أطلق قائد الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة، تحذيرات شديدة اللهجة، في أول ظهور إعلامي له، منذ تعزيز منصبه في الدولة بتعيينه وزيراً منتدباً للدفاع، في التعديل الحكومي الذي أجراه الرئيس عبد المجيد تبون، مساء الاثنين.
وقال شنقريحة، الأربعاء خلال مراسم تعيين رئيس جديد للقوات البرية، إن بلاده «عازمة على حفظ سيادتها ووحدتها الوطنية، وعلى التصدي بحزم لكل الأعمال العدائية التي تستهدف كيان الدولة الوطنية ورموزها، وهذا بفضل أبنائها المخلصين»، بحسب ما جاء في خطاب بثّ التلفزيون العمومي مقاطع منه.
ولم يذكر رئيس أركان الجيش والوزير المنتدب للدفاع في الوقت نفسه، مَن يقصد بكلامه، الذي جاء بمناسبة تنصيب قائد جديد للقوات البرية، هو اللواء مصطفى إسماعيلي خلفاً للواء عمار عثامنية، الذي أخذ منصب شنقريحة نفسه في 10 مارس (آذار) 2020، ليصبح قائداً لأركان الجيش خلفاً للفريق أول أحمد قايد صالح الذي توفي نهاية 2023 متأثراً بأزمة قلبية. وتمت مراسم إسناد المنصب الجديد للواء إسماعيلي، بمقر قيادة القوات البرية بالضاحية الجنوبية للعاصمة.
وأكد شنقريحة، بخصوص هذا التغيير، أنه حرص شخصياً «على أن أجعل من التداول على الوظائف والمناصب، تقليداً متواصلاً وثقافة سائدة ينبعث من خلالها نفس جديد بين الصفوف، وديناميكية متجددة لا سيما على ضوء التحولات المتسارعة التي تشهدها منطقتنا، والتي تحمل في طياتها تحديات أمنية مستجدة وتهديدات أكثر تعقيداً، تستوجب منا التكيف معها باستمرار».
وهاجم شنقريحة «أصواتاً ناعقة لبعض الأبواق، تخرج علينا بتأويلات لكل تغيير في المؤسسة العسكرية، التي من المفروض أنها تشهد على غرار كل المؤسسات والجيوش تغييرات طبيعية تندرج دون شك، في إطار التداول على الوظائف والمسؤوليات»، مؤكداً أن من ينتقدهم يصدرون، حسبه، «تحليلات خاطئة ومجانبة للحقيقة، بل ومغرضة، هدفها إثارة الشك والبلبلة في أوساط الرأي العام الوطني، من خلال بث الأخبار المزيفة والكاذبة».
وتحدث قائد الجيش عن «مؤامرات تصنع في مخابر التخريب في الخارج، ويروج لها بعض الخونة والعملاء المأجورين، الذين عودونا على مثل هذه الحركات كلما واصلت بلادنا تشبثها بمواقفها الثابتة، تجاه القضايا العادلة في العالم، وكلما عبرت بوضوح عن غيرتها على سيادتها وقرارها السيد».
ولم يوضح شنقريحة من يقصد بالضبط. وفي العادة يوظف لفظ «أبواق»، للدلالة على معارضين في الخارج يهاجمون السلطة. أما عن تهمة «التآمر» فهي متصلة غالباً، بدفاع الجزائر عن القضية الفلسطينية ونزاع الصحراء.
وقد كرَّس المنصب الجديد لشنقريحة الانسجام الكبير الذي لا تخطئه العين بينه وبين الرئيس عبد المجيد تبون. فالرجلان يبديان اهتماماً بالإشادة ببعضهما في كل خطاباتهما. كما أن تبون لا يؤدي أي نشاط رسمي، إلا ويصطحب شنقريحة معه.
والمعروف عن تسيير الجيش الجزائري أن القوات البرية هي العمود الفقري للوحدات العسكرية. ومَن يتولى منصب قيادتها، يملك حظوظاً كبيرة في الوصول إلى رئاسة أركان الجيش، علماً بأن وزير الدفاع وقائد القوات المسلحة، هو رئيس الجمهورية بحسب الدستور. أمّا في الميدان، فقائد أركان الجيش هو من يمارس الصلاحيات المتصلة بهذه المهمة.
إلى ذلك، أفادت وزارة الدفاع، في بيان، بأن «إرهابيين» سلَما نفسيهما للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار بجنوب البلاد، ضمن حصيلة لأعمال الجيش، تمت بين 13 و19 من الشهر الحالي «في كامل التراب الوطني»، وفق تعبير البيان، الذي أشار إلى أن أحد المسلحين، يسمى أحمد فولاني وكنيته «أبو بكر الطاهر»، بينما يدعى الثاني التيباري زين، واسمه الحركي «عبد الحكيم».
وأبرز بيان وزارة الدفاع أن «الإرهابيين كانا يحملان مسدسين رشاشين من نوع (كلاشينكوف) وكميـة مـن الذخيرة، وأغراضاً أخرى»، عندما وضعا نفسيهما تحت تصرف قوات الجيش.
وفي الفترة نفسها، تم توقيف 6 أشخاص بشبهة «دعم الجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني»، حسب البيان العسكري، الذي لم يقدم تفاصيل أخرى.