«الدعم السريع» وجماعات أخرى توقع في نيروبي ميثاقاً لتشكيل حكومة موازية

عبد الرحيم دقلو نائب قائد «قوات الدعم السريع» محاطاً في نيروبي بممثلي الأحزاب السياسية المؤيدة للحكومة الموازية (أ.ف.ب)
عبد الرحيم دقلو نائب قائد «قوات الدعم السريع» محاطاً في نيروبي بممثلي الأحزاب السياسية المؤيدة للحكومة الموازية (أ.ف.ب)
TT
20

«الدعم السريع» وجماعات أخرى توقع في نيروبي ميثاقاً لتشكيل حكومة موازية

عبد الرحيم دقلو نائب قائد «قوات الدعم السريع» محاطاً في نيروبي بممثلي الأحزاب السياسية المؤيدة للحكومة الموازية (أ.ف.ب)
عبد الرحيم دقلو نائب قائد «قوات الدعم السريع» محاطاً في نيروبي بممثلي الأحزاب السياسية المؤيدة للحكومة الموازية (أ.ف.ب)

أعلنت مصادر، الأحد، أن «قوات الدعم السريع» في السودان، وتحالفاً مؤلفاً من جماعات سياسية ومسلحة، وقَّعوا، خلال الليل في نيروبي، ميثاقاً تأسيسياً لتشكيل حكومة موازية في البلاد التي تشهد حرباً منذ نحو عامين.

وقال مصدر مقرب من منظمي المراسم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن التوقيع تم. كما أكد المشاركون توقيع الميثاق الذي سيمهِّد الطريق أمام «حكومة سلام ووحدة» في المناطق التي يسيطر عليها «الدعم السريع» في السودان.

وأطلقت المجموعات التي أعلنت مشاركتها في الإطار الموازي الجديد على نفسها اسم «تحالف السودان التأسيسي»، لتكوين «حكومة السلام والوحدة». ومن شأن هذا الإعلان السياسي أن يحدد الملامح العامة للسلطة، التي من المقرر إعلانها من الخرطوم، وفقاً لتصريحات سابقة من المشاركين.

وضم التحالف، الذي كان جزءاً من «تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية»؛ («تقدّم» سابقاً) قبل فك الارتباط بالمجموعة الرافضة للحكومة «حركة العدل والمساواة»، «جناحَ سليمان صندل - تجمع قوى تحرير السودان»، بقيادة الطاهر حجر، بالإضافة إلى «حركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي»، بزعامة الهادي إدريس، و«قوات الدعم السريع»، وعدد من القوى السياسية والمدنية وزعماء الإدارات المدنية.

وقبل أشهر، نشبت خلافات داخل «تنسيقية تقدم»، وخرجت إلى العلن، بعدما تبنَّت فصائل مسلحة وقوى سياسية موقفاً واضحاً بتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تخضع لسيطرة «الدعم السريع».

وأُجّل التوقيع مرات عدة، وجرى أخيراً خلف أبواب مغلقة في العاصمة الكينية.

ومن بين الموقعين فصيل من «الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال» بقيادة عبد العزيز الحلو، التي تسيطر على أجزاء من ولايتَي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

ووقّع عبد الرحيم دقلو، نائب وشقيق قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي غاب بشكل ملحوظ، عن حميدتي.

ويدعو الميثاق، الذي اطلعت عليه «وكالة الصحافة الفرنسية»، إلى «تأسيس وبناء دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية، قائمة على الحرية والمساواة والعدالة، وغير منحازة لأي هوية ثقافية أو عرقية أو دينية أو جهوية».

وتحدث أيضاً عن تأسيس «جيش وطني جديد وموحد ومهني وقومي بعقيدة عسكرية جديدة، على أن يعكس التعدد والتنوع اللذين تتسم بهما الدولة السودانية».

وتهدف هذه الحكومة، وفق الميثاق، إلى إنهاء الحرب وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، والحفاظ على وحدة السودان.

ومنذ أبريل (نيسان) 2023، تسببت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» بالسودان في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، وفي أكبر أزمة إنسانية بالعالم.


مقالات ذات صلة

المنسقة الأممية في السودان: الوضع الإنساني في السودان «كارثي» بعد عامين من الحرب

شمال افريقيا جندي سوداني قرب عربة عسكرية مدمرة في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)

المنسقة الأممية في السودان: الوضع الإنساني في السودان «كارثي» بعد عامين من الحرب

حذرت منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي، اليوم السبت، من أن الوضع الإنساني في هذا البلد أصبح «كارثياً»

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا جنود يسيرون بالقرب من مركبة عسكرية مدمرة ومبانٍ تعرضت للقصف في الخرطوم (رويترز)

السودان: مقتل أكثر من مائة في هجمات لـ«الدعم السريع» على مخيم زمزم بالفاشر

نقلت صحيفة «سودان تريبيون» اليوم عن المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، القول إن أكثر من مائة شخص قُتلوا في هجمات لـ«الدعم السريع».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا نازحون من مدينة الفاشر المحاصرة (أرشيفية - الشرق الأوسط)

الموت جوعاً يهدد أكثر من 700 ألف نازح في دارفور

يواجه أكثر من 700 ألف نازح في معسكر أبو شوك للنازحين قرب الفاشر أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد، بسبب القصف المستمر الذي يتعرض له من «قوات الدعم السريع».

وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

25 قتيلاً في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» على مخيم للنازحين في الفاشر

قتل 25 شخصا على الأقل بينهم أطفال ونساء جراء هجوم شنّته «قوات الدعم السريع» على مخيم للنازحين في مدينة الفاشر في غرب السودان الجمعة

«الشرق الأوسط» (بورت سودان)
شمال افريقيا لاجئون سودانيون من غرب دارفور بالسودان في مستشفى أدري بتشاد 16 يونيو 2023 (رويترز)

مقتل 15 في قصف لـ«الدعم السريع» على مدينة الفاشر بدارفور

قُتل 15 شخصاً على الأقل في قصف لـ«قوات الدعم السريع» على مدينة الفاشر في إقليم دارفور، بحسب ما أفاد مصدر طبي الخميس.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

مخاوف من مقتل مئات بالسودان في هجوم لـ«الدعم السريع» على معسكر زمزم

جنود من «قوات الدعم السريع» (رويترز)
جنود من «قوات الدعم السريع» (رويترز)
TT
20

مخاوف من مقتل مئات بالسودان في هجوم لـ«الدعم السريع» على معسكر زمزم

جنود من «قوات الدعم السريع» (رويترز)
جنود من «قوات الدعم السريع» (رويترز)

قالت وزارة الخارجية السودانية ومنظمات إغاثة، اليوم السبت، إن مئات أصيبوا وقتلوا في هجوم مدمر شنته «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية على معسكر زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر، فيما وصفه البعض بأنه أحد أسوأ الانتهاكات منذ اندلاع الحرب.

وذكرت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، في بيان، أن الموجة الأولى من الهجمات المتعددة بدأت يوم الخميس واستمرت الهجمات حتى يومي الجمعة والسبت، مما أدى إلى تدمير منازل وأسواق ومرافق للرعاية الصحية.

وقالت المنسقية، وفقاً لوكالة «رويترز»، إن الهجوم «خلف مئات القتلى والمصابين، غالبيتهم من النساء والأطفال». ونددت المنسقية بالهجمات ووصفتها بأنها «جرائم حرب مكتملة الأركان، وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم».

وأضافت أن هجمات مماثلة على مخيم «أبو شوك» الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل 35 مدنياً. وجاء، في بيانها، أن «الوضع الإنساني في الفاشر ينحدر بسرعة نحو كارثة غير مسبوقة»، مشيرة إلى وقوع مجاعة ونقص الأدوية وانعدام تام للأمن.

وقالت كليمنتاين نكويتا سلامي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، في بيان، اليوم السبت، إن 100 مدني على الأقل قتلوا في مخيم «أبو شوك» ومعسكر زمزم اللذين يستضيفان أكثر من 700 ألف نازح. وأصبح العديد منهم الآن محاصرين بلا مأوى آمن.

وقالت منظمة «ريليف إنترناشونال»، وهي آخر منظمة تقدم خدمات أساسية في معسكر زمزم، إن المركز الطبي التابع لها تعرض للهجوم وقُتل تسعة من الموظفين، منهم أطباء وسائقون.

وذكرت، في بيان: «كان هذا هجوماً مُستهدفاً الفئات الأكثر ضعفاً، كبار السن والنساء والأطفال. شمل الهجوم أيضاً عيادتنا وهي آخر مصدر متبق للرعاية الصحية في زمزم».

ونددت الولايات المتحدة بالهجمات التي شنتها قوات «الدعم السريع» على عدة مناطق في أنحاء السودان. وأعربت «الخارجية الأميركية»، في بيان على حسابها على منصة «إكس»، عن «قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد بشن قوات الدعم السريع هجمات على مخيمي زمزم وأبو شوك شمال دارفور».

وقالت الخارجية في البيان: «نحثّ على حماية المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني. كما ندعو إلى فتح ممرات إنسانية لتمكين وصول المساعدات الإنسانية وتوفير ممر آمن للمدنيين الفارين من العنف». وتابعت: «يجب على الأطراف المتحاربة الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي ويجب محاسبة مرتكبي الانتهاكات».

بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إن التقارير الواردة من مدينة الفاشر في دارفور عن مقتل مدنيين بينهم عمال إغاثة في هجمات عشوائية لـ«الدعم السريع» هي تقارير «مروعة».

وأضاف لامي في حسابه على منصة «إكس» أن هجمات الفاشر تؤكد أهمية مؤتمر السودان المزمع عقده في لندن مع الشركاء الدوليين، داعياً «جميع الأطراف في السودان للالتزام بحماية المدنيين».

ونفت «قوات الدعم السريع» الادعاءات بوقوع مجازر في مخيم زمزم ووصفتها بأنها «ملفقة»، قائلة إن مقطع فيديو نشر مؤخراً يصور معاناة المدنيين مفبرك من الجيش السوداني.

وفي بيان صدر اليوم السبت، اتهمت «قوات الدعم السريع» الجيش السوداني بتنظيم حملة إعلامية باستخدام ممثلين وفبركة مشاهد داخل المخيم لتجريمهم زوراً.

ونفت مسؤوليتها عن أي هجمات على المدنيين، وأكدت التزامها بالقانون الإنساني الدولي، وانتقدت ما وصفته بحملة دعائية تهدف إلى تشويه سمعتها وصرف الانتباه عن الجرائم الحقيقية المرتكبة ضد الشعب السوداني.

وتدعو الوكالات الإنسانية وقادة محليون للوقف الفوري لإطلاق النار وإتاحة المجال لعمال الإغاثة.

واندلعت الحرب في السودان في أبريل (نيسان) 2023، نتيجة صراع على السلطة بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، مما بدد آمال الانتقال إلى حكم مدني.

ومنذ ذلك الحين، أدى الصراع إلى نزوح ملايين وتدمير مناطق مثل دارفور، حيث تقاتل «قوات الدعم السريع» الآن للحفاظ على معقلها وسط تقدم الجيش في الخرطوم.