مصر تؤكد ضرورة خروج المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا

عبد العاطي والمبعوثة الأممية بحثا تعزيز التعاون لحل الأزمة

وزير الخارجية المصري خلال محادثات مع المبعوثة الأممية (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال محادثات مع المبعوثة الأممية (الخارجية المصرية)
TT

مصر تؤكد ضرورة خروج المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا

وزير الخارجية المصري خلال محادثات مع المبعوثة الأممية (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال محادثات مع المبعوثة الأممية (الخارجية المصرية)

أكدت مصر «ضرورة خروج المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا»، وذلك على هامش إجراء رئيسة بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، هانا تيتيه، مشاورات في القاهرة، باجتماعين مع وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وقالت تيتيه إنها بحثت مساء الثلاثاء في القاهرة مع عبد العاطي، تطورات الأوضاع في ليبيا، كما أحاطته بنتائج عمل اللجنة الاستشارية، وأبرزت الدور الهام للأطراف الإقليمية الفاعلة، وأهمية انسجام الدعم الدولي لحل سياسي يملكه الليبيون، من خلال إجراء انتخابات عامة في أقرب وقت ممكن.

اجتماع تيتيه مع أحمد أبو الغيط (الجامعة العربية)

ونقلت عن عبد العاطي تأكيده «التزام مصر بحل ليبي-ليبي، وتجديد دعمه للبعثة الأممية وجهود تيتيه»، مشدداً على «ضرورة الحفاظ على التنسيق الوثيق في المستقبل».

كما تعهد عبد العاطي بمواصلة بلاده جهودها في مساعدة الأطراف الليبية على التوافق، وتعزيز مسار الحل الليبي-الليبي، واحترام مؤسسات الدولة، بما يمكن من إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن. وأكد ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا في مدى زمني محدد، وبما يحفظ وحدة وسلامة واستقرار ليبيا.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، في إفادة، الأربعاء، إن الوزير عبد العاطي عبر خلال لقاء المبعوثة الأممية عن تطلع الجانب المصري لتعزيز التعاون معها، بما يسهم في نجاح مهمتها على نحو يخدم جهود التوصل لحل مستديم للأزمة في ليبيا، بملكية وقيادة ليبية، ووفق المحددات والقرارات الدولية ذات الصلة.

في سياق ذلك، أكد أبو الغيط، أنه تبادل، الأربعاء، مع تيتيه وجهات النظر حول آخر التطورات، التي تشهدها ليبيا، مشيراً إلى ترحيبه بجهود البعثة الأممية، وتعهد بأن تستمر «الجامعة العربية» في دفع كافة الجهود، التي من شأنها تلبية تطلعات الشعب الليبي في الاستقرار والسلام.

كما ناقش أبو الغيط مع تيتيه العمل على تفعيل التعاون الدولي بخصوص الوضع في ليبيا، بما في ذلك إعادة تنشيط عمل المجموعة الرباعية، التي تضم كلاً من الجامعة العربية، والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، كما استمع لطرحها حول تطورات الوضع في ليبيا، وأكد على أهمية التعاون والتنسيق بين «الجامعة العربية» لدعم عودة الأطراف الليبية لاستئناف حوار بناء فيما بينها.

إلى ذلك، أعلنت البعثة الأممية أن لجنتها الاستشارية ستعقد اجتماعاً الأسبوع المقبل في العاصمة طرابلس، بعدما اختتمت مساء الثلاثاء اجتماعاً دام ثلاثة أيام في بنغازي (شرق) لمناقشة المقترحات لمعالجة القضايا الخلافية في الإطار الانتخابي الليبي.

جانب من ختام اجتماع اللجنة الاستشارية (البعثة الأممية)

وقالت البعثة إن المناقشات، التي يسّرتها بين اللجنة الاستشارية ولجنة 6+6 التابعة لمجلسي النواب و«الأعلى للدولة»، والتي قامت بصياغة قوانين الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ستساهم بشكل فعّال في النتائج النهائية لعمل اللجنة الاستشارية، مشيرة إلى أن ذلك سيشمل تقديم توصيات تهدف إلى معالجة العقبات، التي تعوق إجراء الانتخابات.

ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الاستشارية، الأحد المقبل، مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السائح، في العاصمة طرابلس، وفقاً لوسائل إعلام محلية.

في شأن آخر، دخل مجلسا الدولة والأمن القومي على خط التحذير من المخاطر المتزايدة للهجرة غير الشرعية، وتأثيراتها السلبية على الأمن القومي الليبي، وتهديدها للنسيج الاجتماعي.

ورفض مجلس الدولة محاولات توطين المهاجرين غير الشرعيين داخل الأراضي الليبية، واعتبر في بيان، مساء الثلاثاء، أن «الهجرة غير المشروعة» تمثل خطراً على الأمن القومي الليبي، وترقى إلى انتهاك سيادة الدولة وحقوقها، وطالب باتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لمنع أي مشروعات، تهدف إلى التوطين تحت أي ذريعة.

مجلس الدولة أكد رفضه محاولات توطين المهاجرين غير الشرعيين داخل الأراضي الليبية (الشرق الأوسط)

فيما اعتبر بيان لمجلس الأمن القومي أن هذه الظاهرة أصبحت تشكل تهديداً خطيراً على استقرار البلاد، في جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، مبرزاً أن إهمال هذه الظاهرة أدى إلى انتشار الجريمة والنصب والاحتيال والتزوير، بالإضافة إلى دخول الجماعات الإرهابية، وانتشار المخدرات. ودعا الجهات المعنية لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية السيادة الوطنية، بما في ذلك تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود، وتفعيل القوانين لمكافحة «الهجرة غير المشروعة».

من جانبه، أكد وكيل وزارة الحكم المحلي لشؤون البلديات بحكومة الوحدة، مصطفى سالم، خلال لقائه مع أصحاب المنازل المتضررة في بلدية الأصابعة، جراء الحرائق، التي اندلعت أخيراً، «التزام الحكومة بدعمهم والوقوف إلى جانبهم في هذه الأوقات الصعبة»، وأعلن اتخاذ الإجراءات، والترتيبات اللازمة للبدء الفعلي في تقييم الأضرار، تمهيداً لعملية التعويض، اعتباراً من الأربعاء.

ونقل بيان للبلدية عن سالم، الذي يترأس لجنة تعويض المتضررين، أن وزارته ستعمل على إتمام إجراءات التعويض في أسرع وقت ممكن، بهدف التخفيف من معاناتهم، التزاماً بتوجيهات رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، بهذا الخصوص، وتعهد بأن تكون التعويضات عادلة لكل المتضررين، كما أمر بصرف بدل إيجار فوري لكل الأسر المتضررة.


مقالات ذات صلة

توقيف «عشرات» المهاجرين الأفارقة غرب ليبيا

شمال افريقيا مسلح على رأس مهاجرين غير نظاميين بعد القبض عليهم بغرب ليبيا (المنطقة العسكرية الوسطى)

توقيف «عشرات» المهاجرين الأفارقة غرب ليبيا

أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة في ليبيا ترحيل أكثر من 200 مهاجر إلى بلدانهم، بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة مستقبلاً اللجنة الموفدة لمتابعة أوضاع الليبيين المخالفين في تونس (حكومة «الوحدة»)

هدوء حذر يعود إلى غريان الليبية بعد اشتباكات مسلحة

توقفت اشتباكات كانت قد اندلعت بين تشكيلين مسلحين غرب ليبيا، وسط حالة من الهدوء الحذر بالنظر إلى تربص الميليشيات المسلحة بقصد تمديد نفوذها على الأرض.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة (الوحدة)

تساؤلات عن مصير اتفاق «وقف النار» بين أفرقاء الصراع الليبي

وجه رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، بالاستعداد عسكرياً لحماية الحدود الجنوبية.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا «اللجنة الاستشارية» خلال اجتماعها الخامس في طرابلس لمناقشة القضايا الخلافية المتعلقة بالإطار الانتخابي (البعثة الأممية)

البعثة الأممية تدعو إلى «خيارات» لحلحلة أزمة الانتخابات الليبية

أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، أن لجنتها الاستشارية، قد أنهت اجتماعاتها فى العاصمة طرابلس بمناقشة القضايا الخلافية في الإطار الانتخابي.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا ضبط سيارات تونسية عبر منفذ «رأس جدير» الحدودي (وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)

عودة التوتر على الحدود المشتركة بين ليبيا وتونس

عاد التوتر الأمني إلى معبر «رأس جدير» على الحدود المشتركة بين ليبيا وتونس.

خالد محمود (القاهرة )

الجيش السوداني يؤكد استعادة القصر الرئاسي بالخرطوم

جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يؤكد استعادة القصر الرئاسي بالخرطوم

جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)

قال الجيش السوداني، اليوم (الجمعة)، إنه سيطر على الوزارات والقصر الرئاسي في الخرطوم، في تقدم عسكري مهم في الحرب المستمرة منذ عامين بين الجيش و«قوات الدعم السريع» شبه العسكرية. وذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان: «توجت قواتنا اليوم نجاحاتها بمحاور الخرطوم؛ حيث تمكنت من سحق شراذم ميليشيا آل دقلو الإرهابية بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري... والوزارات». وأضافت: «دمرت قواتنا بفضل الله وتوفيقه أفراد ومعدات العدو تدميراً كاملاً واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة».

وكان مصدر عسكري قال لوكالة «رويترز» للأنباء: «قواتنا اقتحمت وسيطرت على القصر الجمهوري، بعد أن سحقت فلول الميليشيا»، في إشارة إلى «قوات الدعم السريع» التي تحتله منذ أبريل (نيسان) 2023.

وأكد وزير الإعلام السوداني أن الجيش استعاد السيطرة على القصر من «قوات الدعم السريع»، قائلاً: «اليوم ارتفع العلم على القصر الرئاسي، والرحلة ماضية حتى يكتمل النصر».

وشهد محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة السودانية، الخرطوم، معارك ضارية بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، منذ ليل الأربعاء، حقّق خلالها الجيش تقدماً لافتاً، وألحق خسائر فادحة بـ«قوات الدعم»، المتحصنة بالقصر والمؤسسات الحكومية والبنايات المحيطة.

ومنذ الشهر الماضي، استعاد الجيش العديد من المناطق في العاصمة الخرطوم، ولم تبق سوى مناطق محدودة تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، بينها القصر الرئاسي، وكل الوزارات وبنك السودان المركزي والمؤسسات الحكومية المهمة. وتحاول قوات الجيش، المدعومة بالمستنفرين وكتائب الإسلاميين، استرداد القصر باعتباره رمزاً للسيادة والسيطرة.

وكان قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد قال، يوم السبت الماضي، إن الحرب ضد الجيش السوداني باتت الآن داخل الخرطوم، مشدداً على أن قواته لن تخرج منها أو من القصر الجمهوري. وتسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم غرب السودان وأجزاء من العاصمة، بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الحرب، لكنها تتكبد خسائر في وسط البلاد أمام الجيش.