«مجلس السلم والأمن الأفريقي» يرفض حكومة موازية في السودان

دعا الأطراف المتقاتلة إلى «الاستجابة لدعوات وقف إطلاق النار»

من اجتماع سابق للاتحاد الأفريقي (موقع الاتحاد)
من اجتماع سابق للاتحاد الأفريقي (موقع الاتحاد)
TT
20

«مجلس السلم والأمن الأفريقي» يرفض حكومة موازية في السودان

من اجتماع سابق للاتحاد الأفريقي (موقع الاتحاد)
من اجتماع سابق للاتحاد الأفريقي (موقع الاتحاد)

رحبت وزارة الخارجية السودانية بالبيان الصادر عن «مجلس السلم والأمن الأفريقي» الذي أعلن فيه عدم الاعتراف بأي حكومة موازية في البلاد، في حين لا تزال عضوية السودان معلقة في الاتحاد الأفريقي على خلفية الانقلاب الذي قاده الجيش على الحكم المدني في أكتوبر (تشرين الأول) 2021.

وقالت الوزارة، في بيان ليل الثلاثاء - الأربعاء، إن «الموقف يجسد الالتزام التام بالمبادئ التي تأسس عليها العمل الأفريقي المشترك، ومبادئ صيانة سيادة الدول ووحدتها وسلامة أراضيها الإقليمية ورفض التدخل في شؤونها».

ودعا «مجلس الأمن والسلم والأفريقي»، في بيان له، الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى «عدم الاعتراف بأي حكومة أو كيان يسعى لتقسيم السودان، وحكم جزء من أراضيه أو مؤسساته».

وحضّ الدول الأفريقية والمجتمع الدولي على «الامتناع عن دعم أو مساعدة أي مجموعة مسلحة أو سياسية، تسعى لإنشاء حكومة أو دولة موازية في السودان».

وكانت حركات مسلحة وقوى سياسية على رأسها «قوات الدعم السريع» و«الحركة الشعبية لتحرير السودان» - فصيل عبد العزيز آدم الحلو، وحزب «الأمة القومي»، وقعت في فبراير (شباط) الماضي في نيروبي على ميثاق سياسي يمهد لتشكيل حكومة موازية، على غرار حكومة الأمر الواقع في مدينة بورتسودان، التي يرأسها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

عبد الرحيم دقلو نائب قائد «قوات الدعم السريع» محاطاً بممثلي الأحزاب السياسية الموقعة على ميثاق الحكومة الموازية الشهر الماضي (أ.ف.ب)
عبد الرحيم دقلو نائب قائد «قوات الدعم السريع» محاطاً بممثلي الأحزاب السياسية الموقعة على ميثاق الحكومة الموازية الشهر الماضي (أ.ف.ب)

ورأت وزارة الخارجية السودانية أن قرار «مجلس السلم والأمن الأفريقي» يتضمن إدانة صريحة وكاملة لإعلان ميليشيا «قوات الدعم السريع» وتابعيها التحضير لإنشاء حكومة موازية، كما أنه عبر عن «قلقه البالغ» إزاء هذه الخطوة التي وصفها بـ«الخطيرة وقد تؤدي إلى تقسيم السودان».

وجددت «تقدير السودان لهذه المواقف الواضحة المتسقة مع القانون الدولي، التي ستكون خير دعم للشعب السوداني ومؤسساته الوطنية للدفاع عن سيادته ووحدته وكرامته واستقلاله»، وفق بيان «الخارجية».

من جهته، جدد «مجلس السلم والأمن الأفريقي»، التزامه بالمحافظة على سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، ودعم الحل السلمي للنزاع، ودعا الأطراف المتقاتلة إلى «الاستجابة لدعوات وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات دون عوائق، والالتزام بمحادثات سلام شاملة».

وتعهد المجلس «بمواصلة التعاون مع جميع الأطراف السودانية لإنهاء النزاع القائم، استناداً إلى خريطة الطريق الخاصة بالاتحاد الأفريقي». وشدد على «ضرورة استئناف عملية النظام الدستوري الديمقراطي عبر الحوار السياسي الذي ينظمه الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد، وتنفيذ إعلان جدة الموقع بين الجيش و(قوات الدعم السريع) في 11 مايو (أيار) 2023».

مشاركون في اجتماعات مؤتمر نيروبي الشهر الماضي (د.ب.أ)
مشاركون في اجتماعات مؤتمر نيروبي الشهر الماضي (د.ب.أ)

وعلمت «الشرق الأوسط»، أن مكونات «تحالف السودان التأسيسي» (تأسيس)، تجري مشاورات مكثفة بشأن تسمية شاغلي المناصب في أجهزة الحكومة، المزمع إعلانها من داخل البلاد في غضون شهر.

وسبق أن أعلنت كل من المملكة العربية السعودية ومصر ودولة قطر والولايات المتحدة الأميركية وغيرها، رفضها التام لقيام أي حكومة جديدة خارج مؤسسات الدولة السودانية، ودعت هذه الدول إلى إنهاء الحرب والعودة إلى المفاوضات.

والأحد، أجرى نائب رئيس «مجلس السيادة الانتقالي»، مالك عقار، زيارة رسمية إلى جيبوتي، والتقى الرئيس إسماعيل عمر غيلة، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، وأبدى رغبة بلاده في استئناف نشاطها في الهيئة الحكومية للتنمية الدولية «إيغاد»، وإنهاء تجميد عضويتها، في الاتحاد الأفريقي.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: الوضع الصحي «مُزرٍ للغاية» في شمال دارفور بالسودان

العالم العربي سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)

الأمم المتحدة: الوضع الصحي «مُزرٍ للغاية» في شمال دارفور بالسودان

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن الوضع الصحي في ولاية شمال دارفور بغرب السودان «مُزرٍ للغاية».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا أعمدة الدخان الكثيف تتصاعد من جهة مطار الخرطوم الدولي الملاصق لمقر القيادة العامة للجيش (أرشيفية - رويترز)

البرهان مجدداً: لا عودة للمسار التفاوضي قبل القضاء على «الدعم السريع»

ياسر العطا يوجّه بعودة «الأجهزة النظامية» لمواقعها التي غادرتها منذ بدء الحرب في 15 أبريل (نيسان) 2023، ومباشرة مهامها الطبيعية في محليات ولاية الخرطوم.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)

السودان يسعى للعودة إلى الاتحاد الأفريقي وهيئة «إيغاد»

أبدى السودان رغبته في استئناف نشاط عضويته في كل من الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا، المعروفة اختصاراً بـ«إيغاد».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا عودة نحو 400 ألف سوداني إلى ديارهم (رويترز)

مئات آلاف النازحين يعودون إلى ديارهم في السودان

عاد نحو 400 ألف سوداني إلى ديارهم خلال الشهرين ونصف الشهر الماضيين بعد نزوحهم بسبب النزاع المستمر، حسبما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في جدة يونيو 2024 (واس)

السعودية ترسِّخ مكانتها وسيطاً موثوقاً في الدبلوماسية العالمية

تعيد المملكة العربية السعودية رسم ملامح دورها في الدبلوماسية العالمية، وسيطاً موثوقاً ومنصةً رئيسيةً للمفاوضات الحساسة بين القوى الإقليمية والدولية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحكومة الموريتانية: هدفنا من الحوار المرتقب معالجة القضايا السياسية المطروحة

رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني (د.ب.أ)
رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني (د.ب.أ)
TT
20

الحكومة الموريتانية: هدفنا من الحوار المرتقب معالجة القضايا السياسية المطروحة

رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني (د.ب.أ)
رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني (د.ب.أ)

قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، الحسين ولد مدو، الخميس، إن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، يهدف من خلال الحوار السياسي المرتقب إلى تعزيز التوافق الوطني، ومعالجة القضايا المطروحة على الساحة السياسية، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية.

وأشار ولد مدو خلال اللقاء الصحافي الأسبوعي للحكومة إلى أن التجارب السابقة أظهرت أن الإلحاح والتسرع قد يؤثران على نجاح الحوارات، إلى جانب أهمية مراعاة المستجدات السياسية لضمان حوار شامل ومستدام.

وأردف ولد مدو أن رئيس الجمهورية أعلن عن الحوار الوطني، بصفته جزءاً من تعهداته الواردة في برنامجه الانتخابي «تعهداتي».

في سياق ذلك، أكدت حركة «نستطيع»، وهي عضو مؤسس في ائتلاف قوى الشعب المعارض، في بيان صادر عنها، الأربعاء، التزامها بالرؤية التي أقرَّها الائتلاف بشأن الحوار الوطني، الذي تسعى الحكومة إلى تنظيمه.

وأوضحت الحركة في بيان لها أنها تتابع باهتمام مساعي النظام لتنظيم حوار وطني، مشيرة إلى أنها «لم تتخذ بعد موقفاً نهائياً بشأن المشاركة أو المقاطعة». وقالت إن بعض قيادات الائتلاف استجابت لدعوات اللقاء مع رئيس الجمهورية؛ تأكيداً على روح الانفتاح والرغبة في إنقاذ الوطن. في إشارة إلى تلبية رئيس الائتلاف النائب البرلماني، العيد ولد محمدن، ورئيس حزب «قوى التقدم» عضو الائتلاف، محمد ولد مولود دعوة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، للحديث عن الحوار المرتقب.

ودعت الحركة القوى السياسية المعارضة كافة إلى توحيد الصفوف، وتعزيز المشترك بينها، مستفيدة من التجارب التي راكمتها قوى المعارضة الوطنية خلال مسارها النضالي الطويل.

من جهته، قال نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، الحسن محمد، إن الحزب يأمل أن يكون الحوار السياسي المرتقب «مختلفاً عن سابقيه في شكله ومضمونه ومنهجيته وكل جزئياته».

وأضاف ولد محمد في لقاء خاص مع وكالة «مدار» الإخبارية المحلية إنهم بصفتهم معارضة سبق أن طالبوا الأنظمة السابقة، بما فيها النظام الحالي بالحوار، لكنها في الغالب لا تقبل هذا المطلب، وإذا قبلته يكون تنفيذ مخرجاته خاضعاً لرغبة السلطة ومصالحها».

وأردف ولد محمد أنه من المفروض أن يشمل الحوار المرتقب المواضيع والإشكالات المطروحة كافة، «سواء المتعلق منها بالتعايش، أو المشاكل السياسية المطروحة، أو قضايا مكافحة الفساد، وغيرها من القضايا المهمة». مؤكداً أن الحوار «يمكن أن يساهم في خروج البلد من الأزمات التي يعيشها، ومن ثم يكون فاتحة خير وبركة للشعب، الذي ينخره الفساد والبطالة، والذي تحفّه المشاكل من الداخل والخارج، ويعيش ديمقراطية صورية».

بدوره، قال رئيس حزب اتحاد قوى التقدم، محمد ولد مولود، إن اختيار منسق للحوار السياسي المنتظر، يشكل خطوة عملية في سبيل التحضير للحوار. وجاء حديث ولد مولود في سياق حديثه عن الحوارات السابقة، التي وصفها بأنها «محاولات أخفقت جميعها» في تحقيق المنشود.