تعرضت مدينة عطبرة بولاية نهر النيل (شمال السودان)، الاثنين، لهجوم عبر المسيّرات، وشوهدت الدفاعات الأرضية للجيش السوداني وهي تتصدى لها في سماء المدينة.
وقالت اللجنة الأمنية بالولاية، في بيان، إن «ميليشيا الدعم السريع الإرهابية، شنّت عند الفجر هجوماً بالطائرات الانتحارية المسيّرة على مطار عطبرة الاستراتيجي بدأت في الساعة الثانية واستمر حتى الخامسة والنصف صباحاً». وأضاف البيان أن «الدفاعات الأرضية وأجهزة التشويش الإلكتروني تصدت ببراعة للهجوم، وأسقطت جميع الطائرات في محيط المطار قبل أن تصل إلى أهدافها».
وأشارت اللجنة الأمنية إلى أن الطائرات الانتحارية التي أطلقت من منصات بعيدة المدى خارج حدود ولاية نهر النيل، «كانت محاولة لإثبات قدرات عسكرية متآكلة لميليشيا الدعم السريع».
وأكدت اللجنة «استحالة تنفيذ مثل هذه الهجمات من داخل الولاية التي ستظل عصية على محاولات الاختراق والتخريب».
وقال شهود عيان، في عطبرة لـ«الشرق الأوسط»، إن نحو 20 طائرة مسيرة هاجمت المدينة تم إسقاطها دون وقوع خسائر في الأرواح.
وهي المرة الخامسة خلال أسبوعين التي يتصدى فيها الجيش السوداني لعشرات المسيّرات مجهولة الهوية في مناطق متفرقة في عطبرة التي تعد من كبرى مدن الولاية، دون تحديد الأماكن التي انطلقت منها.
وسمع السكان دوي انفجارات عالية هزّت أرجاء المدينة، في حين أفاد الشهود بأن الطائرات المسيرة كانت تستهدف بشكل مباشر الضاحية التي يقع فيها المطار.
ومنذ اندلاع الحرب في البلاد ظل الجيش السوداني يوجه أصابع الاتهام لـ«قوات الدعم السريع» باستهداف المناطق الآمنة التي تقع تحت سيطرته بالمسيّرات، لكنها تنفي ذلك.
وأفادت مصادر محلية في مدينة عطبرة «الشرق الأوسط» بأن نجاح مضادات الجيش السوداني «في تفجير الطائرات المسيرة في الأجواء جنّب سكان المناطق المحيطة بالمطار الإصابة بأي أضرار في الأرواح والممتلكات».
والأسبوع الماضي صدت «الفرقة 19 مشاة» التابعة للجيش سلسلة من الهجمات بالمسيّرات كانت تستهدف «مطار مروي الدولي» في شمال البلاد.
وقال قائد فصيل «درع السودان» أبو عاقلة كيكل، الذي يقاتل إلى جانب الجيش، إن إصرار «ميليشيا الدعم السريع على ضرب مطار عطبرة ومرافق مدينة أخرى عبر إطلاق عشرات المسيرات، يثبت أن استهداف المواطن وتدمير البنية التحتية هدف استراتيجي».
وأضاف في تدوينة على موقع «فيسبوك» أن «اعتماد الميليشيا على المسيرات وإطلاقها من خارج الحدود يثبت أنها فقدت قدراتها العسكرية على الأرض».
وتزايدت هجمات الطائرات المسيرة على مقار الجيش في شمال وشرقي البلاد؛ حيث تعرض المهبط الجوي بـ«الفرقة الثالثة مشاة» في شندي عاصمة نهر النيل خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى هجوم بـ4 طائرات مسيرة انتحارية بالتزامن، وتم إسقاطها قبل أن تصل إلى أهدافها.
وفي يوليو (تموز) الماضي، نجا قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان من محاولة اغتيال إثر تعرضه لهجوم شنته طائرات من دون طيار «درون» مجهولة الهوية، استهدفت استعراضاً عسكرياً كان يشارك فيه بمنطقة جبيت العسكرية شرقي البلاد.