الجيش السوداني يعلن استرداد مناطق في النيل الأزرق وسنار

قوات مشتركة تعلن «سحق» قوات نائب البرهان وإجبارها على الفرار إلى الجنوب

شاحنة تمر بجوار دبابة في مدخل ود مدني بالسودان في فبراير 2025 (أ.ف.ب)
شاحنة تمر بجوار دبابة في مدخل ود مدني بالسودان في فبراير 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

الجيش السوداني يعلن استرداد مناطق في النيل الأزرق وسنار

شاحنة تمر بجوار دبابة في مدخل ود مدني بالسودان في فبراير 2025 (أ.ف.ب)
شاحنة تمر بجوار دبابة في مدخل ود مدني بالسودان في فبراير 2025 (أ.ف.ب)

أعلن الجيش السوداني استرداد مناطق عدّة في ولاية «النيل الأزرق» الحدودية، فيما أعلنت «قوات الدعم السريع» بالتعاون مع «الجيش الشعبي لتحرير السودان»، «سحق متحرك كامل» من قوات نائب رئيس «مجلس السيادة» مالك عقار، و«طردها لداخل حدود دولة جنوب السودان».

وتناقلت وسائط التواصل الاجتماعي الموالية للجيش، أنباء أيضاً عن استرداد مناطق بولاية النيل الأبيض من «قوات الدعم السريع».

وقالت «الفرقة الرابعة مشاة» بمدينة الدمازين، حاضرة ولاية النيل الأزرق، وفقاً لصفحتها الرسمية على منصة «فيسبوك»، إن متحركات «وفاء الرجال، وكواسر النيل الأزرق، حررت مدينتي قُلي ورورو بمحلية التضامن بغرب إقليم النيل الأزرق».

نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار (إكس)
نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار (إكس)

من جهته، طالب أحد قادة «الدعم» حكومة جنوب السودان، بتسلم الفارين من عناصر عقار وتجريدهم من السلاح، وتابع: «نحن في آخر معاقل ميليشيا مالك عقار، واحتراماً لحكومة جنوب السودان وسيادتها، نطلب منكم تجريدهم من السلاح، ونحن لن ندخل الحدود احتراماً للدولة».

ويقود نائب رئيس «مجلس السيادة» عقار ميليشيا باسم «الحركة الشعبية لتحرير السودان» تقاتل مع الجيش، وذلك بعد حدوث الانشقاق في الحركة إلى حركتين تحملان الاسم ذاته، إحداهما بقيادته والأخرى بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، وهي القوات التي وقعت مع «قوات الدعم السريع» في نيروبي الشهر الماضي، اتفاقاً سياسياً وعسكرياً.

وعقب الاتفاق الذي أطلق عليه «تحالف تأسيس» ووقعه تيار عبد العزيز الحلو من «الحركة الشعبية - الشمال»، مع «الدعم السريع» وقوى سياسية وحركات مسلحة أخرى، أعلن عن تنسيق قتالي بين الطرفين، في النيل الأزرق.

نازحون سودانيون فروا من مخيم زمزم يتجمعون بالقرب من مدينة طويلة في شمال دارفور... السودان 14 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
نازحون سودانيون فروا من مخيم زمزم يتجمعون بالقرب من مدينة طويلة في شمال دارفور... السودان 14 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

وفي السياق، نقلت منصات موالية للجيش، أن قواته استعادت مناطق في ولاية النيل الأبيض بالقرب من محلية «الجبلين»، ومناطق في ولاية سنار، بما في ذلك منطقتا «الدالي والمزموم»، اللتان كانت تسيطر عليهما «قوات الدعم السريع».

وحافظت «قوات الدعم» على سيطرتها في عدة مناطق في جنوب ولايات النيل الأزرق والنيل الأبيض وسنار بالقرب من حدود دولة جنوب السودان، بعد أن استعاد الجيش حاضرة ولاية سنار مدينة سنجة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع عدد من المدن والبلدات.

جانب من الأضرار في العاصمة السودانية الخرطوم جراء الصراع بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ب)
جانب من الأضرار في العاصمة السودانية الخرطوم جراء الصراع بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ب)

وفي أم درمان، ذكرت المنصة الإلكترونية التابعة لحكومة ولاية الخرطوم، أن طفلاً على الأقل قتل، وأصيب 5 مدنيين بينهم طبيبة، في قصف مدفعي شنته «قوات الدعم» على محلية كرري التي يسيطر عليها الجيش.

ووفقاً للمنصة، استهدف القصف الأحياء السكنية في حارتي العاشرة، والثامنة بمدينة «الثورة». كما تعرضت مدرسة «البلك للبنات» لقصف قبل نصف ساعة من موعد الدوام.


مقالات ذات صلة

«الدعم السريع» تسيطر على مدينة استراتيجية في غرب السودان

شمال افريقيا الأضرار التي لحقت بالقصر الجمهوري في الخرطوم  جراء المعارك (أ.ف.ب)

«الدعم السريع» تسيطر على مدينة استراتيجية في غرب السودان

أعلنت «قوات الدعم السريع»، الخميس، سيطرتها على مدينة النهود في ولاية غرب كردفان، بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني والقوات الموالية له.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني الجديد (الخارجية المصرية)

مصر تجدد دعمها الكامل لاستقرار السودان ووحدته

جددت مصر دعمها استقرار السودان ووحدته، وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، حرص بلاده على التفاعل مع الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإنهاء معاناة الشعب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا شاحنات محملة بمساعدات غذائية من برنامج الغذاء العالمي تصل إلى طويلة في شمال دارفور بالسودان في 27 أبريل 2025 (رويترز)

«الدعم السريع» تقصف القصر الجمهوري في الخرطوم بمدفعية بعيدة المدى

استهدفت «قوات الدعم السريع»، الخميس، القصر الجمهوري في وسط العاصمة السودانية الخرطوم بقصف مدفعي بعيد المدى، وفق مصدر عسكري.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يصف الوضع في دارفور بـ«الكارثي» (رويترز)

165 قتيلاً على الأقل بهجمات لـ«الدعم السريع» في دارفور خلال 10 أيام

قتل 165 مدنياً على الأقل في هجمات شنّتها «قوات الدعم السريع» في الأيام العشرة الأخيرة على مدينة الفاشر التي تحاصرها في إقليم دارفور غرب البلاد.

«الشرق الأوسط» (بورت سودان)
شمال افريقيا صورة تداولها سودانيون عبر المنصات رداً على البرهان

البرهان يثير غضب «ثوار السودان»

أثار تمسك القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بالبندقية والقتال (ضد «قوات الدعم السريع») وإعلانه انتهاء عملية التغيير السلمي، موجة غضب عارمة.

أحمد يونس (كمبالا)

الحكم في قضية «طفل دمنهور» يثير تفاعلاً متصاعداً في مصر

دار القضاء العالي في وسط القاهرة (رويترز)
دار القضاء العالي في وسط القاهرة (رويترز)
TT
20

الحكم في قضية «طفل دمنهور» يثير تفاعلاً متصاعداً في مصر

دار القضاء العالي في وسط القاهرة (رويترز)
دار القضاء العالي في وسط القاهرة (رويترز)

أثار الحكم في القضية المعروفة إعلامياً في مصر بـ«طفل دمنهور» تفاعلاً متصاعداً، الخميس، عقب الحكم بالسجن المؤبد (25 عاماً) ضد المتهم بالاعتداء على الطفل في مدرسة شمال البلاد، إذ انقسم المصريون بين مرحِّب بالحكم الأولي بوصفه رادعاً، ومتسائل بقلق عن فرص تأكيده بشكل نهائي في المحطات القضائية المقبلة، وسط توقعات من البعض بتخفيفه.

ذلك التفاعل مع الحكم السريع الذي تلاه قرار وزارة التعليم المصرية، باعتزام إقالة مديرة المدرسة محل واقعة الطفل، تراه خبيرة في الرأي العام والإعلام، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «نتاج قضية كانت محل اهتمام كبير من الرأي العام»، داعية لعدم البلبلة، واحترام الحكم الصادر، خصوصاً وهو قابل للطعن من جانب محامي المتهم.

وقائع القضية، التي كانت محل اهتمام الرأي العام الأيام الماضية، تعود حسب التحقيقات التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» إلى أوائل 2024، حين اتهم والد طفل (6 سنوات)، المشرف المالي بمدرسة خاصة بمحافظة البحيرة (78 عاماً)، بـ«هتك عرض نجله أكثر من مرة داخل المدرسة».

وبعد نحو عام، قضت محكمة دمنهور شمال مصر، الأربعاء، بالسجن المؤبد على المتهم؛ إذ أُدين بـ«هتك عرض طفل بالقوة»، وتم نقله عبر سيارة الترحيلات للسجن انتظاراً لما تسفر عن المعركة القانونية المنتظرة للطعون، سواء بتأكيد الإدانة، أو تخفيف الحكم، أو البراءة.

ولا يبدي وكيل الضحية المحامي عصام مهنا أي قلق من الاستئناف، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى أن تؤيد محكمة الاستئناف الحكم نفسه»، تقرير الطب الشرعي أشار إلى «حدوث اعتداء على الطفل أكثر من مرة».

وأرجع مهنا سرعة صدور الحكم من أول جلسة لكون «أوراق القضية مستوفاة أمام القاضي»، مشيراً إلى أنه «اعتمد على تقرير الطب الشرعي الذي أثبت حدوث اعتداء على الطفل، بالإضافة إلى شاهدة إثبات وهي ولية أمر في المدرسة».

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال لقاء سابق مع وزير التعليم محمد عبد اللطيف (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال لقاء سابق مع وزير التعليم محمد عبد اللطيف (مجلس الوزراء المصري)

وعقب الحكم، قال الإعلامي المصري، أحمد موسى، في منشور عبر «إكس» إن «الحكم رادع»، ورأى رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، أن إعمال القانون والعدل فقط هما أساس الملك.

بينما تساءلت حسابات بمنصات التواصل عن «سبب سرعة الحكم، وشككت فيه»، وهو ما رد عليه الصحافي المتخصص في الشأن القضائي بمصر، محمد بصل، عبر صفحته بـ«فيسبوك»، لافتاً إلى أن «هناك قضايا كبيرة وصغيرة حدث فيها الحكم من أول جلسة»، موضحاً أنه «ليس بالضرورة أن تؤدي هذه السرعة لإلغاء أو تخفيف العقوبات، خصوصاً أنه كان هناك في السنوات الأخيرة تأييد من محكمة النقض والجنايات المستأنفة لتلك الأحكام السريعة التي صدرت بعقوبات مشددة سواء في قضايا رأي عام أو عادية».

ودعا بصل إلى التحلي بأعلى درجات الصبر والتأني وتحرّي سلامة كل الإجراءات، وسد كل الذرائع، مستنكراً المنشورات «الطائفية التي طفحت أو حاولت تتطفل على الموضوع لصالح المتهم أو الضحية».

ومع تساؤله بشأن صدور الحكم في الجلسة الأولى، بينما كان يمكن تأجيله أكثر من مرة للتثبت بكل الوسائل المتاحة، طالب الخبير التعليمي البارز بمصر، كمال مغيث، عبر صفحته بـ«فيسبوك» بـ«تقديم من سهَّل، ومن شارك، ومن تَسَتَّرَ وتواطأ، ومن لم يقم بواجبه للمحاكمة، وأن يخرس الطائفيون (في إشارة لكون المدان مسيحياً)، ومشعلو الحرائق في الوطن».

ودعا إلى «وضع المدرسة تحت الإشراف المالي والإداري لوزارة التربية والتعليم، وضمان انتظام الدراسة بها، مع الحفاظ على الوضع القانوني للمدرسة، فلا ينبغي أن يضار مالكوها، كما لا ينبغي أن يضار مئات من تلاميذها وأولياء أمورهم».

وبالفعل، أكدت وزارة التربية والتعليم المصرية، في بيان صحافي، الأربعاء، أنه «فور صدور حكم محكمة الجنايات، تم التوجيه بانعقاد لجنة التعليم الخاص بالوزارة ومديرية التربية والتعليم بالبحيرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة نحو إقالة مديرة مدرسة (الكرمة للغات الخاصة) بدمنهور، وتشكيل لجنة لمراجعة جميع أعمال المدرسة، وعرض تقرير عاجل بذلك الشأن».

وبرأي الخبيرة في الرأي العام والإعلام، عميد كلية الإعلام سابقاً بجامعة القاهرة، الدكتورة ليلى عبد المجيد، فإنه ما دام حكم القضاء قد صدر، فهو الفصل ولا داعي للبلبة، خصوصاً أنه لا تزال هناك مراحل تالية في التقاضي، ويمكن لمحامي المتهم أن يقدم طعناً، وشددت على أهمية استمرار التوعية في مختلف وسائل الإعلام دون الوقوع في الترويج للطائفية أو الكشف عن أسماء الطفل وأسرته كحق أصيل لهم لحفظهم اجتماعياً ونفسياً، لا سيما أن القضية قضية رأي عام ومحل اهتمام كبير، مشددة على أن القانون في مصر حازم في مواجهة أي انفلات وعدم مسؤولية سواء بالترويج لجرائم الطائفية، أو المساس بالقضاء.