في حين تكثف السلطات الأمنية في ليبيا من عمليات «العودة الطوعية» لمهاجرين غير نظاميين إلى بلدانهم، رَصَد مركز «الهجرة المختلطة» التابع لوكالة الأمم المتحدة للهجرة ازدياد أعداد المهاجرين واللاجئين داخل البلاد بشكل لافت.
وتنتشر في ليبيا «هواجس» تتعلق باتجاه سلطات طرابلس إلى «توطين المهاجرين» في البلاد «وفق صفقة أوروبية»؛ لكن رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، ينفى وجود أي «صفقات»، مُدللاً على ذلك بـ«عمليات ترحيل المئات منهم بشكل مستمر».
وأعلن جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة، في مطلع الأسبوع، ترحيل 70 مهاجراً غير نظامي من جنسيات مصرية وسودانية وتشادية، عبر منافذ برية وجوية مختلفة، وذلك بعد يومين من ترحيل عشرات آخرين إلى دول عربية وآسيوية.
وكانت سلطات طرابلس قد أطلقت «حملة موسعة» لترحيل المهاجرين غير النظاميين إلى دولهم بمساعدة المنظمة الدولية التي سبق ورصدت وجود 704 آلاف و369 مهاجراً غير نظامي في ليبيا، 11 في المائة منهم نساء، و10 في المائة أطفال.
ورغم الزيادة في توافد المهاجرين على ليبيا، سجل «مركز الهجرة المختلطة» في إحصائية له تراجعاً في أعداد المهاجرين الذين انطلقوا من ليبيا باتجاه الشواطئ الأوروبية بنسبة 25 في المائة خلال الربع الأول من العام الجاري، مشيراً إلى انتعاش مسار الهجرة من شرق ليبيا إلى اليونان.
وقال المركز، في أحدث تقرير له، إن البيانات سجلت «زيادة كبيرة في أعداد اللاجئين وطالبي اللجوء المسجلين داخل ليبيا، لا سيما المنتمين للسودان، بالنظر إلى وجود 256 ألف لاجئ سوداني في ليبيا منذ انطلاق الحرب السودانية».
وضبطت السلطات الأمنية المعنية بمكافحة الهجرة في ليبيا 262 شخصاً في مناطق مختلفة من البلاد في الرابع والعشرين من أبريل (نيسان) الجاري، قالت إنهم كانوا يخططون للهروب عبر البحر إلى الشواطئ الأوروبية، بالإضافة إلى «تحرير» 34 آخرين من قبضة عصابة تمتهن «الاتجار بالبشر».
وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن هؤلاء تجري إعادتهم إلى مراكز الإيواء، قبل ترتيب إعادة ترحيلهم إلى دولهم بالتنسيق مع سفاراتهم ومنظمة الهجرة الدولية.
ومنذ عام 2015، ساعدت المنظمة الدولية للهجرة 80 ألف مهاجر على العودة الطوعية من ليبيا إلى بلدانهم الأم عبر برنامج «العودة الطوعية الإنسانية»، الذي تقول إنه قدم «طوق نجاة بالغ الأهمية للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل من أكثر من 49 جنسية مختلفة من أفريقيا وآسيا كانوا يرغبون في العودة إلى أوطانهم وإعادة بناء حياتهم من جديد».