منع اللقاحات يصيب 24 ألف يمني بالحمّيات

الأمم المتحدة: 300 ألف شخص تضرروا من الفيضانات

الطفلة كيان تتلقى علاج سوء التغذية في عدن (الأمم المتحدة)
الطفلة كيان تتلقى علاج سوء التغذية في عدن (الأمم المتحدة)
TT

منع اللقاحات يصيب 24 ألف يمني بالحمّيات

الطفلة كيان تتلقى علاج سوء التغذية في عدن (الأمم المتحدة)
الطفلة كيان تتلقى علاج سوء التغذية في عدن (الأمم المتحدة)

بينما ارتفع عدد الذين تضرروا من الفيضانات التي ضربت اليمن خلال 3 أشهر إلى 300 ألف شخص، أحصت منظمة الصحة العالمية 24 ألف إصابة بالحميات خلال الربع الأول من هذا العام، نتيجة إيقاف حملات التطعيم الدورية، وهو القرار الذي اتخذه الحوثيون منذ جائحة «كورونا»، وتحريضهم السكان عبر وسائل الإعلام والمساجد على رفض تطعيم أطفالهم، بحجة أنها «مؤامرة غربية».

وفي بيانات حديثة وزعها مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، فإن الفيضانات التي سببتها الأمطار الغزيرة منذ بداية مارس (آذار) الماضي وحتى 24 من شهر يونيو (حزيران) ألحقت أضراراً بأكثر من 300 ألف شخص (ما يزيد على 44 ألف أسرة) موزعين على 108 من المديريات في 19 محافظة.

وحسب هذه البيانات، احتلت محافظة الحديدة التي يسيطر الحوثيون على معظمها المرتبة الأولى في أعداد المتضررين، بإجمالي يزيد على 193 ألف شخص. وجاءت مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، في المرتبة الثانية من حيث عدد المتضررين الذين بلغ عددهم أكثر من 84 ألف متضرر، ثم محافظة إب التي حلّت في المرتبة الثالثة، وبلغ عدد المتضررين فيها 11 ألف شخص، بينما توزعت البقية من المتضررين على صنعاء ومحافظة صعدة، المعقل الرئيسي لميليشيات الحوثي.

طفل في أحد مخيمات النزوح شمال الحديدة (فيسبوك)

وأكدت الأمم المتحدة أن الفجوة في الاستجابة الإنسانية للمتضررين من الفيضانات كانت كبيرة، وتتراوح بين 60 و96 في المائة، وبمتوسط إجمالي 72 في المائة، وتشكل المواد غير الغذائية ومأوى الطوارئ أغلب الاحتياجات للمتضررين.

وكان أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية، قد رصد 23850 حالة إصابة بالحميات والفيروسات المرتبطة بضعف حملات التطعيم، خلال الربع الأول من العام الجاري، منها 13 ألف حالة حصبة، و8770 حالة حمى الضنك، بالإضافة إلى 2080 حالة كوليرا مشتبه بها، ورجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير.

ونبه تقرير المفوضية الأوروبية للحماية المدنية إلى الأمراض المرتبطة بانخفاض تغطية التطعيم لدى الأطفال، بخاصة حالات الحصبة التي سجلت زيادة حادة، وقال إن غالبية المرضى الذين تم علاجهم من الحصبة هم من الأطفال دون سن 4 سنوات.

مركز حكومي لعلاج سوء التغذية في جنوب الحديدة (إعلام رسمي)

المفوضية الأوروبية ذكرت أن هناك زيادة كبيرة في حالات سوء التغذية في اليمن خلال الأشهر القادمة، جراء استمرار تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وضعف الخدمات الصحية، وفجوات التمويل الإنساني.

وقالت إن الشركاء أبلغوا عن زيادة حالات سوء التغذية في كثير من المحافظات اليمنية منذ بداية العام الحالي، مع توقعات بزيادة أخرى في موسم الذروة بين شهري يونيو وسبتمبر (أيلول).

وأوضح التقرير أن الزيادة المتوقعة تمثل نتاجاً طبيعياً لعدة عوامل، أهمها: تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وعدم كفاية خدمات الرعاية الصحية الأولية، وتفشي الأمراض المرتبطة بانخفاض تغطية التطعيم، وتناقص التمويل الإنساني.

وقال إن معدلات تقزم الأطفال في اليمن مرتفعة للغاية؛ حيث تصل إلى ما نسبته 45.1 في المائة، إضافة إلى أن نحو 24 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من الهزال الشديد في المناطق الأكثر تضرراً من أزمة انعدام الأمن الغذائي.


مقالات ذات صلة

آلاف اليمنيين في معتقلات الحوثيين لاحتفالهم بـ«26 سبتمبر»

العالم العربي مسلحون حوثيون في صنعاء عشية ذكرى ثورة سبتمبر يستعدون لقمع الاحتفالات (فيسبوك)

آلاف اليمنيين في معتقلات الحوثيين لاحتفالهم بـ«26 سبتمبر»

بدأت الجماعة الحوثية الإفراج عن بعض المختطفين بسبب احتفالهم بذكرى ثورة سبتمبر (أيلول)، في حين تقدر أعداد المختطفين بالآلاف في مختلف مناطق سيطرة الجماعة.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من سلسلة مبانٍ تتبع جامعة البيضاء الخاضعة لسيطرة للجماعة الحوثية (إكس)

الحوثيون يخضعون 1000 طالب وأكاديمي وموظف لتدريبات عسكرية

الجماعة الحوثية تجبر طلاباً وأكاديميين وموظفين في جامعة البيضاء على التعبئة القتالية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي النيران تشتعل في الناقلة «سونيون» بالبحر الأحمر بعد هجوم سابق من قبل الجماعة الحوثية (رويترز)

هجمات حوثية على إسرائيل واستهداف سفينتين في البحر الأحمر

الحوثيون يعلنون عن هجمات على إسرائيل واستهداف سفينتين في البحر الأحمر بالتزامن مع تولي قوات أسترالية قيادة قوات البحرية المشتركة لحماية الأمن البحري في المنطقة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي تعرُّض سفينتين لأضرار في هجمات قبالة ميناء الحديدة اليمني

تعرُّض سفينتين لأضرار في هجمات قبالة ميناء الحديدة اليمني

أفادت وكالة أمن بحري بريطانية، الثلاثاء، بأن طائرة مسيَّرة أصابت سفينة قبالة سواحل اليمن، حيث يشنّ المتمردون الحوثيون منذ أشهر هجمات على سفن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي احتمالات ضعيفة جداً أن تتولى الجماعة الحوثية سد الفراغ الناتج عن تحجيم قوة «حزب الله» (رويترز)

ماذا ينتظر الجماعة الحوثية بعد اغتيال نصر الله؟

يناقش خبراء وباحثون سياسيون تأثير اغتيال حسن نصر الله على الجماعة الحوثية، وردود فعلها بعد الضربات الكبيرة التي يتلقاها «حزب الله» خلال الأيام الأخيرة.

وضاح الجليل (عدن)

النفايات ترفع معدل الاحتباس الحراري والتلوث في اليمن

مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)
مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)
TT

النفايات ترفع معدل الاحتباس الحراري والتلوث في اليمن

مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)
مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)

كشف مرصد مختص بالبيئة عن استخدام الأقمار الاصطناعية في الكشف عن تأثير مواقع النفايات غير الرسمية في اليمن على البيئة وزيادة معدل الاحتباس الحراري، وقال إن هذه المواقع تشكل مخاطر تلوث بيئية كبيرة عبر الهواء والماء والتربة، فضلاً عن المواد المسرطنة والمعادن الثقيلة.

ووفق دراسة لمرصد الاستشعار عن بُعد، فإن الحرب في اليمن أثرت بشكل عميق على إدارة النفايات الصلبة، مما أدى إلى زيادة الإغراق والمخاطر على البيئة والصحة العامة، وقالت الدراسة إنه يتم استخدم الأقمار الاصطناعية في تحديد مواقع الإغراق، وبالتالي المساعدة في إيجاد التدابير العلاجية وسياسات إدارة النفايات.

إحراق النفايات في اليمن يؤدي إلى إطلاق الغازات فضلاً عن المواد المسرطنة (إعلام محلي)

وأوضح المرصد أنه رغم تراجع حدة الصراع الذي دام قرابة عقد من الزمان في اليمن، فإن البلاد لا تزال بعيدة عن السلام، إذ احتلت في بداية الصراع بالفعل المرتبة 160 من أصل 177 على مؤشر التنمية البشرية، مما عزز مكانتها بوصفها واحدة من أكثر دول العالم فقراً.

وأثناء الصراع أشار المرصد إلى نشوء عديد من تحديات إدارة النفايات، ما أدى إلى انتشار مواقع الإغراق غير الرسمية وتفاقم المخاطر البيئية والصحية، كما أدت الحرب إلى إجهاد الموارد الاقتصادية، وتعطيل البنية التحتية للنفايات، وتحويل الانتباه بعيداً عن إدارتها.

وأكدت الدراسة أن مواقع النفايات غير الرسمية المليئة بالنفايات الخطرة تسبب تلوث الهواء أثناء إحراقها، ما يؤدي إلى إطلاق غازات مثل ثاني أكسيد الكبريت، فضلاً عن المواد المسرطنة والمعادن الثقيلة، ورجحت أن يكون تفشي الكوليرا في اليمن عام 2016، الذي أسفر عن وفاة 3000 شخص، مرتبطاً بالنفايات الطبية غير المعالجة التي تلوث المجاري المائية.

100 حريق سنوياً

وأوضح المرصد أنه استعمل الأقمار الاصطناعية لتحديد ومراقبة مثل هذه المواقع باستخدام نظام معلومات الحرائق التابع لوكالة «ناسا»، وكشف عن تسجيل 1350 حريقاً بين أكتوبر (تشرين الأول) 2014، وأكتوبر2023، وقال إن هذه الحرائق تتركز في المناطق الحضرية على طول السواحل الغربية والجنوبية المكتظة بالسكان في اليمن.

ووفق ما جاء في دراسة المرصد فإن الصور أظهرت أن غالبية الحرائق وقعت في عامي 2019 و2021، حيث وقعت 215 و226 ​​حادثة على التوالي، بينما شهدت الفترة بين 2014 و2016 عدداً أقل من الحرائق، حيث سُجل 17 حريقاً فقط في عام 2016، لكن المرصد نبه إلى أنه على الرغم من انخفاض وتيرة الحرائق في عامي 2022 و2023، فإن كلا العامين لا يزالان يسجلان أكثر من 100 حريق سنوياً.

نظام إدارة النفايات المتدهور يسبب ضرراً كبيراً على البيئة والسكان في اليمن (إعلام محلي)

وبحسب البيانات فإن مواقع هذه النفايات كانت حول المدن الكبرى، إذ كان لدى كل من صنعاء والحديدة مكبّان جديدان للنفايات، كما ظهر معظم النفايات حول مدينة عدن؛ التي شهدت انخفاضاً كبيراً في معدلات جمع النفايات، وهو ما يفسر انتشار المكبات غير الرسمية.

ومع ذلك أكدت الدراسة أن ظهور مكبات النفايات غير الرسمية الجديدة لم يكن متأثراً بما إذا كانت المنطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين أو الحكومة، كما أن قربها من مكبات النفايات الرسمية لم يمنع تشكلها، كما يتضح من حالات في عدن والمكلا.

ضرر على البيئة

نبهت دراسة مرصد الاستشعار عن بُعد، أن نظام إدارة النفايات المتدهور في اليمن يسبب ضرراً كبيراً على البيئة والسكان، ذلك أن لها تأثيرات على البيئية والمناخية، خصوصاً في ميناء «رأس عيسى» النفطي على البحر وصنعاء.

ففي «رأس عيسى» أوردت الدراسة أن ممارسات الإلقاء غير السليمة بالقرب من الساحل تساهم بشكل كبير في تلوث المياه البحرية والجوفية، كما يتسرب السائل الناتج عن تراكم النفايات إلى التربة ويصل إلى المياه الساحلية، مما يؤدي إلى تعطيل النظم البيئية البحرية وتعريض الأنواع للخطر.

وتقول الدراسة إن المواد البلاستيكية تتحلل من هذه المكبات إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة، تبتلعها الكائنات البحرية وتتراكم بيولوجياً من خلال سلسلة الغذاء، أما في صنعاء، فتساهم مكبات النفايات في تغير المناخ بشكل كبير، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى انبعاثات غاز الميثان؛ لأنه مع تحلل النفايات العضوية بشكل لا هوائي، يتم إطلاق الغاز مما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري والتلوث الجوي المحلي.

مسؤولة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي تتفقد مكب القمامة غربي صنعاء (الصليب الأحمر)

وطالب المرصد باستراتيجية شاملة للتخفيف من هذه التأثيرات، بما في ذلك أنظمة التقاط غاز مكبات النفايات واستخدامه لتحويل الميثان إلى طاقة، وممارسات تحويل النفايات مثل التسميد وإعادة التدوير للحد من النفايات العضوية.

ولكنه رأى أن الصراع المستمر في اليمن غالباً ما يهمش جهود حماية البيئة، مما يجعل من الصعب معالجة هذه القضايا الحرجة بشكل فعال.

وأعاد مرصد الاستشعار عن بُعد التذكير بأن تحديد المخاطر البيئية الفعلية على الناس والنظم البيئية أمر مستحيل باستخدام هذه الأساليب وحدها. وقال إن تحديد المواقع «ليس سوى جزء صغير من الحل». وأكد أن معالجة إدارة النفايات الصلبة ستظل معقدة طالما بقي الوضع السياسي في اليمن على حاله.