البعثة الأممية تشدد على أولوية توحيد المؤسسة العسكرية الليبية

حمّاد يقيّد تصريحات وزرائه بعد أزمة «إطلاق سراح» هانيبال القذافي

الحداد مستقبلاً تيتيه وخوري (البعثة الأممية إلى ليبيا)
الحداد مستقبلاً تيتيه وخوري (البعثة الأممية إلى ليبيا)
TT

البعثة الأممية تشدد على أولوية توحيد المؤسسة العسكرية الليبية

الحداد مستقبلاً تيتيه وخوري (البعثة الأممية إلى ليبيا)
الحداد مستقبلاً تيتيه وخوري (البعثة الأممية إلى ليبيا)

ناقشت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، هانا تيتيه، مع الفريق أول محمد الحداد، رئيس الأركان العامة لقوات حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، تطورات الأوضاع الراهنة في البلاد، وسبل توحيد المؤسسة العسكرية المنقسمة بين شرق ليبيا وغربها.

وقالت البعثة الأممية، اليوم الخميس، إن لقاء المبعوثة برئيس الأركان العامة بغرب ليبيا، الذي عقد أمس الأربعاء في طرابلس، أكد على «ضرورة أن تظل قضية توحيد المؤسسة العسكرية أولويةً للسلطات في جميع أنحاء ليبيا، خاصة أن أمن واستقرار البلاد أمران حاسمان لأي عملية سياسية للمضي قدماً».

وأضافت البعثة أن تيتيه والحداد بحثا في «السبل التي يمكن من خلالها للبعثة دعم جهود ليبيا بفاعلية أكثر نحو توحيد المؤسسات العسكرية، وتعزيز أمن الحدود، ومعالجة المجالات الرئيسة الأخرى للأمن القومي».

المبعوثة الأممية والطرابلسي (البعثة الأممية)

وكانت المبعوثة الأممية قد التقت وزير الداخلية عماد الطرابلسي، ووزيرة الدولة لشؤون المرأة، حورية الطرمال، في حكومة «الوحدة». وأوضحت البعثة الخميس أنه في إطار لقاءاتها التعريفية، التقت تيتيه مع الطرابلسي، وتبادلا وجهات النظر حول الوضع الراهن، وإمكانية دعم البعثة للجهود الليبية في تعزيز الأمن، وخفض التوترات، وتعزيز الحوار بين السلطات والمجتمعات. كما ناقشا الدور الرئيس للوزارة في تأمين الانتخابات، ومساهمتها في خلق بيئة آمنة ومواتية لعملية سياسية فعالة.

وقالت وزارة الدولة لشؤون المرأة إن المبعوثة الأممية، ونائبتها ستيفاني خوري، ناقشتا مع الطرمال تعزيز برامج تمكين المرأة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار. كما تناول اللقاء آليات دعم حقوق المرأة، وتمكينها في مختلف المجالات لضمان تكافؤ الفرص، وتعزيز دورها في مواقع صنع القرار. وأكدت تيتيه التزام الأمم المتحدة بدعم الجهود الليبية لتعزيز حضور المرأة في مراكز القيادة.

في غضون ذلك، دافع عبد الحميد الدبيبة، رئيس «الوحدة» الوطنية، عن حكومته لجهة تعاملها مع أزمة «الحرائق الغامضة»، التي ظلت تندلع في مدينة الأصابعة طول الأسبوع الماضي، وقال عبر حسابه على منصة «إكس» إن «مصاب أهلنا في الأصابعة هو مصابنا جميعاً، وواجبنا أن نكون إلى جانبهم في محنتهم. ومنذ اللحظة الأولى، وجّهت كل الوزارات والجهات المعنية باتخاذ اللازم، وبذل أقصى الجهود لدعم المدينة العزيزة، ومساعدتها على تخطي هذه الأزمة، وضمان عودة الحياة سريعاً إلى طبيعتها، وتعويض المتضررين، وتقديم المساعدة لهم، مع البحث عن أسباب الحرائق عبر التحقيقات الجنائية».

في شأن مختلف، قال «صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا» إن مديره بالقاسم حفتر، الذي يزور روما، التقى نائب رئيس الحكومة الإيطالية ووزير الخارجية أنتونيو تاياني، ومسؤولين بوزارة الخارجية الإيطالية.

نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني مستقبلاً بالقاسم حفتر (صندوق التنمية والإعمار الليبي)

وقال «الصندوق» في تصريح صحافي إن اللقاء تناول سبل تطوير التعاون المشترك بين الجانبين في مجالات التنمية والإعمار، خاصةً في قطاعات الصحة والتعليم والزراعة والبنية التحتية، والنقل والشحن الجوي، والتركيز على إعادة تشغيل الرحلات الجوية بين ليبيا وإيطاليا، مشيراً إلى أن الجانبين اتفقا «على تشكيل لجان فنية متخصصة لمتابعة تنفيذ المشروعات المتفق عليها، ووضع أطر تنفيذية لاستراتيجية العمل المشترك بين البلدين».

وفيما يتعلق بالجدل الذي أحدثه بيان وزير العدل بحكومة شرق ليبيا، المتعلق بـ«إطلاق سراح» هانيبال نجل الرئيس الراحل معمر القذافي، أصدر أسامة حمّاد، رئيس الحكومة، تعليماته للوزراء ورؤساء المصالح والهيئات العامة كافة بمنع نشر الأخبار والتصريحات، المتعلقة بالشؤون السياسية الداخلية والخارجية، إلا بعد الرجوع لإدارة التواصل والإعلام بديوان رئاسة الوزراء.

حمّاد قرر تقييد تصريحات وزرائه بعد أزمة «إطلاق سراح» هانيبال القذافي (الاستقرار)

وشدد حمّاد في بيان أصدرته الحكومة في ساعة مبكرة من صباح الخميس على «منع نشر وتداول أي أخبار تثير الرأي العام؛ وتمس التوجهات السياسية والدولية للحكومة؛ وقد تتعارض مع الخطاب الإعلامي الموحد؛ إلا بعد التشاور بشأنها، وأخذ الإذن بالنشر من عدمه من إدارة التواصل بمجلس الوزراء».

وفيما نوه إلى أن المكاتب الإعلامية للوزارات تقتصر على نقل الأنشطة اليومية الاعتيادية لكل وزارة، لفت إلى أن الأمر سيكون محل متابعة مستمرة من رئاسة مجلس الوزراء، «تفادياً للأخطاء التي قد تقع ولا يمكن تداركها في غالب الأحيان».

وكان خالد مسعود، وزير العدل بالحكومة قد أعلن مساء الثلاثاء عن إطلاق هانيبال القذافي، المحتجز لدى السلطات اللبنانية منذ عام 2015. وقال إن وزارته عملت على «ضمان تطبيق القانون وتوفير الضمانات القانونية والإنسانية كافة للمواطن الليبي هانيبال»، واعتبر الإفراج عنه -الذي لم يحدث- «انتصاراً للعدالة والقانون».


مقالات ذات صلة

إفطار رمضاني لقادة ميليشيات طرابلس يثير تساؤلات بشأن «نفوذهم السياسي»

شمال افريقيا من حفل إفطار أقامه مستشار الدبيبة وحضره قادة ميليشيات مسلحة في طرابلس  (حسابات ليبية موثوقة)

إفطار رمضاني لقادة ميليشيات طرابلس يثير تساؤلات بشأن «نفوذهم السياسي»

جمع إبراهيم الدبيبة مستشار رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة على مائدة إفطار قيادات أمنية رسمية، بالإضافة إلى أمراء التشكيلات المسلحة البارزين في طرابلس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس مجلس النواب الليبي خلال اجتماعه مع رئيس ديوان المحاسبة (مجلس النواب)

​«الوحدة» الليبية تتجاهل اشتباكات ميليشياتها جنوب طرابلس

رصدت وسائل إعلام ليبية محلية وجود ما وصفته بحالة من التوتر الأمني في مدينة غريان جنوب العاصمة طرابلس على خلفية اشتباكات

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا عناصر من قوة الردع بطرابلس غربي ليبيا (قوة الردع)

«الاعتقالات التعسفية»... سلاح السلطات في ليبيا لمواجهة معارضيها

قالت البعثة الأممية لدى ليبيا إن موجة من الاحتجازات والتوقيفات التعسفية نفَّذتها أجهزة إنفاذ القانون وأطراف أمنية في عموم ليبيا أثارت ذعرها.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا قادة الجيش الوطني الليبي على مائدة إفطار القيادة العامة (الجيش الوطني)

موائد إفطار قادة ليبيا تتحول إلى فرصة للتوظيف السياسي

حرص أغلب أفرقاء المشهد الليبي على تنظيم موائد إفطار رمضانية، لكنها لم تخلُ من توجيه الرسائل السياسية.

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع عقيلة صالح مع رئيس مؤسسة النفط (مجلس النواب)

ليبيا: توقيف مسؤول سابق بتهمة «تسريب وثائق أمنية» حساسة

دعا عقيلة صالح خلال اجتماعه مع الرئيس المكلف بمؤسسة النفط، مسعود سليمان، إلى دعم تطوير المؤسسة وتنميتها.

خالد محمود (القاهرة)

مصر: تجهيزات طبية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين رغم منع إسرائيل عبورهم

سيارات إسعاف مصرية في طريقها إلى قطاع غزة لنقل الجرحى قبل أن توقف إسرائيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني (وزارة الصحة المصرية)
سيارات إسعاف مصرية في طريقها إلى قطاع غزة لنقل الجرحى قبل أن توقف إسرائيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني (وزارة الصحة المصرية)
TT

مصر: تجهيزات طبية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين رغم منع إسرائيل عبورهم

سيارات إسعاف مصرية في طريقها إلى قطاع غزة لنقل الجرحى قبل أن توقف إسرائيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني (وزارة الصحة المصرية)
سيارات إسعاف مصرية في طريقها إلى قطاع غزة لنقل الجرحى قبل أن توقف إسرائيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني (وزارة الصحة المصرية)

تضع السلطات المصرية أطقماً طبية وسيارات إسعاف في وضع استعداد دائم على الجانب المصري من معبر رفح البري على الحدود مع غزة، على أمل مواصلة حركة دخول الجرحى والمرضى الفلسطينيين للعلاج، والتي توقف منذ أسبوع بقرار من الاحتلال الإسرائيلي.

وقال مصدر مسؤول بميناء رفح البري بمحافظة شمال سيناء، الاثنين، إن «الميناء مفتوح من الجانب المصري لليوم السابع على التوالي، في انتظار وصول المصابين والجرحى والمرضى الفلسطينيين ومرافقيهم لتلقى العلاج والرعاية، إلا أن السلطات الإسرائيلية منعت دخولهم».

وزير الصحة المصري يتفقد المرضى والمصابين بمعبر رفح البري الشهر الماضي (وزارة الصحة المصرية)

وحتى 17 مارس (آذار) الحالي، وصل 45 دفعة تضم 1700 من المصابين والجرحى والمرضى إلى جانب 2500 من المرافقين، بحسب المصدر الذي صرح لوكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية)، مشيراً إلى أن «الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف موجودة في وضع استعداد دائم في انتظار هؤلاء المصابين والجرحى والمرضى الفلسطينيين ومرافقيهم».

من جهة أخرى، لا تزال المنافذ التي تربط قطاع غزة مغلقة لليوم الـ25 على التوالي؛ ما أدى إلى عدم دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية، وكذا عدم دخول اللوادر ومعدات إعادة الأعمار إلى قطاع غزة، كما لا تزال مئات الشاحنات مصطفة على جانبي طريق رفح والعريش منذ أول رمضان الحالي في انتظار الدخول إلى قطاع غزة، وفق المصدر.

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تصطف على الجانب المصري من معبر رفح (أ.ب)

ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، قبل انهياره، اعتمدت مصر خطة طبية لضمان تقديم الرعاية المناسبة إلى المصابين القادمين من غزة، حيث تمّ استقبالهم في مستشفيات محافظة شمال سيناء وخضعوا لفحوص طبية دقيقة، وتم تحويل الحالات الحرجة التي تحتاج إلى تدخل جراحي متقدم أو رعاية طبية فائقة إلى مستشفيات القاهرة الكبرى.