تفاؤل ليبي بقرب تجاوز معضلة قانونَي الانتخابات

وسط توقعات بإمكانية إجراء تعديل للإعلان الدستوري

صورة جماعية لأعضاء اللجنتين الاستشارية و«6+6» قبيل اجتماعهما في بنغازي (البعثة الأممية)
صورة جماعية لأعضاء اللجنتين الاستشارية و«6+6» قبيل اجتماعهما في بنغازي (البعثة الأممية)
TT

تفاؤل ليبي بقرب تجاوز معضلة قانونَي الانتخابات

صورة جماعية لأعضاء اللجنتين الاستشارية و«6+6» قبيل اجتماعهما في بنغازي (البعثة الأممية)
صورة جماعية لأعضاء اللجنتين الاستشارية و«6+6» قبيل اجتماعهما في بنغازي (البعثة الأممية)

أنعش اجتماع لجنتي «6+6» و«الاستشارية» الأممية في مدينة بنغازي (شرق) آمال الليبيين، وأعطى جرعة تفاؤل بإمكانية تجاوز معضلة قانوني الانتخابات العامة، التي تحول دون إجراء الاستحقاق المعطل منذ عام 2021.

أبدى جل الليبيين تفاؤلاً بقرب تجاوز معضلة قانونَي الانتخابات (مفوضية الانتخابات)

وكانت البعثة الأممية قد صرحت، عقب انتهاء اجتماع اللجنتين، بأن مناقشاتهما «ستسهم بشكل فعّال في النتائج النهائية لعمل اللجنة الاستشارية»، وسيشمل ذلك تقديم توصيات تهدف إلى معالجة العقبات التي تعوق إجراء الانتخابات.

ووفقاً لمصادر تحدثت إليها «الشرق الأوسط» فقد تركز النقاش بين اللجنتين على معالجة القضايا الخلافية في القانونين المنظمين للانتخابات، بوصفها جزءاً من مبادرتها لحل الأزمة السياسية بالبلاد، حول مدى إمكانية تعديل تلك القوانين والآليات المتاحة لذلك.

من جلسة لاجتماع مجلس النواب الليبي (المجلس)

وقال عضو لجنة «6+6» عن المجلس الأعلى للدولة، أحمد جمعة الأوجلي، إن جلستي النقاش اللتين عقدتا مع أعضاء «الاستشارية» تركزتا بدرجة ما على الأسس والخلفيات، التي استندت عليها لجنته في وضع وصياغة قانوني انتخاب مجلس الأمة بغرفتيه، وقانون انتخاب رئيس الدولة، منتصف عام 2023، وإمكانية تعديل بعض البنود الواردة بهما.

وأضاف الأوجلي لـ«الشرق الأوسط» موضحاً: «تساءلنا بدورنا أعضاء (6+6) عن دواعي تعديل تلك البنود بالقانونين؛ ومَن الأصوات والقوى التي تطالب بهذا التعديل ومبرراتهم، وتم التأكيد على أن ما توصلنا إليه ربما قد يكون أقصى ما يمكن إنجازه من توافقات حول الإطار القانوني للاستحقاق الانتخابي».

وتتنازع على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية مكلفة من البرلمان، وتحظى أيضاً بدعم قائد «الجيش الوطني»، خليفة حفتر، وتدير أغلب مناطق الشرق وبعض مدن الجنوب، برئاسة أسامة حماد.

اجتماع سابق لأعضاء المجلس الأعلى للدولة (المجلس)

وأكد الأوجلي أن أعضاء «6+6» أبدوا خلال المناقشات «استعدادهم للانخراط بإيجابية في القيام بأي صياغات فنية مطلوبة، قصد إحداث توافق واسع حول تلك القوانين»، كما شدد على أن تعديل تلك القوانين التي أقرها البرلمان منذ قرابة عام ونصف العام «بات اليوم منحصراً بين مسارين: الأول الطعن أمام القضاء على دستوريتها، والثاني قيام البرلمان بإصدار قانون جديد لإلغائها».

مبرزاً أن المسار الثاني «يتطلب تفاهمات بين مجلسي النواب والأعلى للدولة، وفقاً لصلاحياتهما بوضع وصياغة القوانين الانتخابية، تبعاً لبنود الاتفاق السياسي الليبي الموقع نهاية 2015» في مدينة الصخيرات المغربية.

من جهته، أكد عضو مجلس النواب الليبي، حسن الزرقاء، على تمسك مجلسه بموقفه المعلن، وهو «عدم الممانعة بالتشاور مع البعثة الأممية ولجنتها الاستشارية؛ ولكن دون المساس بقانوني الانتخابات اللذين تم إقرارهما من قبل».

وقال الزرقاء لـ«الشرق الأوسط»، إنهم «ينتظرون قيام اللجنة الاستشارية بعرض مقترحاتها بشأن تذليل الخلاف حول القانونين على مجلسه والمجلس الأعلى للدولة لتقييم أي تعديل قد يتم التوصل إليه من قبلها».

وأضاف الزرقاء موضحاً: «سنرى هل سيتيح مقترح (الاستشارية) السماح للأطراف، وكل القوى الموجودة بالمشهد المشاركة في الاستحقاق الرئاسي؛ وحينها يمكن البناء عليه، بل وتمريره من قِبَل البرلمان؛ أم أنه يعارض هذا المبدأ الرئيسي، الذي تم التأكيد عليه في القوانين الانتخابية، وحينها سيقابل بالرفض».

في السياق ذاته، ذهب عضو الأعلى للدولة، علي السويح، إلى أنه «في حال نجاح اللجنة الاستشارية في تقديم مقترحات تحظى بتوافق الأطراف والقوى الرئيسية في ليبيا، فقد يكون من الممكن العمل على شرعنة تلك المقترحات».

وقال السويح لـ«الشرق الأوسط»: «لو قدمت اللجنة مقترحات ترتقي لطموحات كل فرقاء الأزمة المتصارعين على السلطة، وهي مهمة ليست سهلة، فيمكن إجراء تعديل جديد على الإعلان الدستوري». ورأى أن احتدام الخلاف الراهن حول قانوني الانتخابات «لا يرتبط بموقف المجلسين، بقدر ما يرتبط برغبة بعض الأفرقاء المتصدرين للمشهد السياسي في الوصول لكرسي الرئاسة».

وتابع السويح قائلاً: «لو كان الخلاف بين مجلسي النواب و(الأعلى للدولة) لتم حله منذ سنوات، لكن الجميع لديه شروط للقبول بأي قوانين يتم التوصل إليها، سواء تحدثنا عن حكومة طرابلس، أو المجموعات المسلحة، أو الأجهزة الأمنية المتمركزة بالعاصمة والمنطقة الغربية، وكذلك القيادة العامة لـ(الجيش الوطني)، فضلاً عن تأثير القبائل».

المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» (رويترز)

في السياق، تلفت بعض الأصوات السياسية إلى أن النص على عدم جواز ترشح العسكريين، ومزدوجي الجنسية للرئاسة، قد يترجم من قبل حلفاء حفتر، على أنها محاولة لإقصائه من السباق الرئاسي، الذي سبق أن أعلن نيته خوضه في الانتخابات التي كان مقرر عقدها نهاية 2021، إلى جانب الدبيبة، ورئيس البرلمان عقيلة صالح، وسيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي.

من جهته، أعرب رئيس «الاتحاد الوطني للأحزاب الليبية»، أسعد زهيو، عن تفاؤله باقتراب اللجنة الاستشارية من «إنجاز مهمتها، وتجاوز معضلة التوافق حول قانوني الانتخابات»، وذلك عبر سلسلة اللقاءات، التي تجريها حالياً مع أطراف عدة، ومنها الاجتماع مع (6+6)، والاجتماع المرتقب مع المفوضية العليا للانتخابات.

سيف الإسلام القذافي أثناء تقديم أوراق ترشحه للرئاسة قبل نهاية العام الماضي (صفحته على «إكس»)

وانضم زهيو للطرح السابق بإمكانية تعديل جديد على الإعلان الدستوري الحاكم للفترة الانتقالية؛ يتضمن مقترحات اللجنة الاستشارية، وقال بهذا الخصوص: «دون ذلك ستبقي أي قوانين يتم التوصل إليها محل طعن».


مقالات ذات صلة

توقيف «عشرات» المهاجرين الأفارقة غرب ليبيا

شمال افريقيا مسلح على رأس مهاجرين غير نظاميين بعد القبض عليهم بغرب ليبيا (المنطقة العسكرية الوسطى)

توقيف «عشرات» المهاجرين الأفارقة غرب ليبيا

أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة في ليبيا ترحيل أكثر من 200 مهاجر إلى بلدانهم، بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة مستقبلاً اللجنة الموفدة لمتابعة أوضاع الليبيين المخالفين في تونس (حكومة «الوحدة»)

هدوء حذر يعود إلى غريان الليبية بعد اشتباكات مسلحة

توقفت اشتباكات كانت قد اندلعت بين تشكيلين مسلحين غرب ليبيا، وسط حالة من الهدوء الحذر بالنظر إلى تربص الميليشيات المسلحة بقصد تمديد نفوذها على الأرض.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة (الوحدة)

تساؤلات عن مصير اتفاق «وقف النار» بين أفرقاء الصراع الليبي

وجه رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، بالاستعداد عسكرياً لحماية الحدود الجنوبية.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا «اللجنة الاستشارية» خلال اجتماعها الخامس في طرابلس لمناقشة القضايا الخلافية المتعلقة بالإطار الانتخابي (البعثة الأممية)

البعثة الأممية تدعو إلى «خيارات» لحلحلة أزمة الانتخابات الليبية

أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، أن لجنتها الاستشارية، قد أنهت اجتماعاتها فى العاصمة طرابلس بمناقشة القضايا الخلافية في الإطار الانتخابي.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا ضبط سيارات تونسية عبر منفذ «رأس جدير» الحدودي (وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)

عودة التوتر على الحدود المشتركة بين ليبيا وتونس

عاد التوتر الأمني إلى معبر «رأس جدير» على الحدود المشتركة بين ليبيا وتونس.

خالد محمود (القاهرة )

الجيش السوداني يؤكد استعادة القصر الرئاسي بالخرطوم

جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يؤكد استعادة القصر الرئاسي بالخرطوم

جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)

قال الجيش السوداني، اليوم (الجمعة)، إنه سيطر على الوزارات والقصر الرئاسي في الخرطوم، في تقدم عسكري مهم في الحرب المستمرة منذ عامين بين الجيش و«قوات الدعم السريع» شبه العسكرية. وذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان: «توجت قواتنا اليوم نجاحاتها بمحاور الخرطوم؛ حيث تمكنت من سحق شراذم ميليشيا آل دقلو الإرهابية بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري... والوزارات». وأضافت: «دمرت قواتنا بفضل الله وتوفيقه أفراد ومعدات العدو تدميراً كاملاً واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة».

وكان مصدر عسكري قال لوكالة «رويترز» للأنباء: «قواتنا اقتحمت وسيطرت على القصر الجمهوري، بعد أن سحقت فلول الميليشيا»، في إشارة إلى «قوات الدعم السريع» التي تحتله منذ أبريل (نيسان) 2023.

وأكد وزير الإعلام السوداني أن الجيش استعاد السيطرة على القصر من «قوات الدعم السريع»، قائلاً: «اليوم ارتفع العلم على القصر الرئاسي، والرحلة ماضية حتى يكتمل النصر».

وشهد محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة السودانية، الخرطوم، معارك ضارية بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، منذ ليل الأربعاء، حقّق خلالها الجيش تقدماً لافتاً، وألحق خسائر فادحة بـ«قوات الدعم»، المتحصنة بالقصر والمؤسسات الحكومية والبنايات المحيطة.

ومنذ الشهر الماضي، استعاد الجيش العديد من المناطق في العاصمة الخرطوم، ولم تبق سوى مناطق محدودة تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، بينها القصر الرئاسي، وكل الوزارات وبنك السودان المركزي والمؤسسات الحكومية المهمة. وتحاول قوات الجيش، المدعومة بالمستنفرين وكتائب الإسلاميين، استرداد القصر باعتباره رمزاً للسيادة والسيطرة.

وكان قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد قال، يوم السبت الماضي، إن الحرب ضد الجيش السوداني باتت الآن داخل الخرطوم، مشدداً على أن قواته لن تخرج منها أو من القصر الجمهوري. وتسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم غرب السودان وأجزاء من العاصمة، بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الحرب، لكنها تتكبد خسائر في وسط البلاد أمام الجيش.