بعد «استئناف حرب غزة»... 3 سيناريوهات محتملة «تربك» جهود الوسطاء

مصر تطالب باستكمال مراحل اتفاق وقف إطلاق النار

رد فعل فلسطينية على استئناف الحرب في غزة وأوامر الإخلاء الإسرائيلية (أ.ف.ب)
رد فعل فلسطينية على استئناف الحرب في غزة وأوامر الإخلاء الإسرائيلية (أ.ف.ب)
TT
20

بعد «استئناف حرب غزة»... 3 سيناريوهات محتملة «تربك» جهود الوسطاء

رد فعل فلسطينية على استئناف الحرب في غزة وأوامر الإخلاء الإسرائيلية (أ.ف.ب)
رد فعل فلسطينية على استئناف الحرب في غزة وأوامر الإخلاء الإسرائيلية (أ.ف.ب)

اتصالات مصرية ومطالب غربية تدفع جميعها صوب وقف موجة قصف إسرائيلية هي الأعنف بعد شهرين من هدنة هشة، وسط حديث من طرفي الأزمة بعدم «غلق باب التفاوض».

تلك الخطوات التي يبذلها الوسطاء وحلفاء بالمنطقة تواجه، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، 3 سيناريوهات محتملة، بين تراجع «حماس» وتقديم تنازلات وتسليم محتجزين تحت الضغط العسكري، أو الذهاب لتسوية شاملة، أو استمرار الوضع الكارثي حتى الوصول إلى حافة الهاوية، مشيرين إلى أن تلك السيناريوهات «ستزيد الأعباء على الوسطاء، وتربك جهودهم، لا سيما مصر، لوقف إطلاق النار واستكمال الهدنة».

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عودة الحرب في غزة، الثلاثاء، بعد هدنة استمرت نحو شهرين مما خلف أكثر من 400 قتيل وما يزيد على 500 مصاب آخرين، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مداخلة متلفزة، إن المفاوضات «لن تجرَي من الآن فصاعداً إلا تحت النار».

وفي أول تحرك عربي جماعي، شهد مقر جامعة الدول العربية، بالقاهرة، الأربعاء، اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث وقف الحرب على غزة، بناء على طلب فلسطين، ودعا مندوبها الدائم بالجامعة، مهند العكلوك، إلى «الحديث مع إسرائيل بلغة العقوبات والمقاطعة الاقتصادية، والعزل السياسي، والملاحقة القانونية في آليات العدالة الدولية والوطنية، ومنع الطيران الإسرائيلي من التحليق في الأجواء العربية، وتجميد عضوية إسرائيل في المنظمات الدولية».

فلسطينيون يغادرون بيت حانون شمال قطاع غزة مع أمتعتهم عقب أوامر إخلاء إسرائيلية (أ.ف.ب)
فلسطينيون يغادرون بيت حانون شمال قطاع غزة مع أمتعتهم عقب أوامر إخلاء إسرائيلية (أ.ف.ب)

وجاءت تلك المطالب غداة اتصالات مصرية، أجراها وزير الخارجية بدر عبد العاطي مع مسؤولين أوروبيين، من بينهم الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، ونظيريه؛ النرويجي إسبين بارث إيد، والإسباني خوسيه مانويل ألباريس، وشدد خلالها على «ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بممارسة الضغوط على إسرائيل للتوقف فوراً عن عدوانها في غزة»، مؤكداً «ضرورة قيام الأطراف بممارسة ضبط النفس لإتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال جهودهم للوصول إلى تنفيذ دائم لاتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث».

بدوره، دعا رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في منشور عبر حسابه بمنصة «إكس»، إلى «تحرك دولي فوري وحاسم لإجبار إسرائيل على تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار، والالتزام بالاتفاق، والعودة إلى المفاوضات».

والأربعاء، أعلنت كالاس، في تصريحات أنها أبلغت وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن الضربات الأخيرة على غزة «غير مقبولة»، وفي باريس، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مؤتمر مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في الإليزيه أنه «يجب أن تتوقف الأعمال العدائية فوراً، ويجب استئناف المفاوضات بحسن نية تحت رعاية أميركية».

3 سيناريوهات

وعن نتائج تلك المساعي، يري أستاذ العلوم السياسية، المتخصص في الشؤون الدولية والفلسطينية والإسرائيلية، الدكتور طارق فهمي، أن «هناك سيناريو أول رئيسي خاص بوقف إطلاق النار عبر تقديم (حماس) تنازلات ونيل ضمانات، والسيناريو الثاني يتضمن الاستمرار في العمل العسكري أكبر قدر ممكن لفرض شروط التفاوض والضغط على الحركة الفلسطينية ووضعها على حافة الهاوية لتقديم مزيد من التنازلات بما ذلك نزع سلاحها وخروجها من المشهد، والسيناريو الثالث عبر فرض الولايات المتحدة تسوية شاملة بتنسيق عربي مع الوسطاء ويتم تسليم الرهائن في صفقة واحدة».

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، أن السيناريوهات محدودة ومربكة لجهود الوسطاء التي تسعى لوقف إطلاق نار في أسرع وقت، مع استمرار نتنياهو في إدارة المفاوضات تحت النار، مرجحاً، إما أن «تتراجع (حماس) وتسلم محتجزين، وإما سنرى تدخلاً عربياً واسعاً تجاه تسوية شاملة بموعد محدد».

بالمقابل، أكد مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب لم تغلق باب التفاوض إذا كانت «حماس» ستوافق على تسليم مزيد من الرهائن، معتبراً القتال «شكلاً مختلفاً من التفاوض، وسوف يستمر حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين»، وفق ما نقلته شبكة «ABC» الأميركية.

كما أكد طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «(حماس) لم تغلق باب التفاوض، ولا حاجة إلى اتفاقات جديدة، في ظل وجود اتفاق موقَّع من كل الأطراف».

وأضاف: «(حماس) تطالب الوسطاء والمجتمع الدولي بإلزام الاحتلال بوقف العدوان، وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والبدء بالمرحلة الثانية» من الهدنة التي بدأت في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وامتدت المرحلة الأولى من الاتفاق 6 أسابيع، جرى خلالها الإفراج عن 33 رهينة؛ ضمنهم 8 جثث، في مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني، وفي حين أعلنت إسرائيل تأييدها مقترحاً أميركياً لتمديد الهدنة حتى منتصف أبريل (نيسان) المقبل، شددت «حماس» على ضرورة بدء التفاوض بشأن المرحلة الثانية، التي من المفترض أن تضع حداً نهائياً للحرب، وانسحاب الجيش من كامل القطاع.

ويستغرب مطاوع، حديث «حماس» عن عدم غلق باب التفاوض وتمسكها بالمرحلة الثانية، قائلاً: «هذا حديث غير عقلاني ويربك جهود الوسطاء»، مشيراً إلى «أن الحركة لو كانت وافقت منذ البداية على التمديد، لكانت حكومة نتنياهو سقطت بسبب خلافات الموازنة والتجنيد الداخلية، لكنها منحتها أكسجين الحياة كما كان في الماضي، والأمر الآن بعد استئناف الحرب تجاوز مطالبها وستدرك ذلك متأخرة».

ولا يعتقد مطاوع، حدوث أي تعديل في التوافق الإسرائيلي - الأميركي الذي يشترط قبول «حماس» بمطلب إطلاق سراح جميع الرهائن دون مرحلة ثانية، أو استمرار الحرب وانتظار ما ستسفر عنه من السيناريوهات السابقة.


مقالات ذات صلة

«حماس»: محاولات الاحتلال إشاعة الفلتان في قطاع غزة لن تنجح

المشرق العربي مقاتلو «حماس» يؤمّنون شاحنات مساعدات في رفح (أ.ب)

«حماس»: محاولات الاحتلال إشاعة الفلتان في قطاع غزة لن تنجح

أعلنت حركة «حماس» أن محاولات «الاحتلال» الإسرائيلي تنفيذ مخططاته، عبر ضرب السلم الأهلي وإشاعة الفلتان في قطاع غزة، لن تنجح.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي مبنى متضرر جراء غارة جوية إسرائيلية على خان يونس بغزة (د.ب.أ) play-circle

بينهم ضحايا لاستهداف عيادة.. عشرات القتلى جراء القصف الإسرائيلي في أنحاء غزة

أفادت مصادر طبية بمقتل عشرات المواطنين إثر غارات إسرائيلية على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، منذ فجر اليوم (الأربعاء)، وفق إعلام فلسطيني.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي مدنيون فلسطينيون ينتظرون توزيع وجبات مجانية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ب)

إسرائيل تعلن توسيع العملية العسكرية في غزة «بشكل كبير»

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (الأربعاء)، توسيع نطاق العملية العسكرية في غزة بشكل كبير، وقال إنه من المقرر السيطرة على مساحات واسعة من القطاع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي 
فلسطينيون يعاينون  أمس موقعاً استهدفه قصف إسرائيلي في خان يونس (رويترز)

مخابز غزة بلا طحين... وبوادر مجاعة

توقَّف عمل جميع المخابز في مناطق وسط قطاع غزة وجنوبه، أمس، بينما يُنتظر توقف عملها شمالاً، اليوم (الأربعاء)، وارتفعت التحذيرات من بوادر مجاعة تلوح للغزيين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي قيادي في «حماس» يقول: «لن نرفع الراية البيضاء» (أ.ف.ب)

«حماس»: لن نرفع الراية البيضاء ومستعدون لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بشروط

أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، سهيل الهندي، أن الحركة لن ترفع الراية البيضاء.

«الشرق الأوسط» (غزة)

قضايا استراتيجية وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر

بعد 8 أشهر من أزمة دبلوماسية غير مسبوقة أكد الرئيسان الفرنسي والجزائري الحاجة إلى تجديد الحوار بسبب «متانة الروابط»... (أ.ف.ب)
بعد 8 أشهر من أزمة دبلوماسية غير مسبوقة أكد الرئيسان الفرنسي والجزائري الحاجة إلى تجديد الحوار بسبب «متانة الروابط»... (أ.ف.ب)
TT
20

قضايا استراتيجية وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر

بعد 8 أشهر من أزمة دبلوماسية غير مسبوقة أكد الرئيسان الفرنسي والجزائري الحاجة إلى تجديد الحوار بسبب «متانة الروابط»... (أ.ف.ب)
بعد 8 أشهر من أزمة دبلوماسية غير مسبوقة أكد الرئيسان الفرنسي والجزائري الحاجة إلى تجديد الحوار بسبب «متانة الروابط»... (أ.ف.ب)

أسباب كثيرة دفعت بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون، إلى التواصل بعد أشهر من الأزمة بين البلدين؛ انطلاقاً من الحاجة إلى التعاون الأمني والاقتصادي، ووصولاً إلى القضية الشائكة المتمثّلة في عدم قدرة باريس على ترحيل كثير من الجزائريين من دون التعاون مع بلادهم. وبعد 8 أشهر من أزمة دبلوماسية غير مسبوقة، أكد الرئيسان خلال اتصال هاتفي، الاثنين، الحاجة إلى تجديد الحوار بسبب «متانة الروابط» التي تجمع فرنسا والجزائر، ومصالحهما الاستراتيجية والأمنية، وكذلك «التحديات والأزمات التي تواجه كلاً من أوروبا والحوض (المتوسطو - أفريقي)».

* علاقات إنسانية متشابكة

تقيم في فرنسا، الدولة المستعمِرة السابقة للجزائر، جالية جزائرية كبيرة بلغ تعدادها 649 ألفاً و991 شخصاً في عام 2024، بزيادة قدرها 0.5 في المائة على عام 2023، وفق وزارة الداخلية. ويضاف إلى هؤلاء 1.2 مليون شخص؛ متحدرون من مهاجرين جزائريين، وفقاً لـ«المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية». لذلك؛ يمكن للقيود على التأشيرات قصيرة الأمد للزيارات العائلية أن تؤثر مباشرة على الجزائريين، علماً بأن رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا بايرو، ووزير الخارجية جان نويل بارو، شددا على رفض تحميل الجالية الجزائرية عبء هذه الأزمة الدبلوماسية.

الرئيس الجزائري مستقبلاً رئيسة الحكومة الفرنسية في 10 أكتوبر 2022 (الرئاسة الجزائرية)
الرئيس الجزائري مستقبلاً رئيسة الحكومة الفرنسية في 10 أكتوبر 2022 (الرئاسة الجزائرية)

يقول حسني عبيدي، المختص في الشأن الجزائري، في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ «فرنسا تعدّ الجزائر شريكاً مميّزاً في مكافحة الإرهاب؛ نظراً إلى خبرتها وقدراتها في هذا المجال». كذلك، فإنّ لفرنسا مصلحة في استقرار الجزائر؛ أكبر بلد في أفريقيا، التي تتشارك حدوداً مع دول تعمّها الفوضى مثل مالي والنيجر وليبيا. ومن هذا المنطلق، ستستأنف الدولتان تعاونهما في مجال مكافحة الحركات المتطرفة بمنطقة الساحل، حيث سيكون تبادل المعلومات الاستخبارية أساسياً. أما الهدف من ذلك، فهو احتواء تنامي المجموعات المسلّحة وتلك النشطة في الاتجار بالمخدرات والأسلحة والمهاجرين. إضافة إلى ما تقدّم، سيتعاون البلدان في معالجة قضية عودة مئات الجهاديين الجزائريين أو الفرنسيين من أصل جزائري من سوريا.

* مصالح اقتصادية

تعدّ الجزائر قوة مهمّة في مجال الطاقة، وفرنسا من زبائنها في مجال الغاز. وفي هذا السياق، يقول دبلوماسي إن «ذلك مهم بالنسبة إلينا، لكنه ليس حاسماً»، مشيراً إلى أنّ الغاز الجزائري يمثل ما بين 6 و7 في المائة من الإمدادات في فرنسا. وألقت الأزمة بظلالها على مصالح باريس في الجزائر، حيث تعمل نحو 6 آلاف شركة فرنسية. وقد تراجعت التبادلات التجارية بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المائة ببعض القطاعات العام الماضي، خصوصاً في ظل توقف واردات القمح الفرنسي.

على هامش اجتماع سابق بين رجال أعمال جزائريين وفرنسيين بالجزائر في نوفمبر 2023 (منظمة أرباب العمل الجزائرية)
على هامش اجتماع سابق بين رجال أعمال جزائريين وفرنسيين بالجزائر في نوفمبر 2023 (منظمة أرباب العمل الجزائرية)

وفي حين تعدّ الشركات الصغيرة الأشد تضرراً، فإن الشركات الكبيرة ليست بمنأى عن ذلك. ومثال على ذلك، فقد عُلقت إعادة تشغيل مصنع تابع لشركة «رينو» لإنتاج السيارات.

* أزمة بسبب ملف الترحيل

أدّت القضية المتمثّلة في إعادة جزائريين ملزمين بمغادرة الأراضي الفرنسية إلى بلدهم، إلى تصاعد التوتر في العلاقات بين البلدين، وقد أثار وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو هذه المسألة مراراً.

وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو (أ.ف.ب)
وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو (أ.ف.ب)

وبلغت الأزمة ذروتها بعد الهجوم الذي وقع في ميلوز (شرق فرنسا) يوم 22 فبراير (شباط) الماضي، والذي أسفر عن مقتل شخص. وقد ارتكبه جزائري كانت فرنسا طالبت مرّات عدّة بإعادته إلى بلده، غير أنّ الجزائر رفضت ذلك. ويشير التقرير الأخير الصادر عن «المديرية العامة للأجانب» في فرنسا، إلى أنّه في عام 2024 «ستكون نسبة (الإعادة القسرية) أعلى من المتوسط بالنسبة إلى المبعدين الجزائريين». ومن بين 34 ألف جزائري أوقفوا بسبب أوضاعهم غير النظامية، رُحّل 3 آلاف العام الماضي. بعد هجوم ميلوز، هدد بعض الوزراء الفرنسيين بتقييد تأشيرات العمل، أو بإنهاء «التأشيرات الدبلوماسية». لكن، عندما يتعلّق الأمر بتأشيرات الدخول لكبار الشخصيات، مثل الوزراء والدبلوماسيين السابقين والضباط الكبار، فإنه يمكن للجزائر التحايل بسهولة على هذه القيود، عبر اتفاقية للتعامل بالمثل أُبرمت مؤخراً مع سلوفينيا. كما يمكن لدول أخرى في «الاتحاد الأوروبي»، مثل إيطاليا وألمانيا وإسبانيا، التي تستورد غازاً بمليارات اليوروات من الجزائر، أن تمنح مسؤوليها تأشيرات «شنغن».

الجدل بشأن قضية الكاتب بوعلام صنصال انتقل إلى البرلمان الفرنسي (الشرق الأوسط)
الجدل بشأن قضية الكاتب بوعلام صنصال انتقل إلى البرلمان الفرنسي (الشرق الأوسط)

وتحتاج الجزائر إلى فرنسا التي تتمتع بنفوذ كبير في «بروكسل»، لمراجعة اتفاقية الشراكة مع «الاتحاد الأوروبي» الذي يعدّ أكبر شريك تجاري للجزائر. وتنص الاتفاقية، التي دخلت حيّز التنفيذ عام 2005، على وجه الخصوص على الإلغاء المتبادل والتدريجي للرسوم الجمركية على السلع المستوردة. في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلن الرئيس الجزائري أنّه يريد التفاوض على مراجعة هذه الاتفاقية مع «الاتحاد الأوروبي»، بينما يقدّر خبراء جزائريون أنها حرمت الجزائر تحقيق أرباح تفوق 30 مليار دولار. إضافة إلى ذلك، تواجه الشركات الجزائرية العامة والخاصة صعوبات كبيرة في منافسة نظيرتها الفرنسية؛ لأن الاقتصاد الجزائري بقي لفترة طويلة مغلقاً أمام المنافسة، بينما اعتمد تقليدياً على تصدير المشتقات النفطية. والاثنين، أبلغ ماكرون تبون «دعم فرنسا مراجعة» هذه الاتفاقية.