واصل عضو المجلس الرئاسي الليبي، موسى الكوني، الترويج لمبادرته المثيرة للجدل، بشأن العمل بنظام الأقاليم الثلاثة، بمجالس تشريعية ومحافظات تنفيذية في البلاد، وسط مطالب غربية وأممية بتحقيق العدالة بعيداً عن التدخلات السياسية.
أكد بيان مشترك للرؤساء المشاركين لمجموعة العمل، المعنية بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، التابعة للجنة المتابعة الدولية المعنية بليبيا ضمن عملية برلين، التي تضم هولندا وسويسرا وبعثة الأمم المتحدة، عقب اجتماعهم مع المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، على التزامه الراسخ بحقوق الإنسان والعدالة والمحاسبة، وفقاً للقانون الدولي، بوصفها ركائز أساسية لتحقيق السلام المستدام والمصالحة في ليبيا.
وأعلن البيان المشترك، مساء الجمعة، الدعم الكامل لعمل المحكم. وأكد مجدداً على أهمية التحقيق في الجرائم الفظيعة المرتكبة في ليبيا، ومقاضاة مرتكبيها، مشيراً إلى أن السعي لتحقيق العدالة يجب أن يظل مستقلاً ونزيهاً، وخالياً من التدخلات السياسية. وعدّ أن تفويض المحكمة، الذي منحه مجلس الأمن الدولي، يلعب دوراً حاسماً في ضمان المحاسبة على هذه الجرائم.
وثمَّن البيان جهود المحكمة لضمان محاسبة موثوقة ومركزة على الضحايا على المستويين الدولي والوطني، وطالب بأن تظل العدالة للضحايا والناجين في صميم المرحلة الانتقالية التي تمرُّ بها ليبيا، مشدداً على أن الإفلات من العقاب على الجرائم الدولية لا يمكن أن يكون خياراً مطروحاً. كما حثَّ الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على التعاون الكامل مع المحكمة، تماشياً مع إحالة مجلس الأمن، بما في ذلك ضمان الوصول الكامل لمحققي المحكمة الجنائية الدولية، وتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعزيز الأطر القانونية المحلية للمحاسبة.
وعدّ البيان أيضاً أن ضمان المحاسبة على الجرائم السابقة ليس عائقاً أمام السلام، بل هو أساسه، في حين يسعى الليبيون إلى تحقيق المصالحة الوطنية والحكم الديمقراطي، مُجدِّداً الالتزام بدعم جهود ليبيا لتعزيز حقوق الإنسان، وضمان احترام القانون الدولي الإنساني، وإنهاء حلقة الإفلات من العقاب.
في غضون ذلك، نقل الكوني، عن بعض نخب وأكاديميي فزان، التقاهم مساء الجمعة، دعمهم مبادرة «نظام الأقاليم الثلاثة»؛ لضمان تحقيق الاستقرار في كل مناطق ليبيا، والمحافظة على وحدتها، وتأكيدهم على ضرورة أن يكون إقليم فزان رقماً مهماً في المعادلة الليبية، نظراً لامتلاكه ثروات طبيعية وكفاءات بشرية.
وبحسب بيان لـ«الرئاسي»، فقد استعرض الوفد المشكلات والصعوبات، التي تعوق تقديم الخدمات للمواطنين في كثير من المجالات، وحالة التهميش التي تكبدها الإقليم؛ بسبب عدم حصوله على نصيبه من مقدرات البلاد، وتجاهل حقوقه المشروعة، وعدّوا مبادرة الكوني نقطة انطلاق ليكون لفزان دوره المحوري في توحيد ليبيا.
وعدّ الكوني هذا التأييد دفعةً معنويةً لاستمرار المطالبة بحقوق فزان المشروعة، مؤكداً أن فزان هو العمق الاستراتيجي للبلاد ومصدر خيراته، الذي يعاني تدنياً كبيراً في مستوى الخدمات؛ بسبب غض طرف الحكومات المتعاقبة أخيراً.
وأشاد الكوني بتحمل الأهالي ضعف الخدمات طيلة السنوات الماضية، والحفاظ على وحدة ليبيا المنهكة والممزقة، وجادل مجدداً بأن نظام الأقاليم بمجالس تشريعية، والمحافظات التنفيذية يبقى الحل الأمثل لتحقيق الاستقرار للمحافظة على وحدة ليبيا.
إلى ذلك، ناشدت بلدية ترهونة، رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، ضرورة التدخل العاجل ودعمها بالإمكانات اللازمة، بعد هطول أمطار غزيرة، وارتفاع منسوب المياه في مناطق عدة، مؤكدة أهمية توفير الاحتياجات المطلوبة لتفادي أي تفاقم في الأوضاع، وحمايةً للأرواح والممتلكات.
وقالت البلدية إن لجنتها للطوارئ واصلت مع الأجهزة الأمنية والعسكرية عملها داخل المدينة، الواقعة على بعد 90 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة طرابلس؛ لرفع المعاناة عن المواطنين. ووفقاً لوسائل إعلام محلية، فقد غمرت المياه الشوارع والطرق والمستشفى العام، ما أدى لإغلاق مختلف المسارات الرئيسية وتعطيل الحركة بها.
واكتفت وزارة الموارد المائية، بتحذير مستخدمي طريق العربان - سوق الخميس امسيحل، من خطورة السير على هذا الطريق؛ بسبب سيلان وادي الحمام؛ مما أدى إلى إغلاقه بالكامل، ودعت لاستخدام الطرق البديلة.
فى شأن آخر، قال وزير الحكم المحلي بحكومة الوحدة، بدر التومي، إنه بحث مع رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، نيكوليتا جيوردانو، سبل تعزيز التعاون عبر مشروعات تنموية مشتركة، لافتاً إلى أهمية هذا التعاون في مواجهة مخاوف الرأي العام بشأن حساسية ملف الهجرة، في ظل التحديات الراهنة التي تواجهها البلاد، بوصفه يلامس كثيراً من القطاعات، ويجب العمل عليه وفق الأطر والتنسيقات المعتمدة.
من جهته، أدرج القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، تفقده مساء الجمعة بعض المشروعات الحيوية في مدينة بنغازي (شرق)، بما في ذلك مشروع إعادة توسيع مينائها البحري، في إطار ما وصفه بـ«حرصه المستمر على متابعة تنفيذ المشروعات الاستراتيجية، والوقوف على مدى تقدمها وفق الخطط الزمنية المحددة»، مؤكداً ضرورة إنجاز هذه المشروعات وفق أعلى المعايير الفنية والهندسية، بما يسهم في دعم البنية التحتية وتعزيز التنمية.