دوقة إدنبرة: ما يحدث في السودان شبيه بمجازر رواندا

زارت مخيم أدري للفارين من دارفور... وكشفت «فظائع» ما تعرضوا له

مئات الأشخاص يفرون يومياً من دارفور إلى مخيم أدري الحدودي بتشاد (رويترز)
مئات الأشخاص يفرون يومياً من دارفور إلى مخيم أدري الحدودي بتشاد (رويترز)
TT
20

دوقة إدنبرة: ما يحدث في السودان شبيه بمجازر رواندا

مئات الأشخاص يفرون يومياً من دارفور إلى مخيم أدري الحدودي بتشاد (رويترز)
مئات الأشخاص يفرون يومياً من دارفور إلى مخيم أدري الحدودي بتشاد (رويترز)

قالت دوقة إدنبرة، الأميرة صوفي، خلال زيارة إلى معسكر أدري على الحدود بين السودان وتشاد، والذي يحتضن الفارين من جحيم الحرب في السودان، إن الصراع الدامي في هذا البلد «سقط من اهتمامات الجميع»، وشبهت ما يحدث هناك بما جرى في رواندا من مجازر، منتصف التسعينات، في وحشيتها، في تقرير أوردته صحيفة «تلغراف» البريطانية.

وزارت الأميرة صوفي، وهي ناشطة في مجال مكافحة العنف الجنسي، مستشفى بمنطقة أدري، واستمعت لشهادات بعض النساء، ووصفتها بأنها كانت «قاسية بشكل أكبر مما يمكنها تحمله». وأضافت أن المعاناة هناك «شبيهة بما جرى في رواندا» في وحشيته، محذرة من أن هذا الصراع قد «سقط من اهتمامات الجميع».

وحسب تقرير «التلغراف»، فإن الدوقة أبدت ضيقها عندما التقت بنساء أُجبرن على ممارسة الجنس من أجل إطعام أسرهن، أو اللواتي تحدثن أيضاً عن تعرض أطفالهن للاغتصاب. وحكت إحداهن كيف أن الجثث كانت «مكدسة مثل الجدران الطويلة» في شوارع قراهم أثناء فرارهن منها.

ويقع مخيم أدري على بُعد نحو 10 أميال من مناطق النزاع في دارفور، ويستقبل المئات من اللاجئين الفارين من الحرب، يومياً.

الطعام مقابل الجنس

وتحدثت الأميرة صوفي لـ«التلغراف» عن انطباعاتها بعد زيارتها للمستشفى بأدري، قائلة إن المحادثة معهن كانت «مدمرة»، وأضافت: «لا أجرؤ حتى على وصف ما كانوا يفعلونه بالأطفال هناك!». وتابعت: «الناس هناك يضطرون إلى تبادل الطعام والماء مقابل الجنس، والاغتصاب... هذا العنف يتم ارتكابه خلال الصراع هناك؛ إذ يتم استخدامه كأداة للمساومة... هؤلاء النساء ليس لديهن خيار سوى المغادرة، وحتى في هذه الحالة فإنهن محظوظات إذا تمكن بعضهن من الفرار؛ لأن بعض القرى والبلدات التي أتين منها لا يستطيع الناس حتى مغادرة منازلهم؛ إذ يتم قتلهم إذا خرجوا من منازلهم».

صورة نشرتها «تلغراف» لدوقة إدنبرة خلال زيارتها إلى مخيم أدري الحدودي للاجئين السودانيين بتشاد
صورة نشرتها «تلغراف» لدوقة إدنبرة خلال زيارتها إلى مخيم أدري الحدودي للاجئين السودانيين بتشاد

والتقت الدوقة بعائلات عانت من الجوع أثناء عبورها على عربات تجرها الخيول. وقالت إحدى النساء، تدعى حديدة عبد الله، والتي كانت تحمل طفلتها البالغة من العمر تسعة أشهر، إن عائلتها سافرت لمسافة 50 ميلاً تقريباً بعد أن طُردت من أرضها، وأضافت: «لقد اضطررنا إلى المغادرة؛ لأننا لم يكن لدينا ما نأكله».

وأصبحت الدوقة، وهي أم لطفلين، مناصِرة صريحة لحقوق المرأة في الصراعات، وفي وقت سابق من هذا العام زارت ضحايا العنف الجنسي في أوكرانيا أيضاً. ومع ذلك، فإنها حذرت من أنه يجب ألا ينصرف التركيز العالمي عن السودان، قائلة: «صحيح أن انتباهنا يتوجه نحو صراعات أخرى، وهذا أمر مفهوم، لكن هناك كارثة إنسانية هائلة، وتشاد باتت مضطرة إلى محاولة تحسين الوضع في وقت لا تستطيع فيه تحمل تكاليف القيام بذلك».

وأضافت: «تقول المنظمات إنه يتم سحب الميزانيات، وأشياء من هذا القبيل؛ لأن الأموال يتم تحويلها إلى أماكن أخرى». وعندما سُئلت عن مدى شدة الوضع، قالت الدوقة: «إنهم يصفون مشاهد شبيهة بما جرى في رواندا».


مقالات ذات صلة

رئيس المخابرات المصرية يبحث مع البرهان سبل استعادة الاستقرار للسودان

العالم العربي رئيس مجلس السيادة السوداني يستقبل رئيس المخابرات المصرية (مجلس السيادة السوداني)

رئيس المخابرات المصرية يبحث مع البرهان سبل استعادة الاستقرار للسودان

بحث اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة المصرية، الثلاثاء، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، سبل استعادة الاستقرار.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا البرهان مستقبلاً رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن محمود رشاد (مجلس السيادة / «إكس») play-circle 00:33

مصر والسودان لترقية التعاون المشترك

تلقى رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، رسالة شفوية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل ترقية التعاون المشترك.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا جنود يسيرون بالقرب من مركبة عسكرية مدمرة ومبانٍ تعرضت للقصف بينما يستعيد الجيش السوداني السيطرة على الأراضي في الخرطوم (رويترز)

رئيس المخابرات المصرية يبحث مع البرهان العمل المشترك لإنهاء الحرب السودانية

التقى رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد اليوم، مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، خلال زيارة إلى بورتسودان، حيث بحثا العمل المشترك لإنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا نازحون من مدينة الفاشر المحاصرة (الشرق الأوسط)

السودان: تفاقم الوضع الإنساني يجبر آلاف المدنيين على الفرار من الفاشر

أجبر تفاقم الوضع الإنساني بمدينة الفاشر غرب السودان الآلاف من السكان على الفرار منها بعدما وصلت الأوضاع الإنسانية إلى مستويات وصفتها منظمات دولية بـ«الكارثية».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا جانب من رحلة عودة سودانيون من القاهرة إلى بلدهم (مبادرة راجعين للبلد الطيب)

سودانيون يتزاحمون للعودة إلى بلدهم من مصر

تضاعفت أعداد الرحلات البرية لعودة سودانيين من مصر، على وقع انتصارات الجيش السوداني الأخيرة واسترداد العاصمة الخرطوم، حسب مسؤولين عن مبادرات «العودة الطوعية».

أحمد إمبابي (القاهرة )

وزير خارجية مصر يبحث مع ويتكوف «الأمن والحوكمة» في قطاع غزة

صورة ملتقطة في 18 سبتمبر 2024 بالقاهرة تُظهر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 18 سبتمبر 2024 بالقاهرة تُظهر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT
20

وزير خارجية مصر يبحث مع ويتكوف «الأمن والحوكمة» في قطاع غزة

صورة ملتقطة في 18 سبتمبر 2024 بالقاهرة تُظهر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 18 سبتمبر 2024 بالقاهرة تُظهر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

أفاد بيان لوزارة الخارجية المصرية اليوم (الأربعاء) بأن اتصالاً هاتفياً جرى بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والمبعوث الأميركي الخاص بالشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تناول ضمان بدء المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار في غزة.

كما جرى بحث مسألة «الأمن والحوكمة» في قطاع غزة عقب وقف إطلاق النار، مع التأكيد على أهمية تضافر الجهود لخفض التصعيد في المنطقة، وتجنب توسيع رقعة الصراع، حسب البيان.

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

ونقل البيان عن تميم خلَّاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، القول إن الاتصال تناول الجهود المشتركة التي تقوم بها مصر والولايات المتحدة وقطر لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وضمان بدء المرحلة الثانية، وتحقيق الهدوء، وخفض التصعيد.

وكذلك تناول الوزير عبد العاطي خطة إعادة إعمار غزة التي تم اعتمادها عربياً وإسلامياً، وتحظى بدعم من الاتحاد الأوروبي واليابان وفاعلين دوليين آخرين.

وشدد وزير الخارجية على ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى غزة، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وأهمية إيجاد أفق سياسي يؤدي إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي سياق متصل، أفاد بيان لوزارة الخارجية المصرية، بأن عبد العاطي بحث أمس مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان التحركات المقبلة للجنة العربية- الإسلامية الوزارية، بشأن إعادة إعمار غزة.

وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد (وام)
وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد (وام)

جاء ذلك على هامش فعاليات مؤتمر حوار الشرق الأوسط- أميركا (MEAD) بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث جرى أيضاً بحث استمرار التنسيق المشترك لخفض التصعيد، وتجنب انزلاق المنطقة لمزيد من التوترات. وتناول اللقاء، كذلك، العلاقات «في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتجارية، والحرص المتبادل على مزيد من تطويرها وتعميقها».