ظهور أسماك قرش صغيرة في محافظة مصرية يثير تفاعلاً

صياد مصري يحمل سمكة قرش صغيرة من نوع «ماكو» (فيسبوك)
صياد مصري يحمل سمكة قرش صغيرة من نوع «ماكو» (فيسبوك)
TT

ظهور أسماك قرش صغيرة في محافظة مصرية يثير تفاعلاً

صياد مصري يحمل سمكة قرش صغيرة من نوع «ماكو» (فيسبوك)
صياد مصري يحمل سمكة قرش صغيرة من نوع «ماكو» (فيسبوك)

بعد نحو أسبوع من وفاة روسي بهجوم لسمكة قرش في محافظة الغردقة المصرية (شرق القاهرة)، عاودت أسماك القرش الظهور مجدداً تلك المرة في محافظة الإسكندرية (شمال القاهرة)، بعد أن تداول نشطاء مصريون صوراً لصيادين مصريين يحتفون باصطياد أسماك قروش صغيرة.

وأثارت صور أسماك القروش الصغيرة الجدل بين النشطاء، فيما تواردت تعليقات عن نشاط أسماك القرش في المياه، وأخرى تحذر من سلوك القرش في الشواطئ المصرية.

وردت محافظة الإسكندرية في بيان رسمي على ذلك، بأن الصورة المتداولة مع أحد الصيادين هي لقرش صغير مولود حديثاً وهو من نوع «ماكو» ذي الزعنفة القصيرة، ولا يمثل أي خطورة على المنطقة. وأضافت المحافظة في البيان نقلاً عن خبراء معهد علوم البحار والمصايد، أنّ القرش الصغير في منطقة المكس لا يعني أن المياه أصبحت «مختلطة»، وأن وجود طلمبات المكس أيضاً تمنع من دخول القرش.

ووفقاً للبيان الذي نقلته وسائل إعلام مصرية اليوم (الأحد)، فإن القروش الصغيرة ظهرت لأن الصيادين ألقوا بالشباك على مسافة أكثر من 3 كم من الشاطئ بمنطقة موازية لمنطقة المكس، وأن هذا النوع لا يعيش في هذه المنطقة، ولكن يعيش في الأماكن العميقة ووجوده في هذه الفترة طبيعي، لأنه موسم تزاوج القروش سواء في البحر الأحمر أو البحر المتوسط، ولا داعي لإثارة الذعر والبلبلة.

وأشار البيان إلى أنه يوجد بعض أنواع الأسماك الشبيهة بالقروش تباع في أسواق الإسكندرية، ويرغب في شرائها بعض المواطنين لرخص سعرها نسبياً، وهذا يحدث منذ عشرات السنين في هذه المنطقة، وليس بالحدث الجديد.

صياد مصري يحمل سمكة قرش صغيرة من نوع «ماكو» (فيسبوك)

ويختلف سمك القرش «ماكو»، فهو قرش صغير يختلف عن القروش التي تهاجم الغواصين، وأن القروش «ماكو» لا تشكل خطورة، وحجمها صغير ولا تؤذي الإنسان، وفقاً لمحمد عبد الرازق، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف في تصريحات تلفزيونية أمس (السبت).

وقال أشرف صديق، الباحث بالمعهد القومي لعلوم البحار بالبحر الأحمر، إن أسماك القرش كائنات بحرية توجد في بيئتها في البحار، سواء في البحر الأحمر أو البحر الأبيض المتوسط، ومن يمارس رياضة الغوص قد يشاهد أسماك القرش، ولكن المشكلة في ظهورها في المياه القريبة وهجومها على الغواصين بحثاً عن الغذاء. ويضيف صديق في تصريحات تلفزيونية أمس (السبت) أن وجود أسماك قرش في أسواق الأسماك المصرية في المحافظات الساحلية أمر ليس جديداً، وموجود منذ أعوام عدة.

وكان شاب روسي في العقد الثالث من عمره قد لقي حتفه بعد وقوع هجوم من سمكة قرش من نوع النمر (Tiger Shark) قبالة سواحل مدينة الغردقة المصرية المطلّة على البحر الأحمر. وأعلن القنصل العام لروسيا في الغردقة فيكتور فوروباييف الخميس أن هجوماً من سمكة قرش قبالة ساحل دريم بيتش وقع وسط الغردقة، ما أدى إلى وفاة مواطن روسي هو (ف. ي. بوبوف) المولود في عام 1999، مشيراً إلى أن الضحية «لم يكن سائحاً، بل مقيم دائم في مصر».

وأكدت وزارة البيئة في بيان أن فرقها المختصة قامت بـ«صيد السمكة المتسببة في الحادث لفحصها»، وذلك «في ضوء ما جرى رصده من سلوكيات غير طبيعية من سمكة القرش المتسببة في الحادث وحقيقة سابقة وقوع حوادث هجوم على البشر من هذا النوع من القروش سابقاً». وأشارت إلى أنها ستسعى إلى تحديد «الأسباب المحتملة» للهجوم، مؤكدة تعليق كل الأنشطة المائية في المنطقة في البحر الأحمر ليومين، وذلك في إطار «البروتوكولات الدولية المطبقة».


مقالات ذات صلة

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

يوميات الشرق اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

على عمق يتخطى 100 متر تحت الأرض (328 قدماً) ثمة عالم مفقود من الغابات القديمة والنباتات والحيوانات، حيث كل ما يمكنك رؤيته هناك قمم الأشجار المورقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق النسخة الأولى من المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير أقيمت في 2022 (واس)

السعودية تنظِّم «المعرض والمنتدى الدّولي لتقنيات التّشجير»

يهدف المعرض إلى الاستفادة من التّقنيات الحديثة في تشجير البيئات الجافة وتدهور الأراضي، وإتاحة منبرٍ لمناقشة المشكلات البيئية الحالية، والبحث عن حلول لها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق دجاج (أ.ف.ب)

الدجاجة أم البيضة؟ علماء يتوصلون أخيراً إلى إجابة لغز «من الذي جاء أولاً»

قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن علماء من جامعة جنيف قدموا، في دراسة، إجابة للغز الشائع «مَن الذي جاء أولاً الدجاج أم البيضة؟» استندت إلى اكتشاف كائن حي متحجر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من التحضيرات للجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

وزير البيئة السعودي: المملكة تركز على أهمية معالجة تحديات الأمن الغذائي

نوّه وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي المهندس عبد الرحمن الفضلي، بريادة المملكة في دعم جهود «مجموعة العشرين»، لتحقيق أهداف تحديات الأمن الغذائي.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.