سلطات الجزائر تتكتم على قتل سائحة سويسرية جنوب البلاد

المهاجم صاح «الله أكبر وتحيا فلسطين» خلال تنفيذ جريمته

الرئيس عبد المجيد تبون (الشرق الأوسط)
الرئيس عبد المجيد تبون (الشرق الأوسط)
TT

سلطات الجزائر تتكتم على قتل سائحة سويسرية جنوب البلاد

الرئيس عبد المجيد تبون (الشرق الأوسط)
الرئيس عبد المجيد تبون (الشرق الأوسط)

قُتلت سائحة سويسرية في الجزائر هذا الشهر، خلال وجودها بأحد المقاهي، عندما هاجمها رجل بسكين وأقدم على ذبحها أمام أطفالها وهو يصرخ «الله أكبر»، وفق ما ذكرت وسائل إعلام سويسرية وفرنسية، فيما تكتمت وسائل الإعلام الجزائرية على هذا الخبر.

ووقع الاعتداء في 11 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بمدينة جانت في جنوب شرقي الجزائر، لكن صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية كشفت عنه أول مرة هذا الأسبوع. وأفادت وزارة الخارجية السويسرية في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بأنها على علم بـ«الوفاة العنيفة لمواطنة سويسرية في 11 أكتوبر في جنوب شرقي الجزائر»، مضيفة أن الضحية كانت ضمن مجموعة من 5 سياح سويسريين، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وحافظت السلطات الجزائرية على تكتمها بشأن الاعتداء، حتى إن السلطات طلبت، وفق «هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (آر تي إس)»، من سكان المنطقة الامتناع عن تشارك أي معلومات تتعلق بالحادث على وسائل التواصل الاجتماعي. وخلال الاعتداء، ورد أن الضحية، التي لم يُذكر اسمها ولا عمرها، كانت تجلس في شرفة «مقهى جانت» الشهير مع أطفالها وصديقة.

وذكرت «آر تي إس» أن المهاجم، الذي قيل إنه شاب من شمال الجزائر، جَزّ رقبة المرأة التي توفيت متأثرة بجروحها في المستشفى. وفي حين لم تعرف دوافعه، ذكرت الشبكة السويسرية أن الشاب صاح: «الله أكبر» و«تحيا فلسطين» في أثناء تنفيذه جريمته، قبل فراره من مكان الاعتداء. وأضافت «آر تي إس» أن السلطات الجزائرية نشرت وسائل بحث وتمشيط مهمة، بينها مروحيات، للبحث عنه، وعممت صورته، إلى أن قُبض عليه بعد أيام عدة. كما ورد أن الرجل حاول مهاجمة مجموعة أخرى من السياح في سوق قبل وقت قصير من قتله المرأة، لكنه رُصد.

ووقع الاعتداء في الوقت الذي تسعى فيه الجزائر إلى تعزيز السياحة، خصوصاً في منطقة الصحراء، مع وعد السلطات بتسهيل التأشيرات للسياح. وزار نحو 2.5 مليون سائح البلاد العام الماضي، وهو أعلى رقم منذ عقدين، وفقاً لتقرير حديث صادر عن «يورونيوز»، التي أجرت حملات ترويجية بالتعاون مع «المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار» الجزائرية.

وشهدت الجزائر حرباً أهلية على مدى عقد خلال تسعينات القرن العشرين في أعقاب فوز «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» بأول انتخابات بلدية تعددية بالبلاد. ووقعت مواجهات بين «الجبهة»، التي تعهدت بإقامة دولة إسلامية، وقوات الأمن الجزائرية، ما أدى إلى اندلاع حرب أهلية أودت بحياة عشرات الآلاف، وحُمّل الإسلاميون مسؤولية موت كثيرين.


مقالات ذات صلة

«قضية الروائي داود» تأخذ أبعاداً سياسية وقضائية في الجزائر

شمال افريقيا الروائي المثير للجدل كمال داود (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

«قضية الروائي داود» تأخذ أبعاداً سياسية وقضائية في الجزائر

عقوبة سجن بين 3 و5 سنوات مع التنفيذ ضد «كل من يستعمل، من خلال تصريحاته أو كتاباته أو أي عمل آخر، جراح المأساة الوطنية، أو يعتدّ بها للمساس بمؤسسات الجمهورية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس تبون مع قائد الجيش (وزارة الدفاع)

الجزائر: شنقريحة يطلق تحذيرات بـ«التصدي للأعمال العدائية»

أطلق قائد الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة، تحذيرات شديدة اللهجة، في أول ظهور إعلامي له.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس وقائد الجيش في آخر نشاط لهما معاً في 14 نوفمبر الحالي (وزارة الدفاع)

الجزائر: إقصاء الأحزاب الموالية للرئيس من الحكومة الجديدة

لاحظ مراقبون في الجزائر غياب «العمق السياسي» عن التعديل الحكومي الذي أحدثه الرئيس عبد المجيد تبون في حكومته.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (رويترز)

الجزائر: تعديل حكومي واسع يبقي الوزراء السياديين

أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الاثنين، تعديلاً حكومياً احتفظ فيه وزراء الحقائب السيادية بمناصبهم، بعد أن كان الوزير الأول نذير عرباوي قدم استقالة…

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (رويترز)

الجزائر: تعديل حكومي يُبقي على وزراء الحقائب السيادية والمقربين من تبون

ذكرت «وكالة الأنباء الجزائرية» أن رئيس الوزراء محمد النذير العرباوي قدّم، اليوم الاثنين، استقالة الحكومة إلى الرئيس عبد المجيد تبون.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

«يهدد الأمن القومي»... تحرك برلماني مصري لحجب الـ«تيك توك»

شعار تطبيق «تيك توك» (د.ب.أ)
شعار تطبيق «تيك توك» (د.ب.أ)
TT

«يهدد الأمن القومي»... تحرك برلماني مصري لحجب الـ«تيك توك»

شعار تطبيق «تيك توك» (د.ب.أ)
شعار تطبيق «تيك توك» (د.ب.أ)

بداعي «تهديده للأمن القومي» ومخالفة «الأعراف والتقاليد» المصرية، قدم عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، عصام دياب، «طلب إحاطة»، لحجب استخدام التطبيق الصيني الرائج «تيك توك» في مصر. وفي طلب «الإحاطة» الذي قدمه، الأربعاء، اتهم البرلماني المصري التطبيق، بأنه «أكثر إفساداً للمجتمع»، من خلال «نشر محتوى مخالف لجميع الأعراف والعادات والتقاليد المصرية».

و«تيك توك»، تطبيق مملوك للشركة الصينية العملاقة «بايت دانس»، جرى إطلاقه عام 2016 في الصين، بينما خرجت نسخته العالمية في 2017. وخلال السنوات الماضية تمكّن التطبيق من منافسة منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، وحالياً يحظى بانتشار كبير بين المصريين.

ووصل عدد مستخدمي منصة (تيك توك)، في مصر، إلى نحو 32 مليون مستخدم، أغلبهم من الشباب والمراهقين، وفق النائب البرلماني، الذي قال إن «المنصة ساهمت في نشر العديد من الإشاعات والأفكار المشوهة، تحت اسم (التريند)، ما يهدد الأمن القومي».

وأوضح أن «19 دولة مختلفة اتخذت قراراً بحجبه لمخالفته القوانين والمعايير الأخلاقية والسياسية والمالية»، ونوه إلى أنه «ساعد في ظهور نوع جديد من رؤوس الأموال، غير معروفة المصدر، وظهور نوع جديد من الاتجار بالبشر»، داعياً الحكومة المصرية إلى وقف العمل به لحين الالتزام بالمعايير المصرية.

مجلس النواب المصري خلال جلسة سابقة (مجلس الوزراء المصري)

ليست المرة الأولى

وهذه ليست المرة الأولى التي يثار فيها حديث عن الـ«تيك توك» في البرلمان المصري، حيث سبق أن تقدمت النائبتان إيناس عبد الحليم، وأميرة أبو شقرة، بطلب لإغلاق التطبيق، إثر تعرض طالب لحادث تسبب في إصابته بـ«شلل رباعي» بعد مشاركته في تحدّ رائج على التطبيق في عام 2021.

وفي اعتقاد وكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب المصري، أحمد نشأت منصور، أن «الآثار السلبية الناتجة عن استخدام (تيك توك)، تستدعي حظر استخدامه في مصر»، قائلاً إن «المنصة يُساء استخدامها، والتجربة أثبتت أن أضرارها أكثر من منافعها على المجتمع».

ورأى منصور، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «محتوى المتابعين في (تيك توك)، يختلف عن باقي منصات التواصل الاجتماعي الأخرى»، مشيراً إلى أنها «لا تخضع لأي نوع من أنواع الرقابة، لأن المستخدمين لديهم الحرية في نشر محتويات، بشكل مطلق، حتى لو أنها تتعارض مع قيم ومبادئ المجتمع».

شعار شركة «تيك توك» على مقرها في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)

ما جدوى الحظر؟

في المقابل، يقلل خبير أمن المعلومات والاتصالات بمصر، أيمن عصمت، من جدوى المطالبة بحظر «تيك توك»، وقال إن «الحظر لن يمنع استخدامه تماماً في مصر، في ظل اتخاذ المستخدمين وسائل أخرى للوصول إلى التطبيق»، علماً بأن «تكلفة الإجراءات التقنية لحظر منصات السوشيال ميديا، عالية جداً».

وأشار عصمت إلى أن «دولاً مثل الصين وروسيا، تمتلك تكنولوجيا الحماية، ورغم ذلك لم تمنع استخدام المنصة بشكل نهائي». وأضاف عصمت لـ«الشرق الأوسط»، أن مواجهة المحتوى المسيء «لا يكون بحظر التطبيق، وإنما يمكن ذلك بتكثيف واستمرار حملات التوعية المجتمعية والدينية». كما أن إجراءات الحظر «قد تواجه باعتراضات تتعلق بحرية الرأي».

غير أن وكيل لجنة الاتصالات في مجلس النواب، عدّ «آثار استخدام (تيك توك) قد تتجاوز مسألة حرية الرأي طالما أنها تصطدم بقيم وتقاليد وأمن المجتمع».