ارتياح عربي لتحضيرات القمة المقبلة في العراق

وفد «الجامعة العربية» اطلع على خطط بغداد لاستقبال الوفود

مقر «الجامعة العربية» في القاهرة (جامعة الدول العربية)
مقر «الجامعة العربية» في القاهرة (جامعة الدول العربية)
TT
20

ارتياح عربي لتحضيرات القمة المقبلة في العراق

مقر «الجامعة العربية» في القاهرة (جامعة الدول العربية)
مقر «الجامعة العربية» في القاهرة (جامعة الدول العربية)

زار وفد من جامعة الدول العربية، العراق، لبحث استعدادات «القمة العربية» المقبلة، التي من المقرر أن تُعقد في العاصمة بغداد، نهاية أبريل (نيسان) المقبل.

ووفق إفادة لـ«الجامعة العربية»، الجمعة، ترأس وفد «الجامعة» إلى بغداد، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، بتكليف من الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بهدف «التواصل مع الجانب العراقي والوقوف على التحضيرات الجارية لاحتضان القمة المقبلة».

وأوضح السفير زكي في تصريحات صحافية، الجمعة، في ختام زيارته إلى بغداد، وعقب لقاء رئيس وزراء العراق، محمد شياع السوداني، أن «وفد الجامعة وجه الشكر لرئيس الوزراء العراقي على الاهتمام الرفيع من جانب الحكومة العراقية لاستضافة قمة عربية ناجحة، وتسخير الإمكانات كافة التي تحتاج إليها لكي تكون على مستوى توقعات الدول الأعضاء».

وفي لقاء آخر مع وزير خارجية العراق، فؤاد حسين، أكد زكي «حرص الجامعة على تسخير جميع الجهود والخبرات اللازمة لتحقيق الأهداف المرجوة من القمة». وأضاف أن اللقاء شهد تبادلاً لوجهات النظر بشأن مجمل الأوضاع. وعرض وفد «الجامعة» تجاربه وخبراته السابقة ومرئياته بغية تسهيل مهام اللجان الفنية المتخصصة المشكّلة من قبل الحكومة للإشراف على الجوانب التنظيمية.

وحسب الأمين العام المساعد، الجمعة، فإن وفد «الجامعة العربية» قام بزيارة بعض الفنادق المقترحة لاستضافة وفود الدول، كما زار الوفد القاعات المزمع عقد الاجتماعات بها، واطلع على مجمل التفاصيل الجاري تنفيذها بغية تهيئتها بالشكل الملائم.

وأعرب عن ارتياح الوفد للتسهيلات التي اطلع عليها ويجري إعدادها من جانب العراق لاستقبال القادة العرب ووفود الدول الأعضاء وتوفير أجواء ملائمة لنجاح القمة العربية.

وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، قد ناقش في اجتماع رفيع المستوى، آخر المستجدات بشأن التحضيرات الجارية لاستضافة القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد.

وقال بيان حكومي، إن الاجتماع بحث مستوى الجاهزية في مختلف القطاعات المعنية بتنظيم القمة، بما في ذلك البنية التحتية، والمرافق الفندقية، والخدمات اللوجيستية، لضمان استضافة الحدث بأفضل صورة تعكس مكانة العراق ودوره العربي والإقليمي.


مقالات ذات صلة

تفاؤل كردي حذر برسالة أوجلان... وبغداد تأمل انسحاباً تركياً

تحليل إخباري عناصر من حزب العمال الكردستاني في شمال العراق (أرشيفية - رويترز)

تفاؤل كردي حذر برسالة أوجلان... وبغداد تأمل انسحاباً تركياً

يسود تفاؤل حذر داخل إقليم كردستان والعراق، بعد دعوة عبد الله أوجلان، زعيم «العمال الكردستاني»، إلى حل الحزب والتخلي عن السلاح تمهيداً للانخراط في السلام.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي رجل يرفع علماً يحمل صورة الزعيم الكردي المسجون عبد الله أوجلان (د.ب.أ) play-circle

العراق يعدّ دعوة أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني «مهمة» للأمن الإقليمي

رحَّبت الخارجية العراقية بدعوة الزعيم الكردي أوجلان حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح وحلّ نفسه، وعدّتها «خطوة إيجابية ومهمة في تحقيق الاستقرار بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي قادة «الإطار التنسيقي» خلال أحد اجتماعاتهم الدورية في بغداد (إكس)

التحالف الحاكم في العراق يناقش «تهديدات» أميركية

يعتزم التحالف الحاكم في العراق عقد اجتماع طارئ لمناقشة تفاصيل اتصال هاتفي جرى بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

حمزة مصطفى (بغداد)
تحليل إخباري مصطفى الكاظمي (أ.ب)

تحليل إخباري لماذا وكيف عاد الكاظمي إلى بغداد؟

يقول سياسيون عراقيون إن عودة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي تتزامن مع مخاوف تسود «الإطار التنسيقي» من أن بغداد فقدت الاتصال بدوائر القرار الأميركي.

علي السراي (لندن)
المشرق العربي من اجتماع «مجلس القضاء الأعلى» يوم الأحد 22 سبتمبر 2024 (إعلام المجلس)

«قضاء العراق»: لا مذكرات قبض بحق ترمب أو الشرع

نفى «مجلس القضاء» في العراق إصدار مذكرتَي قبض بحق الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والسوري أحمد الشرع.

فاضل النشمي (بغداد)

صراع على زعامة حزب «الأمة» السوداني يهدد بانشقاقه

رئيس حزب الأمة الحالي فضل الله برمة ناصر خلال كلمته أمام اجتماع نيروبي في 18 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
رئيس حزب الأمة الحالي فضل الله برمة ناصر خلال كلمته أمام اجتماع نيروبي في 18 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

صراع على زعامة حزب «الأمة» السوداني يهدد بانشقاقه

رئيس حزب الأمة الحالي فضل الله برمة ناصر خلال كلمته أمام اجتماع نيروبي في 18 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
رئيس حزب الأمة الحالي فضل الله برمة ناصر خلال كلمته أمام اجتماع نيروبي في 18 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

فجر توقيع «إعلان السودان التأسيسي» الذي يهدف إلى إنشاء «حكومة موازية» في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع»، صراعات داخل حزب الأمة القومي، أكبر أحزاب السودان، وأدى إلى تبادل بيانات متضاربة من قيادات الحزب، تراوحت بين الفصل والتعيين والحل لقيادات ومؤسسات الحزب.

وأصدرت «مؤسسة الرئاسة» التي تتكون من نواب رئيس الحزب ومستشاريه، قراراً بعزل الرئيس، اللواء المتقاعد فضل الله برمة ناصر، وتسمية محمد عبد الله الدومة رئيساً مكلفاً جديداً. وأبرز أعضاء هذه المجموعة هم صديق إسماعيل، وإسماعيل كتر، ومريم الصادق المهدي.

من جانبه، فاجأ الرئيس المكلف، برمة ناصر، الجميع بإصدار قرار موازٍ حل بموجبه مؤسسة الرئاسة، وأعلن عزمه على تعيين هيئات ونواب ومساعدين جدد. وسانده في ذلك رئيس المكتب السياسي محمد الحسن المهدي، الذي عدّ قرار مؤسسة الرئاسة غير دستوري، وأن النواب والمستشارين يعينهم الرئيس ولا يملكون حق عزله.

وكانت قد بدأت بوادر هذا الخلاف حول زعامة الحزب مباشرة بعد رحيل الزعيم التاريخي الصادق المهدي، الذي كان آخر رئيس وزراء منتخب في العهد الديمقراطي. وبعد وفاته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، تم اختيار برمة ناصر رئيساً مكلفاً، مما أبقى الصراع على زعامة الحزب خفياً في ظل الصراعات الأخرى الأكبر حجماً والتي كانت تهدد مستقبل البلاد.

لكن عندما اندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في 15 أبريل (نيسان) 2023، تفاقم الخلاف داخل الحزب حول المواقف المختلفة، إلى أن وصل إلى الخلاف العلني الحالي، فيما يشبه الانشقاق.

صراع الأخوة

الصادق المهدي (يمين) وابنه الأكبر عبدالرحمن في فعالية دينية لطائفة الأنصار (أرشيفية - غيتي)
الصادق المهدي (يمين) وابنه الأكبر عبدالرحمن في فعالية دينية لطائفة الأنصار (أرشيفية - غيتي)

تاريخياً ظل حزب الأمة يخضع لقيادة آل المهدي، ومع اندلاع الحرب اختار الجنرال المتقاعد برمة ناصر - مدعوماً بجناح من أسرة المهدي يقوده صديق ابن الصادق، الانحياز للقوى المدنية المناهضة للحرب والمنضوية تحت مظلة «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» المعروفة اختصاراً بـ«تقدم». وفي المقابل انحاز التيار الآخر من أسرة المهدي بقيادة الابن الأكبر عبد الرحمن، للجيش بتأييد بعض أفراد الأسرة الآخرين.

وللصراعات في حزب الأمة أبعاد سياسية ودينية وأسرية، برزت أول مرة في ستينات القرن الماضي، بين الصادق المهدي الطامح آنذاك في رئاسة الحزب، وعمه راعي الحزب الهادي المهدي. وأدى ذلك الصراع لانقسام إلى جناحين، أحدهما بقيادة الصادق، والآخر بقيادة الإمام الهادي.

لكن الحزب توحد لاحقاً تحت قيادة الصادق، بعد مقتل الإمام الهادي على أيدي السلطة العسكرية التي استولت على الحكم في انقلاب عسكري عام 1969. فجمع الصادق بين رئاسة الحزب وإمامة طائفة «الأنصار» التي تشكل الغالبية العظمى لأتباع الحزب، بعد أن كان المنصبان منفصلين، وهو ما عُرف بالجمع بين «القداسة والسياسة».

ويقول مقربون من الحزب إنه عندما تولى الجنرال المتقاعد فضل الله برمة ناصر رئاسة الحزب بعد رحيل زعيمه التاريخي الصادق المهدي، أصبح ناصر أول رئيس للحزب من خارج بيت المهدي، لذلك واجهت رئاسته تحديات عدة، على رأسها طموحات بعض أبناء المهدوي في المنصب.

وتأثر الحزب بتفاقم خلافات الأسرة المهدوية، خصوصاً بعد اندلاع الحرب وبروز تيارين داخل الأسرة، ثم تفجر الوضع مؤخراً بعد توقيع رئيس الحزب برمة ناصر على «إعلان السودان التأسيسي» الذي يطالب بدولة علمانية فيدرالية. وتاريخياً يستند حزب الأمة إلى إرث الثورة المهدية في منتصف القرن التاسع التي كانت دينية الطابع، لكن الحزب ساند الأنظمة الديمقراطية في معظم الأوقات الحديثة بعد الاستقلال.

تيارات ثلاثة

صديق الصادق المهدي خلال كلمته في اجتماع لتحالف الحرية والتغيير المدني في القاهرة (اللجنة الإعلامية للتحالف)
صديق الصادق المهدي خلال كلمته في اجتماع لتحالف الحرية والتغيير المدني في القاهرة (اللجنة الإعلامية للتحالف)

وقال القيادي في الحزب صلاح جلال، لـ«الشرق الأوسط»، إن «القداسة انتهت بموت الصادق المهدي، ولا يوجد الآن شخص يحمل رمزية دينية لتقدسه جماهير طائفة الأنصار». وحسب جلال، تصطرع 3 تيارات داخل الحزب الآن: تيار مؤيد لحكومة بورتسودان التي يقودها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وتسانده الحركة الإسلامية، ويتكون هذا التيار من محمد عبد الله الدومة والفريق صديق إسماعيل وآخرين، ويقوده من خلف ستار عبد الرحمن الصادق المهدي. والتيار الثاني ينتمي إلى تحالف «تقدم»، ويقوده الأمين العام للحزب الواثق البرير وصديق الصادق المهدي. وتيار ثالث بقيادة رئيس الحزب برمة ناصر، وهو التيار الذي وقع على «الميثاق التأسيسي».

وتعليقاً على قرارات العزل والتجميد الصادرة من التيارات الحزبية، قال جلال: «رئيس الحزب هو المسؤول السياسي الأول، ويحاسبه المؤتمر العام، ويملك شرعية دستورية ومؤسسية في اتخاذ القرارات». وتابع: «المجموعة التي فصلته نواب ومستشارون يعينهم ويعزلهم الرئيس ولا يمكنهم فصله، ولا تؤيدهم تقاليد دستورية أو تنظيمية، ومن حق الرئيس إيقافهم بنص دستور الحزب، ولائحة الطوارئ الحزبية التي تكفل للرئيس تجميد كل الأجهزة وتشكيل أجهزة طوارئ».

وأضاف جلال أن أنصار الحزب في إقليمي كردفان ودافور في غرب السودان يمثلون 60 في المائة تقريباً من جماهير الحزب، وهم يؤيدون «ميثاق التأسيس»، وينظرون إلى اللواء برمة ناصر بوصفه بطلاً.

خلافات مكبوتة

زعيم حزب الأمة الراحل الصادق المهدي وهو آخر رئيس وزراء منتخب في العهد الديمقراطي (أ.ف.ب)
زعيم حزب الأمة الراحل الصادق المهدي وهو آخر رئيس وزراء منتخب في العهد الديمقراطي (أ.ف.ب)

وبحسب الصحافي محمد لطيف، تكمن مشكلة حزب الأمة في الإدارة المركزية التي كانت متبعة في عهد الزعيم الراحل الصادق المهدي، قائلاً: «ظلت الكلمة الأولى والأخيرة للإمام الصادق بغض النظر عن الخلافات والاختلافات... وبغيابه برزت الخلافات المكبوتة إلى السطح».

وأضاف: «في حياة الإمام الصادق كان هناك رأي سلبي من انخراط نجله عبد الرحمن في حكومة (الرئيس السابق) البشير، لكن بغياب الصادق انقسم الأشقاء إلى مجموعتين، لكل مجموعة موقفها من عبد الرحمن، وانعكس ذلك على الحزب فتعقدت أموره، لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم».

ولخص لطيف الخلافات بقوله إن «حزب الأمة في مفترق طرق، ويصعب الحديث عن تجاوز الأزمة أو رتق هذا الخلاف لأنه أصبح خلافاً مؤسسياً واستراتيجياً، ونتوقع حدوث الأسوأ».