ليبيا ترحّل 165 نيجيرياً إلى بلدهم... وتتأهب للمزيد

بعد وفاة 3 مهاجرين في مخازن لـ«تجار البشر»

جانب من ترحيل مهاجرين ينتمون إلى النيجر (جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا)
جانب من ترحيل مهاجرين ينتمون إلى النيجر (جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا)
TT

ليبيا ترحّل 165 نيجيرياً إلى بلدهم... وتتأهب للمزيد

جانب من ترحيل مهاجرين ينتمون إلى النيجر (جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا)
جانب من ترحيل مهاجرين ينتمون إلى النيجر (جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا)

أعلن «جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية» في ليبيا أنه رحّل 165 مهاجراً نيجيرياً عن طريق مطار بنينا الدولي في بنغازي إلى بلدهم، فيما تحدث الحقوقي الليبي طارق لملوم، عن وفاة ثلاثة أشخاص صوماليين على الأقل خلال شهري سبتمبر (أيلول) الماضي وأكتوبر (تشرين الأول) الجاري، داخل مخازن وبيوت لـ«تجار بشر».

وأوضح المكتب الإعلامي لرئاسة «جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية» أن فرع الجهاز في بنغازي الكبرى رحّل المهاجرين النيجيريين الـ165، «تنفيذاً للتعليمات الصادرة من رئيس الجهاز بشن حملات تستهدف المهاجرين غير الشرعيين، والإسراع بترحيلهم إلى بلدانهم».

خلال ترحيل مهاجرين مصريين من ليبيا إلى بلدهم (جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا)

وازدادت خلال الأيام الماضية وتيرة ترحيل المهاجرين غير النظاميين من ليبيا بشكل موسع، وفق نظام «العودة الطوعية»، الذي تتبناه الأمم المتحدة.

وكانت السلطات الأمنية في غرب ليبيا قد أعلنت مؤخراً إطلاق «حملة موسعة» لترحيل المهاجرين غير النظاميين إلى دولهم. غير أنها لم توضح أي تفصيل بخصوص طبيعة الحملة، وما إذا كانت تستهدف المهاجرين المحتجزين في مراكز الإيواء فقط، أم أنها ستمتد إلى مئات الألوف من المهاجرين الطلقاء في عموم البلاد.

وقالت وزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، إنها «تستعد لإطلاق حملة أمنية موسّعة خلال الأيام القليلة المقبلة؛ بناءً على توجيهات وزيرها المكلف، عماد الطرابلسي؛ وذلك ضمن خطتها لترحيل المهاجرين غير النظاميين إلى بلدانهم».

خفر السواحل بغرب ليبيا خلال عملية إنقاذ عدد من المهاجرين (وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)

وأوضح الجهاز في بنغازي، الخميس، أن العقيد وليد ميمون الجهاني، رئيس الفرع يتابع بالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة ترحيل 165 مهاجراً غير نظامي يحملون الجنسية النيجيرية من (مركز إيواء وترحيل) قنفودة التابع للفرع، عبر طريق مطار بنينا الدولي إلى مطار أبوجا الدولي في نيجيريا».

مبرزاً أن «الترحيل مستمر للمهاجرين غير النظاميين المخالفين لشروط الإقامة داخل الدولة الليبية».

وحسب إحصاء سابق لرئيس المنظمة الدولية للهجرة، أنطونيو فيتورينو، فإن عدد المهاجرين في مراكز الاحتجاز الرسمية في ليبيا وصل إلى 5 آلاف فرد، «لكنَّ هذا العدد لا يمثل سوى جزء بسيط من المحتجزين في البلاد، سواء كانوا من الطلقاء أو المغيَّبين في سجون سرية»، حسب متابعين لهذا الملف.

وتتكدس هذه الأعداد في مراكز الإيواء، التي تشرف عليها السلطات، وتنتمي إلى جنسيات أفريقية وآسيوية كثيرة، وتشير التقارير المحلية والأممية إلى أن كثيراً منها «تديرها ميليشيات مسلحة، وتُرتكب فيها جرائم بحق المهاجرين، بدايةً من الضرب والابتزاز المالي، وصولاً إلى الاعتداءات الجنسية».

في أثناء ترحيل مهاجرين من ليبيا إلى نيجيريا (فرع جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في بنغازي الكبرى)

وبشأن معتقل مهاجرين داخل مقرات يسيطر عليها «تجار بشر»، نقل الحقوقي الليبي لملوم عن عائلات 3 ضحايا أن «العصابات الخاطفة تتواصل معهم من داخل مدينة بني وليد (شمال غرب)، وترسل لهم مقاطع فيديو وهي تعذب أبناءهم».

وقال لملوم: «يتضح من الصور التي يحصلون عليها أن احتجاز المهاجرين يتم داخل منازل»، لافتاً إلى أنه «منذ عام 2019 زاد احتجاز المهاجرين داخل البيوت في المدن، وذلك بعد تضييق الخناق على مهربي البشر في الصحراء؛ وهدم بعض الجهات الأمنية مخازن تابعة لهم في الكفرة والشويرف وطبرق».

وناشد لملوم السلطات المحلية والأعيان في المدن أن تكثف جهودها لتبحث عن المخطوفين داخل وخارج المدن، «فكل قبيلة وعائلة تعلم جيداً أبناءها المتورطين في هكذا عصابات واتجار بالبشر».


مقالات ذات صلة

«مجموعة العمل الدولية» تدعو الليبيين لـ«تسوية سياسية»

شمال افريقيا جانب من اجتماع «مجموعة العمل الأمنية الدولية» في سرت (البعثة الأممية)

«مجموعة العمل الدولية» تدعو الليبيين لـ«تسوية سياسية»

وسط غياب الحل السياسي في ليبيا، وسعي أممي لإيجاد توافق بين الأطراف المتنازعة، عقدت «مجموعة العمل الأمنية الدولية» المعنية بليبيا اجتماعها في سرت للمرة الأولى.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع المنفي بطرابلس مع مسؤولين عسكريين (المجلس الرئاسي)

«الرئاسي» الليبي يبحث توحيد المؤسسة العسكرية

محمد المنفي يبحث توحيد المؤسسة العسكرية مع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5)

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا خوري أمام مجلس الأمن الدولي (البعثة الأممية)

كيف يرى الليبيون مقترح خوري دمج حكومتي الدبيبة وحماد؟

اعتبر سياسيون ليبيون عودة الحديث عن دمج الحكومتين «إهداراً للوقت»، مشيرين إلى «وجود خلل في ترتيب الأولويات لدى البعثة الأممية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد جانب من ميناء الحريقة النفطي الليبي (رويترز)

عودة صادرات ليبيا تثقل كاهل سوق النفط الخام الأوروبية

أدى استئناف إنتاج النفط الخام الليبي، بعد أزمة سياسية بشأن المصرف المركزي، إلى فائض في إمدادات الخام في أوروبا، ما أجبر بائعين متنافسين على خفض أسعارهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا السايح مستقبِلاً في طرابلس أعضاء الاتحاد الأوروبي (المفوضية)

الاتحاد الأوروبي لدعم الانتخابات البلدية في ليبيا

في إطار إجراء الاستحقاق البلدي قريباً، أطلع رئيس مفوضية الانتخابات الليبية عماد السايح، سفير الاتحاد الأوروبي نيكولا أورلاندو، على الاستعدادات الجارية.

خالد محمود (القاهرة)

السيسي يؤكد لعراقجي ضرورة «تفادي حرب إقليمية شاملة»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في القاهرة (رئاسة الجمهورية المصرية - «فيسبوك»)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في القاهرة (رئاسة الجمهورية المصرية - «فيسبوك»)
TT

السيسي يؤكد لعراقجي ضرورة «تفادي حرب إقليمية شاملة»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في القاهرة (رئاسة الجمهورية المصرية - «فيسبوك»)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في القاهرة (رئاسة الجمهورية المصرية - «فيسبوك»)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الخميس)، خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، «ضرورة وقف التصعيد؛ للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة ستكون ذات تداعيات خطيرة».

وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن اللقاء مع عراقجي الذي وصل إلى القاهرة الليلة الماضية، في أول زيارة من نوعها منذ سنوات وسط مخاوف من مواجهة أوسع في المنطقة بين إيران وإسرائيل، ركز على «التطورات الجارية بالمنطقة، وأكد الرئيس الموقف المصري الداعي لعدم توسّع دائرة الصراع».

وأضاف أن «الرئيس أكد في هذا السياق ضرورة استمرار وتكثيف الجهود الدولية الرامية لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ووقف الانتهاكات والاعتداءات في الضفة الغربية، وإنفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة والكافية لإنهاء المعاناة المتفاقمة للمدنيين».

وتصاعد التوتر تحسباً لهجوم إسرائيلي متوقع على إيران؛ رداً على الهجوم الصاروخي الذي شنّته طهران على إسرائيل في الأول من أكتوبر (تشرين الأول).

وجاء ذلك في أعقاب صراع متصاعد بوتيرة سريعة بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.