الجزائر: شنقريحة يطلق تحذيرات بـ«التصدي للأعمال العدائية»

بعد 48 ساعة من تعيينه وزيراً منتدباً للدفاع

الرئيس تبون مع قائد الجيش (وزارة الدفاع)
الرئيس تبون مع قائد الجيش (وزارة الدفاع)
TT

الجزائر: شنقريحة يطلق تحذيرات بـ«التصدي للأعمال العدائية»

الرئيس تبون مع قائد الجيش (وزارة الدفاع)
الرئيس تبون مع قائد الجيش (وزارة الدفاع)

أطلق قائد الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة، تحذيرات شديدة اللهجة، في أول ظهور إعلامي له، منذ تعزيز منصبه في الدولة بتعيينه وزيراً منتدباً للدفاع، في التعديل الحكومي الذي أجراه الرئيس عبد المجيد تبون، مساء الاثنين.

وقال شنقريحة، الأربعاء خلال مراسم تعيين رئيس جديد للقوات البرية، إن بلاده «عازمة على حفظ سيادتها ووحدتها الوطنية، وعلى التصدي بحزم لكل الأعمال العدائية التي تستهدف كيان الدولة الوطنية ورموزها، وهذا بفضل أبنائها المخلصين»، بحسب ما جاء في خطاب بثّ التلفزيون العمومي مقاطع منه.

ولم يذكر رئيس أركان الجيش والوزير المنتدب للدفاع في الوقت نفسه، مَن يقصد بكلامه، الذي جاء بمناسبة تنصيب قائد جديد للقوات البرية، هو اللواء مصطفى إسماعيلي خلفاً للواء عمار عثامنية، الذي أخذ منصب شنقريحة نفسه في 10 مارس (آذار) 2020، ليصبح قائداً لأركان الجيش خلفاً للفريق أول أحمد قايد صالح الذي توفي نهاية 2023 متأثراً بأزمة قلبية. وتمت مراسم إسناد المنصب الجديد للواء إسماعيلي، بمقر قيادة القوات البرية بالضاحية الجنوبية للعاصمة.

الرئيس تبون مع قائد الجيش (وزارة الدفاع)

وأكد شنقريحة، بخصوص هذا التغيير، أنه حرص شخصياً «على أن أجعل من التداول على الوظائف والمناصب، تقليداً متواصلاً وثقافة سائدة ينبعث من خلالها نفس جديد بين الصفوف، وديناميكية متجددة لا سيما على ضوء التحولات المتسارعة التي تشهدها منطقتنا، والتي تحمل في طياتها تحديات أمنية مستجدة وتهديدات أكثر تعقيداً، تستوجب منا التكيف معها باستمرار».

وهاجم شنقريحة «أصواتاً ناعقة لبعض الأبواق، تخرج علينا بتأويلات لكل تغيير في المؤسسة العسكرية، التي من المفروض أنها تشهد على غرار كل المؤسسات والجيوش تغييرات طبيعية تندرج دون شك، في إطار التداول على الوظائف والمسؤوليات»، مؤكداً أن من ينتقدهم يصدرون، حسبه، «تحليلات خاطئة ومجانبة للحقيقة، بل ومغرضة، هدفها إثارة الشك والبلبلة في أوساط الرأي العام الوطني، من خلال بث الأخبار المزيفة والكاذبة».

وتحدث قائد الجيش عن «مؤامرات تصنع في مخابر التخريب في الخارج، ويروج لها بعض الخونة والعملاء المأجورين، الذين عودونا على مثل هذه الحركات كلما واصلت بلادنا تشبثها بمواقفها الثابتة، تجاه القضايا العادلة في العالم، وكلما عبرت بوضوح عن غيرتها على سيادتها وقرارها السيد».

ولم يوضح شنقريحة من يقصد بالضبط. وفي العادة يوظف لفظ «أبواق»، للدلالة على معارضين في الخارج يهاجمون السلطة. أما عن تهمة «التآمر» فهي متصلة غالباً، بدفاع الجزائر عن القضية الفلسطينية ونزاع الصحراء.

وقد كرَّس المنصب الجديد لشنقريحة الانسجام الكبير الذي لا تخطئه العين بينه وبين الرئيس عبد المجيد تبون. فالرجلان يبديان اهتماماً بالإشادة ببعضهما في كل خطاباتهما. كما أن تبون لا يؤدي أي نشاط رسمي، إلا ويصطحب شنقريحة معه.

والمعروف عن تسيير الجيش الجزائري أن القوات البرية هي العمود الفقري للوحدات العسكرية. ومَن يتولى منصب قيادتها، يملك حظوظاً كبيرة في الوصول إلى رئاسة أركان الجيش، علماً بأن وزير الدفاع وقائد القوات المسلحة، هو رئيس الجمهورية بحسب الدستور. أمّا في الميدان، فقائد أركان الجيش هو من يمارس الصلاحيات المتصلة بهذه المهمة.

القائد الجديد للقوات البرية - يسار الصورة (وزارة الدفاع)

إلى ذلك، أفادت وزارة الدفاع، في بيان، بأن «إرهابيين» سلَما نفسيهما للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار بجنوب البلاد، ضمن حصيلة لأعمال الجيش، تمت بين 13 و19 من الشهر الحالي «في كامل التراب الوطني»، وفق تعبير البيان، الذي أشار إلى أن أحد المسلحين، يسمى أحمد فولاني وكنيته «أبو بكر الطاهر»، بينما يدعى الثاني التيباري زين، واسمه الحركي «عبد الحكيم».

وأبرز بيان وزارة الدفاع أن «الإرهابيين كانا يحملان مسدسين رشاشين من نوع (كلاشينكوف) وكميـة مـن الذخيرة، وأغراضاً أخرى»، عندما وضعا نفسيهما تحت تصرف قوات الجيش.

وفي الفترة نفسها، تم توقيف 6 أشخاص بشبهة «دعم الجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني»، حسب البيان العسكري، الذي لم يقدم تفاصيل أخرى.


مقالات ذات صلة

الجزائر تعوّل على نمو الإنتاج العسكري لتطوير قطاعها الصناعي

شمال افريقيا الرئيس تبون مع مسؤولين عن الصناعة العسكرية (الرئاسة)

الجزائر تعوّل على نمو الإنتاج العسكري لتطوير قطاعها الصناعي

الرئيس تبّون: «السياسة التي تبنتها الدولة في السنوات الأخيرة، الهادفة إلى تشجيع الإنتاج المحلي، ساهمت في تقليص فاتورة الواردات بنسبة 40 في المائة».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس تبون وعد بـ«حوار شامل مع جميع الفاعلين السياسيين والاقتصاديين» لكن دون تحديد موعد له (أ.ف.ب)

المعارضة الجزائرية تطالب بـ«إصلاحات جادة للحفاظ على الاستقرار»

طالب قادة 3 أحزاب من المعارضة الجزائرية السلطة بـ«تكريس انفتاح سياسي حقيقي»، و«إطلاق تعددية حقيقية»، و«احترام الحريات العامة»، و«إطلاق مشروع للسيادة والصمود».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا مع اندلاع حرب أوكرانيا باتت الجزائر «لاعباً أساسياً» ضمن كبار مصدري الطاقة إلى أوروبا (سوناطراك)

الطاقة تعزز مكانة الجزائر في أوروبا

كشفت بيانات حديثة نشرتها وكالة الإحصاءات الأوروبية «يوروستات» عن أن الجزائر تفوّقت على روسيا في أكتوبر الماضي في مجال تصدير الطاقة إلى أوروبا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر 

زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر 

ضرب زلزال بلغت قوته 4.9 درجة على مقياس ريختر ولاية الشلف غرب العاصمة الجزائرية في ساعة مبكرة من صباح اليوم.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الخليج جانب من اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا في مدينة العقبة السبت (واس)

تأكيد خليجي على دعم الجهود الرامية لوحدة وسيادة وأمن سوريا

شدّد جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الأحد على دعم دول المجلس للجهود الرامية لوحدة وسيادة وأمن واستقرار سوريا والوقوف مع الشعب السوري

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ليبيا: اجتماع مرتقب لأعضاء مجلسي النواب و«الدولة» في درنة

صورة وزعها مجلس النواب لوصول أعضائه إلى مدينة درنة
صورة وزعها مجلس النواب لوصول أعضائه إلى مدينة درنة
TT

ليبيا: اجتماع مرتقب لأعضاء مجلسي النواب و«الدولة» في درنة

صورة وزعها مجلس النواب لوصول أعضائه إلى مدينة درنة
صورة وزعها مجلس النواب لوصول أعضائه إلى مدينة درنة

بينما يستعد مجلس النواب الليبي، لعقد أول جلسة له في مدينة درنة، بعد تعافيها من كارثة الإعصار الذي سبق وضرب شرق البلاد العام الماضي، يعتزم أعضاء مجلسي النواب و«الدولة»، عقد اجتماعهم المقبل بالمدينة، عقب ختام اجتماعهم بالمغرب الأسبوع الماضي.

وأعلن عبد الله بليحق المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، الأحد، وصول عدد من أعضائه إلى درنة، التي ستستضيف، الاثنين، جلسة رسمية، هي الأولى للمجلس بالمدينة، ستخصص لمناقشة نتائج الاجتماع التشاوري الأخير بين مجلسي النواب و«الدولة» في المغرب؛ حيث استقبلهم بلقاسم، نجل المشير خليفة حفتر قائد «الجيش الوطني» ومدير «صندوق التنمية وإعادة الإعمار».

وأعلنت اللجنة المشتركة لأعضاء مجلسي النواب و«الدولة»، انتهاء «اللقاء الناجح» بالمغرب، وأكدت أن الاجتماع التالي سيُعقد داخل البلاد بمدينة درنة، «بعد توفر الظروف الأمنية، بعيداً عن العرقلة والمنع أو التدخل».

وقال بيان للجنة، إن أعضاء المجلسين «لا يحتاجون لموافقة أحد للاجتماع في مكان، يرون توفر الظروف الملائمة به للنجاح، سواء داخل البلاد أو خارجها»، ولفت إلى أن «ما حصل من توافق في اجتماع المغرب، سيتم البناء عليه لمزيد من العمل المشترك، لتوحيد مؤسسات البلاد وإجراء الانتخابات وإعادة الأمانة لأهلها».

صورة أرشيفية لاجتماع أعضاء مجلسي النواب و«الدولة» في المغرب (صفحة المتحدث باسم مجلس النواب)

وعبر «المجلس الأعلى للدولة»، الذي يترأسه خالد المشري، عن استغرابه من بيان وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة»، التي وصفها بـ«منتهية الولاية»، بشأن استضافة المغرب لمحادثات بين مجلسي النواب و«الدولة»، بعد لقاءاتهما السابقة في تونس ومصر.

واعتبر بيان للمجلس، مساء السبت، أن مطالبة وزارة خارجية حكومة «الوحدة» لنظيرتها المغربية «بالتنسيق المسبق قبل عقد أي جلسات حوار بين المجلسين، يعدّ تدخلاً سافراً في شؤون المجلسين، وينم عن قصور معرفي بحدود السلطة التنفيذية، وجهل مركب بمبدأ الفصل بين السلطات يستوجب المساءلة»، وقال إنه «ليس من حق الوزارة الاعتراض على أعمال المجلسين».

وتزامن ذلك مع إعلان رئيس «المجلس الرئاسي»، محمد المنفي، تلقيه رسالة تهنئة من ملك المغرب، محمد السادس، بمناسبة «يوم الاستقلال»، أشاد خلالها بعمق العلاقات الثنائية، وحرصه على مواصلة تعزيزها.

بدورها، أعلنت «المفوضية العليا للانتخابات»، الأحد، اعتماد النتائج النهائية لانتخابات المجموعة الأولى من المجالس البلدية، باستثناء انتخابات بلديتي الشويرف ووادي زمزم، التي حجبت نتائجهما.

في شأن آخر، نفت «المؤسسة الوطنية للنفط»، «معلومات مغلوطة»، تفيد بدخولها في تسوية دين مع شركة «ليتاسكو» السويسرية، برغم رفض ديوان المحاسبة. وأوضحت في بيان، أنها قد تجنبت بهذه التسوية خسائر مالية فادحة، ستكون ملزمة قضائياً، فضلاً عن تعريض بعض أصولها في الخارج لخطر الحجز، مشيرة إلى احتفاظها بحقها في رفع دعوى قضائية ضد الشركة المذكورة، في حال أثبتت التحقيقات التي يجريها ديوان المحاسبة، توريدها لشحنات وقود مخالفة للمواصفات المتفق عليها.

بدوره، أشاد الفريق صدام حفتر رئيس أركان القوات البرية بـ«الجيش الوطني»، لدى لقائه في بنغازي، مع رئيس مجلس حوض مرزق، وشيخ قبيلة التبو، رمضان جيلاوي، بجهود القبيلة في دعم مساعي المصالحة الوطنية.

عقيلة صالح وعضو مجلس النواب عيسى العريبي ورئيس هيئة الصيد البري رافع محمد وعدد من مديري الإدارات التابعة للهيئة (مكتب صالح)

وأكد دعم قوات الجيش لجميع الجهود التي تصب في مصلحة الوطن ووحدته. ونقل عن جيلاوي إشادته بدور المشير حفتر، ونجله صدام في تعزيز الأمن والاستقرار، ودفع عجلة التنمية في المنطقة الجنوبية.

من جهة أخرى، أعلنت بلدية بنغازي اتخاذ إجراءات احترازية، استعداداً لهطول أمطار غزيرة على مدينة بنغازي، وقالت إنه تقرر عقب اجتماع لمُناقشة الإجراءات والتدابير الواجب اتخاذها، حيال احتمال هطول مياه الأمطار بكميات كبيرة، وارتفاع منسوب المياه في الأودية والمناطق المُنخفضة والمُجاورة للأودية المتوقعة خلال الأيام المقبلة.

ودعت البلدية إلى إخلاء المنازل التي قد تكون عُرضة للانجرافات والمُقامة على حواف الأودية، ورفع درجة الطوارئ بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

وأدرجت هذه الإجراءات، في إطار تعليمات وزارة الداخلية بحكومة «الاستقرار» الموازية، بتشكيل لجنة برئاسة مدير أمن بنغازي، للحفاظ على سلامة المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.

كما أعلنت وزارة الصحة في حكومة أسامة حماد المكلفة من مجلس النواب، رفع درجة الاستعداد الكامل في جميع المستشفيات لمدة 7 أيام لمواجهة الطقس المتوقع.