توقيف «يوتيوبر» مصري «شهير» يثير تفاعلاً واسعاً

«الداخلية» أكدت ضبط أحمد أبو زيد بسبب «الاتجار في الدولار»

وزارة الداخلية المصرية (الصفحة الرسمية للوزارة على «فيسبوك»)
وزارة الداخلية المصرية (الصفحة الرسمية للوزارة على «فيسبوك»)
TT

توقيف «يوتيوبر» مصري «شهير» يثير تفاعلاً واسعاً

وزارة الداخلية المصرية (الصفحة الرسمية للوزارة على «فيسبوك»)
وزارة الداخلية المصرية (الصفحة الرسمية للوزارة على «فيسبوك»)

أثار خبر توقيف «اليوتيوبر» المصري «الشهير» أحمد أبو زيد، تفاعلاً واسعاً في مصر عبر منصات «السوشيال ميديا»؛ إذ أكدت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها، الخميس، توقيف أبو زيد بتهمة «الاتجار في الدولار».

ونفت وزارة الداخلية «ما تم تداوله على بعض الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي، وروجت له منابر إعلامية تابعة لجماعة الإخوان (التي تصنفها السلطات المصرية إرهابية) بشأن القبض على (يوتيوبر) من دون وجه حق لمنعه من المشاركة بإحدى المسابقات الإلكترونية لصنّاع المحتوى».

ويقدم أبو زيد محتوى تعليمياً على قناة باسم «دروس أونلاين» على «يوتيوب» ومواقع التواصل الاجتماعي متخصصاً بشكل كبير في تعليم اللغة الإنجليزية وبعض برامج الكمبيوتر المفيدة في تصميم المحتوى.

وأبو زيد من مواليد مدينة طنطا بمحافظة الغربية (دلتا مصر)، وحاصل على بكالوريوس في الهندسة، لكن بعد تخرجه حرص على تعلم اللغة الإنجليزية التي كان يواجه صعوبات فيها، وأنشأ قناته على «يوتيوب» في عام 2013 والتي روى فيها تجربته وكيف «أتقن اللغة الإنجليزية، وأن هدفه إفادة غيره»، وفق تعبيره.

وفي سنوات قليلة حقق أبو زيد شهرة واسعة بفضل أسلوبه السهل، وأصبحت قناته حالياً يتابعها الملايين، فضلاً عن قناة أخرى يروي فيها يومياته ويناقش قضايا اجتماعية، واعتبر البعض أنه غيّر حياتهم للأفضل حتى إنهم صوتوا له بقوة ودعموا ترشحه لجائزة «قمة المليار متابع» في الإمارات، البالغة مليون دولار والمخصصة لتكريم صنّاع المحتوى الهادف، وبالفعل أعلنت إدارة المسابقة بلوغ أبو زيد قائمة العشرة المتأهلين للفوز بالجائزة بعد تدقيق من لجنة متخصصة وتصويت الجمهور.

وفي يوم 7 يناير (كانون الثاني) الجاري، تصاعد الحديث عن اختفاء أبو زيد والقبض عليه، مما أثار حالة من الجدل، خاصة أنه ليس له أي أنشطة سياسية، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بحملات تضامن واسعة معه من نشطاء وحقوقيين وممن تعلموا من محتواه.

أحمد أبو زيد (صفحته على «إنستغرام»)

وبحسب إفادة «الداخلية»، فإن «حقيقة الواقعة تتمثل في أنه تم ضبط المذكور بتاريخ 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وذلك في إطار إجراءات مقننة لتعامله غير المشروع فى الاتجار بالنقد الأجنبي خارج نطاق السوق المصرفية، حيث ضُبط بحوزته (أكثر من 163 ألف دولار، وهاتف جوال يتضمن رسائل تؤكد نشاطه الآثم)، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله، وقررت النيابة العامة إحالته للمحكمة الاقتصادية، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه مروجي تلك الادعاءات الكاذبة»، وفق ما جاء بالبيان.

من جانبه، نشر المحامي المصري، محمد عمر عبد الرحمن، محامي أبو زيد، مقطع فيديو على موقع «فيسبوك»، قال إن «فئة حاولت استغلال القضية بنشر أخبار كاذبة وشائعات مغلوطة لتحقيق مكاسب شخصية أو خدمة أجندات خاصة»، محذراً «كل شخص ينشر أخباراً مغلوطة أو شائعات مغرضة أو معلومات مجهولة المصدر، بالملاحقة القضائية».

وروى المحامي قصة القبض على أبو زيد، قائلاً: «صباح يوم 29 ديسمبر فوجئ أحمد وأفراد أسرته بقوة من الشرطة المصرية قامت بتفتيش منزلهم، وتم التحفظ على متعلقات أحمد، من بينها مستندات عمله على منصات التواصل الاجتماعي، ومبالغ بالجنيه المصري والدولار»، وفق تعبيره.

وأضاف: «علمنا أنه تم تحرير محضر ضد أبو زيد يشير إلى أنه أُلقي القبض عليه يوم 30 ديسمبر الماضي عصراً وهو يتاجر في النقد على خلاف الأوضاع والشروط المقررة قانوناً». وقال المحامي: «باشرت النيابة العامة التحقيق مع أحمد، وقدمنا ما يفيد بأن المبالغ التي تم ضبطها حصيلة أرباحه من عمله على منصات التواصل الاجتماعي، وتم تحويلها إليه عن طريق بنوك وجهات معتمدة، وتم تقديم المستند الدال على ذلك، وأنها مسدد عنها الضرائب». ويشار إلى أنه «تم تحديد جلسة لمحاكمة أبو زيد، السبت».

واستمر التفاعل «السوشيالي»، الجمعة، بشأن توقيف أبو زيد، وطالب بعض المغردين بتوضيحات «أكثر حول تفاصيل الاتهامات الموجهة لصانع المحتوى».


مقالات ذات صلة

مصر: تساؤلات بشأن مصادر قوة «خُط الصعيد» بعد «تصفيته»

العالم العربي مقتل «خُط الصعيد» شغل الرأي العام في مصر (محافظة أسيوط)

مصر: تساؤلات بشأن مصادر قوة «خُط الصعيد» بعد «تصفيته»

أثار إعلان وزارة الداخلية المصرية استهداف «خُط الصعيد الجديد»، خلال مواجهات عنيفة في أسيوط، تساؤلات حول «مصادر قوته» بعدما تصدى لقوات الأمن بأسلحة ثقيلة.

أحمد عدلي (القاهرة)
العالم العربي الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي يتلقى تحية الرئيس المصري عقب كلمته بمؤتمر «إيجبس 2025»  (الرئاسة المصرية)

«كلها حلوة»... حديث الأمير عبد العزيز بن سلمان عن مصر يثير احتفاءً «سوشيالياً»

أثار حديث وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عن مصر والمصريين، احتفاءً واسعاً بين رواد منصات التواصل الاجتماعي في مصر.

محمد عجم (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من الإعلان التشويقي الخاص بالدورة الرمضانية بمركز شباب البعالوة الصغرى

مصر: إعلان لـ«دورة رمضانية» بمنطقة ريفية يخطف الأنظار

استطاع إعلان قصير يروج لدورة كرة قدم رمضانية في ريف مصر أن يخطف الأنظار بقوة خلال الساعات القليلة الماضية، عقب طرحه عبر منصات التواصل الاجتماعي.

محمد عجم
علوم باحثون يقولون إن روائح المومياوات في المتحف المصري كانت لطيفة (أ.ف.ب)

بعد شم رائحة المومياوات المصرية القديمة… مفاجأة تصيب العلماء

عند عرض القطع الأثرية في المتاحف، فإن أحد أبرز الأشياء التي تفتقدها هي رائحة القطعة المعروضة وملمسها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي اليوتيوبر أحمد أبو زيد (فيسبوك)

مصر: تفاعل «سوشيالي» مع إخلاء سبيل «اليوتيوبر» أحمد أبو زيد

قوبل قرار محكمة مصرية بإخلاء سبيل «اليوتيوبر» أحمد أبو زيد في قضية اتهامه بالاتجار في النقد الأجنبي بتفاعل «سوشيالي» واسع غلبت عليه أجواء الاحتفاء.

عصام فضل (القاهرة)

حديث الحرب المتصاعد بين مصر وإسرائيل لا يجد أنصاراً بين السياسيين

جنود مصريون يرفعون العلم على الضفة الشرقية من قناة السويس خلال معارك حرب أكتوبر 1973 (أرشيفية - أ.ب)
جنود مصريون يرفعون العلم على الضفة الشرقية من قناة السويس خلال معارك حرب أكتوبر 1973 (أرشيفية - أ.ب)
TT

حديث الحرب المتصاعد بين مصر وإسرائيل لا يجد أنصاراً بين السياسيين

جنود مصريون يرفعون العلم على الضفة الشرقية من قناة السويس خلال معارك حرب أكتوبر 1973 (أرشيفية - أ.ب)
جنود مصريون يرفعون العلم على الضفة الشرقية من قناة السويس خلال معارك حرب أكتوبر 1973 (أرشيفية - أ.ب)

استبعدت مصادر مصرية مطلعة أن يؤدي التوتر المنعكس في وسائل الإعلام بين مصر وإسرائيل إلى أزمة عسكرية أو سياسية كبيرة بين البلدين، وقللت المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» من احتمال تفجر الأوضاع، رغم ارتفاع حدة التراشق في وسائل الإعلام، ووسائط التواصل الاجتماعي، على مدى الأيام القليلة الماضية.

ومنذ وقّع الطرفان اتفاقاً للسلام في سبعينات القرن الماضي، لم تشهد العلاقات بين مصر وإسرائيل توتراً متصاعداً كالذي حدث منذ اندلاع الحرب الحالية في غزة قبل 15 شهراً.

وبجانب التوتر النابع من الخلافات حول طريقة حل القضية الفلسطينية، فإن الخلافات زادت حدتها منذ مايو (أيار) الماضي، حينما استولت إسرائيل على محور «فيلادلفيا» الحدودي، وكذلك معبر رفح الحدودي مع مصر، واتهامها لمصر بأنها لم تقم بما يكفي لمنع وصول السلاح عبر الأنفاق لقطاع غزة، وهو ما نفته القاهرة واعتبرته خرقاً لبنود معاهدة السلام، وردت عليه بتكثيف قواتها العسكرية بالقرب من الحدود، بحسب ما رصدته صور وتقارير إعلامية.

وما لبثت أن هدأت وتيرة الخلافات بعض الشيء بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» بوساطة مصرية - قطرية - أميركية، إلا أن التوتر تصاعد مجدداً بعدما طرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقترح تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، وأيدته في ذلك إسرائيل، وأعلن مسؤولون بها أنهم شرعوا في اتخاذ خطوات لتنفيذه، وهو ما أدانته القاهرة بشدة، وتوالت ردود الفعل الرسمية المصرية الرافضة، مع دعم عربي ودولي واسع لموقف القاهرة.

بالتوازي مع ذلك، زادت حدة التراشق بين وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في مصر وإسرائيل، ما دفع البعض لإثارة تخوفات من احتمال تفجر الأوضاع وبلوغها الصدام العسكري بين الطرفين.

لكن وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه لن يحدث «صدام عسكري» بين مصر وإسرائيل، مشدداً على أن إسرائيل «منهكة»، وليست لديها القدرة العسكرية حالياً لدخول مواجهة مع دولة بحجم مصر.

وشدد على أن التوترات الحادثة حالياً في العلاقات، أو في وسائل الإعلام، طبيعية بسبب أحداث حرب غزة والخلافات حولها، وستستمر طوال استمرار هذه الحرب، لكن «لن تتصعد» أكثر من ذلك، «فكل منهما يعرف قدرة الآخر»، كما أن مصر حريصة على السلام في المنطقة.

واتفق معه الخبير العسكري المصري، سمير فرج، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن كل ما يثار خاصة في الإعلام الإسرائيلي عن مواجهة عسكرية مع مصر «مجرد كلام» ليس له أساس من الصحة، ولا واقعية للتنفيذ.

وشدد على أن إسرائيل «لن تغامر» بدخول حرب نظامية مع مصر، في الوقت الذي تخوض فيه القوات الإسرائيلية نزاعاً منذ عام ونصف عام مع جماعات المقاومة المسلحة في فلسطين أو لبنان.

وشدد على أن عدوّ إسرائيل الأول في المنطقة هو إيران بسبب البرنامج النووي لطهران، ولن تغامر بمعاهدة السلام مع مصر.

وفي عام 1979، وقّعت مصر مع إسرائيل معاهدة السلام، وأكدت فيها الدولتان التزامهما «بإطار السلام في الشرق الأوسط المتفق عليه في كامب ديفيد».

وتمنع الاتفاقية التهديد باستخدام القوة أو استخدامها بين طرفيها، وتلزمهما بحل كافة المنازعات التي تنشأ «بالوسائل السلمية».

ونظمت الاتفاقية التاريخية كذلك شكل الوجود العسكري على الحدود بين البلدين، وشُكلت بموجبها لجنة تنسيق عسكرية مشتركة لمراقبة تنفيذ الاتفاقية والالتزام بها.

وكيل المخابرات المصرية السابق اللواء محمد رشاد، أكد أن «اتفاقية كامب ديفيد تتضمن بنوداً نصت على عدم اعتداء أي طرف على الآخر»، ولكن ما حدث أن إسرائيل احتلت محور فيلادلفيا بالمخالفة للاتفاقية، وهو ما يعدّ تهديداً للأمن القومي المصري، ومن ثم حشدت مصر قواتها في المنطقة (ب) والمنطقة (ج) قرب حدود إسرائيل، والتي كانت تنص الاتفاقية على وجود قوات محدودة فيهما.

رشاد الذي كان يشغل رئيس ملف الشؤون العسكرية الإسرائيلية بالمخابرات المصرية، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «مصر حشدت قواتها هناك لصد أي تهديد لأمنها القومي كرد على ما فعلته إسرائيل باحتلال محور فيلادلفيا»، مشيراً إلى أن «إسرائيل حالياً تدعي أن مصر خالفت معاهدة السلام، ومصر ترد عليها بأن المخالفة جاءت من تل أبيب أولاً، فحينما تنسحب إسرائيل من فيلادلفيا، وقتها يمكن مطالبة مصر بسحب قواتها من قرب الحدود المصرية - الإسرائيلية».

ولكن في الوقت نفسه، يرى رشاد أنه «لن يصل الأمر إلى الصدام العسكري، فهناك لجنة عسكرية بين الطرفين تناقش هذه الأمور وتعمل على حلها، وهناك حرص من الدولتين على استمرار معاهدة السلام».

وبموجب ملحق معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية، فإن محور فيلادلفيا هو منطقة عازلة كان يخضع لسيطرة وحراسة إسرائيل قبل أن تنسحب الأخيرة من قطاع غزة عام 2005، فيما عُرف بخطة «فك الارتباط».

وأعادت إسرائيل السيطرة على محور فيلادلفيا، الذي يعد منطقة عازلة ذات خصوصية أمنية، كما يمثل ممراً ثلاثي الاتجاهات بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة يمتد على مسافة 14 كيلومتراً، وترفض الانسحاب منه.

جغرافياً يمتد هذا الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، من البحر المتوسط شمالاً وحتى معبر كرم أبو سالم جنوباً.

وتؤمن إسرائيل بأن هذا المحور الحدودي مع مصر هو بوابة «حماس» الرئيسية للحصول على الأسلحة المهربة عبر أنفاق تمُرّ تحته، لكن مصر ترى أن حدودها تحت السيطرة، ولا أنفاق ولا تهريب عبر أراضيها.

ورغم تصاعد التوترات الإعلامية بين البلدين بسبب احتلال إسرائيل هذا المحور، وكذلك نشر القوات المصرية قرب الحدود، فلم يصدر أي تهديد رسمي من القاهرة أو تل أبيب باحتمال الدخول في مواجهة عسكرية بين الطرفين.