أعلنت الرئاسة المصرية، اليوم الأربعاء، تعيين رئيس جديد لجهاز المخابرات العامة، خلفاً للواء عباس كامل الذي تولى رئاسته منذ 2018.
وأدى حسن محمود رشاد، الذي كان يتولى منصب وكيل جهاز المخابرات، اليمين القانونية رئيساً لجهاز المخابرات العامة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي. ورشاد خريج الكلية الفنية العسكرية التي تمد الجيش بالمهندسين، وتدرج في المناصب داخل جهاز المخابرات العامة.
وعُيّن كامل مستشاراً ومبعوثاً للرئيس ومنسقاً عاماً للأجهزة الأمنية. وأكد مصدر أمنيّ مطلع لـ«الشرق الأوسط»، طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع، أن هذا التغيير «تحرك طبيعي جداً»، موضحاً أن «هناك حاجة لشخصية ذات ثقل للتنسيق بين الأجهزة الأمنية ومبعوث شخصي للرئيس في الملفات الحساسة».
ووصف مصدر أمني آخر القرار بأنه «إجراء طبيعي يعكس محاولة الاستفادة من خبرات رئيس المخابرات العامة السابق وقدراته في منصب مهم وجديد». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن اللواء كامل «تم تعيينه في ثلاثة مناصب، في سابقة لم تحدث من قبل، منها منصب جديد وهو المنسق العام للأجهزة الأمنية».
وشغل كامل منصب رئيس جهاز المخابرات العامة منذ 2018. وكان مديراً لمكتب الرئيس السيسي منذ كان قائداً عاماً للقوات المسلحة، وانتقل معه لرئاسة مكتبه في رئاسة الجمهورية في 2014.
فكرة جديدة لعمل الأجهزة الأمنية
ولفت المصدر إلى أن «القرار يطرح فكرة جديدة بشأن عمل الأجهزة الأمنية وطريقة التنسيق بينها، وهي فكرة موجودة في بعض دول العالم». وأضاف أن «تعيين كامل مبعوثاً رئاسياً يضع على عاتقه مهمة حمل رسائل الرئيس، وهو عبء إضافي كان يتقاطع مع المهام المُعقدة والمتعددة لرئيس المخابرات العامة».
ووزعت الرئاسة صوراً لرئيس المخابرات العامة الجديد وهو يؤدي اليمين أمام السيسي، في حضور رئيس المخابرات السابق، وكان لافتاً أن الصور عكست ارتياحاً من الأطراف الثلاثة.
وأنشئ جهاز المخابرات العامة المصرية عام 1954، وهو يقوم بأدوار مختلفة على صعيدي الأمن والاتصال السياسي.
وخلال الفترة الماضية، حمل اللواء كامل رسائل عدة من الرئيس، ولعب دوراً مهماً في الاتصالات السياسية والأمنية لتحقيق التهدئة في المنطقة، ووقف إطلاق النار في غزة خلال حربي 2021 و2023.
ورافق كامل الرئيس المصري في عدد من الزيارات الرسمية، كما زار، الشهر الماضي، بصحبة وزير الخارجية بدر عبد العاطي، العاصمة الإريترية أسمرة، في زيارة حملت أبعاداً سياسية وأمنية، في ظل التوتر الحاصل مع إثيوبيا على خلفية «سد النهضة» الذي تبنيه أديس أبابا على نهر النيل.