مقرّ وزارة التربية والتعليم في صنعاء تحت سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)
مقرّ وزارة التربية والتعليم في صنعاء تحت سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)
TT

لماذا يبدأ انقلابيو اليمن العام الدراسي بالتزامن مع فصل الصيف؟

مقرّ وزارة التربية والتعليم في صنعاء تحت سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)
مقرّ وزارة التربية والتعليم في صنعاء تحت سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)

قوبل إعلان الجماعة الحوثية عن بدء العام الدراسي في مناطق سيطرتها، بالتزامن مع بداية فصل الصيف بتذمر السكان ودعوة المعلمين إلى الإضراب للمطالبة برواتبهم، في حين تؤكد أوساط تربوية وشعبية أن الجماعة تسعى من خلال التقوم الدراسي الجديد إلى خدمة أهدافها وأغراضها الطائفية والسياسية.

وأعلنت الجماعة، الأسبوع الماضي، عن بدء العام الدراسي الجديد لجميع المراحل الدراسية وفي المدارس العمومية والخاصة، في الـ13 من الشهر الحالي، لينتهي في منتصف فبراير (شباط) من العام المقبل، حيث تبدأ الاختبارات النهائية للعام الدراسي، وهو التوقيت الذي تكون الجماعة قد أتمت فيه استعداداتها لبدء مراكز الاستقطاب والتجنيد.

عدد من منتسبي المعسكرات الصيفية التابعة للجماعة الحوثية خلال الربيع الماضي (غيتي)

ويتزامن بدء العام الدراسي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية مع بداية فصل الصيف الذي يرتبط في أغلب مناطق البلاد بالحرارة الشديدة، والمصحوبة خلال السنوات الأخيرة بظواهر مناخية متطرفة كالأمطار الغزيرة والفيضانات؛ وهو ما يدفع السكان للقلق على سلامة أبنائهم وصحتهم وقدرتهم على التحصيل العلمي.

ويفسّر أنس مانع، وهو باحث في الجيمورفولوجيا الحضرية (علم شكل الأرض) لـ«الشرق الأوسط» إصرار الجماعة الحوثية على بدء العام الدراسي في فصل الصيف شديد الحرارة والقسوة، يأتي ضمن مساعيها لدفع الطلاب والأهالي إلى الإحجام عن التعليم والاكتفاء بما يتلقونه في المراكز الصيفية.

وأكد مانع أن الجماعة الحوثية تهدف إلى استبدال التعليم بالمراكز الصيفية التي تستخدمها لاستقطاب الطلاب طائفياً وتجنيدهم للقتال في صفوفها، وبتغيير التقويم الدراسي وبدء المراكز الصيفية عقب انتهاء العام الدراسي مباشرة، حيث تسهل المشاركة في هذه المراكز نظراً لانعقادها في فصل الربيع الذي يشهد اعتدالاً في درجات الحرارة وهدوء الأحوال الجوية في عموم اليمن. ويبيّن أن العام الدراسي وفق التقويم الذي وضعته الجماعة الحوثية يقع معظمه بين فصلي الصيف والشتاء شديدي القسوة، مقابل فصل الربيع الذي يكون الجو فيه لطيفاً ومناسباً لمختلف الأنشطة البشرية.

أغراض سياسية

تستخدم الجماعة الحوثية التقويم الهجري في مختلف أنشطتها وتدير به مختلف المؤسسات تحت سيطرتها، وتتذرع به في مواجهة رفض بدء العام الدراسي في فصل الصيف؛ وهو ما يمنح فرصة لإنهائه قبل نهاية فصل الشتاء، لتنطلق حينها المراكز الصيفية مع بداية فصل الربيع، التي توفر لها الجماعة إمكانيات وميزانية هائلة، مقابل إهمال واضح للعملية التعليمية الرسمية.

قرار الجماعة الحوثية ببدء العام الدراسي بعد أقل من شهر من بدء فصل الصيف (إعلام حوثي)

ويرى الخبير في قضايا التعليم عبد الواسع الفاتكي أن الجماعة الحوثية تذهب بمثل هذه الإجراءات والقرارات إلى تحقيق أهداف سياسية، منها مخالفة التقويم المدرسي المعمول به من الحكومة الشرعية، كمحاولة إثبات استقلاليتها كسلطة قائمة بذاتها ومخالفتها هذه الحكومة وعدم اعترافها بها، إلى جانب عدم اهتمامها بصحة الطلاب وسلامتهم وحياتهم.

ونوّه الفاتكي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن فصل الصيف في اليمن يرتبط بأكثر المواسم الزراعية نشاطاً، بسبب هطول الأمطار الموسمية؛ ما يدفع العائلات الريفية، إلى الاستعانة بأبنائها وبناتها في الفلاحة والرعي والأعمال المنزلية، إلى جانب توفر فرص عمل بالأجر اليومي خلال هذا الفصل، وهو ما لا تراعيه الجماعة الحوثية التي تهتم بتحقيق مشروعها الطائفي فقط.

ويشير الفاتكي إلى سقوط عدد من الطلاب ضحايا لحوادث الفيضانات في السنوات الماضية بسبب تزامن العملية التعليمية مع مواسم الأمطار الغزيرة، إلى جانب ارتفاع درجة الحرارة، خصوصاً في المناطق السهلية والساحلية؛ ما يجعل العملية التعليمية في غاية الصعوبة، ويحدّ كثيراً من إمكانية التحصيل العلمي، وهي أشياء لا تهتم بها الجماعة الحوثية، حسب رأيه.

طلاب يمنيون في صنعاء استقطبتهم الجماعة الحوثية لتأييد عملياتها في البحر الأحمر (رويترز)

ويتهكم شرف مقبل، وهو أب لثلاثة أطفال في مراحل دراسية مختلفة، في تعليق لـ«الشرق الأوسط» على إجراءات الجماعة الحوثية لبدء العام الدراسي مبكراً بأنها تحاول أن توصل رسالة للجميع أنها أكثر تقدماً لدرجة أن الطلاب في مناطق سيطرتها يدرسون متقدمين على جميع طلاب العالم بشهرين.

إضراب مستمر

تشهد العملية التعليمية تراجعاً شديداً في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، حيث تحجم الكثير من العائلات عن إلحاق أطفالها بالمدارس خوفاً من المناهج الطائفية وممارسات الاستقطاب التي تلجأ إليها الجماعة الحوثية.

من جانبه، دعا نادي المعلمين اليمنيين، أعضاءه والمعلمين والتربويين والموجهين والإداريين في قطاع التربية والتعليم تحت سيطرة الجماعة الحوثية، إلى إضراب شامل عن التعليم والعملية التعليمية؛ للضغط على الجماعة من أجل صرف المرتبات المنقطعة منذ ثماني سنوات.

وهدّد النادي في بيان له بالاستمرار في الإضراب الذي بدأه العام الماضي للمطالبة برواتب المعلمين، وتعرّض بسببه عدد من قادة النادي لانتهاكات وإجراءات عقابية.

وورد في البيان أنه إذا لم يتم الانتظام بدفع وتسليم الرواتب للتربويين والبتّ في الرواتب السابقة مع العلاوات والتسويات والعوض العادل؛ فإن النادي يدعو إلى الإضراب الشامل، وفقاً لما يقرّه قانون المعلم والمهن التعليمية.

أطفال نازحون في مدرسة مؤقتة يديرها متطوعون في محافظة الحديدة الساحلية غرب اليمن (أ.ف.ب)

وطالب النادي بمحاسبة القيادي الحوثي شمس الدين شرف الدين الذي منحته الجماعة صفة مفتي اليمن، والتحقيق معه بتهمة تأييد نهب مرتبات الموظفين وأموال الناس بالباطل، وتحريضه ضد المطالبين بمرتباتهم واتهامهم بفساد عقيدتهم.

وأفرجت ميليشيا الحوثي في أبريل (نيسان) الماضي عن رئيس نادي المعلمين اليمنيين أبو زيد الكميم الذي اختطفته لمدة ستة أشهر، على خلفية قيادة النادي المطالب بصرف رواتب المعلمين اليمنيين، وجاء الإفراج عنه عقب أيام من وفاة التربوي صبري الحكيمي في سجن جهاز الأمن والمخابرات الحوثي بصنعاء بعد أشهر من اعتقاله.

وتشكو العائلات من عدم حصول أبنائها على التعليم الملائم، والنقص الشديد في الموارد التعليمية من الكتب والمستلزمات، إلى جانب إضراب المعلمين، واهتمام القائمين على العملية التعليمية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية بالترويج للنهج الطائفي وإغراق المقررات الدراسية بمواد وتعاليم مذهبية تؤثر على تفكير الأطفال وتدفعهم إلى التطرف.