«الوحدة» تشن عملية عسكرية مكثفة في مدينة الزاوية

تزامناً مع دعوة «النواب» إلى جلسة لمساءلة حكومة حماد

صلاح النمروش يُعطي تعليماته لقواته في مدينة الزاوية (المنطقة العسكرية للساحل الغربي)
صلاح النمروش يُعطي تعليماته لقواته في مدينة الزاوية (المنطقة العسكرية للساحل الغربي)
TT

«الوحدة» تشن عملية عسكرية مكثفة في مدينة الزاوية

صلاح النمروش يُعطي تعليماته لقواته في مدينة الزاوية (المنطقة العسكرية للساحل الغربي)
صلاح النمروش يُعطي تعليماته لقواته في مدينة الزاوية (المنطقة العسكرية للساحل الغربي)

بينما دعا مجلس النواب الليبي، السبت، أعضاءه لجلسة رسمية تروم مساءلة حكومة «الاستقرار»، التي يرأسها أسامة حماد، الاثنين المقبل، في بنغازي (شرق)، بدأت قوات تابعة لحكومة الوحدة «المؤقتة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، عملية عسكرية مكثفة ضد «أوكار الإجرام والتهريب» في مدينة الزاوية (غرب) للمرة الثانية على التوالي.

وظهر آمر منطقة الساحل الغربي العسكرية، التابعة لحكومة الوحدة، صلاح النمروش، في فيديو، السبت، وهو يعطي الأوامر ببدء العمليات العسكرية بكامل المنطقة، بداية من مدينة الزاوية لـ«ضرب أوكار الإجرام».

وأوضح أن مدن الساحل الغربي «شهدت أخيراً تجاوزات وكثرة أوكار العابثين»، لافتاً إلى استغاثة النساء من تجار المخدرات، وأن «كل الوسائل السلمية والاجتماعية والعرفية في المدة السابقة لم تنجح». كما ذكر مكتب الإعلام بالمنطقة أن وحداتها شرعت في تنفيذ عملياتها على الأرض، واستهداف المواقع المحددة، بمعاونة سلاح الجو.

من عملية سابقة قامت بها قوات تابعة لحكومة «الوحدة» لمحاربة التهريب وأوكار الجريمة (الوحدة)

وكانت المنطقة قد طالبت مواطني المدينة بالابتعاد عما أسمتها «الأماكن والأوكار المشبوهة»، ودعتهم للتعاون والإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة، أو أي أوكار؛ حفاظاً على سلامتهم، خلال عملياتها العسكرية الجارية حالياً في المنطقة، مشيرة في بيان مقتضب، مساء الجمعة، إلى أن هدف هذه العملية العسكرية «استقرار المدينة وكافة مدن الساحل الغربي».

وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام محلية، السبت، اقتحام قوات حكومة «الوحدة»، بحضور النمروش، محلات بيع المخدرات بالمدينة، ونقلت عن شهود عيان «اتخاذ هذه القوات من مصفاة المدينة النفطية مقراً لعملياتها العسكرية بعد سيطرتها عليها»، تزامناً مع مناشدة فرع مركز طب الطوارئ والدعم بالمدينة المواطنين بالابتعاد عن المناطق المتوقع حدوث اشتباكات فيها.

كما تم رصد مرور رتل مسلح، وآليات مدرعة من طريق جنزور الساحلي، باتجاه مدينة الزاوية، بينما أظهر فيديو متداول استعدادات قوات حكومة «الوحدة» للعملية، التي دشنها الدبيبة تحت اسم «صيد الأفاعي»، في المدينة الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس، والتي تضم ثاني أكبر مصفاة لتكرير النفط في ليبيا، وتصل قدرتها الإنتاجية إلى 120 ألف برميل في اليوم الواحد.

واستبق الدبيبة، بوصفه أيضاً وزير الدفاع في حكومته، هذه العملية بإصدار بلاغ حذر فيه كافة الوحدات والتشكيلات العسكرية من التعامل مع أي تشكيلات مسلحة بمدينة الزاوية، تعمل لصالح قوات الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر في شرق ليبيا.

وشددت وزارة الدفاع على «عدم السماح لهم بالتنقل بين المدن والمناطق خارج نطاق مدينة الزاوية»، وقالت إنه «سيتم إصدار الأوامر للوحدات المكلفة بمهام الحماية والتأمين للتعامل مع أي تحرك لهذه التشكيلات المسلحة خارج الزاوية».

الدبيبة طالب عماد الطرابلسي بمنع جميع الأجهزة الأمنية والقوات التابعة لها من خروج أي آليات مسلحة من مواقعها (أ.ف.ب)

كما طالب الدبيبة وزير الداخلية المكلف بحكومة «الوحدة»، عماد الطرابلسي، بمنع جميع الأجهزة الأمنية والقوات التابعة لها من خروج أي آليات مسلحة من مواقعها، أو أي تحركات قد تقف أمام تنفيذ العملية العسكرية في الزاوية.

وعقد أعيان ومشايخ وشباب مدينة الزاوية اجتماعاً مغلقاً لدراسة هذه التطورات، وسط ترجيحات بـ«إعلانهم الانشقاق عن حكومة الدبيبة بوصفها منتهية الولاية»، وتأييد «حكومة (الاستقرار) المكلفة من قبل مجلس النواب، برئاسة حماد».

وهذه هي المرة الثانية التي تشن فيها حكومة الدبيبة عمليات مماثلة ضد أوكار عصابات تهريب الوقود والمخدرات، والاتجار بالبشر في المناطق الساحلية بغربي البلاد، علماً بأنه سبق لقوات موالية لحكومة «الوحدة» في مايو (أيار) من العام الماضي، شن ما وصفته بـ«ضربات جوية ناجحة» على أوكار مهربي الوقود والمخدرات والاتجار بالبشر في مدينتي (الزاوية - وزوارة) بتعليمات مباشرة من الدبيبة، ضمن خطة عسكرية لتطهير مناطق الساحل الغربي وباقي مناطق ليبيا.

إلى ذلك، اتهم وكيل وزارة الدفاع بحكومة «الوحدة»، عبد السلام الزوبي، قوات تابعة لحفتر باقتحام منطقة سبها العسكرية، الاثنين الماضي، موضحاً أن ذلك يُعد خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم نهاية عام 2020 برعاية الأمم المتحدة.

وأبلغ الزوبي رئيس «الوحدة» في رسالة تم تسريبها لوسائل إعلام محلية، قيام قوات حفتر باقتحام المنطقة وجميع المقرات التابعة لها في مدينة أوباري، بما في ذلك القاطع الحدودي الرابع، التابع لركن حرس الحدود والأهداف الحيوية بالمدينة.

الجيش الوطني الليبي خلال تأمين عناصره الاتصال في سبها (الجيش الليبي)

في المقابل، أعلنت رئاسة أركان القوات البرية، التي يقودها الفريق صدام نجل حفتر، قيام شعبتها للمخابرة بتأمين جميع القطاعات الدفاعية التابعة لمنطقة سبها العسكرية، وربط جميع المناطق العسكرية بغرفة القيادة، والسيطرة التابعة للرئاسة، مما يسهل التنسيق والاتصال بين الوحدات المختلفة، ويعزز من فاعلية العمليات العسكرية. كما أعلنت تأمين الاتصال بالحقول النفطية التابعة لحرس المنشآت النفطية، في إطار خطة متكاملة، تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المناطق الحيوية، خاصة تلك المتعلقة بالموارد النفطية. وعدّت هذه الخطوات جزءاً من استراتيجية شاملة تهدف إلى حماية المنشآت الحيوية، وضمان استمرارية العمليات، في ظل ما وصفته بالتحديات الأمنية الراهنة.

اجتماع سابق بين حماد وصالح في بنغازي (أرشيفية)

في غضون ذلك، أعلن المتحدث الرسمي لمجلس النواب، عبد الله بليحق، في بيان مقتضب، السبت، أن رئيسه عقيلة صالح، دعا أعضاء المجلس لعقد جلسة رسمية، الاثنين المقبل، لمساءلة حكومة «الاستقرار»، بوصفها الحكومة الشرعية، حول ما تم إنجازه خلال العام الماضي، وما ستقدمه خلال العام الحالي، بالإضافة إلى مناقشة بقية بنود جدول أعمال المجلس.


مقالات ذات صلة

القاهرة تتمسك مجدداً بتفكيك الميليشيات وإخراج «المرتزقة» من ليبيا

شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مستقبلاً ستيفاني خوري في لقاء سابق بالقاهرة (وزارة الخارجية)

القاهرة تتمسك مجدداً بتفكيك الميليشيات وإخراج «المرتزقة» من ليبيا

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير تميم خلاف إن بلاده تواصل دعم تشكيل «سلطة تنفيذية موحدة» في ليبيا تساعد في إجراء الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا خوري خلال اجتماعها مع عدد من الشخصيات السياسية في ليبيا (البعثة)

خوري تتحدث عن «ترتيبات» لتفعيل مبادرتها السياسية في ليبيا

قالت ستيفاني خوري، إنها تباحثت مع شخصيات ليبية حول «العملية السياسية» التي أطلقتها أمام مجلس الأمن؛ بما في ذلك معالجة الدوافع الأساسية للصراع.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المجلس الرئاسي الليبي في لقاء سابق (المجلس الرئاسي)

ليبيا: «الرئاسي» يصعّد ضد «النواب» بشأن «المصالحة الوطنية»

طالب المجلس الرئاسي الليبي البرلمان بتجنب «القرارات الأحادية» التي قال إنها «تقوض الشراكة الوطنية وتؤثر سلباً على أمن واستقرار البلاد».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع الدبيبة مع سفير تركيا وملحقها العسكري (حكومة الوحدة)

ليبيا: مطالب بالتحقيق مع الدبيبة والمنقوش بسبب «لقاء كوهين»

وصول آليات عسكرية مفاجئة إلى طرابلس وقوات «الوحدة» تعزز مواقعها في الزاوية

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا جل الليبيين عبّروا عن مخاوفهم من عودة الاقتتال إلى البلد (أ.ف.ب)

ليبيون يتخوفون من احتمال انهيار «اتفاق وقف النار» بين الحكومتين المتنازعتين

عوامل عديدة دفعت الليبيين خلال الأيام القليلة الماضية للقلق والخوف من احتمالية من عودة الاقتتال بين السلطتين المتنازعتين على السلطة في شرق البلاد وغربها.

جاكلين زاهر (القاهرة )

الصومال يرحب بالمشاركة المصرية في قوات حفظ السلام «الأفريقية»

وزير الدفاع المصري يلتقي نظيره الصومالي في القاهرة (المتحدث العسكري المصري)
وزير الدفاع المصري يلتقي نظيره الصومالي في القاهرة (المتحدث العسكري المصري)
TT

الصومال يرحب بالمشاركة المصرية في قوات حفظ السلام «الأفريقية»

وزير الدفاع المصري يلتقي نظيره الصومالي في القاهرة (المتحدث العسكري المصري)
وزير الدفاع المصري يلتقي نظيره الصومالي في القاهرة (المتحدث العسكري المصري)

رحب الصومال بالمشاركة المصرية ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة لدعم الأمن والاستقرار في الصومال، وذلك خلال لقاء القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول عبد المجيد صقر، وزير الدفاع الصومالي، عبد القادر محمد نور، والوفد المرافق له، في القاهرة، مساء الخميس.

ووقعت مصر والصومال، في أغسطس (آب) الماضي، بروتوكول تعاون عسكري، واتفق البلدان حينها على مشاركة مصر في البعثة الأفريقية لحفظ السلام خلال الفترة في 2025 - 2029، ودعمت القاهرة مقديشو بمعدات عسكرية.

ووفق إفادة للمتحدث العسكري المصري، فقد أشاد القائد العام للقوات المسلحة المصرية بعمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين مصر والصومال واعتزازه بعلاقات الشراكة التي تربط القوات المسلحة لكلا البلدين.

وأضاف في بيان له، الخميس، أن لقاء صقر ومحمد نور تناول «مناقشة آخر التطورات والأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار داخل القارة الأفريقية».

ونقل البيان المصري عن وزير الدفاع الصومالي تقدير بلاده لجهود مصر في «إرساء دعائم الأمن والاستقرار لدول القارة الأفريقية كافة»، مرحباً بالمشاركة المصرية ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي بدولة الصومال، مؤكداً على «أهمية التعاون المشترك بين القوات المسلحة المصرية والصومالية في مختلف المجالات». حضر اللقاء رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الفريق أحمد خليفة، وقادة الأفرع الرئيسة وعدد من قادة القوات المسلحة لكلا البلدين.

وعززت مصر تعاونها العسكري مع الصومال عقب أزمة بين الصومال وإثيوبيا، العام الماضي، بعدما عارضت القاهرة توقيع الحكومة الإثيوبية في يناير (كانون الثاني) 2024 اتفاقاً مبدئياً مع إقليم «أرض الصومال»، تحصل بموجبه أديس أبابا على مَنفذ بحري يتضمن ميناء تجارياً وقاعدة عسكرية في منطقة بربرة لمدة 50 عاماً، مقابل اعتراف إثيوبيا بـ«أرض الصومال» دولة مستقلة. وعدّت القاهرة حينها الاتفاق «مخالفاً للقانون الدولي، واعتداء على السيادة الصومالية».

جانب من محادثات وزير الدفاع المصري ونظيره الصومالي في القاهرة (المتحدث العسكري المصري)

وفي وقت سابق رحب سفير الصومال بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، السفير علي عبدي، بإعلان مصر المشاركة في قوات حفظ السلام بالصومال. وقال في إفادة له «ممتنون لتعهد مصر أن تكون من أوائل الدول التي تنشر قوات لدعم الجيش الصومالي بعد انسحاب قوات الاتحاد الأفريقي الحالية». واعتبر أن اتفاقية الدفاع المشترك التي تم توقيعها بين البلدين «ستمنع الفراغ الأمني في الصومال»، مشيراً إلى أن الاتفاقية «تتضمن التدريب ودعم المعدات والعمليات المشتركة بين قوات البلدين».

كما أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال لقائه نظيره الصومالي، أحمد مُعلم فقي، في القاهرة، أغسطس الماضي «حرص مصر على المشاركة في بعثة حفظ السلام في الصومال بناء على رغبة الأشقاء الصوماليين»، مشيداً بـ«خطوة التوقيع على بروتوكول التعاون العسكري بين البلدين».

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن «سفينة حربية مصرية سلَّمت شحنة كبيرة ثانية من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية». وكانت القاهرة قد أرسلت طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقّع البلدان اتفاقية أمنية مشتركة في أغسطس الماضي.

وقرر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في يونيو (حزيران) الماضي، إرسال بعثة جديدة لحفظ السلم في الصومال باسم «بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال»، اعتباراً من يناير الجاري.