اغتيال منسق أممي في جنوب تعز... و«الرئاسي» يتوعد بملاحقة المتورطين

برنامج الغذاء العالمي لـ«الشرق الأوسط»: نشعر بحزن شديد

مؤيد حميدي (تويتر)
مؤيد حميدي (تويتر)
TT

اغتيال منسق أممي في جنوب تعز... و«الرئاسي» يتوعد بملاحقة المتورطين

مؤيد حميدي (تويتر)
مؤيد حميدي (تويتر)

في حادثة من شأنها أن تزيد من القيود التي تواجه العمل الإغاثي في اليمن اغتال مسلحون مجهولون مؤيد حميدي منسق برنامج الأغذية العالمي في جنوب محافظة تعز، فيما لا يزال خمسة من موظفي الأمم المتحدة مختطفين لدى عناصر من تنظيم «القاعدة» منذ بداية العام الماضي، فيما تعتقل ميليشيات الحوثي اثنين آخرين.

جانب من أعمال برنامج الغذاء العالمي في اليمن (تويتر)

وذكر مصدران طبيان في مستشفى خليفة في مدينة التربة لـ«الشرق الأوسط» أن المنسق وهو أردني الجنسية فارق الحياة عند وصوله المستشفى بعد إصابته بطلقات في الرأس والرقبة منتصف نهار الجمعة عند انتهائه من تناول وجبة الغداء في أحد مطاعم المدينة.

وفي رسالة لـ«الشرق الأوسط»، قالت ناطقة باسم البرنامج: «يشعر برنامج الأغذية العالمي بحزن عميق لأن موظفا متفانيا قُتل في اليمن اليوم على أيدي مسلحين مجهولين».

وذكر طلال وهو أحد سكان المدينة لـ«الشرق الأوسط» أن مسلحا يستقل دراجة نارية أطلق النار على حميدي عند مغادرته مطعم الشيباني الشهير بمدينة التربة التي تتوزع فيها مكاتب لكثير من المنظمات الإغاثية، وأنه انطلق بعيدا عقب الحادثة وسط ذهول الناس الذين سارعوا بنقل الضحية إلى المستشفى.

مسؤول في قيادة المحافظة قال لـ«الشرق الأوسط» إن حملة أمنية كبيرة خرجت من عاصمة المحافظة مساء الجمعة، لتعزيز الأمن في التربة، وملاحقة المتورطين في الجريمة والقبض عليهم، كما صدرت تعليمات عاجلة إلى جميع نقاط التفتيش لتشديد الرقابة والتفتيش في كل المنافذ المؤدية إلى مدينة التربة والتحقق من الهويات وإيقاف أي مشتبه به.

ووصف المسؤول المحلي الجريمة بأنها استهداف ممنهج للمحافظة بعد عودة المنظمات الدولية إليها وافتتاح مقرات لها وتغيير الصورة التي تكونت عقب حادثة اغتيال منسق اللجنة الدولية للصليب الأحمر قبل عدة سنوات.

مخاوف إغاثية

يخشى العاملون في الجانب الإغاثي من أن تؤدي الحادثة إلى إغلاق مكتب برنامج الأغذية العالمي هناك، وهو ما سيؤثر على المساعدات التي يستفيد منها عشرات الآلاف من المحتاجين.

وقال بسام وهو أحد العاملين في منظمة إغاثية في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن الأمم المتحدة تواجه عجزا كبيرا في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية، وإنها وبالتعاون مع الجانب الحكومي تمكنت خلال العام الحالي من تجاوز كثير من العقبات، واتجهت نحو توسيع أنشطتها في محافظة تعز.

الرئاسي يتوعد

وجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد محمد العليمي، بملاحقة العناصر المتورطين في تنفيذ الاعتداء المسلح الذي أسفر عن مقتل الموظف الأممي، وفق ما ذكرته وكالة «سبأ».

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي (سبأ)

وقالت الوكالة إن العليمي أجرى اتصالا هاتفيا بمحافظ تعز نبيل شمسان، وإن الأخير أطلعه «على المعلومات الأولية التي تشير إلى تحديد هوية منفذ الاعتداء الإجرامي، والإجراءات القانونية المتخذة لملاحقة الجناة وتقديمهم إلى محاكمة عادلة لينالوا عقابهم الرادع».

وأعرب رئيس مجلس الحكم اليمني باسمه وأعضاء المجلس والحكومة عن خالص تعازيه لعائلة الموظف الأممي، وزملائه، مؤكداً التزام الدولة بضمان جميع الإجراءات لإنفاذ العدالة، وتأمين موظفي الوكالات الإغاثية في المحافظات المحررة، وتسهيل وصول تدخلاتهم الإنسانية الجليلة إلى جميع مستحقيها في أنحاء البلاد.

اجتماع طارئ

اللجنة الأمنية بمحافظة تعز برئاسة المحافظ نبيل شمسان عقدت اجتماعا طارئا لمتابعة تداعيات استهداف أحد المسلحين للمواطنين الآمنين في أحد مطاعم مدينة التربة، الذي نتج عنه إصابة عدد ممن كانوا في المطعم بمن فيهم أحد موظفي برنامج الغذاء العالمي الذي توفي بعد إسعافه للمستشفى متأثراً بجراحه.

وأكدت اللجنة الأمنية أنها تقوم بتعقب مرتكبي هذه الجريمة وطلبت من السكان الإبلاغ عن أي معلومات قد تساعد في القبض على المجرمين وطلبت من وسائل الإعلام والصحفيين ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي عدم نشر الإشاعات واستقاء المعلومات من اللجنة الأمنية التي ستوافي الجميع أولاً بأول بنتائج التحقيقات وجهود ضبط المجرمين. وتعهدت اللجنة الأمنية والسلطة المحلية في محافظة تعز بأنها ستقف بحزم في وجه هذه المحاولات لزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة التي تقف وراءها جهات معروفة برغبتها في إضعافها وتشويه صورتها المدنية الآمنة.

هذه الحادثة تأتي فيما لا يزال خمسة من العاملين في مكتب الأمم المتحدة للأمن والسلامة مختطفين لدى عناصر من تنظيم «القاعدة» منذ ما يزيد على عام، حيث تم اعتراض طريقهم في محافظة أبين، كما لا يزال اثنان من موظفي الأمم المتحدة معتقلين في صنعاء لدى ميليشيات الحوثي ويرفضون حتى الآن إطلاق سراحهما. 

من جهته، وصف رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني الحادثة بأنها «طعنةٌ غائرةٌ في القلب»، وجهتها أيادٍ أدمنت الأذى لليمن الذي لم يتعاف من طعنات متوالية بسهامٍ مختلفة.

وقال في بيان نعى فيه الضحية «إن العالم ما كاد يستجيب لمأساة اليمن الإنسانية ويبدأ أولى الخطوات لتقديم تعز نموذجاً لخروج اليمن من محنته ليقرر أن تكون ملتقى أممياً نموذجياً لجهود التنمية، فيستبشر البسطاء والمحرومون، إلا أن من وصفهم بـ«قطاع الطرق وعصابات الإرهاب» يأبون إلا أن يمارسون هواية الدم والدمار بالاعتداء على موظفٍ أمميٍ من مواطني الأردن الذي لم يتردد في مؤازرة اليمن سلطةً وشعباً عبر مبادرات لا أجد متسعاً لحصرها». 

وعد البركاني أن الاعتداء لم يسفك دم المواطن الأردني في مدينة التربة فحسب... بل سفك معه دم كل يمني يشعر بالخيبة والحرج والأسى على هذا المواطن الذي جاءنا يحمل شجرة القمح والأرز ... فلم يرد المجرمون التحية بمثلها. من جهته، قال وزير الصحة اليمني قاسم بحيبح إن الاعتداء الإجرامي الآثم طال أحد كوادر العمل الإنساني في الأمم المتحدة في مدينة التربة - تعز، ودعا ‏الجهات الأمنية للقيام بدورها والقبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة.

ولاحقا، نشر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بيانا قال فيه إن مؤيد حميدي وصل مؤخراً إلى اليمن لتولي منصبه الجديد كرئيس لمكتب برنامج الأغذية العالمي في تعز، حيث كان قد عمل لدى برنامج الأغذية العالمي لما يقرب من 18 عاماً منها مناصب سابقة في اليمن وفي السودان وسوريا والعراق.

ونقل البيان عن ريتشارد راجان، ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في اليمن قوله: «إن فقدان زميلنا مأساة عميقة لنا وللمجتمع الإنساني ككل». 

واضاف أن «أي خسارة في الأرواح في سبيل العمل الإنساني تعتبر مأساة غير مقبولة. ويجب تقديم الذين يقفون وراء هذا الهجوم إلى العدالة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يعلنون هجوماً ضد إسرائيل ويزعمون إسقاط مسيرة أميركية

العالم العربي صاروخ زعمت الجماعة الحوثية أنه «فرط صوتي» أطلقته باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)

الحوثيون يعلنون هجوماً ضد إسرائيل ويزعمون إسقاط مسيرة أميركية

تبنّت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، أولى هجماتها ضد إسرائيل منذ فوز ترمب بالرئاسة، كما زعمت إسقاط مسيّرة أميركية وأقرت بتلقي غارتين في الحديدة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

شهدت معسكرات تدريب تابعة للجماعة الحوثية في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها، خلال الأيام الأخيرة، فراراً للمئات من المجندين ممن جرى استقطابهم.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي رجل مؤيد للحوثين يحمل صاروخاً وهمياً خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

الحوثيون يستهدفون قاعدة عسكرية إسرائيلية بصاروخ فرط صوتي

كشف العميد يحيى سريع المتحدث العسكري باسم «الحوثيين» في اليمن، اليوم (الجمعة)، إن الجماعة استهدفت قاعدة نيفاتيم الجوية بجنوب إسرائيل بصاروخ.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)

«الوزراء اليمني» يناقش إنقاذ الاقتصاد في اجتماع استثنائي

عقدت الحكومة اليمنية اجتماعاً استثنائياً لمناقشة خطة إنقاذ اقتصادي تتوافق مع أولويتها وبرنامجها في الإصلاحات وإنهاء الانقلاب الحوثي واستكمال استعادة الدولة.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي 59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)

اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

كشف تقرير حديث عن أن حالات الكوليرا في اليمن ارتفعت إلى نحو 219 ألف حالة منذ مطلع العام الحالي، أغلب هذه الحالات تم تسجيلها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)

الحوثيون يعلنون هجوماً ضد إسرائيل ويزعمون إسقاط مسيرة أميركية

زعيم الحوثيين دعا أتباعه إلى الاحتشاد بأكبر قدر ممكن عقب فوز ترمب بمنصب الرئيس الأميركي (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين دعا أتباعه إلى الاحتشاد بأكبر قدر ممكن عقب فوز ترمب بمنصب الرئيس الأميركي (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعلنون هجوماً ضد إسرائيل ويزعمون إسقاط مسيرة أميركية

زعيم الحوثيين دعا أتباعه إلى الاحتشاد بأكبر قدر ممكن عقب فوز ترمب بمنصب الرئيس الأميركي (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين دعا أتباعه إلى الاحتشاد بأكبر قدر ممكن عقب فوز ترمب بمنصب الرئيس الأميركي (أ.ف.ب)

بعد نحو 10 أيام من الهدوء وتراجع الهجمات الحوثية ضد السفن، تبنّت الجماعة المدعومة من إيران قصف قاعدة إسرائيلية في منطقة النقب، الجمعة، وزعمت إسقاط مسيرة أميركية من طراز «إم كيو 9»، بالتزامن مع إقرارها تلقي غارتين غربيتين استهدفتا موقعاً في جنوب محافظة الحديدة الساحلية.

وجاءت هذه التطورات بعد يومين فقط من فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية؛ حيث تتصاعد مخاوف الجماعة الحوثية من أن تكون إدارته أكثر صرامة فيما يتعلّق بالتصدي لتهديداتها للملاحة الدولية وتصعيدها الإقليمي.

صاروخ زعمت الجماعة الحوثية أنه «فرط صوتي» أطلقته باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)

وتهاجم الجماعة منذ أكثر من عام السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحرين الأحمر والعربي، كما تطلق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، وأخيراً مساندة «حزب الله» اللبناني.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان، إن قوات جماعته نفّذت عملية عسكرية استهدفت قاعدة «نيفاتيم» الجوية الإسرائيلية في منطقة النقب بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع «فلسطين 2»، وإذ ادّعى المتحدث الحوثي أن الصاروخ أصاب هدفه، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضه دون الحديث عن أي أضرار.

وتوعّد المتحدث العسكري الحوثي بأن جماعته ستواصل ما تسميه «إسناد فلسطين ولبنان»، من خلال مهاجمة السفن وإطلاق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، زاعماً أن هذه العمليات لن تتوقف إلا بتوقف الحرب على قطاع غزة ولبنان.

حريق ضخم في ميناء الحديدة اليمني إثر ضربات إسرائيلية استهدفت خزانات الوقود (أرشيفية - أ.ف.ب)

وكان آخر هجوم تبنّته الجماعة الحوثية ضد إسرائيل في 28 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي، حينها، أن طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن عبرت أجواء مدينة عسقلان قبل أن تسقط في منطقة مفتوحة.

وخلال الأشهر الماضية تبنّت الجماعة إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو (تموز) الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة؛ وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكررت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

12 مسيّرة تجسسية

زعم المتحدث العسكري الحوثي، في البيان الذي ألقاه خلال حشد في صنعاء، أن الدفاعات الجوية التابعة للجماعة أسقطت، فجر الجمعة، «طائرة أميركية من نوع (إم كيو 9) في أثناء تنفيذها مهام عدائية في أجواء محافظة الجوف».

وحسب مزاعم الجماعة، تُعدّ هذه الطائرة المسيرة الـ12 التي تمكّنت من إسقاطها منذ بدأت تصعيدها البحري ضد السفن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

المتحدث العسكري باسم الحوثيين يردّد «الصرخة الخمينية» خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)

وتحدّثت وكالة «أسوشييتد برس» عما وصفه شهود، الجمعة، بأنه سقوط مسيّرة في أحدث إسقاط محتمل لمسيرّة تجسس أميركية. وأوردت أن الجيش الأميركي على علم بشأن مقاطع الفيديو المتداولة عبر الإنترنت التي تُظهر ما بدا أنها طائرة مشتعلة تسقط من السماء والحطام المحترق في منطقة، وصفها من هم وراء الكاميرا بأنها منطقة في محافظة الجوف اليمنية.

وحسب الوكالة، قال الجيش الأميركي إنه يحقّق في الحادث، رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل، وذكرت أنه «لم يتضح على الفور طراز الطائرة التي أُسقطت في الفيديو الليلي منخفض الجودة».

غارتان في الحديدة

في سياق الضربات الغربية التي تقودها واشنطن لإضعاف قدرة الجماعة الحوثية على مهاجمة السفن، اعترفت وسائل الجماعة بتلقي غارتين، الجمعة، على موقع في جنوب محافظة الحديدة.

وحسب ما أوردته قناة «المسيرة» الذراع الإعلامية للجماعة، استهدفت الغارتان اللتان وصفتهما بـ«الأميركية - البريطانية» مديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً رئيسياً لشن الهجمات البحرية ضد السفن.

قاذفة شبحية أميركية من طراز «بي 2» مضادة للتحصينات (أ.ب)

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم رابع ضد سفينة ليبيرية.

يُشار إلى أن الجماعة أقرت بتلقي أكثر من 770 غارة غربية، بدءاً من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي؛ سعياً من واشنطن التي تقود تحالف «حارس الازدهار»، إلى تحجيم قدرات الجماعة الهجومية.

وكانت واشنطن لجأت إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في استهداف المواقع المحصنة للجماعة الحوثية في صنعاء وصعدة، في رسالة استعراضية فُهمت على أنها موجهة إلى إيران بالدرجة الأولى.

وتقول الحكومة اليمنية، إن الضربات الغربية ضد الجماعة الحوثية غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانيها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

صورة طوربيد بحري وزّعها الحوثيون زاعمين أنه بات ضمن أسلحتهم الجديدة (إكس)

ويتهم مراقبون يمنيون الجماعة الحوثية بأنها وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية؛ إذ كان الطرفان وافقا أواخر العام الماضي على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

وتترقّب الجماعة، ومعها حلفاء المحور الإيراني، بحذر شديد ما ستؤول إليه الأمور مع عودة ترمب إلى سدة الرئاسة الأميركية؛ إذ يتوقع المراقبون اليمنيون أن تكون إدارته أكثر صرامة في التعامل مع ملف إيران والجماعات الموالية لها، وفي مقدمتها الجماعة الحوثية.

وحاول زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في خطبته الأسبوعية، الخميس، التهوين من أهمية فوز ترمب بالرئاسة الأميركية، كما حاول أن يطمئن أتباعه بأن الجماعة قادرة على المواجهة، وأنها لن تتراجع عن هجماتها مهما كان حجم المخاطر المرتقبة في عهد ترمب.