«هدنة غزة»: جولة ويتكوف في المنطقة «دفعة» لاستئناف المفاوضات

القاهرة تواصل اتصالاتها بشأن وقف إطلاق النار

أشخاص ينتشلون جثث قتلى من تحت أنقاض مبنى دُمر في غارة إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
أشخاص ينتشلون جثث قتلى من تحت أنقاض مبنى دُمر في غارة إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

«هدنة غزة»: جولة ويتكوف في المنطقة «دفعة» لاستئناف المفاوضات

أشخاص ينتشلون جثث قتلى من تحت أنقاض مبنى دُمر في غارة إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
أشخاص ينتشلون جثث قتلى من تحت أنقاض مبنى دُمر في غارة إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أيام حاسمة تنتظرها مفاوضات هدنة قطاع غزة، مع لقاء ثلاثي بالبيت الأبيض يجمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومبعوثه للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبيل جولة مرتقبة لويتكوف في المنطقة.

وبحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن المفاوضات تنتظر جولة ويتكوف التي قد تحمل دفعة للمفاوضات حال انتهى اللقاء الثلاثي باتفاق على التهدئة، لافتين إلى أن نتنياهو قد يقبل بهدنة مؤقتة وليس وقفاً للحرب خشية سقوط حكومته.

وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، الأحد، بأن نتنياهو سيلتقي ترمب وويتكوف، الاثنين، ولفتت إلى أن «حضور المبعوث الأميركي اللقاء تم تنسيقه بسرعة في مؤشر على مناقشة ترمب ونتنياهو ملف الأسرى».

وينتظر توجه ويتكوف إلى الشرق الأوسط، الأسبوع الجاري، ومن المقرر أن يلتقي في أبوظبي بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، الذي يرأس فريق التفاوض الإسرائيلي، حسبما ذكر موقع «أكسيوس» الجمعة، نقلاً عن مسؤول أميركي، لفت إلى أنه قد يسافر أيضاً إلى الدوحة أو القاهرة، إذا كانت هناك تطورات في المفاوضات بشأن صفقة غزة.

وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الجمعة، عن أن مصر «تقدمت بمقترح جديد لتسوية بخصوص وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بهدف سد الفجوات». وتوقفت مفاوضات استئناف اتفاق الهدنة الذي انهار في 18 مارس (آذار) الماضي، بعد نحو شهرين، من التهدئة، عند مقترحات عديدة خلال مارس الماضي، أبرزها مقترح ويتكوف، وآخرين من مصر وإسرائيل.

وكان ترمب قد أعلن قبل أيام أن نتنياهو سيزور أميركا خلال أيام، مشدداً على أنه سيسعى لحل «مشكلة قطاع غزة»، وقال إن «الكثيرين يموتون في غزة، وسنرى ما يُمكن أن نفعله في هذا الشأن».

وتأتي التحركات الجديدة في ظل تواصل الاتصالات المصرية، للتوصل لهدنة في غزة، وجرى اتصال هاتفي، الأحد، بين وزير الخارجية بدر عبد العاطي ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بهدف «متابعة الجهود الرامية إلى العودة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان تنفيذ مراحله الثلاث في ظل التصعيد الإسرائيلي الخطير في المنطقة»، وذلك غداة اتصال مماثل بين الوزير المصري ونظيره التركي هاكان فيدان، تطرق للجهود بشأن غزة.

وبرأي المفكر المصري، الدكتور عبد المنعم سعيد، فإن «زيارة ويتكوف تقول إن هناك جدية طرأت، والأقرب أنها نتاج محادثة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وترمب»، متوقعاً «إمكانية أن تؤدي هذه الزيارة التي يسبقها لقاء بالبيت الأبيض إلى دفعة للمفاوضات للتوصل لهدنة جديدة تحت ضغوط الاتصالات المصرية المتواصلة».

ويعتقد أن «الأمر يحتاج موقفاً من (حماس) أكبر للذهاب لاتفاق»، مشيراً إلى أن الأميركان قد يضغطون على نتنياهو لهدنة مؤقتة، وقد يقبل ذلك، خاصة أن وقف الحرب غير مطروح لديه خوفاً من سقوط حكومته وملاحقته.

فلسطينيون خلال انتظارهم في وقت سابق على طول طريق صلاح الدين في النصيرات بالقرب من ممر نتساريم (أ.ف.ب)
فلسطينيون خلال انتظارهم في وقت سابق على طول طريق صلاح الدين في النصيرات بالقرب من ممر نتساريم (أ.ف.ب)

وبحسب المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، فإن زيارة ويتكوف للمنطقة قد تكون مهمة لو تطورت وانتقل من أبوظبي إلى الدوحة أو القاهرة، وحينها ستكون دفعة للمفاوضات، لافتاً إلى أن حضوره لقاء ترمب ونتنياهو يحمل أهمية كبرى لحسم الخطوات المقبلة، خاصة أن الأخير يريد ضغوطاً أميركية لصالحه.

ويحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، قمة ثلاثية حول الوضع في غزة مع نظيره المصري والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وذلك بمناسبة زيارته مصر يومي الاثنين والثلاثاء، وفق بيان للرئيس الفرنسي على منصة «إكس»، قال إنه «استجابة لحالة الطوارئ في غزة».

كما سيتوجه الرئيس الفرنسي إلى مدينة العريش على بعد 50 كيلومتراً من قطاع غزة، الثلاثاء، للقاء جهات إنسانية وأمنية و«لإظهار سعيه المستمر» لوقف إطلاق النار، وفق بيان للإليزيه.

ويعتقد مطاوع أن زيارة ماكرون للعريش وقمته المرتقبة مع الرئيس المصري وملك الأردن تحمل رسالة أوروبية لواشنطن في ظل التوترات بينهما في ظل موقف ترمب من حرب أوكرانيا أو الرسوم الجمركية، وهذا سيجعل من موقف فرنسا وأوروبا أكثر تعاطفاً مع القضية الفلسطينية، ودعماً لخطة الإعمار واليوم التالي للحرب وقبلها الهدنة.

بينما يرى سعيد أن السيناريو الأقرب هو «التوصل لاتفاق مؤقت كما تم في المرحلة الأولى واستغلال نتنياهو أي ثغرة للانقلاب عليه»، مرجحاً: «حدوث هدنة قريباً في ظل التحركات الأميركية الجديدة والاتصالات المصرية».


مقالات ذات صلة

كندا: زعيم المحافظين يتعهد بترحيل الأجانب المروجين لمعاداة السامية

العالم زعيم حزب المحافظين في كندا بيار بوالييفر (أ.ف.ب)

كندا: زعيم المحافظين يتعهد بترحيل الأجانب المروجين لمعاداة السامية

تعهد زعيم حزب المحافظين في كندا خلال حملته الانتخابية، السبت، بترحيل الأجانب الذين يثيرون الكراهية، وندد بالمسيرات المؤيدة للفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
المشرق العربي فلسطينيون يفحصون مكاناً تعرض لقصف إسرائيلي في مخيم جباليا بقطاع غزة (د.ب.أ) play-circle

«حماس»: وفد من الحركة توجه إلى القاهرة للاجتماع مع الوسطاء

قالت حركة «حماس»، اليوم السبت، إن وفداً برئاسة خليل الحية توجه إلى القاهرة للاجتماع مع الوسطاء من قطر ومصر للتوصّل إلى اتفاق ووقف الهجوم الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي صواريخ أطلقت من قطاع غزة باتجاه إسرائيل (أرشيفية - د.ب.أ) play-circle

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صواريخ أطلقت من غزة

قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه اعترض «بنجاح» صاروخاً أُطلق من قطاع غزة، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في عدة مناطق مفتوحة تابعة لبلدات الحدود الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا السيسي وسوبيانتو استعراضا خلال محادثات في القاهرة المستجدات الإقليمية والدولية (الرئاسة المصرية)

قمة مصرية - إندونيسية تؤكد ضرورة إعمار غزة دون «تهجير»

أكد الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والإندونيسي برابوو سوبيانتو، السبت، «ضرورة بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير سكانه».

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)

وزير الخارجية المصري يبحث مع المنسقة الأممية الوضع «الكارثي» في غزة

بحث وزير الخارجية بدر عبد العاطي مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، الوضع الإنساني «الكارثي» في القطاع.


مخاوف من مقتل مئات بالسودان في هجوم لـ«الدعم السريع» على معسكر زمزم

جنود من «قوات الدعم السريع» (رويترز)
جنود من «قوات الدعم السريع» (رويترز)
TT
20

مخاوف من مقتل مئات بالسودان في هجوم لـ«الدعم السريع» على معسكر زمزم

جنود من «قوات الدعم السريع» (رويترز)
جنود من «قوات الدعم السريع» (رويترز)

قالت وزارة الخارجية السودانية ومنظمات إغاثة، اليوم السبت، إن مئات أصيبوا وقتلوا في هجوم مدمر شنته «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية على معسكر زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر، فيما وصفه البعض بأنه أحد أسوأ الانتهاكات منذ اندلاع الحرب.

وذكرت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، في بيان، أن الموجة الأولى من الهجمات المتعددة بدأت يوم الخميس واستمرت الهجمات حتى يومي الجمعة والسبت، مما أدى إلى تدمير منازل وأسواق ومرافق للرعاية الصحية.

وقالت المنسقية، وفقاً لوكالة «رويترز»، إن الهجوم «خلف مئات القتلى والمصابين، غالبيتهم من النساء والأطفال». ونددت المنسقية بالهجمات ووصفتها بأنها «جرائم حرب مكتملة الأركان، وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم».

وأضافت أن هجمات مماثلة على مخيم «أبو شوك» الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل 35 مدنياً. وجاء، في بيانها، أن «الوضع الإنساني في الفاشر ينحدر بسرعة نحو كارثة غير مسبوقة»، مشيرة إلى وقوع مجاعة ونقص الأدوية وانعدام تام للأمن.

وقالت كليمنتاين نكويتا سلامي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، في بيان، اليوم السبت، إن 100 مدني على الأقل قتلوا في مخيم «أبو شوك» ومعسكر زمزم اللذين يستضيفان أكثر من 700 ألف نازح. وأصبح العديد منهم الآن محاصرين بلا مأوى آمن.

وقالت منظمة «ريليف إنترناشونال»، وهي آخر منظمة تقدم خدمات أساسية في معسكر زمزم، إن المركز الطبي التابع لها تعرض للهجوم وقُتل تسعة من الموظفين، منهم أطباء وسائقون.

وذكرت، في بيان: «كان هذا هجوماً مُستهدفاً الفئات الأكثر ضعفاً، كبار السن والنساء والأطفال. شمل الهجوم أيضاً عيادتنا وهي آخر مصدر متبق للرعاية الصحية في زمزم».

ونددت الولايات المتحدة بالهجمات التي شنتها قوات «الدعم السريع» على عدة مناطق في أنحاء السودان. وأعربت «الخارجية الأميركية»، في بيان على حسابها على منصة «إكس»، عن «قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد بشن قوات الدعم السريع هجمات على مخيمي زمزم وأبو شوك شمال دارفور».

وقالت الخارجية في البيان: «نحثّ على حماية المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني. كما ندعو إلى فتح ممرات إنسانية لتمكين وصول المساعدات الإنسانية وتوفير ممر آمن للمدنيين الفارين من العنف». وتابعت: «يجب على الأطراف المتحاربة الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي ويجب محاسبة مرتكبي الانتهاكات».

بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إن التقارير الواردة من مدينة الفاشر في دارفور عن مقتل مدنيين بينهم عمال إغاثة في هجمات عشوائية لـ«الدعم السريع» هي تقارير «مروعة».

وأضاف لامي في حسابه على منصة «إكس» أن هجمات الفاشر تؤكد أهمية مؤتمر السودان المزمع عقده في لندن مع الشركاء الدوليين، داعياً «جميع الأطراف في السودان للالتزام بحماية المدنيين».

ونفت «قوات الدعم السريع» الادعاءات بوقوع مجازر في مخيم زمزم ووصفتها بأنها «ملفقة»، قائلة إن مقطع فيديو نشر مؤخراً يصور معاناة المدنيين مفبرك من الجيش السوداني.

وفي بيان صدر اليوم السبت، اتهمت «قوات الدعم السريع» الجيش السوداني بتنظيم حملة إعلامية باستخدام ممثلين وفبركة مشاهد داخل المخيم لتجريمهم زوراً.

ونفت مسؤوليتها عن أي هجمات على المدنيين، وأكدت التزامها بالقانون الإنساني الدولي، وانتقدت ما وصفته بحملة دعائية تهدف إلى تشويه سمعتها وصرف الانتباه عن الجرائم الحقيقية المرتكبة ضد الشعب السوداني.

وتدعو الوكالات الإنسانية وقادة محليون للوقف الفوري لإطلاق النار وإتاحة المجال لعمال الإغاثة.

واندلعت الحرب في السودان في أبريل (نيسان) 2023، نتيجة صراع على السلطة بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، مما بدد آمال الانتقال إلى حكم مدني.

ومنذ ذلك الحين، أدى الصراع إلى نزوح ملايين وتدمير مناطق مثل دارفور، حيث تقاتل «قوات الدعم السريع» الآن للحفاظ على معقلها وسط تقدم الجيش في الخرطوم.