«الاستقرار» تؤكد الإفراج عن نجل القذافي وسط تجاهل «الوحدة»

اجتماع «تونسي - جزائري - ليبي» يبحث التحضيرات للقمة الرئاسية المرتقبة في طرابلس

تصريحات متضاربة بشأن الإفراج عن هانيبال القذافي (الشرق الأوسط)
تصريحات متضاربة بشأن الإفراج عن هانيبال القذافي (الشرق الأوسط)
TT

«الاستقرار» تؤكد الإفراج عن نجل القذافي وسط تجاهل «الوحدة»

تصريحات متضاربة بشأن الإفراج عن هانيبال القذافي (الشرق الأوسط)
تصريحات متضاربة بشأن الإفراج عن هانيبال القذافي (الشرق الأوسط)

التزمت حكومة «الوحدة» الليبية «المؤقتة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الصمت حيال إعلان مفاجئ من حكومة «الاستقرار»، التي يرأسها أسامة حماد، عن الإفراج عن هانيبال، نجل العقيد الراحل معمر القذافي، المحتجز لدى السلطات اللبنانية منذ عام 2015.

وحذفت وزارة العدل بحكومة «الاستقرار»، الموالية لمجلس النواب، خبراً مثيراً للجدل، بعد دقائق من نشره، مساء الثلاثاء، أكد الإفراج عن نجل القذافي وتهنئة عائلته بالمناسبة، بينما نقلت وسائل إعلام ليبية محلية عن مصادر مقربة من هانيبال القذافي نفيها صحة أنباء الإفراج عنه. كما نفى الوكيل القانوني لهنيبال القذافي إعلان وزير العدل بحكومة «الاستقرار»، خالد المدير، الإفراج عن هنيبال بعد احتجازه في لبنان منذ أكثر من 10 سنوات.

وسائل إعلام ليبية نقلت عن مصادر مقربة من هانيبال القذافي نفيها صحة أنباء الإفراج عنه (الشرق الأوسط)

ونشرت «قناة الليبية» صورة عن المنشور، وقالت، الأربعاء، إنه «بعد إعلان الإفراج عنه... وزارة العدل تتراجع وتلغي منشورها حول هانيبال القذافي، مما أثار تساؤلات حول صحة الخبر».

وفيما نقلت تقارير إعلامية عن محامي هانيبال القذافي أنه لا يزال في السجن، فتضاربت تصريحات نُسبت لمسؤولين ونقلتها وسائل إعلام محلية، بشأن ما إذا كان هانيبال خارج السجن لكنه لا يزال في لبنان، أو ما إذا كان لا يزال محبوساً.

في غضون ذلك قالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة، هانا تيتيه، في بيان الأربعاء، إنها ناقشت مع وزيرة العدل بحكومة «الوحدة»، حليمة إبراهيم، وضع حقوق الإنسان وظروف الاحتجاز في ليبيا، وفرص تعزيز إدارة العدالة، ودور الوزارة في العدالة الانتقالية. وأكدت تيتيه استعداد البعثة لتقديم الدعم الفني للوزارة لتعزيز فعالية قطاع العدالة، وضمان استجابته للاحتياجات الحالية، والسياق السياسي في البلاد.

لقاء تيتيه مع وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» (البعثة الأممية)

من جهتها، أعلنت حليمة أنهما بحثا دور البعثة وأهمية استمرار الجهود لأجل تمكين الشعب الليبي من حقه في الانتخابات، والتعاون المشترك في إطار دعم وبناء القدرات في مجال حقوق الإنسان والعدالة.

ومن المقرر أن تستأنف اللجنة الاستشارية، المشكلة من البعثة الأممية، اجتماعاتها الأحد المقبل بمدينة بنغازي (شرق)، علماً أن تيتيه طالبت اللجنة الاستشارية في اجتماعها الأخير عبر الإنترنت بتطوير «خيارات قابلة للتنفيذ»، ومعالجة القضايا الخلافية ضمن الإطار الانتخابي الحالي، خلال فترة زمنية وجيزة، تمهيداً للمرحلة المقبلة من العملية السياسية.

رئيس المؤسسة الوطنية للنفط المكلف بحث مع تيتيه تعزيز استقلالية مؤسسة النفط والشركات التابعة لها (أ.ف.ب)

إلى ذلك، قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط المكلف، مسعود سليمان، إنه بحث مع تيتيه في طرابلس تعزيز استقلالية المؤسسة والشركات التابعة لها، والنأي بها عن أي خلافات، أو منازعات سياسية أو مكانية، قد تشكل تهديداً على الأداء المتميز الذي تحققه، والنتائج المبهرة الناتجة عنه، وعلى رأسها زيادة معدلات الإنتاج من النفط الخام والغاز، الأمر الذي يبشر بالمزيد من الاستقرار الاقتصادي لليبيين. إضافة إلى الخطوط العريضة لخطط المؤسسة الطموحة لتطوير القطاع وزيادة الإنتاج، والتوسع في مشاريع التنمية المستدامة في المناطق المجاورة للمواقع النفطية في كل ربوع ليبيا.

وكانت تيتيه قد أكدت على الأهمية البالغة لالتزام المؤسسة بالشفافية والمساءلة في عملياتها وإجراءات التعاقد. كما رحبت بقرار وقف معاملات استبدال النفط الخام بالوقود، وحثّت على اتخاذ مزيد من التدابير لاستعادة ثقة الناس في هذا القطاع الحيوي للاقتصاد الليبي.

اجتماع رئيس مؤسسة النفط المكلف مع سفير بريطانيا (مؤسسة النفط)

كما نقل سليمان عن السفير البريطاني، مارتن لونغدن، خلال لقائهما مساء الثلاثاء، تأكيده على دعم بلاده للمؤسسة لتحقيق طموحاتها الرامية لتطوير قطاع النفط الليبي والنهوض بالاقتصاد، مشيراً إلى أنهما بحثا أيضاً تعزيز التعاون بين ليبيا وبريطانيا في مجالات الطاقة المختلفة، وجولة العطاء العام للاستكشاف، التي أعلنتها المؤسسة بحضور كبرى الشركات النفطية في العالم، فضلاً عن رؤساء وأعضاء البعثات الدبلوماسية في ليبيا.

في شأن آخر، قالت حكومة «الوحدة» إن وزيرها المكلف بالخارجية، الطاهر الباعور، بحث على هامش القمة العربية الطارئة في القاهرة، مع وزراء خارجية الجزائر وتونس وموريتانيا، التحضيرات للقمة الرئاسية المغاربية المرتقبة في طرابلس، مؤكداً على أهمية تعزيز التعاون بين دول اتحاد المغرب العربي. وأوضحت «الوحدة» أن الباعور بحث أيضاً مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، سبل تطوير العلاقات الليبية المغربية والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك.


مقالات ذات صلة

عضو في «المجلس الرئاسي» الليبي يسعى لـ«حوار جديد» لحلّ الأزمة السياسية

شمال افريقيا صورة أرشيفية لاجتماع اللافي مع المبعوثة الأممية (المجلس الرئاسي الليبي)

عضو في «المجلس الرئاسي» الليبي يسعى لـ«حوار جديد» لحلّ الأزمة السياسية

لم يحدد اللافي موعداً لبدء هذه الحوارات الليبية أو مكانها مكتفياً بالإشارة إلى أنها ستعقد خلال الفترة المقبلة.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا من حفل إفطار أقامه مستشار الدبيبة وحضره قادة ميليشيات مسلحة في طرابلس  (حسابات ليبية موثوقة)

إفطار رمضاني لقادة ميليشيات طرابلس يثير تساؤلات بشأن «نفوذهم السياسي»

جمع إبراهيم الدبيبة مستشار رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة على مائدة إفطار قيادات أمنية رسمية، بالإضافة إلى أمراء التشكيلات المسلحة البارزين في طرابلس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس مجلس النواب الليبي خلال اجتماعه مع رئيس ديوان المحاسبة (مجلس النواب)

​«الوحدة» الليبية تتجاهل اشتباكات ميليشياتها جنوب طرابلس

رصدت وسائل إعلام ليبية محلية وجود ما وصفته بحالة من التوتر الأمني في مدينة غريان جنوب العاصمة طرابلس على خلفية اشتباكات

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا عناصر من قوة الردع بطرابلس غربي ليبيا (قوة الردع)

«الاعتقالات التعسفية»... سلاح السلطات في ليبيا لمواجهة معارضيها

قالت البعثة الأممية لدى ليبيا إن موجة من الاحتجازات والتوقيفات التعسفية نفَّذتها أجهزة إنفاذ القانون وأطراف أمنية في عموم ليبيا أثارت ذعرها.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا قادة الجيش الوطني الليبي على مائدة إفطار القيادة العامة (الجيش الوطني)

موائد إفطار قادة ليبيا تتحول إلى فرصة للتوظيف السياسي

حرص أغلب أفرقاء المشهد الليبي على تنظيم موائد إفطار رمضانية، لكنها لم تخلُ من توجيه الرسائل السياسية.

جاكلين زاهر (القاهرة)

البرلمان المصري يقرّ تشكيل مجلس التنسيق الأعلى مع السعودية

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
TT

البرلمان المصري يقرّ تشكيل مجلس التنسيق الأعلى مع السعودية

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)

وافق مجلس النواب المصري (البرلمان)، الاثنين، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، على تشكيل مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري، الذي يستهدف الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق استراتيجية غير مسبوقة.

وكان الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد شهدا في ختام مباحثاتهما بالقاهرة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التوقيع على تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي» برئاسة الرئيس السيسي وولي العهد السعودي.

ونهاية العام الماضي، وافقت الحكومة المصرية على قرار تشكيل المجلس، الذي يهدف إلى «تكثيف التواصل وتعزيز التعاون بين السعودية ومصر في مختلف المجالات التي تهم الجانبين»، وفق الإعلان الرسمي.

وجاءت موافقة مجلس النواب المصري، الاثنين، بعد استعراض النائب أحمد فؤاد أباظة، رئيس لجنة الشؤون العربية، تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشؤون العربية ومكتبي لجنتي الشؤون الاقتصادية، والدفاع والأمن القومي، على قرار رئيس الجمهورية رقم (55) لسنة 2025 والخاص بمحضر تشكيل مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري.

بدر عبد العاطي خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان بالقاهرة (أرشيفية - الخارجية المصرية)

وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أكد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في القاهرة، سبتمبر (أيلول) الماضي، أن «مجلس التنسيق الأعلى»، «سيكون مظلة شاملة لمزيد من تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، والدفع لآفاق التعاون بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتنموية والاستثمارية، بما يحقق مصالح الشعبين».

ووفق بيان الحكومة المصرية، «يتألف المجلس من عدد من الوزراء والمسؤولين من البلدين في المجالات ذات الصلة»، كما «يعقد اجتماعات دورية بالتناوب في البلدين، ويحق له عقد اجتماعات استثنائية كلما دعت الحاجة إلى ذلك». والمجلس «سيحل محل الاتفاق الخاص بإنشاء اللجنة العليا المشتركة».

ويعد أمينا الجانبين محضراً مشتركاً يتضمن حوكمة لأعمال المجلس ولجانه ومهماتها وآليات التنسيق والتواصل بما يكفل تحقيق الغايات المنشودة من تشكيل المجلس، وتعتمد الحوكمة بموافقة رئيسي الجانبين.

وقال النائب أحمد فؤاد أباظة، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، إن المجلس الجديد يستهدف تحقيق أهداف استراتيجية عدة، من بينها تكثيف التنسيق والتشاور بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأضاف: «يعمل كذلك على تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وتذليل العقبات أمام تدفق الاستثمارات السعودية إلى مصر، وتشجيع القطاع الخاص في البلدين على إقامة مشاريع مشتركة»، كما يستهدف تبادل الخبرات والمعلومات في المجالات الأمنية والعسكرية، وتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

وأكد أباظة أن المجلس يعمل على تطوير التعاون في مجالات التعليم والصحة والزراعة والبيئة والثقافة والصناعة والتقنية والاتصالات والنقل والتعاون الرقمي والبنى التحتية والطاقة وغيرها من المجالات الحيوية.