«الجامعة العربية» تشدد على «إعمار غزة» لقطع الطريق على «التهجير»

أبو الغيط ورئيس الوزراء الفلسطيني أكدا رفض تكرار «النكبة»

أبو الغيط خلال محادثات مع رئيس الوزراء الفلسطيني في القاهرة (جامعة الدول العربية)
أبو الغيط خلال محادثات مع رئيس الوزراء الفلسطيني في القاهرة (جامعة الدول العربية)
TT

«الجامعة العربية» تشدد على «إعمار غزة» لقطع الطريق على «التهجير»

أبو الغيط خلال محادثات مع رئيس الوزراء الفلسطيني في القاهرة (جامعة الدول العربية)
أبو الغيط خلال محادثات مع رئيس الوزراء الفلسطيني في القاهرة (جامعة الدول العربية)

شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، على «ضرورة تسريع جهود الإغاثة وإعادة إعمار قطاع غزة لقطع الطريق على مخطط التهجير». وتوافق أبو الغيط، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية الفلسطيني محمد مصطفى، عقب لقائهما بالقاهرة، الخميس، على أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتكرار «النكبة».

وجاء لقاء أبو الغيط ومصطفى بمقر جامعة الدول العربية، تزامناً مع رفض عربي ودولي لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن «تهجير» الفلسطينيين من قطاع غزة، و«سيطرة الولايات المتحدة على القطاع».

وتناول اللقاء «الوضع الفلسطيني الراهن في ضوء التهديدات التي تتعرض لها القضية، ولا سيما سيناريو التهجير المرفوض عربياً ودولياً»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، جمال رشدي.

وقال رشدي إن «كلاً من أبو الغيط ومصطفى أكدا على الإجماع العربي برفض المساس بثوابت القضية الفلسطينية، وأهمها بقاء الشعب على أرضه، وعدم سلبه حقه في تقرير مصيره».

وعرض رئيس الوزراء الفلسطيني، خلال اللقاء خطط وبرامج السلطة الفلسطينية للتعامل مع «الوضع الكارثي في غزة من أجل تنفيذ الإغاثة العاجلة، والتعافي المُبكر، توطئة لإعادة الإعمار». وأكد أبو الغيط أن «الخطط قابلة للتنفيذ مع بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، والمطلوب في هذه المرحلة هو تثبيت وقف إطلاق النار، والعمل على إدخال المساعدات الإغاثية العاجلة ومساعدة السكان على استعادة الحياة الطبيعية بالتدريج من أجل إفشال المخطط الإسرائيلي بجعل القطاع غير قابل للحياة».

وتطرق لقاء «أبو الغيط - مصطفى» إلى «التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول ما أسماه الخروج الطوعي للسكان من قطاع غزة»، حيث تمت الإشارة إلى أنها «تكشف بجلاء عن طبيعية المخطط الإسرائيلي وأهدافه»، والتأكيد على أن «الشعب الفلسطيني لن يسمح بتكرار النكبة مرة ثانية تحت دعاوى الخروج الطوعي أو القسري»، بحسب رشدي.

رئيس الوزراء الفلسطيني في المؤتمر الصحافي عقب لقائه أبو الغيط في القاهرة (الشرق الأوسط)

بدوره أكد رئيس الوزراء الفلسطيني، في مؤتمر صحافي عقب اللقاء، أن «السلطة الفلسطينية تتطلع للعمل مع الأمانة العامة للجامعة العربية والدول الأعضاء في المرحلة المقبلة، بهدف التغلب على التحديات»، مشيراً إلى أنه أطلع أبو الغيط على «التحركات السياسية والعملية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية من أجل مجابهة التحديات، لا سيما على المستوى السياسي».

وقال: «رغم الوضع السياسي والأمني المقلق في القطاع، نعمل جدياً في الحكومة لإغاثة الشعب والتحضير لإعادة الإعمار في أسرع وقت ممكن بالتعاون مع الشركاء».

وأوضح مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير مهند العكلوك، في تصريحات صحافية عقب اللقاء، أن رئيس الوزراء الفلسطيني عرض على الأمين العام «أكثر السبل العملية لإغاثة سكان قطاع غزة وإدخال المساعدات الكافية وتنفيذ خطة الحكومة بتولي مسؤوليات الحكم في القطاع، وإغاثة الشعب وإدخال المأوى وكل ما من شأنه مساعدة الشعب للبقاء على أرضه».

وقال إن «الخطة تتضمن التعافي المبكر لمدة 6 شهور، ثم تعافي الاقتصاد لمدة 3 سنوات، وأخيراً إعادة الإعمار لمدة 10 سنوات».

وأشاد العكلوك بمواقف المملكة العربية السعودية ومصر والأردن، الرافضة لـ«التهجير»، مشيراً إلى أن «الجهود الآن تتجه لدعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتوفير أسباب الحياة له». وقال: «الشعب الفلسطيني لن يهاجر ولن يغادر ولن يلتفت لأي خطط للتهجير».

وتطرق اللقاء أيضاً إلى «ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، والاتفاق على المرحلتين الثانية والثالثة من الهدنة، إضافة إلى الأفق السياسي وإنشاء دولة فلسطينية على حدود 1967»، وفق العكلوك.

فلسطينيون خلال تجمعهم في وقت سابق بموقع غارة إسرائيلية على منزل في غزة (رويترز)

وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، شددت في بيان، الأربعاء، على أن «ثوابت القضية الفلسطينية تظل محل إجماع عربي كامل لا يرقى إليه التشكيك، وأن من أهم هذه الثوابت حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».

وبينما أعربت الأمانة العامة عن «ثقتها في رغبة الولايات المتحدة ورئيسها في تحقيق السلام العادل بالمنطقة»، وأكدت أن «الطرح الذي تحدث به ترمب ينطوي على ترويج لسيناريو تهجير الفلسطينيين المرفوض عربياً ودولياً، والمخالف للقانون الدولي»، وقالت إن «هذا الطرح يُمثل وصفة لانعدام الاستقرار ولا يُسهم في تحقيق حل الدولتين الذي يُمثل السبيل الوحيد لإحلال السلام والأمن بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفي المنطقة على اتساعها».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يتوغل في شمال وجنوب قطاع غزة وسط قصف مكثف

المشرق العربي الدبابات العسكرية الإسرائيلية تتمركز على طول الحدود الجنوبية لإسرائيل مع شمال قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

الجيش الإسرائيلي يتوغل في شمال وجنوب قطاع غزة وسط قصف مكثف

أفادت إذاعة «الأقصى» الفلسطينية، اليوم (الجمعة)، بأن مجموعة من آليات الجيش الإسرائيلي توغَّلت في حي تل السلطان، الواقع في غرب رفح، بجنوب غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي خيم يسكنها لاجئون فلسطينيون بالقرب من منازلهم المدمرة في مدينة غزة (إ.ب.أ)

المستشفى الإندونيسي في شمال غزة استقبل 43 قتيلا و82 مصابا فجرا

وأضاف مدير المستشفى «الاحتلال دمر أجهزة الأوكسجين وغيرها من المعدات الضرورية للاستشفاء. ونواجه صعوبة في الاستجابة لاحتياجات كم هائل من الجرحى والمصابين».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي طفل ينظر أمام جثامين فلسطينيين قضوا بالغارات الإسرائيلية في مستشفى بخان يونس جنوب قطاع غزة أمس (رويترز)

«شبح التهجير» يرافق «الحرب الثانية» في غزة

عاد شبح التهجير ليخيم على سكان غزة مع تكثيف الحملة العسكرية وأوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي في عدد من مناطق القطاع، ما أدى إلى موجات نزوح كبيرة

نظير مجلي ( تل أبيب) «الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي خيام النازحين الفلسطينيين بالقرب من مبانٍ مُدمّرة نتيجة الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة (إ.ب.أ) play-circle

«حماس» تدعو العرب والمسلمين إلى التحرك لوقف «الإبادة» في غزة

دعت «حماس» الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف الهجوم الإسرائيلي المتجدد على غزة، قائلة إن عليها مسؤولية سياسية وأخلاقية لوقف «الإبادة».

«الشرق الأوسط» (غزة)
تحليل إخباري دبابة إسرائيلية على حدود قطاع غزة (رويترز) play-circle

تحليل إخباري استئناف إسرائيل حرب غزة يواجه استنزاف الاحتياط وضعف التأييد الشعبي

حذّرت إسرائيل من أن أحدث هجماتها على غزة «ليس إلا البداية» وقصفت قواتها القطاع بضربات جوية قاتلة وبدأت عمليات برية جديدة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

الجيش السوداني يسيطر على القصر الرئاسي بالخرطوم

جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يسيطر على القصر الرئاسي بالخرطوم

جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)

قالت مصادر عسكرية لوكالة «رويترز» للأنباء، إن مجموعات من قوات الجيش السوداني دخلت إلى القصر الرئاسي في الخرطوم من الناحية الشرقية، وأورد التلفزيون السوداني ومصادر عسكرية أن الجيش أتم سيطرته بالكامل على القصر.

وأكد وزير الإعلام السوداني أن الجيش استعاد السيطرة على القصر من قوات الدعم السريع، قائلا: اليوم ارتفع العلم على القصر الرئاسي، والرحلة ماضية حتى يكتمل النصر.

وشهد محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة السودانية، الخرطوم، معارك ضارية بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، منذ ليل الأربعاء، حقّق خلالها الجيش تقدماً لافتاً، وألحق خسائر فادحة بـ«قوات الدعم»، المتحصنة بالقصر والمؤسسات الحكومية والبنايات المحيطة.

ومنذ الشهر الماضي، استعاد الجيش العديد من المناطق في العاصمة الخرطوم، ولم تبق سوى مناطق محدودة تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، بينها القصر الرئاسي، وكل الوزارات وبنك السودان المركزي والمؤسسات الحكومية المهمة. وتحاول قوات الجيش، المدعومة بالمستنفرين وكتائب الإسلاميين، استرداد القصر باعتباره رمزاً للسيادة والسيطرة.

وكان قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد قال، يوم السبت الماضي، إن الحرب ضد الجيش السوداني باتت الآن داخل الخرطوم، مشدداً على أن قواته لن تخرج منها أو من القصر الجمهوري. وتسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم غرب السودان وأجزاء من العاصمة، بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الحرب، لكنها تتكبد خسائر في وسط البلاد أمام الجيش.