نجاة وزير في «الوحدة» الليبية من محاولة اغتيال

تزامناً مع توسع العمليات العسكرية لحكومة الدبيبة غرباً

عادل جمعة خلال اجتماع سابق مع عبد الحميد الدبيبة في طرابلس (حكومة الوحدة)
عادل جمعة خلال اجتماع سابق مع عبد الحميد الدبيبة في طرابلس (حكومة الوحدة)
TT

نجاة وزير في «الوحدة» الليبية من محاولة اغتيال

عادل جمعة خلال اجتماع سابق مع عبد الحميد الدبيبة في طرابلس (حكومة الوحدة)
عادل جمعة خلال اجتماع سابق مع عبد الحميد الدبيبة في طرابلس (حكومة الوحدة)

أدان المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوحدة «المؤقتة» محاولة الاغتيال، التي استهدفت وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، عادل جمعة، أثناء استقلاله سيارته على الطريق السريعة في العاصمة طرابلس، الأربعاء.

وطالب «الرئاسي» حكومة «الوحدة» والجهات الأمنية التابعة لها باتخاذ الإجراءات اللازمة، وفتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات الحادثة، وتعقب الجُناة وتقديمهم للعدالة. مؤكداً أنه «لن يرضى ولن يتهاون مع الخارجين كافة عن القانون، وأي محاولات تستهدف أمن الدولة واستقرارها».

وكانت حكومة «الوحدة» قد اتهمت جهة مجهولة بإطلاق النار بشكل مباشر على جمعة، لكنها أكدت أن حالته الصحية مستقرة، وأن الأجهزة الأمنية باشرت تحقيقاتها لتعقب الجناة، وشددت على أنها لن تتهاون مع أي محاولات تهدد الأمن، لافتة إلى استمرار جهودها لتعزيز الأمن، وفرض سيادة القانون.

الوزير عادل جمعة (أ.ف.ب)

وقال الناطق باسم حكومة «الوحدة»، محمد حمودة، لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يوجد أي توضيح بعد حول ملابسات الواقعة»، حيث ما زالت تحقيقات الأجهزة الأمنية لكشف الملابسات وتعقب الجناة قائمة. وتحدث عن «إجراء عملية ناجحة» للوزير لاستخراج الأعيرة النارية من قدمه اليمنى، ومعالجة الكسور، مؤكداً أن «حالته الصحية مستقرة».

ونقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان أن سيارة جمعة تعرَّضت لوابل من الرصاص في الطريق السريعة بطرابلس، بعد خروجه من قرية بالم سيتي؛ ما أدى إلى إصابته في ساقيه، نُقل على أثرها إلى قسم العناية في مستشفى أبو سليم للحوادث.

خالد المشري طالب الأجهزة الأمنية بفتح تحقيق عاجل للكشف عن ملابسات محاولة اغتيال جمعة (الشرق الأوسط)

وطالب خالد المشري، المتنازع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة، الأجهزة الأمنية بفتح تحقيق عاجل للكشف عن ملابسات هذه الحادثة، ومن يقف وراءها.

في حين لم يعلق الدبيبة على محاولة الاغتيال، رغم إعلانه، الأربعاء، بمناسبة تدشين محطة معالجة الصرف الصحي بالهضبة، وخط معالجة مياه وادي المجينين - البحر، أنه بصدد إطلاق مشروعات عدة في العاصمة، باعتبارها دلالة على أن «ليبيا اليوم ليست كما كانت بالأمس، وتمضي نحو مستقبل أفضل».

وينحدر جمعة، من قبيلة ورفلة في بني وليد، علماً أنه عمل وكيلاً لوزارة التعليم بحكومة الوفاق السابقة، وتم تعيينه عام 2021 وزير دولة لشؤون رئيس حكومة «الوحدة»، ومجلس الوزراء بحكومة الدبيبة، ويعدّ واحداً من أهم مستشاري الدبيبة.

وتزامناً مع انعقاد اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، التي تضم طرفي الصراع الليبي في القاهرة؛ وسعت قوات حكومة «الوحدة» من نطاق عمليتها العسكرية في المنطقة الغربية، بينما بدأت قوات الجيش الوطني حملة مداهمات مفاجئة بالجنوب الليبي.

الدبيبة لم يعلّق على محاولة اغتيال الوزير جمعة (الوحدة)

وجاءت هذه التطورات، في حين أعلن محمد تكالة، المتنازع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة، أنه كلف أعضاء لجنة المناصب السيادية التواصل مع نظرائهم بمجلس النواب، وبحث ملف المناصب السيادية بهدف الوصول إلى توافق بالتواصل مع أعضاء اللجنة الاستشارية، التي شكَّلتها بعثة الأمم المتحدة.

بدوره، أعلن السفير والمبعوث الأميركي الخاص، ريتشارد نورلاند، أنه أكد رفقة القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، خلال اجتماعه في نيويورك مع الرئيس الجديد لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، هانا تيتيه، دعم الولايات المتحدة للبعثة في مهمتها لتسهيل عملية سياسية، تؤدي إلى تحقيق الوحدة والاستقرار لليبيا وشعبها.

من جهته، شارك رئيس أركان حرب الجيش المصري، الفريق أحمد خليفة، في الجلسة الافتتاحية لأعمال اجتماعات اللجنة، التي عُقدت مساء الثلاثاء في القاهرة، لمناقشة تثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا، وإخراج القوات والمرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، بالإضافة إلى توحيد المؤسسات الأمنية جنباً إلى جنب مع المؤسسة العسكرية.

في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع بحكومة «الوحدة»، إن وكيلها ناقش، مساء الثلاثاء، مع الملحق العسكري الإيطالي، التعاون العسكري المتمثل في برامج التدريب والتطوير، بالإضافة إلى جهود تعزيز قدرات القوات البحرية وحرس السواحل الليبي.

قوات حكومة «الوحدة» في زوارة (منطقة الساحل الغربي العسكرية)

إلى ذلك، أعلنت منطقة الساحل الغربي العسكرية، التابعة لحكومة «الوحدة»، أنها بدأت مساء الثلاثاء حملة واسعة في مدينة زوارة، في إطار عمليتها التي أطلقتها مطلع الشهر الماضي في مدينتَي الزاوية والعجيلات؛ بهدف اجتثاث أوكار الجريمة المنظمة والتصدي للخارجين عن القانون.

وقالت «المنطقة» إن «الكتيبة 105»، و«اللواء 62 مجحفل»، التابعَين لها شنَّا مداهمات مكثفة لاستهداف عصابات الإجرام المنظم، التي تمتهن تهريب الوقود، والاتجار بالبشر، والهجرة غير القانونية، والتي تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي والسيادة الوطنية. مؤكدة استمرار عملياتها حتى القضاء التام على بؤر الجريمة، وتطهير المنطقة من جميع الأنشطة الإجرامية.

في المقابل، أعلنت غرفة عمليات تنظيم الجنوب، التابعة للجيش الوطني، ضبط 82 مهاجراً في مدينة زلة من جنسيات أفريقية، كانوا محتجزين داخل أحد المنازل في حي سكني بالمدينة، بعدما بدأت قواتها حملات مداهمة واسعة تستهدف العصابات الإجرامية ومهربي البشر.


مقالات ذات صلة

الدبيبة يوجّه «اتهامات مبطنة» لحفتر بإدخال «مهاجرين» إلى ليبيا

شمال افريقيا الدبيبة وصف اتهام حكومته بتوطين المهاجرين بـ«الكاذب» خلال اجتماع مع قيادات بحكومته وأجهزة أمنية (مكتب الدبيبة)

الدبيبة يوجّه «اتهامات مبطنة» لحفتر بإدخال «مهاجرين» إلى ليبيا

قال عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة إنه «لا يمكن أن نكون حراساً لأوروبا، نحن معبر وغير مصدرين للهجرة».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا الشاب عبد الرؤوف خلف الله الذي قضى في الزاوية الليبية (حسابات موثوق بها على مواقع التواصل الاجتماعي)

مقتل ليبي برصاص عناصر مسلّحة يعيد التوتر إلى الزاوية

يقول سكان من مدينة الزاوية إن مقتل الشاب خلف الله أبقى الأمور رهن الاشتعال مجدداً، ولا سيما أنه لم تجرِ معاقبة قتلة «البيدجا» في حين لا تزال القضية قيد التحقيق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا ليبيون يدلون بأصواتهم خلال المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية في ترهونة (أ.ب)

سياسيون ليبيون يتهمون حكومة «الوحدة» بعرقلة الانتخابات المحلية

قال عضو مجلس المفوضية العليا للانتخابات الليبية إنها أطلقت إجراءات المرحلة الثانية من العملية الانتخابية رغم أنها لم تتلقَّ استجابة لطلبها اعتماد الميزانية.

علاء حموده (القاهرة)
شمال افريقيا وفد السفارة البريطانية خلال زيارة قوة مكافحة الإرهاب في طرابلس (السفارة)

ليبيا وبريطانيا تبحثان تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب

قالت السفارة البريطانية لدى ليبيا إن وفداً منها ممثلاً في العقيد ماثيو كيتيرر الملحق العسكري بالسفارة وليزي لوفيت مسؤولة مكافحة الإرهاب زار مصراتة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا توقيف «مهاجرين» تمت مداهمة مقرهم بمصراتة (إدارة إنفاذ القانون بالإدارة العامة للعمليات الأمنية)

سلطات طرابلس تتعقّب «المهاجرين» وسط تصاعد مخاوف «التوطين»

وجّهت السفارة السودانية لدى ليبيا رعاياها بـ«تقليل الحركة والتنقل إلّا للضرورة القصوى، واحترام حقّ الجار وعدم التسبب في إحداث ضرر أو أذى له».

جمال جوهر (القاهرة)

الهادي إدريس لـ«الشرق الأوسط»: الحكومة الموازية لتفادي الانقسام

 الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
TT

الهادي إدريس لـ«الشرق الأوسط»: الحكومة الموازية لتفادي الانقسام

 الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)

برزت خطوة إنشاء حكومة «موازية» في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع» في السودان، لتثير مزيداً من القلق والمخاوف والرفض، داخلياً وإقليمياً ودولياً، على مستقبل البلاد وتمزقه، لكن داعمي هذه الخطوة يرون أنها فرصة كبرى لإنقاذ البلاد من شبح التشرذم والفوضى.

أحد الداعمين هو الدكتور الهادي إدريس، القيادي البارز في تحالف «تأسيس» الذي برز أخيراً للوجود ويقف وراء هذه الخطوة، اتهم، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، قادة الجيش بانهم هم من اتخذ إجراءات تعرّض البلاد للتقسيم، مؤكداً أن حكومته جاءت لتأمين وحدة السودان. وقال: «حكومتنا ليست لدارفور وحدها أو (الدعم السريع)، هي لكل السودان، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب}.

وتابع {لقد أعددنا دستوراً يضمن حقوق الجميع، ووقع عليه أشخاص وكيانات مختلفة من جميع مناطق السودان». وقال إدريس، وهو العضو السابق في «مجلس السيادة» السوداني، إنهم يعملون الآن على طمأنة دول الجوار بالتأكيد على أنهم «دعاة وحدة»، وليسوا مع تقسيم السودان.