فرنسا تدعو لاستكمال العملية السياسية الليبية برعاية أممية

حفتر يفتتح مشروعات تنموية... وقوات «الوحدة» تجري تمريناً تعبوياً

السفير الفرنسي لدى ليبيا مصطفى مهراج مع المبعوثة الأممية هانا تيتيه (السفارة)
السفير الفرنسي لدى ليبيا مصطفى مهراج مع المبعوثة الأممية هانا تيتيه (السفارة)
TT

فرنسا تدعو لاستكمال العملية السياسية الليبية برعاية أممية

السفير الفرنسي لدى ليبيا مصطفى مهراج مع المبعوثة الأممية هانا تيتيه (السفارة)
السفير الفرنسي لدى ليبيا مصطفى مهراج مع المبعوثة الأممية هانا تيتيه (السفارة)

عدّت سفارة فرنسا لدى ليبيا، أن الجمود السياسي لا يزال يؤجِّج انعدام الأمن والاستقرار في البلاد، بعد مرور 14 عاماً على ثورة 17 فبراير (شباط) التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011.

وقالت السفارة في بيان مقتضب، اليوم (الاثنين)، إن استكمال العملية السياسية بنجاح، بدعم من الأمم المتحدة، هو وحده الذي سيسمح لليبيا باستعادة وحدتها واستقرارها وسيادتها.

بدوره، قال وزير الخارجية المكلف بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، الطاهر الباعور، إنه بحث مع السفير الإيطالي، جانلوكا البريني، مساء الأحد، الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والتنمية في ليبيا والمنطقة، وسبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

وزير الخارجية المكلف بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة مع سفير إيطاليا (خارجية الوحدة)

وشدَّد الباعور على أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة، ويسهم في دعم الاستقرار والتنمية في ليبيا والمنطقة.

من جهة أخرى، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، اليوم (الاثنين)، استئناف شركة «الهروج للعمليات النفطية» الإنتاج من البئر (بي - 102) في حقل آمال (في - 12)، بعد استكمال أعمال صيانة متكاملة حقَّقت معدل إنتاج يومياً قدره 1500 برميل، بعد توقف لأكثر من عام ونصف العام.

وأدرجت المؤسسة، هذه الجهود في إطار تنفيذ خطتها لرفع الإنتاج، وإعادة تشغيل الآبار المتوقفة، وتعزيز جاهزية البنية التحتية.

من جانب آخر، أكد رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة»، الفريق أول محمد الحداد، أهمية التمرين التعبوي الذى حضر تنفيذه داخل معسكر «الكتيبة 110»، التابعة لـ«اللواء 53 مشاة»، ضمن الخطة التدريبية للعام الحالي، مشيداً بتميزه، «وتنفيذه على الأسس والقواعد الصحيحة بكفاءة عالية».

مشروعات تنموية

وفيما يتعلق بالمشروعات التنموية، شارك القائد العام لـ«الجيش الوطني»، المشير خليفة حفتر، مساء الأحد، رفقة رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، في افتتاح بعض المشروعات الخدمية والتنموية في مدينة مرزق بجنوب البلاد.

مشاركة حفتر في افتتاح مشروعات بمدينة مرزق (الحكومة المكلفة من مجلس النواب)

وعدّت الحكومة هذه المشروعات «نقلةً نوعيةً» في مسار عودة المدينة إلى الحياة، على الصعيدَين الخدمي والتنموي، بعد سنوات من التهميش، وافتقارها لأدنى مقومات الخدمات الأساسية.

ووفقاً لمجلس النواب، حضر الافتتاح عدد من أعضائه برئاسة النائب الثاني لرئيسه مصباح دومة، والقيادات الأمنية والعسكرية، وعمداء البلديات، والمشايخ، والأعيان، والحكماء، ومؤسسات المجتمع المدني بالمنطقة الجنوبية.

وعلى صعيد آخر، أعلنت بلدية الأصابعة بغرب ليبيا تضرر 5 منازل من «الحرائق الغامضة» التي تندلع من وقت إلى آخر، من بينها منزل يتعرَّض للضرر للمرة الأولى، مشيرةً إلى تسجيل 12 حالة اختناق.

وبحسب بلدية الأصابعة، فقد بلغ عدد المنازل المتضررة 231 منزلاً.


مقالات ذات صلة

ما إمكانية معاقبة «معرقلي» العملية السياسية في ليبيا؟

شمال افريقيا اجتماع «لجنة المتابعة الدولية» بشأن ليبيا في برلين (البعثة الأممية)

ما إمكانية معاقبة «معرقلي» العملية السياسية في ليبيا؟

أثيرت تساؤلات في ليبيا حول إمكانية فرض «عقوبات» دولية على شخصيات سياسية وميليشياوية في البلاد.

علاء حموده (القاهرة )
شمال افريقيا تعزيزات أمنية في طرابلس قبل انطلاق مظاهرات الجمعة (داخلية الوحدة)

«الوحدة» الليبية تلاحق «متورطين» في هجوم مسلح على عناصرها بطرابلس

تلاحق حكومة «الوحدة» المؤقتة في ليبيا «متورطين» في هجوم مسلح على عناصرها بطرابلس.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا حماد يترأس اجتماع حكومة «الاستقرار» (الحكومة)

«الاستقرار» الليبية تدعو اليونان للحوار عقب «حديث التنقيب» جنوب كريت

أبدى رئيس حكومة الاستقرار الليبية، أسامة حماد، تعجبه من حديث اليونان بشأن تراخيص التنقيب واستغلال مادة الهيدروكربونات في مناطق بحرية جنوب جزيرة كريت

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا المنفي خلال لقائه الحداد (المجلس الرئاسي الليبي)

المنفي يشدد على «تطهير» العاصمة الليبية من المظاهر المسلحة

تلقى رئيس المجلس الرئاسي الليبي «إحاطةً كاملة» عن الوضع الأمني والعسكري بالعاصمة، و«مدى استجابة الأطراف وعودة جميع القوات لمعسكراتها».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حقل «الشرارة» النفطي في جنوب ليبيا (الاتحاد العام لعمال النفط والغاز)

طرابلس تتمسك برفض تنقيب أثينا عن النفط بالمناطق «المتنازع عليها»

عبرت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة عن «قلقها البالغ» من إطلاق اليونان «دعوة دولية لتقديم عطاءات للتنقيب عن الهيدروكربون بمناطق بحرية متنازع عليها».

جمال جوهر (القاهرة)

معارك بابنوسة بغرب كردفان مستمرة

تسببت الحرب السودانية في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص (د.ب.أ)
تسببت الحرب السودانية في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص (د.ب.أ)
TT

معارك بابنوسة بغرب كردفان مستمرة

تسببت الحرب السودانية في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص (د.ب.أ)
تسببت الحرب السودانية في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص (د.ب.أ)

لا أحد يستطيع «الجزم» بما يحدث في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان السودانية، التي تشهد معارك كسر عظم واستنزاف منذ عدة أيام، بين الجيش و«قوات الدعم السريع». وفي حين يؤكد الجيش أنه سحق القوات المهاجمة عن المدينة التي تعد آخر معاقله بولاية غرب كردفان، تناقلت مواقع مؤيدة لـ«قوات الدعم السريع»، مقاطع فيديو تفيد بسيطرة «الدعم» على أجزاء كبيرة من المدينة واقترابهم من استعادة السيطرة عليها، بما في ذلك مقرات تابعة للفرقة 22، إحدى أكبر تجمعات قوات الجيش السوداني في غرب البلاد.

أهمية بابنوسة

بابنوسة، ويدللها أهلها باسم «القميرة» (تصغير قمر)، إحدى مدن ولاية غرب كردفان المهمة، وتبعد عن العاصمة الخرطوم بنحو 700 كيلومتر، وتنبع أهميتها من كونها «تقاطع طرق» تربط غرب السودان بوسطه وشماله، بل وجنوبه قبل انفصاله، وعندها يتفرع خط السكة حديد إلى مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، وإلى مدينة واو بجنوب السودان، وتعد واحدة من أكبر من مراكز سكك حديد السودان.

ويعتمد اقتصاد المدينة على التجارة والزراعة والرعي، ويوجد بها أول مصنع لتجفيف الألبان في الإقليم، أنشئ بمنحة من دولة يوغسلافيا السابقة على عهد الرئيس الأسبق إبراهيم عبود في خمسينيات القرن الماضي، وافتتحه الرئيس اليوغسلافي المارشال جوزيف بروز تيتو. وتضم الفرقة 22 التابعة للجيش، إلى جانب عناصرها، قوات قادمة من ولايات ومناطق دارفور وكردفان سيطرت عليها «قوات الدعم السريع».

أطفال سودانيون في معسكر للنازحين بولاية جنوب كردفان (أرشيفية - رويترز)

وظلت المدينة تشهد معارك منذ الأيام الأولى للحرب، ما أدى إلى هجرة أهلها، إلى مدينة المجلد القريبة، والقرى والبلدات المجاورة، وتحولت إلى مدينة «أشباح» يسكنها جنود من الطرفين المتقاتلين. ثم توقف القتال فيها في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، باتفاق ثلاثي بين الجيش و«الدعم السريع» والإدارة الأهلية بالمدينة، قضى بوقف التصعيد وتحليق الطيران الحربي والقصف في المدينة، لكن الأوضاع ظلت متوترة في المدينة، واعتصمت بها قوات الجيش بمقراتها غرب المدينة، بينما ظلت «قوات الدعم السريع» تسيطر على الأحياء «المهجورة».

لكن المدينة شهدت معارك ضارية منذ السبت، وقال عنها الجيش، في بيان رسمي، إن قواته في الفرقة 22، سحقت هجوماً كبيراً لـ«قوات الدعم السريع» التي حشدت لها من كل صوب، وتوعد بتحويل المدينة إلى مقبرة لـ«قوات الدعم السريع»، «وما يجمعون».

حرب استنزاف

ولم تصدر تعليقات رسمية من «قوات الدعم السريع» حول حقيقة الوضع في المدينة، لكن منصتها على «تلغرام» ذكرت أنها سيطرت على اللواء 189 التابع للفرقة، فيما ذكرت منصات تابعة للجيش أن «قوات الدعم السريع» بسطت سيطرتها مؤقتاً على مقر اللواء، واضطرت للانسحاب بعد تدخل قوات الجيش، بيد أن مصدراً عسكرياً طلب عدم كشف اسمه، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة بابنوسة أسوة بمدينة الفاشر، تعد «مناطق استنزاف» لـ«قوات الدعم السريع»، حيث خسرت أعداداً كبيرة من الرجال والعتاد أثناء محاولتها مهاجمة مقرات الجيش، وأضاف: «في معركة بابنوسة أمس، نصب الجيش فخاً لـ(الدعم السريع)، فاندفع بمقاتليه تجاه مقر الفرقة، قبل أن يطبق عليهم، ويصدهم، ملحقاً بهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد».

الحرب شرَّدت ملايين السودانيين بين نزوح في الداخل ولجوء إلى الخارج (أ.ف.ب)

وتعد معارك بابنوسة محورية لكل من الجيش و«الدعم السريع»، ففي حال سيطرت «قوات الدعم السريع» على المدينة ستبسط سيطرتها على كامل ولاية غرب كردفان المحادة لدولة جنوب السودان من جهة الجنوب، وولايتي شمال وجنوب كردفان من جهة الشرق، وولايات جنوب وشمال دارفور، من جهة الغرب، وذلك بعد أن أكمل سيطرته على مدينتي «النهود والخوى»، وحال احتفاظ الجيش بقاعدته في بابنوسة، يكون قد احتفظ بموطئ القدم في الولاية، يمهد لخطواته باتجاه دارفور.