حركات مسلحة تنفي اتهامات بـ«ابتزاز» الجيش السوداني مقابل القتال بجانبه

تسريبات تحدثت عن مطالبتها بـ50 % من الحكم

مستشفى الفاشر في إقليم دارفور (صفحة حاكم الإقليم في «فيسبوك»)
مستشفى الفاشر في إقليم دارفور (صفحة حاكم الإقليم في «فيسبوك»)
TT

حركات مسلحة تنفي اتهامات بـ«ابتزاز» الجيش السوداني مقابل القتال بجانبه

مستشفى الفاشر في إقليم دارفور (صفحة حاكم الإقليم في «فيسبوك»)
مستشفى الفاشر في إقليم دارفور (صفحة حاكم الإقليم في «فيسبوك»)

أثارت تسريباتٌ باتهام حركتين مسلحتين مواليتين للجيش السوداني بتلقي أموال، والمطالبة بنصف السلطة، وبكميات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري، مقابل مشاركتها في القتال إلى جانب الجيش، ضجةً كبيرةً في وسائط التواصل الاجتماعي السودانية، فيما نفت الحركتان التسريبات ووصفتاها بـ«الكاذبة»، وأكدتا أن قتالهما مع الجيش يجيء من «باب الواجب والمسؤولية الوطنية»، وتوعدت بمقاضاة أصحاب تلك التقارير، لكن الجدل حول الاتهامات لا يزال يشغل الرأي العام السوداني الذي يرى الأمر «ابتزازاً» للجيش.

ونشرت منصات صحافية موالية للجيش تقريراً زعمت فيه أن كلاً من رئيس «حركة العدل والمساواة» جبريل إبراهيم الذي يشغل منصب وزير المالية الحالي، ورئيس حركة «تحرير السودان» مني أركو مناوي الذي يشغل منصب حاكم إقليم دارفور، طالب بحصة في السلطة تساوي 50 في المائة من كراسي الحكم، بما فيها وزارات: الخارجية، الداخلية، المالية، المعادن، وأن يؤول منصبا رئيس الوزراء ووزير المالية لجبريل إبراهيم، وابتداع منصب نائب أول لرئيس مجلس السيادة لكي يتولاه حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي.

وتقاتل الحركتان إلى جانب الجيش ضمن تحالف يُطلق عليه «القوات المشتركة»، ويتكون من «حركة العدل والمساواة»، و«حركة تحرير السودان»، و«حركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي»، و«تجمع قوى تحرير السودان»، و«حركة تحرير السودان - تمبور»، وهي جميعها حركات مسلحة من إقليم دارفور، كانت تقاتل الجيش السوداني إبان حرب دارفور منذ 2003، قبل أن توقع على «اتفاق سلام جوبا» 3 أكتوبر (تشرين الأول) 2020، بعد الثورة الشعبية التي أطاحت حكم الرئيس السابق عمر البشير.

مئات الأشخاص يفرون يومياً من دارفور إلى مخيم أدري الحدودي في تشاد (رويترز)

وذكر التقارير أن جبريل ومناوي قدّما طلباً لرئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان طلبا فيه كمية كبيرة من الأسلحة والعربات القتالية، بما في ذلك مسيّرات حديثة، وأنهما تسلما مبلغ 72 مليون دولار نقداً مقابل مشاركتهما في القتال إلى جانب الجيش ضد «قوات الدعم السريع».

وعدّت منصات موالية للجيش ومؤيديه من الإسلاميين مطالب الحركات المسلحة «ابتزازاً» للجيش، فيما نفت «حركة العدل والمساواة»، على لسان ناطقها الرسمي محمد زكريا، ما ورد في التقارير التي نشرتها الصحافية الموالية للجيش رشان أوشي، قائلة إن «ما أوردته المدعوة رشان أوشي بشأن قبض ثمن المشاركة في (معركة الكرامة) 72 مليون دولار نقداً، هذا ادعاء كاذب لا أساس له من الصحة».

وجددت التأكيد على أنها تقاتل تحت راية القوات المسلحة، و«تشارك في (معركة الكرامة)، من باب الواجب والمسؤولية الوطنية، صوناً للعرض ودفاعاً عن الوطن والمواطن». وأضافت أنها ملتزمة بدمج قواتها في الجيش وفقاً لـ«اتفاق جوبا للسلام»، وتوعدت بالاحتفاظ بحقها في اتخاذ إجراءات قانونية ضد كل من «يسوّق اتهامات زائفة ضدها».

من باريس، قال رئيس «حركة تحرير السودان» مني أركو مناوي في ندوة سياسية، يوم السبت، إن «القوات المشتركة» لا تحتاج لتمويل من أحد، وإن احتاجت فستلجأ لمؤسسات الدولة الرسمية، ودعا لدمج الحركات المسلحة في الجيش وفقاً للترتيبات الأمنية، بما في ذلك «قوات الدعم السريع».

وانحازت الحركات المسلحة الموقعة على «اتفاق جوبا» للجيش في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بعد أن ظلت على الحياد طوال 7 أشهر من اندلاع الحرب، وأرجعت أسباب انحيازها إلى ما سمّته «انتهاكات (قوات الدعم السريع) ضد الوطن والمواطن»، والوقوف ضد ما سمته «أجندة تفكيك السودان، ولن تسمح بأن يصبح إقليم دارفور بوابة لتفكيك البلاد».


مقالات ذات صلة

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

شمال افريقيا أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أعلن الجيش السوداني اليوم (السبت) «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)

«الجنائية الدولية»: ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

حددت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي 11 ديسمبر المقبل لبدء المرافعات الختامية في قضية السوداني علي كوشيب، المتهم بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية بدارفور.

أحمد يونس (كمبالا)
الولايات المتحدة​ مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد عمال الإغاثة والرعاية الصحية الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر، بحسب «أسوشييتد برس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة، فيما تعتزم الحكومة الألمانية دعم مشروع لدمج وتوطين اللاجئين السودانيين في تشاد.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا النيران تلتهم سوقاً للماشية نتيجة معارك سابقة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أ.ف.ب)

السودان: توغل «الدعم السريع» في النيل الأزرق والجيش يستعيد بلدة

تشير أنباء متداولة إلى أن الجيش أحرز تقدماً كبيراً نحو مدينة سنجة التي سيطرت عليها «قوات الدعم السريع»، يونيو (حزيران) الماضي.

محمد أمين ياسين (نيروبي)

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»
TT

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

تشرع الحكومة المصرية في إعداد مساكن بديلة لأهالي مدينة «رأس الحكمة»، الواقعة في محافظة مرسى مطروح (شمال)، وشددت على «ضرورة سرعة تنفيذ الطرق والمرافق بمنطقة شمس الحكمة»، المخصصة لإقامة الأهالي.

و«رأس الحكمة»، مدينة ساحلية تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، على بُعد 350 كيلومتراً تقريباً شمال غربي القاهرة، وتبلغ مساحتها نحو 170 مليون متر مربع.

ودشّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مطلع الشهر الماضي، مشروع «رأس الحكمة»، وأكد الرئيسان حينها «أهمية المشروع في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، لكونه يُمثل نموذجاً للشراكة التنموية البناءة بين مصر والإمارات»، وفق إفادة رسمية لـ«الرئاسة المصرية».

ووقّعت مصر اتفاقاً لتطوير وتنمية مدينة «رأس الحكمة» بشراكة إماراتية، في فبراير (شباط) الماضي، بـ«استثمارات قدرت بنحو 150 مليار دولار خلال مدة المشروع»، (الدولار الأميركي يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية).

وزير الإسكان ومحافظ مطروح خلال تفقد أعمال الطرق والمرافق بـ"شمس الحكمة" (مجلس الوزراء المصري)

وتفقد وزير الإسكان المصري، شريف الشربيني، ومحافظ مطروح، خالد شعيب، السبت، أعمال الطرق والمرافق للأراضي البديلة لـ«رأس الحكمة» بمنطقة «شمس الحكمة».

وأوضح الوزير المصري أن الأراضي البديلة بمنطقة «شمس الحكمة» مخصصة لأصحاب الأراضي بمدينة «رأس الحكمة»، وتشتمل المنطقة البديلة، وفقاً للمخطط، على مناطق سكنية وخدمية، وأنشطة تجارية واستثمارية، إضافة إلى شبكة الطرق الرئيسية.

ونهاية الشهر الماضي، أكدت الحكومة المصرية أنها تتابع مستجدات تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع «رأس الحكمة» مع الشريك الإماراتي. وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في وقت سابق، إنه يتابع بصورة يومية مستجدات الموقف في مدينة «رأس الحكمة»، والعقود الخاصة بالمستحقين للتعويضات من أهالي المنطقة.

مصطفى مدبولي خلال زيارته لـ«رأس الحكمة» اغسطس الماضي (مجلس الوزراء المصري)

كما زار مدبولي مدينة «رأس الحكمة» منتصف أغسطس (آب) الماضي للوقوف على «سير إجراءات تسليم التعويضات المخصصة للمستحقين». وقال حينها إن رأس الحكمة «تحظى بمقومات مميزة، تجعل منها نقطة جذب للاستثمارات ومختلف المشروعات على مدار العام».

وأكدت الشركة القابضة الإماراتية (ADQ) من جانبها في وقت سابق أن مشروع تطوير منطقة «رأس الحكمة» يستهدف ترسيخ مكانتها، بوصفها وجهة رائدة لقضاء العطلات على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ومركزاً مالياً، ومنطقة حرة مجهزة ببنية تحتية عالمية المستوى، لتعزيز إمكانات النمو الاقتصادي والسياحي في مصر، وفق بيان لـ«وكالة الأنباء الإماراتية».

وشدد وزير الإسكان المصري، اليوم السبت، على ضرورة الإسراع بمعدلات تنفيذ أعمال الطرق والمرافق بمنطقة «شمس الحكمة»، وتكثيف أعداد العمالة والمعدات، مؤكداً «اهتمام الدولة المصرية بتوفير الخدمات لأهالي المنطقة، وتوفير حياة كريمة لهم في مجتمعات حضارية».