«الانتخابات الأميركية»: مغازلة أوباما وترمب للمسلمين والأقباط تثير تفاعلاً «عربياً»

رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس أعلن تأييده للمرشح الجمهوري

جانب من تجمّع انتخابي لترمب (حسابه على «فيسبوك»)
جانب من تجمّع انتخابي لترمب (حسابه على «فيسبوك»)
TT

«الانتخابات الأميركية»: مغازلة أوباما وترمب للمسلمين والأقباط تثير تفاعلاً «عربياً»

جانب من تجمّع انتخابي لترمب (حسابه على «فيسبوك»)
جانب من تجمّع انتخابي لترمب (حسابه على «فيسبوك»)

أحدثت مغازلة المسلمين والأقباط للمشاركة في «الانتخابات الأميركية» المقبلة، تفاعلاً «سوشيالياً» عربياً، وبينما دعا المرشح الجمهوري دونالد ترمب، الناخبين الأقباط إلى التصويت لصالحه في الانتخابات، وتحدّث في موضع آخر عن دعم أئمة مسلمين له، انتقد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما (الداعم للمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس) حديث ترمب عن تأييد أئمة مسلمين له.

وتباينت آراء المتابعين حول حديث ترمب وأوباما بشأن محاولة استقطاب الناخبين بشكل مكثّف، قبل وقت قصير من السباق الانتخابي، الذي يشهد تقارُباً في الأصوات بين ترمب ومرشحة الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس.

وسعى ترمب لحصد أصوات المسلمين، وقال في تجمّع جماهيري خارج ديترويت، السبت الماضي، إنه التقى مجموعة من الأئمة المحليين، مؤكداً أنه يستحق دعم الناخبين المسلمين؛ لأنه «سيُنهي الصراعات ويحقّق السلام في الشرق الأوسط»، حسب قوله.

لكن أوباما ذكر خلال تجمّع انتخابي داعم لهاريس في فيلادلفيا، الاثنين الماضي، أن ترمب تحدّث في السابق عن كون المسلمين ليسوا جزءاً من المجتمع الأميركي. وسط انتقادات مدوّنين عرب لأوباما وترمب بمستويات مختلفة.

ومن المسلمين إلى المسيحيين، تحدّث ترمب في تدوينة على «إكس»، الثلاثاء الماضي، عن المجتمع القبطي المسيحي، الذي يعيش في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وقال: «معجب بشدة بإيمانكم الثابت بالله، ومثابرتكم عبر قرون، وحبكم لهذا البلد العظيم»، و«أعول على دعمكم وتصويتكم للمساعدة في دعم قيمنا الاجتماعية والعائلية المشتركة، والاستمرار في جعل أميركا عظيمة مرة أخرى».

وأعاد رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس تدوينة ترمب عبر صفحته الرسمية على «إكس»، معلناً دعم ترمب في السباق نحو البيت الأبيض.

وخلال حدث انتخابي في كونكورد بولاية نورث كارولينا، الاثنين الماضي، قال ترمب إن المسيحيين «سيعانون بشدة» إذا أصبحت هاريس رئيسة للولايات المتحدة، متعهداً «بإنشاء فريق عمل جديد لمكافحة التحيّز ضد المسيحيين».

باراك أوباما خلال تجمّع انتخابي داعم لهاريس (حسابه على «فيسبوك»)

وعَدّ الخبير في مركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور عماد جاد، لغة الخطاب التي تستهدف فئات دينية معينة، أمراً طبيعياً في السباق نحو البيت الأبيض؛ لكون المجتمع الأميركي يتكون من تيارات عدة يجمع كلاً منها عوامل مشتركة، لافتاً إلى أن «كل مرشح يسعى لاستقطاب أكبر قاعدة انتخابية، ومغازلتها بتصريحات سياسية تجعل الناخبين يقومون بتفضيله على غيره، خصوصاً في الولايات المتأرجحة».

وأضاف جاد لـ«الشرق الأوسط» أن «حملات المرشحين في الانتخابات الأميركية السابقة ركّزت على مثل هذه المغازلات».

هاريس خلال تجمّع انتخابي (حسابها على «فيسبوك»)

ويرى الدبلوماسي اللبناني السابق، المقيم في واشنطن، مسعود معلوف، أن «ترمب يعمل على إطلاق تصريحات تغازل العرب والمسلمين بشكل كبير من أجل اجتذاب أصواتهم، خصوصاً في ولايات مثل (ميشيغان)؛ لإدراكه أهمية هذه الأصوات في الانتخابات، بل إن بعض تصريحاته لا تتفق مع مواقفه السابقة خلال فترة تولّيه الرئاسة».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الجدل بشأن حديث ترمب وأوباما على «السوشيال ميديا» العربية، لكن في الشارع الأميركي «بين الجاليات المسلمة والمسيحية».

في حين قالت مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الأميركية، هاجر الإسلامبولي، لــ«الشرق الأوسط»، إن حديث ترمب لمغازلة المسيحيين يتّسق مع محاولته كسب أكبر عدد من الأصوات، ورفضه الأجندة الليبرالية التي يتبنّاها الحزب الديمقراطي فيما يتعلق بـ«الإجهاض»، وغيرها من القضايا التي يرفضها المجتمع المسيحي، مشيرةً إلى أن الوعود الانتخابية التي يُطلقها كلا المرشحَين لا يمكن التعويل عليها.


مقالات ذات صلة

خبراء: تجربة كوريا الشمالية الباليستية تشير إلى احتمال القدرة على استهداف البر الأميركي

العالم جانب من إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات من طراز «هواسونغ 18» في 18 ديسمبر 2023 (رويترز)

خبراء: تجربة كوريا الشمالية الباليستية تشير إلى احتمال القدرة على استهداف البر الأميركي

يدل إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، اليوم (الخميس)، على تقدم محتمل في قدرتها على إطلاق هجمات نووية يمكن أن تصل إلى البر الأميركي.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم صورة من أمام مبنى سفارة كوريا الشمالية في موسكو 30 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

موسكو تعلن عن محادثات «استراتيجية» مع كوريا الشمالية

أعلنت السلطات الروسية، الأربعاء، وصول وزيرة الخارجية الكورية الشمالية، تشوي سون هوي، إلى موسكو لإجراء محادثات «استراتيجية» مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
آسيا تُظهر هذه الصورة غير المؤرخة التي قدمتها حكومة كوريا الشمالية في 19 ديسمبر 2023 ما تقول إنه صاروخ باليستي عابر للقارات يتم تجهيزه للإطلاق من مكان غير معلن في كوريا الشمالية (أ.ب)

سيول: كوريا الشمالية قد تختبر صاروخاً باليستياً قبل انتخابات أميركا

قال نواب من كوريا الجنوبية، استناداً إلى معلومات مخابرات عسكرية، إن كوريا الشمالية تعد منصة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات قبل انتخابات أميركا.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وعباس عراقجي استعرضا العلاقات الثنائية هاتفياً الاثنين (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يناقش مع نظيره الإيراني تداعيات التصعيد في المنطقة

ناقش الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، الاثنين، آخر التطورات في المنطقة وتداعيات التصعيد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الطائرة السعودية الإغاثية حملت مواد غذائية وطبية وإيوائية (واس)

المساعدات السعودية تواصل التدفق إلى لبنان

وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي في مدينة بيروت، الأحد، الطائرة الإغاثية الـ14 ضمن الجسر الجوي السعودي، الذي يسيّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية

«الشرق الأوسط» (بيروت)

تعهد آبي أحمد بدعم مصر والسودان «مائياً»... «مناورة» أم «نوايا حسنة»؟

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (وكالة أنباء إثيوبيا)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (وكالة أنباء إثيوبيا)
TT

تعهد آبي أحمد بدعم مصر والسودان «مائياً»... «مناورة» أم «نوايا حسنة»؟

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (وكالة أنباء إثيوبيا)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (وكالة أنباء إثيوبيا)

إعلان غير معهود من رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، بدعم مصر والسودان «مائياً» حال وجود شحّ في الإمدادات جراء «سد النهضة»، الذي تقيمه أديس أبابا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، أثار تساؤلات بشأن جديته، خاصة أنه يتزامن مع زيارة وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، لأوغندا، ضمن تحركات متصاعدة للقاهرة عقب دخول اتفاقية «عنتيبي» حيز التنفيذ، على غير رغبة مصر.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، عدّ خبراء تصريحات آبي أحمد جزءاً من العودة إلى «الدبلوماسية الناعمة واعتراف بأخطاء إثيوبية في التقدير»، وآخرون رأوها «أقوالاً تحتاج لأفعال حتى لا تبدو مناورة»، في ظل حراك مصري غير مسبوق بأفريقيا قائم على التعاون والتنمية، يثبت أركانها، ويزيد الضغوط على أديس أبابا، التي «تسعى لتهديد حقوق مصر المائية، سواء بسدّ النهضة أو اتفاقية عنتيبي»، التي دخلت حيز التنفيذ 13 أكتوبر (تشرين الأول).

وفي ظل توتر مع القاهرة بسبب السدّ منذ نحو عقد، وتعاون عسكري يتصاعد مع مقديشو، جارة أديس أبابا، منذ أغسطس (آب) الماضي، تعهَّد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الخميس، في حديث أمام برلمان بلاده بأن أديس أبابا «ستعزز تدفقات مياه النيل إلى السودان ومصر، في حال حدوث شُحّ في إمدادات المياه جراء سد النهضة»، وفق هيئة البث الإثيوبية الرسمية.

جاء ذلك التعهد مع إعلان آبي أحمد، في مقابلة متلفزة الخميس، اكتمال بناء السد على النيل الأزرق 100 في المائة بحلول ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق مستشار رئيس هيئة مياه النيل السفير محمد حجازي، أن «هناك أهمية لأن تتحول تلك التصريحات التي تحاول استرضاء الطرف المصري بعد 13 عاماً من المفاوضات غير المجدية إلى موقف قانوني ملزم يحول الشعارات لواقع حتى لا تصير في النهاية مناورة لن يلتفت إليها».

ويعتقد أن «قضايا المياه لا تستخدم فيها التصريحات والنوايا الحسنة، ولا بد من اتفاق ملزم يحفظ حق إثيوبيا في التنمية وحق مصر في الحياة والحفاظ على شريان المياه الرئيسي».

ويستبعد الخبير المصري في الشؤون الأفريقية، عبد الناصر الحاج، أن تكون تلك التصريحات غير المعهودة من آبي أحمد «مناورة»، مرجحاً أن «تكون بمثابة اعترافٍ ضمنيٍ من إثيوبيا بالأخطاء التقديرية التي ترتكبها من خلال اتباعها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة في سبيل تشغيل سد النهضة، دون الاستماع لرؤية مصر والسودان».

وبرأي الحاج، فإن «ذلك النهج الجديد من آبي أحمد، يعني بالضرورة تخوفات إثيوبية من مآلات التحركات المصرية الجادة بأفريقيا»، مضيفاً: «لربما باتت إثيوبيا تشعر باختناق مميت في منطقة القرن الأفريقي كله، ما يدفعها الآن لتجريب سياسة الدبلوماسية الناعمة من خلال إرسال رسائل تطمينية، ربما تساهم في تأسيس منطقة توافقية جديدة بين دول حوض النيل قبل الانجراف إلى حالة تشظٍّ غير معلومة العواقب».

ولم تعلق مصر على تصريحات آبي أحمد، غير أنها جاءت بالتزامن مع وصول وزير خارجية مصر، بدر عبد العاطي، إلى أوغندا، الخميس، بهدف تسليم رسالة إلى موسيفيني من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعقد لقاءات مع مجموعة من رجال الأعمال الأوغنديين، وممثلي الجالية المصرية في أوغندا، وذلك ضمن جولات تعاون مصرية كثيرة مع دول أفريقية في الفترة الأخيرة.

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بدأ الخميس زيارة إلى أوغندا (الخارجية المصرية)

وأوغندا إحدى دول منبع نهر النيل، التي تضم أيضاً بوروندي، والكونغو، وإثيوبيا، وكينيا، ورواندا، وتنزانيا، وإريتريا، وجنوب السودان، فضلاً عن دولتي المصبّ مصر والسودان. وفي 13 أكتوبر، أعلنت أديس أبابا دخول اتفاقية عنتيبي حيز التنفيذ، وتعدّ كامبالا إحدى عواصم الدول الموقعة عليه، وتجمعها مع القاهرة علاقات جيدة لم تنقطع بعد الاتفاق.

وعقب أيام من ذلك الإعلان الإثيوبي المنفرد، رفضت مصر والسودان في بيان مشترك وقتها الاتفاقية، وطالبت بمراجعتها ثم أعلنت الحكومة المصرية، في بيان صحافي: «موافقة مجلس الوزراء على اعتماد مقترح بشأن قيام الدولة المصرية بتأسيس آلية تخصص لتمويل درس وتنفيذ المشروعات التنموية والبنية الأساسية بدول حوض النيل».

وطرح وزير الخارجية والهجرة المصري، قبل أسبوعين في اتصال هاتفي مع نظيره الأوغندي، جيجي أودونغو، «بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين وآلية مصر لدعم التنمية في دول حوض النيل وأهمية التوافق والشمولية وعدم إحداث ضرر لتعزيز أسس التعاون بين دول حوض النيل»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية» وقتها.

وبرأي السفير حجازي، فإن زيارة الوزير المصري تأكيد على سياسة مصر الثابتة نحو تعزيز العلاقات مع دول حوض النيل، وفي إطار الترويج لتلك الآلية الاستثمارية التي تقدّم من خلالها مصر نموذجاً للتعاون البناء، وليس بفرض اتفاقية كعنتيبي ليست محل إجماع دول المنبع ولا المصب.

ويعتقد أن تعزيز مصر وجودها بأفريقيا، وخاصة مع دول حوض النيل كأوغندا، هو سبيل بنّاء لإيجاد موقف مشروع سيجعل من إثيوبيا «معزولة بمواقفها الأحادية المصرة على تجاهل حقوق ومصالح الجميع».

وبتقدير الخبير في الشؤون الأفريقية، عبد الناصر الحاج، فإن «أوغندا واحدة من أهم دول حوض نهر النيل، وتأتي زيارة وزير خارجية مصر إليها انطلاقاً من جدية القاهرة في تنفيذ استراتيجيتها ودبلوماسيتها المتعلقة بحفظ الأمن وتحقيق التنمية على أرض الواقع، مع دول حوض النيل تحديداً».

ويرى أن «لمصر علاقات تعاون وتفاهمات راسخة مع أوغندا خلال حقبة السنوات العشر الماضية، وحان الوقت لتدشين عهد التعاون المثمر بين البلدين لمواجهة التحديات الكبرى، التي تعترض مسار الوحدة بين أهم دول حوض النيل بسبب اختلاف الرؤى والمصالح فيما يخص أزمة المياه».

وبحسب الحاج، يتأسس الحراك المصري في أوغندا على «مجهودات سابقة في مجال التعاون والتنمية في أوغندا، تتمثل في مشاريع إنشاء سدود لحصاد المياه في أوغندا، وبالنظر لطبيعة اللقاءات المقررة في زيارة وزير خارجية مصر، نجد من بينها لقاءات مقررة مع رجال أعمال أوغنديين، ما يشير إلى أن مصر تتجه فعلياً لتعزيز وجودها في مجالات التنمية المرتبطة بموارد المياه في أوغندا».

ويشير إلى أن «أوغندا في حاجة ضرورية لتطوير مشاريع حصاد المياه لمجابهة التغيرات المناخية في المنطقة، وهو الأمر الذي التقطته حواس السياسة الخارجية لمصر بحصافة وذكاء»، مستدركاً: «لكنّ الرهان على أي دور أوغندي متوقع في إحداث خروقات في اتفاقية عنتيبي، أو تراجعها عن الانضمام أو إعادة تدويرها لتغيير موازين القوى في منطقة حوض النيل، مرتبط بمدى كفاءة وجدية الالتزامات المصرية الخاصة بإنشاء مشاريع تنموية حيوية في أوغندا، لتصبح نموذجاً جاذباً وملهماً لبقية دول حوض النيل».

ويعتقد أن ذلك «هو ذات الهدف التنموي الذي يتسق أخلاقاً وقانوناً مع الرغبة المصرية في تأسيس مشاريع تنموية كبرى بديلة في المنطقة، تعود بالنفع العادل بين دول حوض النيل، دون أن تستأثر دولة واحدة بأحقية امتلاك مشروع تنموي خاص لا يراعي حقوق الدول الأخرى، مثلما تريد إثيوبيا وتخطط له عبر سد النهضة».