صدمت وقائع «عنف مجتمعي» جديدة مصريين، خلال الساعات الماضية، وسط تخوف خبراء الاجتماع والطب النفسي من «تغير أنماط العنف واتخاذه أشكالاً أكثر حدة».
أحدث وقائع «العنف» شهدتها محافظة الأقصر (جنوب مصر)، مساء الثلاثاء، عقب قيام شاب بذبح جاره وفصل رأسه عن جسده وسط اندهاش المارة، ما قام به الشاب أثار قلقاً مجتمعياً، عبر عنه الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع انتشار مقطع فيديو للواقعة الصادمة.
وقامت أجهزة الأمن المصرية بإلقاء القبض على مرتكب الواقعة، حيث بدأت النيابة العامة تحقيقاتها، ونقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان قولهم، إن «مرتكب الواقعة يعاني من مرض نفسي»، في حين أرجع بعض المتابعين على مواقع التواصل، الواقعة، إلى «تناول الشاب مواد مخدرة».
أستاذ الطب النفسي في مصر، الدكتور جمال فرويز، رجح أن «يكون مرتكب الواقعة لديه مرض عقلي، بجانب احتمالية تناوله للمواد المخدرة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مشهد ارتكاب الجريمة الذي تم تداوله خلال مقطع الفيديو يشير إلى سلوك غير سوي».
وبالتزامن مع «واقعة الأقصر»، ألقت قوات الأمن القبض على سيدة «ولي أمر» قامت بطعن طالب، زميل نجلها، داخل مدرسة في قرية بمحافظة قنا (جنوب مصر) باستخدام سكين مطبخ، ما أدى إلى إصابته، ووفق وسائل إعلام محلية، فإن «والدة الطالب ارتكبت الواقعة بسبب خلاف بين نجلها وزميله عقب أداء أحد الامتحانات».
وقتل ضابط شرطة، الثلاثاء، داخل الفرع الرئيسي لـ«بنك مصر» بمحافظة الفيوم (90 كم جنوب غربي العاصمة)، على خلفية مشاجرة وقعت داخل البنك بين أحد العملاء وموظفي الفرع. ووفق بيان لـ«الداخلية المصرية»، حينها، فإن «مشاجرة نشبت داخل الفرع بين أحد العملاء والموظفين نتيجة مطالبته بصرف عائده الادخاري قبل موعده، لتنتابه على أثرها حالة هياج، تمكنت القوة الأمنية من السيطرة عليه فيها». وأشار البيان إلى «إصابة الضابط بآلة حادة كانت بحوزة العميل خلال هياجه داخل البنك، ما أسفر عن مقتله».
وربط الإعلامي المصري، عضو مجلس النواب «البرلمان»، مصطفى بكري، بين واقعتي «الأقصر» و«بنك الفيوم». وحذر من مخاطر مجتمعية، وقال عبر حسابه على «إكس»، الأربعاء: «إن حادث أبو الجود بالأقصر إنذار خطر، شاب يذبح جاره في الشارع، ويقطع رأسه ويشرب من دمه أمام المواطنين. وعميل بأحد بنوك الفيوم يقتل ضابطاً أمام العملاء، هذا النوع من الحوادث يجب البحث عن أسبابه الحقيقية وعلاجها. هذه ليست قيمنا ولا أخلاقنا».
حادث أبوالجود بالأقصر إنذار خطر . شاب يذبح جاره في الشارع ، ويقطع رأسه ويشرب من دمه أمام المواطنين . عميل بأحد بنوك الفيوم يقتل ضابط أمام العملاء ، هذا النوع من الحوادث يجب البحث عن أسبابه الحقيقيه وعلاجها. هذه ليست قيمنا ولاأخلاقنا
— مصطفى بكري (@BakryMP) January 22, 2025
وقبل أيام، شهدت إحدى المدارس الدولية بضاحية التجمع الخامس (شرق القاهرة) قيام ثلاث طالبات بالاعتداء على طالبة أخرى وإصابتها بإصابات بالغة، مما شكل «صدمة» مجتمعية.
وأبدى أستاذ علم الاجتماع السياسي، الدكتور سعيد صادق، قلقه مما وصفه بـ«تغير مفهوم وأشكال العنف في المجتمع إلى صور أكثر خطورة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الأزمة الاقتصادية التي يعانيها المجتمع، هي أحد أسباب تزايد وقائع العنف المجتمعي، إلى جانب ضغوط الحياة اليومية».
وبحسب صادق، فإن «المجتمع المصري سوف يشهد تزايداً في جرائم العنف المجتمعي وتطوراً في شكلها، إذا لم نعالج أسبابه».