رئيس «النواب» الليبي: زمن حكومة الدبيبة انتهى

حفتر يدشن «مشروع عمارات» دمرها «الإرهاب» في بنغازي

صالح عدّ زمن حكومة الدبيبة انتهى منذ  وقت طويل (حكومة الوحدة)
صالح عدّ زمن حكومة الدبيبة انتهى منذ وقت طويل (حكومة الوحدة)
TT

رئيس «النواب» الليبي: زمن حكومة الدبيبة انتهى

صالح عدّ زمن حكومة الدبيبة انتهى منذ  وقت طويل (حكومة الوحدة)
صالح عدّ زمن حكومة الدبيبة انتهى منذ وقت طويل (حكومة الوحدة)

بينما دشن قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، اليوم (السبت)، «مشروع عمارات» دمرها «الإرهاب» في بنغازي، بحث رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، في إيطاليا «ملف السجناء»، ودعا رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني لأخذ زمام المبادرة، وبدء اتصالات مع حكومة حماد، كما أوضح لنظيره الإيطالي أن كل المشاكل في ليبيا سببها ميليشيات طرابلس، المدعومة والممولة من حكومة الدبيبة. وقال: «نريد حكومة موحدة جديدة، ونتوقع دعم الأمم المتحدة»، عادّاً زمن حكومة الدبيبة قد انتهى منذ وقت طويل.

وذكر المركز الإعلامي لرئيس مجلس النواب أن السلطات الإيطالية دعت النائب العام، المستشار الصديق الصور، إلى زيارة روما، بعد مباحثات عديدة أجرتها مع صالح بشأن «ملف السجناء» الليبيين في إيطاليا، وعدّ أن هذه الخطوة «جاءت نتيجة مخرجات لزيارة صالح الرسمية لإيطاليا»، مشيراً إلى أن الأخير طالب السلطات الإيطالية بوضع ملف السجناء الليبيين لديهم موضع أهمية كبرى بين الجانبين الليبي والإيطالي.

صالح دعا إيطاليا للعب «دور مركزي» في ولادة ليبيا مجدداً (مجلس النواب)

وكان صالح قد دعا إيطاليا للعب ما سمّاه دوراً مركزياً في ولادة ليبيا مجدداً، وأبلغ وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء، أن ليبيا الغنية بالموارد «تحتاج إلى خبرة الشركات الإيطالية، التي يتم الترحيب بها بأذرع مفتوحة»، مشيراً إلى إمكانية أن «تلعب إيطاليا دورها في إعادة الإعمار». وقال إنه يجب على المجتمع الدولي دعم حكومة الاستقرار الموالية للبرلمان، برئاسة أسامة حماد، باعتبارها تسيطر على 90 في المائة من الأراضي.

وبعدما أشاد صالح بإجراء الانتخابات البلدية الليبية أخيراً، وعدّها مؤشراً على أن الشعب الليبي يريد التصويت، تمنى صالح «إجراء انتخابات نزيهة»، وقال إنه «لا يريد أن تدخل البلاد في حرب أهلية»، موضحاً أنه «من الأفضل أن تكون هناك حكومة واحدة، ورئيس وزراء واحد».

حفتر يدشن مشروعاً سكنياً في بنغازي بحضور حماد (حكومة الاستقرار)

في غضون ذلك، دشن حفتر، رفقة حماد، اليوم (السبت)، مشروع استكمال 20 ألف وحدة سكنية، المعروف باسم «العمارات الصينية» في مدينة بنغازي، وأشاد حماد بتضحيات الجيش الوطني ضد الإرهاب، لافتاً إلى أن هذه العمارات «شهدت معارك طاحنة انتهت بالقضاء على الإرهاب، وكسر شوكته بشكل نهائي، ما أعاد الأمن والأمان لمدينة بنغازي»، وشدد على أن «الأفعال والواقع أفضل رد على كل من تسول له نفسه محاولة التشكيك في أعمال الإعمار والتنمية».

وكان مدير مكتب حفتر، خيري التميمي، قد نقل عن وزير الدفاع التركي، يشار غولر، سعادته بالتقارب مع حفتر لطي صفحة الماضي. وقال التميمي إن تأكيدات غولر جاءت خلال أول اجتماع للجنة العسكرية المشتركة «5+5»، التي تضم طرفي الصراع في ليبيا، مساء الجمعة في أنقرة، بحضور رئيس أركان الجيش التركي، متين غوراك، الذي خصص لمناقشة سير عمل اللجنة العسكرية وما حققته على الأرض، لافتاً إلى إشادة وزير الدفاع التركي بأعمال اللجنة، ونجاحها في تثبيت وقف إطلاق النار.

اجتماع وزير الدفاع التركي مع لجنة «5+5» العسكرية بأنقرة (مدير مكتب حفتر)

إلى ذلك، اشتكى أنصار النظام السابق من أن «عناصر موالية لحكومة الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، أطلقت النار في الهواء لتفريق متظاهرين خلال مهرجان رياضي بالمدينة، وذلك «إثر ترديدهم هتافات مؤيدة للعقيد الراحل معمر القذافي، ونجله الثاني سيف الإسلام».

من جهة ثانية، التزم المصرف المركزي ومؤسسة النفط وحكومة الوحدة الصمت، حيال إعلان رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، سعيه تشكيل لجنة فرعية مشتركة تابعة للجنة المالية العليا، بهدف تعزيز حوكمة عقود تسويق النفط ومشتريات الوقود.

كما استغل الدبيبة تفقده، مساء الجمعة، مركز علاج وتأهيل المدمنين بمدينة مصراتة، للتأكيد على «ضرورة دعم المرضى المتعافين، ودمجهم في المجتمع بعد تلقيهم العلاج»، مشدداً على «عزم حكومته على محاربة ظاهرة تجارة المخدرات في جميع أنحاء البلاد».


مقالات ذات صلة

ليبيا: عودة الاحتقان إلى تاورغاء بعد 6 أعوام من «المصالحة» مع مصراتة

شمال افريقيا رئيس حكومة «الوحدة» خلال زيارة سابقة إلى تاورغاء وبجواره عميد البلدية عبد الرحمن الشكشاك (الوحدة)

ليبيا: عودة الاحتقان إلى تاورغاء بعد 6 أعوام من «المصالحة» مع مصراتة

وسط دعوات لوقفات احتجاجية يرفض سكان مدينة تاورغاء قراراً أصدره رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة بضمها بوصفها فرعاً بلدياً إلى جارتها مصراتة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا صورة وزعها مجلس النواب لاجتماع رئيسه صالح مع خوري في القبة

ترقب ليبي بعد إعلان صالح وخوري اتفاقهما على تشكيل «حكومة موحدة»

في ظل الصراع على السلطة في ليبيا، أعلن صالح، رئيس مجلس النواب، اتفاقه مع المبعوثة الأممية بالإنابة على تشكيل حكومة «موحدة»، دون توضيح آلية تشكيل هذه الحكومة.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا بلقاسم حفتر مستقبِلاً المبعوثة الأممية بالإنابة إلى ليبيا ستيفاني خوري (صندوق التنمية والإعمار)

خوري تناقش مع بلقاسم حفتر سبل ضمان التنمية العادلة لـ«جميع الليبيين»

قالت المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني خوري، إنها عقدت اجتماعاً مع مدير «صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا»، ناقشا فيه ضمان التنمية العادلة لجميع مناطق البلاد.

خالد محمود (القاهرة)
يوميات الشرق أبطال أحد العروض المسرحية ضمن فعاليات مهرجان المسرح الكوميدي في بنغازي (وال)

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

بعد انقطاع 12 عاماً، عادت مدينة بنغازي (شرق ليبيا) للبحث عن الضحكة، عبر احتضان دورة جديدة من مهرجان المسرح الكوميدي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا من ملتقى «المسار الاجتماعي الأول للمصالحة الوطنية» الذي نظمه «المجلس الرئاسي» في 2022 (أرشيفية - المجلس الرئاسي)

ليبيا: مشروعان لـ«المصالحة الوطنية»... لا يتصالحان

يراوح ملف «المصالحة الوطنية» في ليبيا مكانه منذ إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011 في ظل نزاع بين مجلسي «النواب» و«الرئاسي» على إدارة الملف.

جمال جوهر (القاهرة)

مؤتمر القاهرة لـ«إغاثة غزة»... مساعٍ لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية بغزة (الخارجية المصرية)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية بغزة (الخارجية المصرية)
TT

مؤتمر القاهرة لـ«إغاثة غزة»... مساعٍ لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية بغزة (الخارجية المصرية)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية بغزة (الخارجية المصرية)

شهدت العاصمة المصرية، الاثنين، مؤتمر «القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة»، بتنظيم مصري - أممي وحضور فلسطيني، ومشاركة 103 وفود للدول والمنظمات والهيئات الدولية والمؤسسات المالية.

ويهدف المؤتمر، وفق بيان صحافي لوزارة الخارجية المصرية، إلى «تأمين التزامات واضحة بتقديم المساعدات لغزة، وتعزيز الدعم الدولي لضمان استدامة الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، وحشد الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، والتخطيط للتعافي المبكر داخل القطاع».

وهو ما يراه المحلل السياسي الفلسطيني والقيادي بحركة «فتح»، الدكتور أيمن الرقب، في حديث مع «الشرق الأوسط»، بأنه يحمل أهمية كبيرة لدعم مسار المساعدات الإغاثية بهذا التوقيت، مؤكداً أن المؤتمر نقل رسالة قوية بأنه لا بديل عن «الأونروا» التي كان مفاوضها فيليب لازاريني أحد المتحدثين.

وباعتقاد الرقب، فإن المؤتمر شهد زخماً كبيراً، خاصة في ظل تنامي الاهتمام بقضية المساعدات، متوقعاً أن تكون التعهدات المالية على مستوى الكارثة الإنسانية التي أشارت لها مصر وكلمات الحضور بوضوح خلال المؤتمر.

وكان وضع غزة حاضراً بقوة في المؤتمر؛ حيث تحدث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن «استمرار المأساة، غير الإنسانية، وغير المسبوقة، التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة نتيجة للعدوان الغاشم الإسرائيلي المستمر».

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال افتتاح مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة (الخارجية المصرية)

و«فاق العدوان على قطاع غزة كل الحدود»، بحسب عبد العاطي، «إذ تواصل إسرائيل ارتكاب الفظائع على مرأى ومسمع من العالم منذ أكثر من عام دون رادع، وفي مشاهد مُرَوعة تعجزُ الكلماتُ عن وصفها، كما تستخدم إسرائيل التجويع والحصار سلاحاً، والتهجير عقاباً جماعياً للفلسطينيين، بالمخالفة الفادحة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي».

وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في كلمته، إن «الناس في قطاع غزة جوعى ولا بد من التحرك الآن».

وأضاف الصفدي: «تجب ممارسة كل أشكال الضغط الممكنة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة».

وقالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد إن الكارثة في غزة تمثل تهديداً للإنسانية ويجب إنهاؤها بشكل فوري.

وأكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني ضرورة توفير استجابة طارئة في غزة وإنهاء الوضع الكارثي في القطاع.

دور «الأونروا»

وشهد المؤتمر تأكيداً على دور «الأونروا»، التي حظرت إسرائيل أعمالها في فلسطين الشهر الماضي، وسط مطالبات بوقف ذلك الحظر.

وأعرب الوزير المصري، في كلمته، عن إدانة مصر بشكل كامل إقرار التشريع غير القانوني من إسرائيل لحظر عمل وكالة «الأونروا»، مؤكداً أنه يمثل سابقة خطيرة بحظر دولة عضو بالأمم المتحدة عمل إحدى وكالاتها، ويعكس استخفافاً مرفوضاً بالمجتمع الدولي ومؤسساته.

وشدد على أن «(الأونروا) لا بديل لها ولا يمكن الاستغناء عنها داخل القطاع. ولا يمكن أن يحل محلها أو يقوم بدورها أي طرف آخر أياً كان».

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى إن دور «الأونروا» غير قابل للاستبدال أو التقويض، وإن لها دوراً محورياً في مرحلة ما بعد الحرب، داعياً إلى رفض كل القوانين الإسرائيلية التي تستهدفها، شاكراً كل الدول الشقيقة والصديقة التي تدعم «الأونروا»، وتساعد على تقديم وتسهيل دخول المساعدات.

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى الاثنين خلال مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية بغزة (وفا)

مطالب محددة

وشهد المؤتمر مطالب عدة بشأن الإغاثة وسبل وقف الحرب، ودعا الوزير المصري في كلمته جميع الوفود المشاركة إلى «الإعلان عن تقديم الدعم اللازم لأهل غزة والإعلان عن تعهدات مالية ملائمة وقابلة للتنفيذ الفوري، لإنقاذهم من الكارثة الإنسانية وبما يمهد الطريق أمام التعافي المبكر ثم إعادة الأعمار، حتى لا نخذلهم إنسانياً كما خذلناهم سياسياً».

كما طالب رئيس الوزراء الفلسطيني، في كلمته، بسرعة العمل على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، خاصة قرار مجلس الأمن 2735 من أجل وقف العدوان وتأمين دخول المساعدات ووصولها بشكل فوري وعاجل، وبما يمهد لعودة الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية والتعليم، والبدء بالعمل من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها، وصولاً إلى إعادة الإعمار والتنمية، وإعادة قطاع غزة إلى فضائه الطبيعي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من دولة فلسطين، بدعم المجتمع الدولي.

وكشف المسؤول الفلسطيني، في كلمته، عن خطط مستقبلية بشأن الوضع في فلسطين، موضحاً أن الحكومة تضع حالياً خططاً للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، تمهيداً لإطلاق عملية التنمية الشاملة، لافتاً إلى أنها وضعت خطة لإعادة توحيد وتطوير المؤسسات الوطنية في قطاع غزة والضفة الغربية، بما يمكّن من توسيع وتطوير الخدمات المدنية القائمة، لتلبية احتياجات المواطنين بعد الحرب.

كما وضعت الحكومة الفلسطينية خطة لإطلاق أعمال التعافي في قطاع غزة واستعادة الخدمات الأساسية الحيوية، وتمهيد الطريق لإنعاش الاقتصاد، بالشراكة مع أطراف دولية عدة، وشكلت فريقاً حكومياً لإعداد الخطط التفصيلية لإعادة إعمار غزة وبناء اقتصادها، بالشراكة مع المؤسسات الوطنية، والبنك الدولي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وفق مصطفى.