ضمن تدابير الحكومة المصرية لعدم «تحفيف أحمال الكهرباء» خلال فصل الصيف، راجعت وزارتا الكهرباء والبترول بمصر احتياجات محطات الإنتاج من الوقود، لتفادي قطع التيار الكهربائي الفترة المقبلة.
وتتعهد الحكومة المصرية بعدم «العودة إلى تخفيف أحمال الكهرباء»، التي طبقتها العامين الماضيين خلال أشهر الصيف. بعدما لجأت لخطة لقطع الكهرباء بالتناوب، على وقع أزمة في نقص الوقود والغاز اللازمين لتشغيل محطات الكهرباء، في ظل زيادة الاستهلاك نتيجة موجات الحر.
وراجع وزيرا الكهرباء محمود عصمت والبترول كريم بدوي «مدى جاهزية الشبكة القومية للغاز في تلبية احتياجات محطات توليد الكهرباء، خلال فصل الصيف الحالي»، ووفق إفادة لوزارة البترول، الجمعة، أكد الوزيران «جاهزية القطاعات المعنية للتعامل مع متطلبات التشغيل القصوى خلال الصيف».
كما أكد مدبولي، خلال اجتماع آخر، الجمعة، أن «الحكومة لديها خطة تحرك لتأمين الاحتياجات المختلفة من المواد البترولية والغاز للقطاعات المختلفة، لا سيما قطاع الكهرباء الذي يحتاج إلى كميات أكبر من الوقود مع بدء فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة».
وقال: «نستهدف هذا العام أن يكون لدينا 3 سفن للتغويز بداية من مطلع يوليو (تموز) المقبل لتكون طاقاتها الاستيعابية 2250 قدماً مكعباً يومياً، بينما كانت هذه الطاقات العام الماضي نحو 1000 قدم مكعب فقط، كما نعمل كذلك على وجود سفينة تغويز رابعة احتياطياً». وأضاف: «لدينا أيضاً تعاقدات على شحنات غاز، ولدينا احتياطي ومخزون من المازوت، ونعمل على تأمين مختلف الاحتياجات من المواد البترولية المختلفة».
وتفقد وزيرا الكهرباء والبترول، الجمعة، مركز التحكم القومي في الشبكة القومية للغاز الطبيعي بمصر، وناقشا «خطط التشغيل وموقف كميات الغاز المتاحة»، إلى جانب «سيناريوهات الإمداد المختلفة، بما يضمن استقرار الضغوط على الشبكة، وتوفير الوقود اللازم لتلبية الأحمال الكهربائية المخططة، وفق معدلات الاستهلاك المرتفعة في فصل الصيف».
وتتخذ الحكومة المصرية، ممثلة في وزارتي البترول والكهرباء، تدابير لعدم اللجوء لـ«تخفيف أحمال الكهرباء» مرة أخرى، من بينها «زيادة معدلات استيراد الوقود اللازم لتشغيل المحطات، والتوسع في مصادر الطاقة المتجددة لضمان انتظام خدمة التيار الكهربائي».
وأكدت وزارة البترول المصرية، في بيانها، الجمعة، «مواصلة تأمين احتياجات محطات الكهرباء من الغاز الطبيعي والمازوت، بما يحقق الاستدامة في تأمين الوقود اللازم لتوليد الكهرباء دون انقطاع».
كما راجع وزير الكهرباء المصري «احتياطات الوقود اللازم لتشغيل وحدات الإنتاج، وزيادة نسبة مشاركة الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة خلال الفترة المقبلة»، إلى جانب «أنماط التشغيل، لتحقيق الاستخدام الأمثل للوقود، وزيادة العائد في زيادة الإنتاج».
وحسب بيان «الكهرباء المصرية» شدد الوزير عصمت على ضرورة «رفع شركات توزيع الكهرباء درجة الاستعداد، ومتابعة استقرار التغذية الكهربائية، وتوفير الكهرباء لجميع الاستخدامات، مع التنسيق الدائم والمستمر مع مراكز التحكم»، وأكد على «المتابعة اللحظية لجميع المستجدات لتأمين الشبكة الموحدة واستقرار التغذية الكهربائية».
وفق أستاذ هندسة البترول بالجامعة الأميركية في مصر، جمال القليوبي، فإن هناك متابعة يومية من الحكومة المصرية لتدابير تأمين خدمة الكهرباء خلال فصل الصيف الحالي، وقال إن «القاهرة تطبق قاعدة إدارة الأزمات في توفير احتياجات التيار الكهربائي، عبر حزمة من الإجراءات التي تشمل كل القطاعات المعنية».
ويعتقد القليوبي أن «التحركات المصرية لتأمين احتياجاتها من الطاقة والكهرباء، جاءت إثر المستجدات في المنطقة». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «خطوات الاستعداد لفصل الصيف في مصر بدأت قبل نحو 6 أشهر بإجراءات تشمل التوسع في مصادر الطاقة الجديدة».
وتعمل الحكومة المصرية على التوسع في إقامة محطات الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء، وافتتح رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، محطة «أبيدوس 1» للطاقة الشمسية في محافظة أسوان (جنوب مصر) بقدرة 500 ميغاوات.