نزوح 14 ألف يمني جراء التصعيد الحوثي خلال 6 أشهر

وسط مخاوف من انهيار التهدئة وتعثر مساعي السلام

مركز الملك سلمان للإغاثة خلال إحدى عملياته الإنسانية في محافظة مأرب (وحدة النازحين في اليمن)
مركز الملك سلمان للإغاثة خلال إحدى عملياته الإنسانية في محافظة مأرب (وحدة النازحين في اليمن)
TT

نزوح 14 ألف يمني جراء التصعيد الحوثي خلال 6 أشهر

مركز الملك سلمان للإغاثة خلال إحدى عملياته الإنسانية في محافظة مأرب (وحدة النازحين في اليمن)
مركز الملك سلمان للإغاثة خلال إحدى عملياته الإنسانية في محافظة مأرب (وحدة النازحين في اليمن)

وسط مخاوف من انهيار التهدئة وتعثر مساعي السلام في اليمن؛ بسبب تعنت الجماعة الحوثية ورغبتها في إطالة أمد الصراع، رصد تقرير حكومي نزوح ما يقارب 14 ألف شخص في الربعين الثاني والثالث من العام الحالي، جراء التصعيد الحوثي العسكري.

وأوضحت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن أن الموجة الأخيرة شملت نزوح 1201 أسرة تتألف من 6501 فرد في الربع الثالث من هذا العام، خلال الفترة من 1 يوليو (تموز) وحتى 30 سبتمبر (أيلول)، إضافة إلى نزوح 1370 أسرة يمنية تتألف من 7378 شخصاً، في الربع الثاني خلال الفترة بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران).

يمنية وطفلاها في مخيم للنازحين بمحافظة حجة (أ.ف.ب)

ونزحت الأسر اليمنية - وفق التقرير - في فترة الربع الثالث من 139 مديرية تتبع 19 محافظة، واستقبلتهم 38 مديرية في 10 محافظات. كما تصدّرت محافظة الحديدة المرتبة الأولى بنسبة نزوح تمثل 34 في المائة، وعدد 366 أسرة، تلتها محافظة تعز بـ23.95 في المائة، وعدد 252 أسرة، بينما جاءت محافظة مأرب التي تمثل نسبة النزوح فيها 12 في المائة في المرتبة الثالثة بعدد 129 أسرة، ورابعةً جاءت محافظة إب بعدد 73 أسرة، ثم أبين 43 أسرة، وريمة 33 أسرة، وصنعاء 26 أسرة.

انخفاض حالات النزوح

أشارت الوحدة التنفيذية اليمنية المعنية بتتبع النزوح والمغادرة إلى انخفاض حالات النزوح الداخلي في اليمن بأكثر من النصف في الربع الثاني مقارنة بالربع الأول من هذا العام، الذي سجل نزوح ما يقارب 3133 أسرة مؤلفة من 16411 فرداً.

ونشأت الأسر النازحة في الربع الثاني من 172 مديرية تتبع 19 محافظة، وتوجهت إلى 34 مديرية في 9 محافظات، بينما احتلت محافظة مأرب قائمة المحافظات الأكثر تسجيلاً للنزوح وأيضاً الأكثر استقبالاً للأسر النازحة خلال تلك الفترة، حيث نزحت منها 471 أسرة وبنسبة 34 في المائة من إجمالي حالات النزوح الجديدة، بينما استقبلت 1008 أسر، وبنسبة نحو 74 في المائة من إجمالي الأسر النازحة.

وطبقاً للتقرير، شهدت فترة الربع الثاني من هذا العام مغادرة نحو 125 أسرة تشمل 649 فرداً مواقع نزوحها، إلى محافظات أخرى، بينما انتقلت ما يقارب 73 أسرة تمثل 323 فرداً في إطار المحافظة نفسها.

عائلة نازحة قرب مخيم للنازحين في محافظة الحديدة اليمنية (أ.ف.ب)

وسبق للوحدة التنفيذية اليمنية التي تتبع رئاسة الوزراء أن شكّلت لجنة خاصة لإدارة الأزمة، مكونة من فرق عدة وتعمل على مدار الساعة، مهمتها استقبال ورصد، وتوزيع النازحين، ومتابعة الأراضي التي أُقيمت عليها المخيمات، ورصد احتياجات الأسر النازحة، حيث وفّرت أراضي لإقامة مخيمات لاستقبال النازحين، والتنسيق مع المنظمات المحلية والدولية لتسريع وصول المساعدات والاحتياجات الطارئة إليهم.

نزوح بسبب التصعيد

بالتوازي مع استمرار التصعيد العسكري لجماعة الحوثي ورفضها كل المساعي لإعادة تجديد الهدنة وتوسيعها، خصوصاً فيما يخص الجوانب الإنسانية، أعلنت «منظمة الهجرة الدولية» نزوح أكثر من 27 ألف شخص في اليمن منذ مطلع العام.

وذكرت مصفوفة تتبع النزوح، التابعة لمنظمة الهجرة، أنها رصدت تعرُّض 4600 أسرة يمثلون 27600 فرد، للنزوح مرة واحدة على الأقل منذ مطلع شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وحتى نهاية سبتمبر الماضي.

مخيم للنازحين اليمنيين يفتقد مزيداً من الخدمات الإنسانية (الأمم المتحدة)

وبحسب المنظمة، تم توثيق نزوح 49 أسرة يمنية خلال أسبوع، انتقل معظمها إلى محافظات مأرب وتعز والحديدة، مؤكدة أن هذه الحالات نشأت في المحافظات ذاتها.

وسبق أن أعلنت «الدولية للهجرة» تقديمها المساعدة، بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، لأكثر من 300 ألف شخص يمني تضرروا من شدة الصراع الدائر منذ أكثر من 8 سنوات، عبر تقديم مختلف برامج المساعدات الإنسانية.

وأجبرت الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد المدنيين بمختلف المناطق ملايين السكان على ترك ديارهم والنزوح قسراً إلى مناطق أخرى في البلاد تفتقر إلى أبسط الموارد الأساسية لتلبية احتياجاتهم.

وتبين أحدث البيانات الأممية أن النساء والأطفال في اليمن (وهم أكثر الفئات تضرراً بالأزمة) يشكلون نسبة 80 في المائة من النازحين داخلياً، الذين يقدر عددهم بنحو 4.5 مليون شخص، يقيم معظمهم في مراكز إيواء بمناطق يمنية عدة؛ حيث فروا من جحيم الجماعة الحوثية التي حوّلت البلاد إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

عمليات التتبع والرصد الحكومي والدولي المستمرة لحالات النزوح الجماعي لليمنيين من مناطقهم جاءت مع استمرار تصعيد الحوثيين العسكري في مأرب وتعز ولحج والضالع وغيرها، حيث استهدفت الجماعة أخيراً بصواريخ «الكاتيوشا» مخيم السويداء في مأرب.

أطفال يمنيون يحملون أسلحة في صنعاء (غيتي)

وفي تقارير سابقة لها، تقول الأمم المتحدة إن اليمن يعد الدولة الرابعة، التي تضم أكبر عدد من النازحين داخلياً على مستوى العالم. وأكدت منسقية الشؤون الإنسانية في اليمن «أوتشا» أن أكثر من 3 ملايين نازح في اليمن من أصل 4 ملايين بحاجة للمساعدة الإنسانية العاجلة.

وتؤكد الأمم المتحدة أن الأزمة اليمنية لا تزال واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فهناك نحو 12.6 مليون شخص بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية في 2023، ويعاني 80 في المائة من السكان من صعوبة الحصول على الغذاء، ومياه الشرب الآمنة، والخدمات الصحية الكافية.


مقالات ذات صلة

ضربات أميركية ضد الحوثيين خلال 3 أيام متتابعة

العالم العربي مقاتلة من طراز «إف 22 في منطقة القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

ضربات أميركية ضد الحوثيين خلال 3 أيام متتابعة

نفذ الجيش الأميركي ضربات ضد الجماعة الحوثية المدعومة من إيران خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر أغسطس (آب) في سياق السعي للحد من قدرتها على مهاجمة السفن.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي محافظات يمنية عدة سجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي (الأمم المتحدة)

​اليمن يسجل أعلى المعدلات في تدني استهلاك الغذاء

سجل اليمن أعلى معدلات تدني استهلاك الغذاء إذ ارتفعت نسبة الحرمان الشديد إلى 79 ‎% في مناطق سيطرة الحوثيين وفق بيانات أممية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة جامعة ذمار اليمنية (إكس)

اعتداءات على الأكاديميين اليمنيين في ذمار ونهب للأراضي

استقال أعضاء عمادة وهيئة التدريس في كلية العلوم التطبيقية بجامعة ذمار اليمنية بشكل جماعي بعد اعتداء نجل قيادي حوثي في الجامعة على أحد المدرسين.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي قتلى ومفقودون إثر انجراف منازلهم بسبب السيول غرب محافظة ذمار اليمنية (إكس)

31 قتيلاً في اليمن جراء السيول وانفجار صهريج غاز

لقي 28 يمنياً حتفهم جراء سيول ضربت غرب محافظة ذمار الخاضعة للحوثيين، كما أدى انفجار صهريج غاز في مدينة عدن، حيث العاصمة المؤقتة للبلاد، إلى مقتل 3 أشخاص.

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي نقص التمويل يحرم الملايين في اليمن من المساعدات (المجلس النرويجي للاجئين)

تحسن الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية

أظهرت دراسة أممية انخفاض مستوى انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، في مقابل زيادة في تدابير الأمن الغذائي بمناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)

مقتل 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين بانفجار محطة غاز في مدينة عدن

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
TT

مقتل 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين بانفجار محطة غاز في مدينة عدن

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

لقى ثلاثة أشخاص حتفهم، وأصيب 18 آخرون، في انفجار بمحطة غاز، مساء الجمعة، في مدينة عدن، جنوبي اليمن.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان قولهم: «اندلع حريق هائل إثر انفجار محطة غاز بمديرية المنصورة، شمالي مدينة عدن، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 18 آخرين».

وأكد شهود عيان أن الانفجار خلف دمارا هائلا في المحلات والمباني المجاورة، «فيما لا تزال عملية البحث عن الضحايا مستمرة».

أحد أفراد قوات الأمن اليمنية يسير باتجاه المنطقة المتضررة جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر حجم الحريق الذي اندلع جراء انفجار محطة الغاز الواقعة في حي سكني مكتظ بالسكان.

وقالت إدارة أمن عدن في بيان لها، إن حصيلة ضحايا الانفجار الذين تم رصدهم في عدد من مشافي عدن «بلغ 18 مصابا، إصابات بعضهم بالغة».

وأوضح البيان أن الأجهزة الأمنية قامت بتطويق مكان الانفجار وباشرت بإجراء تحقيق حول أسباب الحادث.

في ذات السياق، قام أحمد عوض بن مبارك، رئيس الحكومة اليمنية الشرعية، بزيارة ميدانية، لمعاينة آثار الانفجار، حيث «أطلع على تقارير أولية حول الحادث الذي أسفر عن وقوع عدد من الوفيات والإصابات البشرية».

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن بن مبارك «وجه بإجراء مراجعة شاملة للتراخيص الممنوحة لمحطات الغاز خاصة في الأحياء السكنية والتحقيق مع المخالفين ومحاسبتهم على عدم التقيد بمعايير السلامة المهنية».

وشدد رئيس الحكومة على معاقبة كل مسؤول «يثبت تورطه في منح تصاريح مخالفة لمحطات غاز في أحياء سكنية بالمخالفة لإجراءات ومعايير السلامة المهنية، وما يشكله ذلك من مخاطر جسيمة على السكان».