سوء الأحوال الجوية يعطل الدراسة في شرق ليبيا

«الوحدة» تنفي توقف العبور بمنفذ «رأس جدير»

عمليات شفط مياه الأمطار في بنغازي (وسائل إعلام ليبية)
عمليات شفط مياه الأمطار في بنغازي (وسائل إعلام ليبية)
TT

سوء الأحوال الجوية يعطل الدراسة في شرق ليبيا

عمليات شفط مياه الأمطار في بنغازي (وسائل إعلام ليبية)
عمليات شفط مياه الأمطار في بنغازي (وسائل إعلام ليبية)

أدت التقلبات الجوية العنيفة، التي شهدتها معظم مناطق شرق ليبيا، إلى تعليق الدراسة في مدن عدة، بناءً على توجيه من السلطات المحلية.

وأعلن رئيس حكومة الاستقرار، أسامة حماد، التي تسيطر على شرق وجنوب البلاد، أنه وجّه مساء الثلاثاء، وزارتي الحكم المحلي والتعليم بمنح عمداء البلديات ومراقبات التعليم في البلديات كافة، السلطة التقديرية لإقرار عطلة طارئة خلال يومي الأربعاء والخميس، حسب أحوال الطقس لديهم.

وقرّر وزير التعليم العالي والبحث العلمي بحكومة الاستقرار، مهدي السعيطي، تعليق الدراسة بالجامعات والأكاديمية الليبية بفروعها، ليومي الأربعاء والخميس، بسبب تقلبات الطقس، على أن يستمر دوام العمل الإداري لما تقتضيه المصلحة العامة.

وكان مسؤول الإعلام بمراقبة تعليم بنغازي سام العشيبي قد أعلن أن الأربعاء والخميس عطلة طارئة بسبب المنخفض الجوي، بينما أعلنت مراقبات تعليم في مدن عدة، من بينها بنغازي والبيضاء، تعطيل الدراسة، على أن يتم استئنافها الأحد، بسبب تأثير الأمطار على البنية التحتية. كما منحت مراقبتا تعليم سرت والخمس، تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي إجازة بسبب سوء الأحوال الجوية، تزامناً مع إعلان مراقبة تعليم مصراتة أيضاً تعليق الدراسة، وتأجيل الامتحانات إلى يوم السبت.

في سياق ذلك، أعلنت مراقبة تعليم زليتن الأربعاء عطلة في جميع المؤسسات التعليمية تحسباً للتقلبات الجوية، كما أعلنت مراقبة التربية والتعليم في بلدية حي الأندلس تعليق الدراسة والامتحانات في جميع المراحل التعليمية، وتأجيل الامتحان إلى آخر يوم بكل المؤسسات التعليمية العامة والخاصة.

في غضون ذلك، توقع المركز الوطني للأرصاد الجوية سقوط أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بخلايا رعدية على أغلب مناطق شمال ليبيا، تُسبّب تجمع المياه في الأماكن المنخفضة، وحذّر من أنها قد تؤدي إلى جريان السيول والأودية، ودعا لأخذ الحيطة والحذر.

في المقابل، أعلنت إدارة السدود بوزارة الموارد المائية التابعة لحكومة الاستقرار أن الوضع في سد القطارة الثانوي مستقر، وأكدت، في بيان، أنه «لا يوجد أي تخوف من حدوث فيضانات، ومستويات المياه ضمن الحدود الآمنة»، مشيرة إلى متابعتها الوضع بشكل دوري لضمان سلامة المواطنين والممتلكات، ودعت السكان إلى الاطمئنان وعدم القلق.

إلى ذلك، نفت مديرية أمن منفذ رأس جدير الحدودي مع تونس، التابعة لحكومة الوحدة، ما تردد عن توقف حركة العبور بالمنفذ، أو منع الشباب من السفر، مؤكدة أن الحركة بالاتجاهين تسير بشكل عادي.

في شأن آخر، قالت وسائل إعلام محلية إن وكيل ديوان المحاسبة، عطية الله السعيطي، شكّل لجنة لإتمام إجراءات تسلم ما في عهدة رئيس ديوان المحاسبة، خالد شكشك، بعدما قضت محكمة جنوب طرابلس بوقفه عن العمل، وزوال صفته، وعدم الاعتداد بأي قرارات صادرة عنه.


مقالات ذات صلة

المنقوش: لقاء كوهين كان بتنسيق بين إسرائيل وحكومة الدبيبة

شمال افريقيا المنقوش في لقائها مع «منصة 360» التابعة لقناة «الجزيرة» القطرية

المنقوش: لقاء كوهين كان بتنسيق بين إسرائيل وحكومة الدبيبة

في أول ظهور إعلامي لوزيرة الخارجية المقالة بحكومة «الوحدة» الليبية، نجلاء المنقوش، قالت إن اللقاء الذي جمعها بنظيرها الإسرائيلي كوهين كان بتخطيط من «الوحدة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا آليات وأرتال عسكرية في طريقها إلى مدينة الزاوية (الصفحة الرسمية للمنطقة العسكرية الساحل الغربي)

ماذا وراء «عملية الدبيبة العسكرية» في الزاوية الليبية؟

أعادت العملية العسكرية التي شنتها حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة في مدينة الزاوية في يومها الثالث طرح الأسئلة عن أسباب إطلاقها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا صورة وزعتها حكومة حماد لكلمته أمام مجلس النواب

ليبيا: حمّاد يطالب بـ«إجراءات قانونية» ضد «الوحدة»

انتقد رئيس حكومة شرق ليبيا أسامة حمّاد «السياسات الموجهة» للبعثة الأممية «لاستقطاب السياسيين والنخب الليبية» مقابل «وعود زائفة لتقلد مناصب سياسية».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي (إ.ب.أ)

غضب بين أنصار القذافي لاتهامه بالتسبب في «ضياع ليبيا»

كان بالقاسم حفتر، «مدير صندوق إعادة إعمار ليبيا»، يتحدث عن القذافي في إطار نقاش عام خلال زيارة سابقة إلى جامعة وادي الشاطئ (جنوباً) وتساءل عما تركه لبلده.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من الدورية الصحراوية التي دفعت بها سلطات طرابلس لتأمين الحدود (جهاز دعم الاستقرار)

سلطات طرابلس تطلق حملة لتأمين الحدود مع تونس

قال جهاز دعم الاستقرار بطرابلس إنه أطلق دوريات صحراوية مكثفة لتأمين المناطق الممتدة على طول الحدود الليبية التونسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

لماذا لا تتدخل مصر عسكرياً في اليمن؟

سفن حاويات تعبر قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)
سفن حاويات تعبر قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)
TT

لماذا لا تتدخل مصر عسكرياً في اليمن؟

سفن حاويات تعبر قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)
سفن حاويات تعبر قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)

أعاد نفي مصري لتقارير إسرائيلية عن استعداد القاهرة شن هجمات عسكرية ضد جماعة «الحوثي» في اليمن، تساؤلات بشأن أسباب إحجام مصر عن التدخل عسكرياً في اليمن، رغم ما تعانيه من تداعيات اقتصادية جراء هجمات «الحوثي» على السفن المارة في البحر الأحمر.

وأكد خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر لا تفضل أن تقوم بأعمال عسكرية خارج حدودها»، وأشاروا إلى أن القاهرة «تدرك أن توترات البحر الأحمر سببُها استمرارُ الحرب في غزة»، ومن هنا فهي تُفضل «الطُرق الدبلوماسية لوقف الحرب».

ونفى مصدر مصري مسؤول، الأحد، ما تناولته تقارير إعلامية إسرائيلية عن «قيام مصر باستعدادات بهدف التدخل العسكري في اليمن».

وذكر المصدر المصري المسؤول، في تصريحات أوردتها قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، أن مثل هذه التقارير، وما تتضمنه من معلومات «مُضللة»، ليس لها أساس من الصحة.

وادعت تقارير إسرائيلية أن «مصر تستعد لضرب الحوثيين بعد تكبدها خسائر اقتصادية كبرى جراء تصاعد التهديدات ضد هيئة قناة السويس التي تعد شرياناً حيوياً للتجارة العالمية».

كما زعمت التقارير أيضاً أن مصر «أبدت رغبة متزايدة في لعب دور فعال في الصراع اليمني، مع تجهيز طائرات لتنفيذ عمليات جوية تستهدف الحوثيين، الذين أثاروا مخاوف متزايدة حول سلامة الملاحة عبر البحر الأحمر».

نيران اشتعلت في ناقلة نفط استهدفها الحوثيون بالبحر الأحمر خلال وقت سابق (رويترز)

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 غيّرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبةً المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية السفن المارة بالممر الملاحي، «رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة»؛ ما دفع شركات الشحن العالمية لتغيير مسارها، متجنبةً المرور في البحر الأحمر.

وعدَّ الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، التقارير الإسرائيلية، «محاولة للضغط على مصر ودفعها للعب دور في اليمن». وقال إن «مصر لن تشارك في أي عمل عسكري في اليمن»، مشيراً إلى أن القاهرة «تدرك أن السبب وراء التوترات في البحر الأحمر ليس في الحوثي أو في اليمن؛ بل في استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة». وأضاف فرج: «لو توقفت الحرب الإسرائيلية في غزة سوف تتوقف الهجمات على السفن بالبحر الأحمر».

واتفق معه مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، وقال إن «المشكلة ليست في (الحوثي)، فما يحدث جزءٌ من حرب مفتوحة بين إيران وإسرائيل، و(الحوثي) مجرد أداة، والقاهرة لن تتعامل مع الأدوات ولن تتورط في هذا الصراع».

وأضاف أن «القاهرة تؤمن بالحلول الدبلوماسية لأزمات المنطقة، ولن ترسل قواتها خارج الحدود، لا سيما مع إدراكها حجم التوترات على جميع حدودها، سواء في غزة أو ليبيا أو السودان».

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023 شكّلت الولايات المتحدة الأميركية، تحالف «حارس الازدهار» للرد على هجمات «الحوثي»، لكن مصر لم تعلن انضمامها له، وهو ما فسره خبراء آنذاك بأن القاهرة «تفضل المسار الدبلوماسي لحل الأزمة».

سفينة شحن خلال عبورها قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)

وحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور أحمد يوسف أحمد، فإن رفض مصر التدخل عسكرياً ضد «الحوثي» في اليمن «دليل على موضوعية السياسة المصرية». وقال إن «مصر هي الخاسر الأكبر من هجمات الحوثي، لكنها على مدار أكثر من عام لم تدنها، واقتصرت التصريحات الرسمية على التأكيد على ضرورة تأمين الملاحة في البحر الأحمر».

وأرجع أستاذ العلوم السياسية ذلك إلى أن «مشاركة مصر في أي تحالف حالياً ضد الحوثي قد ينظر له البعض على أنه دعم لتل أبيب في حربها على قطاع غزة».

وسبق وأشارت مصر مراراً إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي الذي يبدأ من يوليو (تموز) 2022 حتى نهاية يونيو (حزيران) 2023، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي 2023 - 2024، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نهاية الشهر الماضي، إن «إيرادات قناة السويس شهدت انخفاضاً تجاوز 60 في المائة مقارنة بعام 2023، مما يعني أن مصر خسرت ما يقرب من 7 مليارات دولار في عام 2024».

وذكرت مجلة «إسرائيل ديفنس»، الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، في تقرير نشرته في أكتوبر الماضي، أنه «رغم ما تعانيه مصر من خسائر بسبب توترات البحر الأحمر، فإنها ترفض القيام بعمل عسكري ضد جماعة الحوثي»، وأشارت حينها إلى أن «القاهرة تضع الاعتبارات الاستراتيجية والخوف من التصعيد الإقليمي والعلاقات السياسية مع العالم العربي فوق أي اعتبار».