«الدعم السريع» تنفي تحقيق الجيش السوداني انتصارات في الخرطوم

عناصر من «قوات الدعم السريع» في السودان (لقطة من فيديو)
عناصر من «قوات الدعم السريع» في السودان (لقطة من فيديو)
TT

«الدعم السريع» تنفي تحقيق الجيش السوداني انتصارات في الخرطوم

عناصر من «قوات الدعم السريع» في السودان (لقطة من فيديو)
عناصر من «قوات الدعم السريع» في السودان (لقطة من فيديو)

نفت «قوات الدعم السريع» في السودان، اليوم السبت، نجاح الجيش السوداني والحركات المتحالفة معه في تحقيق أي انتصارات في الخرطوم أو بحري، ووصفت ما يعلنه الجيش بأنها «دعايات مضللة».

وأكدت «الدعم السريع»، في بيان، أن قواتها «متماسكة» في جميع المحاور في الخرطوم وبحري وأم درمان وخارج العاصمة أيضاً.

وكان الجيش السوداني أعلن اليوم سيطرته الكاملة على مصفى الخرطوم.

وأفادت صحيفة «السوداني»، أمس الجمعة، بأن الجيش فك الحصار الذي ضربته «قوات الدعم السريع» على القيادة العامة للجيش بالخرطوم على مدى عام ونصف العام.

وأصدر الجيش بياناً جاء فيه: «أكملت قواتنا اليوم المرحلة الثانية من عملياتها وذلك بالتحام قوات بحري وأم درمان مع قواتنا المرابطة بالقيادة العامة».

وكانت «قوات الدعم السريع» قد استولت على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم، لكنها لم تستطع السيطرة على عدد من المواقع العسكرية، منها مقر القيادة العامة للجيش، ومقرات قيادة سلاح المدرعات، وسلاح الإشارة، وسلاح المهندسين، ومنطقة كرري العسكرية في مدينة أم درمان، ومناطق عسكرية أخرى متفرقة، وخاضت معارك عدة للاستيلاء عليها دون جدوى، لكنها نجحت في حصارها، بحيث أصبحت جزراً معزولة بعضها عن بعض طوال أشهر الحرب.

وكانت أولى عمليات الربط بين معسكرات الجيش هي وصول قوات الجيش المقبلة من منطقة كرري العسكرية إلى «سلاح المهندسين» في جنوب شرقي أم درمان في فبراير (شباط) الماضي. وبدأت معارك استرداد سيطرة الجيش على مدينة بحري بعبور قوات الجيش جسر «الحلفايا» الرابط بين شمال مدينة بحري وشمال مدينة أم درمان، في 26 سبتمبر (أيلول) الماضي؛ حيث سيطر الجيش على عدة مناطق كانت خاضعة لسيطرة «قوات الدعم السريع»، بما في ذلك منطقة الحلفايا، ثم تقدّم الجيش باتجاه الجنوب حيث مركز المدينة ومقر قيادة «سلاح الإشارة» المحاصر.


مقالات ذات صلة

تأجيل توقيع ميثاق الحكومة الموالية لـ«الدعم السريع» إلى الجمعة

شمال افريقيا ممثلون عن القوى السياسية والحركات المسلحة المشاركون في اجتماع نيروبي الثلاثاء (رويترز)

تأجيل توقيع ميثاق الحكومة الموالية لـ«الدعم السريع» إلى الجمعة

بدأت بالعاصمة الكينية نيروبي الثلاثاء، أعمال توقيع وثيقة الإعلان السياسي والدستور المؤقت للحكومة المزمع إقامتها على الأراضي التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع»

أحمد يونس (نيروبي) محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا أعمدة الدخان تتصاعد خلال الاشتباكات بين «قوات الدعم السريع» والجيش في الخرطوم (رويترز) play-circle

السودان: هجمات «الدعم السريع» تودي بحياة المئات في ولاية النيل الأبيض

كشف مسؤولون سودانيون وجماعات حقوقية الثلاثاء أن هجمات «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية أسفرت عن مقتل مئات المدنيين.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا من آثار المعارك المتواصلة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ف.ب)

السودان: مقتل أكثر من 200 شخص بهجمات لـ«الدعم السريع» في ولاية النيل الأبيض

«قوات الدعم السريع» السودانية قتلت أكثر من 200 شخص في هجمات على قرى بولاية النيل الأبيض خلال الأيام الثلاثة الماضية.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم العربي الحكومة السودانية تسمح لوكالات الإغاثة باستخدام معبر «أدري» الحدودي لمدة 3 أشهر (أ.ف.ب)

الحكومة السودانية تمدد السماح باستخدام معبر «أدري» الحدودي 3 أشهر

قالت الحكومة السودانية، اليوم (الاثنين)، إنها ستسمح لوكالات الإغاثة باستخدام معبر «أدري» الحدودي لمدة 3 أشهر أخرى بدءاً من 16 فبراير (شباط) الجاري.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا زعيم «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» (أرشيفية - الشرق الأوسط)

السودان: «سلطة موازية» في مناطق «الدعم السريع» خلال أيام

أطلقت المجموعات التي أعلنت مشاركتها في الحكومة الجديدة على نفسها مسمى «تحالف السودان التأسيسي»، لتكوين «حكومة السلام والوحدة».

محمد أمين ياسين (نيروبي)

حديث الحرب المتصاعد بين مصر وإسرائيل لا يجد أنصاراً بين السياسيين

جنود مصريون يرفعون العلم على الضفة الشرقية من قناة السويس خلال معارك حرب أكتوبر 1973 (أرشيفية - أ.ب)
جنود مصريون يرفعون العلم على الضفة الشرقية من قناة السويس خلال معارك حرب أكتوبر 1973 (أرشيفية - أ.ب)
TT

حديث الحرب المتصاعد بين مصر وإسرائيل لا يجد أنصاراً بين السياسيين

جنود مصريون يرفعون العلم على الضفة الشرقية من قناة السويس خلال معارك حرب أكتوبر 1973 (أرشيفية - أ.ب)
جنود مصريون يرفعون العلم على الضفة الشرقية من قناة السويس خلال معارك حرب أكتوبر 1973 (أرشيفية - أ.ب)

استبعدت مصادر مصرية مطلعة أن يؤدي التوتر المنعكس في وسائل الإعلام بين مصر وإسرائيل إلى أزمة عسكرية أو سياسية كبيرة بين البلدين، وقللت المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» من احتمال تفجر الأوضاع، رغم ارتفاع حدة التراشق في وسائل الإعلام، ووسائط التواصل الاجتماعي، على مدى الأيام القليلة الماضية.

ومنذ وقّع الطرفان اتفاقاً للسلام في سبعينات القرن الماضي، لم تشهد العلاقات بين مصر وإسرائيل توتراً متصاعداً كالذي حدث منذ اندلاع الحرب الحالية في غزة قبل 15 شهراً.

وبجانب التوتر النابع من الخلافات حول طريقة حل القضية الفلسطينية، فإن الخلافات زادت حدتها منذ مايو (أيار) الماضي، حينما استولت إسرائيل على محور «فيلادلفيا» الحدودي، وكذلك معبر رفح الحدودي مع مصر، واتهامها لمصر بأنها لم تقم بما يكفي لمنع وصول السلاح عبر الأنفاق لقطاع غزة، وهو ما نفته القاهرة واعتبرته خرقاً لبنود معاهدة السلام، وردت عليه بتكثيف قواتها العسكرية بالقرب من الحدود، بحسب ما رصدته صور وتقارير إعلامية.

وما لبثت أن هدأت وتيرة الخلافات بعض الشيء بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» بوساطة مصرية - قطرية - أميركية، إلا أن التوتر تصاعد مجدداً بعدما طرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقترح تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، وأيدته في ذلك إسرائيل، وأعلن مسؤولون بها أنهم شرعوا في اتخاذ خطوات لتنفيذه، وهو ما أدانته القاهرة بشدة، وتوالت ردود الفعل الرسمية المصرية الرافضة، مع دعم عربي ودولي واسع لموقف القاهرة.

بالتوازي مع ذلك، زادت حدة التراشق بين وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في مصر وإسرائيل، ما دفع البعض لإثارة تخوفات من احتمال تفجر الأوضاع وبلوغها الصدام العسكري بين الطرفين.

لكن وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه لن يحدث «صدام عسكري» بين مصر وإسرائيل، مشدداً على أن إسرائيل «منهكة»، وليست لديها القدرة العسكرية حالياً لدخول مواجهة مع دولة بحجم مصر.

وشدد على أن التوترات الحادثة حالياً في العلاقات، أو في وسائل الإعلام، طبيعية بسبب أحداث حرب غزة والخلافات حولها، وستستمر طوال استمرار هذه الحرب، لكن «لن تتصعد» أكثر من ذلك، «فكل منهما يعرف قدرة الآخر»، كما أن مصر حريصة على السلام في المنطقة.

واتفق معه الخبير العسكري المصري، سمير فرج، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن كل ما يثار خاصة في الإعلام الإسرائيلي عن مواجهة عسكرية مع مصر «مجرد كلام» ليس له أساس من الصحة، ولا واقعية للتنفيذ.

وشدد على أن إسرائيل «لن تغامر» بدخول حرب نظامية مع مصر، في الوقت الذي تخوض فيه القوات الإسرائيلية نزاعاً منذ عام ونصف عام مع جماعات المقاومة المسلحة في فلسطين أو لبنان.

وشدد على أن عدوّ إسرائيل الأول في المنطقة هو إيران بسبب البرنامج النووي لطهران، ولن تغامر بمعاهدة السلام مع مصر.

وفي عام 1979، وقّعت مصر مع إسرائيل معاهدة السلام، وأكدت فيها الدولتان التزامهما «بإطار السلام في الشرق الأوسط المتفق عليه في كامب ديفيد».

وتمنع الاتفاقية التهديد باستخدام القوة أو استخدامها بين طرفيها، وتلزمهما بحل كافة المنازعات التي تنشأ «بالوسائل السلمية».

ونظمت الاتفاقية التاريخية كذلك شكل الوجود العسكري على الحدود بين البلدين، وشُكلت بموجبها لجنة تنسيق عسكرية مشتركة لمراقبة تنفيذ الاتفاقية والالتزام بها.

وكيل المخابرات المصرية السابق اللواء محمد رشاد، أكد أن «اتفاقية كامب ديفيد تتضمن بنوداً نصت على عدم اعتداء أي طرف على الآخر»، ولكن ما حدث أن إسرائيل احتلت محور فيلادلفيا بالمخالفة للاتفاقية، وهو ما يعدّ تهديداً للأمن القومي المصري، ومن ثم حشدت مصر قواتها في المنطقة (ب) والمنطقة (ج) قرب حدود إسرائيل، والتي كانت تنص الاتفاقية على وجود قوات محدودة فيهما.

رشاد الذي كان يشغل رئيس ملف الشؤون العسكرية الإسرائيلية بالمخابرات المصرية، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «مصر حشدت قواتها هناك لصد أي تهديد لأمنها القومي كرد على ما فعلته إسرائيل باحتلال محور فيلادلفيا»، مشيراً إلى أن «إسرائيل حالياً تدعي أن مصر خالفت معاهدة السلام، ومصر ترد عليها بأن المخالفة جاءت من تل أبيب أولاً، فحينما تنسحب إسرائيل من فيلادلفيا، وقتها يمكن مطالبة مصر بسحب قواتها من قرب الحدود المصرية - الإسرائيلية».

ولكن في الوقت نفسه، يرى رشاد أنه «لن يصل الأمر إلى الصدام العسكري، فهناك لجنة عسكرية بين الطرفين تناقش هذه الأمور وتعمل على حلها، وهناك حرص من الدولتين على استمرار معاهدة السلام».

وبموجب ملحق معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية، فإن محور فيلادلفيا هو منطقة عازلة كان يخضع لسيطرة وحراسة إسرائيل قبل أن تنسحب الأخيرة من قطاع غزة عام 2005، فيما عُرف بخطة «فك الارتباط».

وأعادت إسرائيل السيطرة على محور فيلادلفيا، الذي يعد منطقة عازلة ذات خصوصية أمنية، كما يمثل ممراً ثلاثي الاتجاهات بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة يمتد على مسافة 14 كيلومتراً، وترفض الانسحاب منه.

جغرافياً يمتد هذا الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، من البحر المتوسط شمالاً وحتى معبر كرم أبو سالم جنوباً.

وتؤمن إسرائيل بأن هذا المحور الحدودي مع مصر هو بوابة «حماس» الرئيسية للحصول على الأسلحة المهربة عبر أنفاق تمُرّ تحته، لكن مصر ترى أن حدودها تحت السيطرة، ولا أنفاق ولا تهريب عبر أراضيها.

ورغم تصاعد التوترات الإعلامية بين البلدين بسبب احتلال إسرائيل هذا المحور، وكذلك نشر القوات المصرية قرب الحدود، فلم يصدر أي تهديد رسمي من القاهرة أو تل أبيب باحتمال الدخول في مواجهة عسكرية بين الطرفين.