حمدوك: السودان مهدد في وجوده

طالب بحظر للطيران لحماية المدنيين

رئيس وزراء السودان السابق عبد الله حمدوك (رويترز)
رئيس وزراء السودان السابق عبد الله حمدوك (رويترز)
TT

حمدوك: السودان مهدد في وجوده

رئيس وزراء السودان السابق عبد الله حمدوك (رويترز)
رئيس وزراء السودان السابق عبد الله حمدوك (رويترز)

قال رئيس وزراء السودان السابق، عبد الله حمدوك، الذي يترأس حالياً تحالفاً مدنياً كبيراً باسم «تقدم»، إن أولوياته القصوى الآن هي العمل على وقف إطلاق النار ومعالجة الأزمة الإنسانية وحماية المدنيين، وصولاً إلى عملية سياسية شاملة لإنهاء الحرب.

وأضاف خلال زيارة له إلى بريطانيا أن السودان «يمر بأكبر كارثة في تاريخه تهدد وجوده، إذ يمكن أن نصبح غداً ولا نجد السودان كما نعرفه، فلا بد إذن من أن نحرص على بقائه. هناك قوى شريرة ظلامية تعمل على تمزيقه، وهي التي سيطرت على مقدرات السودان طيلة 30 عاماً، وأجهضت مؤسساته وخيراته».

وقدم حمدوك محاضرة في معهد «تشاتام هاوس»، قال فيها أيضاً: «يجب التفكير الآن في فرض حظر على الطيران لتوفير مناطق آمنة داخل البلاد».


مقالات ذات صلة

لبنان: التدمير الإسرائيلي يتقدم على الحلول السياسية

المشرق العربي لبنانيان يستقلان دراجة نارية يمران بمبان دمرها القصف الإسرائيلي في حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية أمس (أ.ف.ب)

لبنان: التدمير الإسرائيلي يتقدم على الحلول السياسية

تقدم التدمير الإسرائيلي على الحلول السياسية المقترحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، إذ اندفع الجيش الإسرائيلي إلى تصعيد غير مسبوق بالقصف الجوي في جنوب

ثائر عباس (بيروت)
شؤون إقليمية السياسي الإسرائيلي بيني غانتس يعزي عائلة مزارع قُتل في هجوم من لبنان على شمال إسرائيل يوم 1 نوفمبر الحالي (رويترز)

إسرائيل تقر أكبر موازنة عسكرية في تاريخها

أقرت الحكومة الإسرائيلية، أمس، موازنتها لعام 2025، وتضمنت تقليصات كبيرة في قطاعات التعليم والصحة والمواصلات والخدمات الاجتماعية مقابل زيادة مخصصات الأمن

نظير مجلي ( تل أبيب) «الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية المرشد الإيراني علي خامنئي يتحدث في لقاء بطهران يوم الأحد (وكالة أخبار غرب آسيا - رويترز)

إيران تصعّد ضد إسرائيل والغرب

صعّدت إيران، أمس، ضد إسرائيل والغرب، ولوّحت بزيادة مديات صواريخها الباليستية، وتغيير عقيدة السلاح النووي.

«الشرق الأوسط» ( لندن)
الولايات المتحدة​ ترمب في مقابلة مع تاكر كارلسون في أريزونا 31 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

هاريس «تتقدّم» في التصويت المبكّر

تشير استطلاعات الرأي التي جرتْ في الأيام الأخيرة من السباق الرئاسي الأميركي إلى أن التصويت المبكر يسجل أرقاماً قياسيةً هذا العام.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي نتنياهو يحبط آمال وقف النار في لبنان وغزة

نتنياهو يحبط آمال وقف النار في لبنان وغزة

أحبط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الآمال بالتوصل إلى اتفاقين لوقف إطلاق النار في لبنان وقطاع غزة، إذ قال إن «هناك حاجة لمزيد من القتال حتى تستطيع

نظير مجلي (تل أبيب)

«الصفقة المصغرة» لا تلبي احتياجات «حماس»... رغم «انفتاحها على التفاوض»

نازحون فلسطينيون أمرهم الجيش الإسرائيلي بإخلاء الجزء الشمالي من غزة (رويترز)
نازحون فلسطينيون أمرهم الجيش الإسرائيلي بإخلاء الجزء الشمالي من غزة (رويترز)
TT

«الصفقة المصغرة» لا تلبي احتياجات «حماس»... رغم «انفتاحها على التفاوض»

نازحون فلسطينيون أمرهم الجيش الإسرائيلي بإخلاء الجزء الشمالي من غزة (رويترز)
نازحون فلسطينيون أمرهم الجيش الإسرائيلي بإخلاء الجزء الشمالي من غزة (رويترز)

شهد حراك جهود الوساطة بشأن الهدنة في قطاع غزة، إعلان حركة «حماس» أن «الصفقة المصغرة» المطروحة من الوسطاء «لا تُلبي الاحتياجات»، دون أن تغادر الحركة المفاوضات، بعد أسبوع حافل بالمحادثات، وأحاديث عن «تعنّت» رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، واشتراطه إتمام الاتفاق مع عدم وقف الحرب التي تجاوزت العام.

موقف «حماس»، الذي نقله قيادي بالحركة، عبر وسائل إعلام موالية لها، بالتحفظ على «الصفقة المصغرة»، عدّه خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» نوعاً من التجهيز المبكر للفائز في سباق الانتخابات الأميركية، ورداً على «تعنت» نتنياهو، وتأكيداً على أنها رقم بالمعادلة، و«احتمال حاجتها لمزيد من الوقت للتواصل مع الداخل بعد الضربات الأخيرة لمعرفة مصير الأسرى»، ورجحوا عودة المحادثات بعد ظهور نتائج السباق الأميركي المرتقب.

ووفق ما نقلته قناة «الأقصى»، الموالية للحركة ووسائل إعلام فلسطينية، مساء الجمعة، عن قيادي بـ«حماس» لم تذكر اسمه، «استمع وفدُ الحركة خلال الأيام الأخيرة من الوسطاء في مصر وقطر لأفكار حول هدنة مؤقتة لأيام محددة (في إشارة للصفقة المصغرة)، وزيادة عدد شاحنات المساعدات، يتمّ خلالها تبادل جزئي للأسرى».

ولا تتضمن المقترحات «وقفاً دائماً للعدوان ولا انسحاباً للاحتلال من القطاع ولا عودة للنازحين، ولا تعالج احتياجات شعبنا للأمن والاستقرار والإغاثة والإعمار، ولا فتح المعابر بشكل طبيعي، خصوصاً معبر رفح»، وفق القيادي بـ«حماس».

وذكر القيادي بالحركة أن «حماس» تتمسك بمطالب كثيرة؛ أبرزها 4 بنود، هي: «الوقف الكامل والشامل والدائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وعودة النازحين، ورفع الحصار»، مؤكداً أن الحركة «منفتحة على أي أفكار أو مفاوضات من أجل تحقيق هذه الأهداف».

دخان ولهيب يتصاعد من منزل أصيب بغارة إسرائيلية في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (رويترز)

وفي حديث متلفز، الجمعة، مع قناة «الأقصى»، جدّد القيادي في «حماس»، أسامة حمدان، التمسك بتلك الأهداف، قائلاً «أي عرض أو اتفاق يجب أن يوقف العدوان الصهيوني نهائياً وليس مؤقتاً»، لافتاً إلى أن «الاحتلال يقدم أفكاراً تظهر له انتصاراً؛ لكنه غير جاد في مفاوضاته».

وباعتقاد الأكاديمي المصري المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، فإن موقف «حماس» غير بعيد عن إدراكها حتمية عدم التوصل لاتفاق قبل الانتخابات الأميركية المقبلة، ومن ثم «تُجهز نفسها للإدارة الجديدة، وتضع مطالب وقف الحرب في الواجهة مجدداً».

وذلك الموقف «لا يقارن بتعنّت نتنياهو»، الذي تسبّب على مدار عام في إفساد الاتفاق كلما اقتربت مفاوضات غزة منه، وفق أنور، موضحاً «لكن كلا الموقفين سيؤثر في مسار المفاوضات حالياً، التي عاد إليها الزخم على مدار الأيام الماضية».

ويُعد الموقف من «حماس» رسالة بأنها «موجودة ولا تزال رقماً في المعادلة»، وأنها لم تتأثر بالضربات العسكرية، وفق تقدير أنور، الذي حذّر من أن «عدم تجاوب نتنياهو قد يجعله يتلقّى رهائنه جثثاً وليسوا أحياء».

في المقابل، يرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أنه كان من الأفضل أن تقبل «حماس» في هذا التوقيت مع حاجة إدارة جو بايدن لهذه الهدنة بمسار الانتخابات، من باب التقاط الأنفاس.

وأضاف الرقب سبباً لافتاً آخر في تفسير الرفض، قائلاً: «ربما لم تستطع قيادة (حماس) في الخارج التواصل مع الداخل ومعرفة مصير الأسرى لديها، ومن ثم هذا الرد قد يكون لمزيد من الوقت للتواصل، خصوصاً أن ورقة الأسرى هي الأقوى لدى الحركة، فضلاً عن إعادة تأكيدها أنها (منفتحة على التفاوض)».

رد فعل فلسطينيين في موقع غارة إسرائيلية دمرت عدة منازل بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

موقف «حماس» اختتم أسبوعاً حافلاً، بدأ الأحد الماضي بمحادثات ومقترحات تهدف إلى الوصول لهدنة في قطاع غزة، بعد لقاءاتها بالقاهرة قبل أيام آنذاك، وصولاً للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس المخابرات الأميركية، وليام بيرنز، في القاهرة، الخميس، ضمن مساعي الوسطاء لدفع المفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق النار في القطاع.

ونقل موقع «أكسيوس» الثلاثاء، عن 3 مسؤولين إسرائيليين، أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، اقترح خلال الاجتماع مع رئيس «الموساد»، ديفيد برنياع، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن، اتفاقاً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 28 يوماً، وإطلاق سراح نحو 8 رهائن محتجزين لدى حركة «حماس» وعشرات السجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» آنذاك.

كما أعلن الرئيس المصري، الذي تُعد بلاده إحدى دول الوساطة لوقف الحرب، الأحد الماضي، عن مبادرة تتضمن «وقفاً لإطلاق النار لمدة يومين، يجري خلالهما تبادل 4 رهائن مع بعض الأسرى الموجودين في السجون الإسرائيلية، ثم خلال 10 أيام أخرى يجري التفاوض فيها على استكمال الإجراءات بالقطاع، وصولاً لإيقاف كامل لإطلاق النار، وإدخال المساعدات».

وذكر مكتب نتنياهو، الاثنين الماضي، في بيان صحافي، أن «برنياع ناقش مع بيرنز ورئيس الوزراء القطري، إطاراً موحداً جديداً يضم المقترحات السابقة»، دون تحديدها.

وباعتقاد أحمد فؤاد أنور فإن تلك المقترحات ستكون حاضرة بقوة في مقترح واحد بعد انتهاء الانتخابات الأميركية. غير أن مطالب «حماس» ستصطدم برفض نتنياهو المسؤول عن «عرقلة» المفاوضات على مدار عام، والذي يرى نفسه منتصراً، وفق أيمن الرقب، لافتاً إلى أن كلا الطرفين سينتظر نتائج الانتخابات الأميركية لحسم الموقف، والتقديرات لمسار المفاوضات.