​المنفي يبحث مع مسؤولين جزائريين إنهاء التدخلات الأجنبية في ليبيا

الزيارة تناولت أيضاً تثبيت وقف إطلاق النار والانتخابات العامة

الرئيس تبون مستقبلاً المنفي في العاصمة الجزائر (الرئاسة)
الرئيس تبون مستقبلاً المنفي في العاصمة الجزائر (الرئاسة)
TT

​المنفي يبحث مع مسؤولين جزائريين إنهاء التدخلات الأجنبية في ليبيا

الرئيس تبون مستقبلاً المنفي في العاصمة الجزائر (الرئاسة)
الرئيس تبون مستقبلاً المنفي في العاصمة الجزائر (الرئاسة)

بحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي، مع عدد من المسؤولين الجزائريين، الأربعاء، خلال زيارته للجزائر: «إبعاد التدخلات الأجنبية السياسية والعسكرية عن ليبيا»، وعودة الاستقرار إلى البلاد عن طريق الحوار بين الأطراف المتنازعة، يفضي إلى انتخابات عامة، سبق للجزائريين أن عرضوا المساعدة لتنظيمها؛ «انطلاقاً من تجربتهم في هذا المجال»، حين مرت البلاد بأزمتها الأمنية في تسعينات القرن الماضي.

اجتماع تشاوري مغاربي بين قادة الجزائر وتونس وليبيا في 22 أبريل 2024 (الرئاسة الجزائرية)

وقالت الرئاسة الجزائرية على حساباتها بمنصات الإعلام الاجتماعي إن الرئيس عبد المجيد تبون استقبل المسؤول الليبي بمقر الرئاسة، من دون ذكر سبب الزيارة، ولا أي تفاصيل عن المواضيع التي جرى بحثها في لقائهما. وكان في استقبال المنفي عند وصوله إلى مطار العاصمة الجزائرية الوزير الأول نذير عرباوي، ووزير الخارجية أحمد عطاف.

وأفادت مصادر سياسية جزائرية مطلعة على الزيارة بأن مباحثات المنفي مع المسؤولين الجزائريين تناولت مشروع تنظيم الانتخابات، الذي يواجه تحديات كبيرة بسبب خلافات حول القوانين والتشريعات بين القادة المتنازعين، وهم رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة والمنفي من جهة، ومقرهما طرابلس، وعقيلة صالح رئيس «مجلس النواب» في بنغازي.

الرئيس الجزائري في استقبال رئيس المجلس الرئاسي الليبي 12 من أكتوبر 2022 (الرئاسة الجزائرية)

ووفق المصادر نفسها، تم بحث التصعيد بين الفصائل المختلفة في المدة الأخيرة، ومحاولات تعزيز الاستقرار السياسي، في سياق استمرار جهود المجتمع الدولي لدعم الحوار بين الأطراف المتنازعة، وتقديم المساعدة لبناء مؤسسات قوية في البلاد، تنبثق عنها انتخابات عامة. كما تم بحث «التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي، وضرورة وضع حد لها»، وفق المصادر نفسها التي نقلت عن المسؤولين الجزائريين «أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الساري في ليبيا»، بوصفه الإنجاز الأهم الذي تم تحقيقه في السنوات الأخيرة، حسبهم: «ولهذا يجب مضاعفة الجهود للحفاظ عليه، وتفعيل جميع بنوده لتجنب أي جمود قد تكون عواقبه غير متوقعة».

وزير خارجية الجزائر مع رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالنيابة 5 أغسطس 2024 (وكالة الأنباء الجزائرية)

وأبلغت الجزائر رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالنيابة، ستيفاني خوري، موقفها من الأزمة في جارتها الشرقية، ورؤيتها للحل، وذلك خلال زيارتها للجزائر في الخامس من أغسطس (آب) الماضي، حيث أكد الوزير عطاف خلال مباحثات معها أن الجزائر «تلاحظ أن الأزمة الليبية تخطت عامها الثالث عشر، ومع زيادة عمرها تزداد بالقدر ذاته تعقيداتها، وتنحسر بقدر مماثل آفاق الحل السياسي، الذي لطالما سعينا جاهدين ومخلصين من أجل تحقيقه، وتثبيت أسسه ومقوماته». مشدداً على أن «طول أمد الأزمة الليبية يرتبط تمام الارتباط، وفي المقام الأول، بازدياد وتعاظم وتعقد التدخلات الخارجية في شؤون هذا البلد الشقيق، من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه».

ووفق ما ذكره عطاف، فإن مفتاح حل هذه الأزمة «يكمن أساساً في استبعاد وإنهاء هذه التدخلات بجميع أشكالها ومضامينها، ومآربها السياسية والعسكرية والأمنية»، مبرزاً أن بلاده «بصفتها دولة شقيقة وجارة لليبيا، فإنها تتقاسم معها الحلو والمر، وتتأثر أيما تأثر بكل ما يعنيها ويمس أمنها واستقرارها، كما تجدد دعوتها ومطالبتها لجميع الأطراف الأجنبية برفع أياديها الجاثمة على الشأن الليبي، ووضع حد للسياسات والممارسات والتصرفات، التي تغذي الانقسام وتزرع الفرقة، وتُعمق الهُوة بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة».

عطاف عد أن إنهاء هذه التدخلات سيمكن الأشقاء الليبيين من تجاوز التجاذبات (د.ب.أ)

وترى الجزائر، وفق وزير خارجيتها، أن الصراع الداخلي في ليبيا «رغم ما رافقه من تدخلات أجنبية، فيما ظهر منها وما بطن، فهي لا ترى البتة ما يمكن أن يفسر أو يعلل، أو يبرر الشقاقات والانقسامات والخلافات بين أبناء الوطن الواحد»، مبرزاً أن إنهاء هذه التدخلات «سيكون له الأثر البالغ في تمكين الأشقاء الليبيين من تجاوز التجاذبات والاستقطابات الراهنة، وإيجاد أرضية توافقية تُكرسُ مساهمة الجميع في مسار ليبي - ليبي، يطوِي صفحة الخلافات، ويرأب الصدع وينهي الأزمة».



رفع الحصانة عن برلماني مصري في قضية وفاة اللاعب رفعت

أحمد رفعت (الشرق الأوسط)
أحمد رفعت (الشرق الأوسط)
TT

رفع الحصانة عن برلماني مصري في قضية وفاة اللاعب رفعت

أحمد رفعت (الشرق الأوسط)
أحمد رفعت (الشرق الأوسط)

وافق مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية للبرلمان)، الأحد، على رفع الحصانة عن وكيل لجنة الشباب والرياضة بالمجلس، النائب أحمد دياب؛ للاستماع إلى أقواله في تحقيقات النيابة العامة بشأن وفاة اللاعب أحمد رفعت، الذي رحل في يوليو (تموز) الماضي، إثر معاناة من تداعيات أزمة قلبية مفاجئة، أرجعها في تصريحات تلفزيونية قبل وفاته لـ«مضايقات تعرَّض لها من بعض المسؤولين».

ويشغل دياب رئيس رابطة الأندية المصرية، وورد اسمه في التحقيقات بعدما ترددت مسؤوليته عن توريط اللاعب الراحل في أزمة قانونية، عبر تسهيل سفر رفعت للاحتراف في الخارج خلال فترة تجنيده، بالمخالفة للقواعد المعمول بها في هذا الشأن.

وتُوفي رفعت (30 عاماً)، في 7 يوليو الماضي، بعد معاناة مع المرض إثر سقوط مفاجئ في مباراة لناديه، مودرن سبورت، بالدوري المصري في مارس (آذار) الماضي. في حين أمر النائب العام المصري في أغسطس (أب) الماضي بـ«تحقيقات موسعة للوقوف على ملابسات الوقائع التي تعرَّض لها اللاعب قبل وفاته».

النائب دياب خلال حضوره جلسة لمجلس الشيوخ (مجلس الشيوخ)

وعقب ضجة واسعة بالقضية التي شغلت الرأي العام المصري، وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أغسطس، بـ«تحقيقات موسعة في القضية لكشف ملابساتها ومحاسبة المسؤولين عنها»، وطالب الجهات المعنية بـ«حوكمة الإجراءات الخاصة بسفر الرياضيين للخارج في أثناء فترة التجنيد، بما يضمن تسهيل الإجراءات ووضوحها لتحقيق المساواة في التعامل مع ذوي الشأن».

وقال رئيس مجلس الشيوخ، المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، إن رفع الحصانة عن دياب جاء بناء على طلب النائب؛ من أجل استكمال إجراءات التحقيق في القضية، ووصف الطلب بـ«السابقة التاريخية»، كونه جاء بطلب دياب نفسه لاستكمال التحقيقات.

وعدّ عبد الرازق، في كلمته أمام الجلسة العامة، أن موقف دياب «يظهر التزاماً راسخاً بمبادئ العدالة واحترام القانون والمؤسسات القضائية»، مؤكداً أن «النائب لا يزال غير متهم بأي اتهام».

ووفق الخبير في الشؤون البرلمانية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور عمرو هاشم ربيع، فإن رفع الحصانة يأتي في إطار رغبة النائب في الإدلاء بأقواله أمام النيابة العامة؛ لعدم قدرته على القيام بهذا الأمر من دون موافقة المجلس على رفع الحصانة، حيث تتطلب الإجراءات القانونية للاستماع لأقوال عضو البرلمان أمام النيابة العامة، ضرورة رفع الحصانة.

أحمد دياب (رابطة الأندية المصرية المحترفة)

وقال المحامي المصري محمد رضا لـ«الشرق الأوسط» إن النيابة العامة تقوم بتحديد موعد للاستماع إلى أقوال النائب بعد وصول قرار رفع الحصانة لمكتب النائب العام، للاستماع لإفادته بشكل كامل وتفصيلي، على أن يعقب ذلك اتخاذ قرار بشأنه.

وأضاف: «الاستماع إلى أقوال النائب في الواقعة يمكن أن يكون بصفته شاهداً، لكن إذا تبيَّن خلال التحقيقات تورطه في القضية فيكون من حق المحقق توجيه الاتهام واتخاذ قرار سواء بإخلاء سبيل النائب مع توجيه الاتهام أو حبسه على ذمة التحقيقات حال وجود ما يستلزم ذلك وفقاً للقانون».