حذرت مصر من «تجاهل المجتمع الدولي للأزمة السياسة والأمنية في السودان، نتيجة طول أمدها أو بزوغ أزمات أخرى في المنطقة»، في إشارة إلى التركيز الراهن على الوضع المتأزم بقطاع غزة.
واستقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري، الأحد في القاهرة، أنيت فيبر، مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، للتباحث بشأن التحديات الأمنية والسياسية في منطقة القرن الأفريقي، والأوضاع في السودان.
وأفاد السفير أحمد أبو زيد، مدير إدارة الدبلوماسية العامة والمتحدث باسم «الخارجية» المصرية، في بيان، بأن الوزير شكري، رحب بـ«الدعم الأوروبي للجهود المصرية الهادفة لخلق أرضية مشتركة تمكن القوى المدنية السودانية من معالجة مسببات الأزمة وبدء عملية سياسية شاملة»، مستعرضاً جهود «آلية دول الجوار» منذ استضافة مصر «قمة دول الجوار» بالقاهرة، منتصف يوليو (تموز) الماضي.
الوزير المصري شدد كذلك على «ضرورة الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، والحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها، وأولوية التعامل مع التبعات الإنسانية للأزمة الراهنة على نحو جاد وشامل، ووفاء الدول والأطراف المانحة بتعهداتها التي قطعتها في (مؤتمر المانحين) يونيو (حزيران) الماضي».
واتصالاً بالوضع المتأزم في قطاع غزة وجهود مصر لخفض التصعيد، حذّر وزير الخارجية من «تجاهل المجتمع الدولي للأزمة في السودان نتيجة طول أمدها أو بزوغ أزمات أخرى في المنطقة»، مطالباً بـ«تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لجذب أطراف النزاع نحو التفاعل الإيجابي مع جهود تسوية الأزمة».
ومن ناحية أخرى، استمع وزير الخارجية المصري إلى تقييم شامل من جانب المبعوثة الأوروبية لنتائج اتصالاتها مع جميع الأطراف لمحاولة احتواء الوضع في السودان، وكذا اتصالاتها مع القوى السياسية.
وتطرق اللقاء كذلك إلى الوضع في الصومال، وأكد شكري «دعم مصر الثابت لجهود الصومال في مكافحة جماعة الشباب الإرهابية واستعادة الاستقرار واستكمال المسار السياسي». كما تناول الموقف بشأن تعثر الجولات الأخيرة لمفاوضات «سد النهضة» الإثيوبي، وأكد الوزير المصري تمسك بلاده بـ«ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة».
ونقل البيان المصري عن مبعوثة الاتحاد الأوروبي إشادتها بـ«الدور المهم الذي تضطلع به مصر في المنطقة، وحرص الاتحاد الأوروبي على التنسيق الدائم مع مصر في جميع الملفات الإقليمية ذات الصلة».