أكدت مصر وقطر أهمية التعاون المشترك وتكاتف البلدين في مواجهة التطورات الإقليمية الحالية. وأشار رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إلى التنسيق بين البلدين في مختلف الملفات المطروحة على الساحة خلال هذه المرحلة بما يسهم في تحقيق مصلحة البلدين.
جاء ذلك خلال محادثات أجراها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مع مدبولي، السبت، على هامش مشاركة الأخير نيابة عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أعمال النسخة الـ22 من «منتدى الدوحة 2024» الذي تستضيفه العاصمة القطرية، السبت والأحد.
ووفق إفادة لمتحدث رئاسة مجلس الوزراء المصري، محمد الحمصاني، فإن أمير قطر أعرب خلال اللقاء عن تقديره للدور المهم والريادي الذي تلعبه الدولة المصرية في محيطيها العالمي والإقليمي، في ضوء التطورات الحالية التي يشهدها الإقليم. وأكد الشيخ تميم أهمية التعاون المصري - القطري المشترك وتكاتف البلدين الشقيقين في مواجهة التطورات الإقليمية الحالية، مشيراً إلى حرص بلاده على استمرار فتح قنوات اتصال دائمة مع الدولة المصرية.
كما تحدث أمير قطر عن لقائه مع السيسي، الشهر الماضي، على هامش «قمة العشرين» في ريو دي جانيرو بالبرازيل، حيث تباحثا حول عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما تعزيز التعاون بين البلدين في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث.
وبحسب متحدث رئاسة مجلس الوزراء المصري، فقد أشار الشيخ تميم إلى زيارة رئيس الوزراء القطري الأخيرة إلى مصر، مؤكداً ضرورة البناء على هذه الزيارة واستكمال العمل على ملفات التعاون المشترك بين البلدين.
ونهاية الشهر الماضي، تناولت محادثات جمعت الرئيس المصري، ورئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في القاهرة، الجهود المشتركة، الرامية لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، ووصول المساعدات الإنسانية والإغاثية دون شروط إلى القطاع، حيث تم التأكيد على أهمية تضافر الجهود لدعم الفلسطينيين، والحفاظ على حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وضمان الحفاظ على المصلحة الوطنية الفلسطينية.
وتتوسط مصر وقطر، إلى جانب أميركا، منذ أكثر من عام، لتبادل المحتجزين، ووقف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
من جانبه، نقل مدبولي، السبت، للشيخ تميم، «تحيات الرئيس المصري إلى أخيه أمير دولة قطر، ورغبته الجادة لتعزيز مختلف أوجه التعاون والتنسيق بين البلدين، والبناء على النقلة النوعية التي شهدتها العلاقات الثنائية المصرية - القطرية خلال المرحلة الأخيرة على شتى الأصعدة؛ السياسية، والاقتصادية، والاستثمارية».
وأكد مدبولي استمرار المشاورات مع فرق العمل من الحكومة القطرية لتنفيذ ما تم التوافق عليه خلال زيارة رئيس وزراء قطر إلى مصر نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، معرباً عن تطلعه إلى تنفيذ المشروعات التي تمت مناقشتها مع الجانب القطري في أقرب وقت ممكن.
وكان مصطفى مدبولي قد أشار خلال لقائه، رئيس وزراء قطر، وزير الخارجية، في العاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة) نهاية الشهر الماضي، إلى رغبة مصر وقطر في البناء على النقلة النوعية التي تشهدها العلاقات بين البلدين على شتى الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والاستثمارية. وقال حينها إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.
كما أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن، حينها، أن بلاده لديها رغبة حقيقية في تعزيز آفاق التعاون الاستثماري مع القاهرة في المجالات المختلفة بما يُسهم في تحقيق مصلحة مشتركة للبلدين.
ومع عودة العلاقات لطبيعتها بين القاهرة والدوحة في 2021، تنامت الشراكة بين الطرفين، وعزّزتها الزيارات المتبادلة على مستوى القادة، وانعكس ذلك على الصعيد الاقتصادي، حيث أشاد مدبولي في مقابلة مع «وكالة الأنباء القطرية» العام الماضي، بإعلان قطر في مارس (آذار) 2022، ضخّ استثمارات في مصر بقيمة 5 مليارات دولار (الدولار يساوي 49.9 جنيه في البنوك المصرية).