«التقييم الأسبوعي للطلاب»... هل يحدّ من الغياب بالمدارس المصرية؟

«التعليم» شددت على تفعيله عقب جدل «سوشيالي» حول إلغائه

جانب من انتظام العملية التعليمية في المدارس المصرية (وزارة التعليم المصرية)
جانب من انتظام العملية التعليمية في المدارس المصرية (وزارة التعليم المصرية)
TT

«التقييم الأسبوعي للطلاب»... هل يحدّ من الغياب بالمدارس المصرية؟

جانب من انتظام العملية التعليمية في المدارس المصرية (وزارة التعليم المصرية)
جانب من انتظام العملية التعليمية في المدارس المصرية (وزارة التعليم المصرية)

أثار تطبيق «التقييم الأسبوعي للطلاب» في المدارس المصرية، تساؤلات حول جدوى هذا التقييم، وهل سيحد من «الغياب» في المدارس؟ وسط تأكيدات من وزارة التربية والتعليم المصرية على «استمرار تطبيق نظام التقييم والواجبات الأسبوعية»، عقب جدل «سوشيالي» تصاعد خلال الساعات الماضية بشأن إلغاء التقييم الأسبوعي للطلاب.

واعتمدت الوزارة تقييمات أسبوعية للطلاب تهدف إلى «التأكد من مدى تحقق نتائج العملية التعليمية»، في خطوة عدّها مراقبون أنها تأتي في إطار السعي للحد من «الغياب» في المدارس، بعدما «تم تخفيض الكثافة في الفصول الدراسية لما دون الـ50 طالباً في 99.5 في المائة من مدارس مصر»، بحسب بيانات رسمية للوزارة.

وعلى مدار السنوات الماضية، شهدت المدارس المصرية نسب حضور محدودة في غالبية المراحل الدراسية، مع تركيز الطلاب على الالتحاق بمراكز الدروس الخصوصية، واقتصار الوجود في المدرسة على أداء الامتحانات الشهرية والفصلية. وأقرت «التعليم» هذا العام تقييمات أسبوعية للطلاب تضاف مع التقييمات الشهرية، بجانب إعلان تفعيل نسبة حضور الطلاب في المدارس للسماح للطلاب بالدخول لامتحانات نهاية الفصل الدراسي.

خطوة جيدة

ووصف الخبير التربوي، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، حسن شحاتة، تطبيق التقييم الأسبوعي بـ«الخطوة الجيدة التي تزيد من ارتباط الطالب بالمدرسة، خصوصاً مع قصر الفترة الزمنية بين كل تقييم وآخر»، لافتاً إلى أن التقييمات على ما جرت دراسته «أمر سيجعل لدى الطلاب رغبة في الاستذكار باستمرار، وحضور جميع الاختبارات والتقييمات في المدرسة، لتحسين الدرجات التي يحصلون عليها في نهاية العام الدراسي».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الهدف الرئيسي من التقييمات الدورية مرتبط بالتأكد من فهم وإدراك الطالب لما قام بدراسته، وهو أمر مطبق بالفعل في أنظمة تعليمية عديدة، لافتاً إلى أن «التقييم الأسبوعي» سوف «يزيد من دور المدرسة في حياة الطلاب، وسيجعل الطالب أكثر حرصاً على الحضور في مدرسته وعدم الغياب».

وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف خلال جولة تفقدية في إحدى المدارس (وزارة التعليم المصرية)

وترى عضو لجنة «التعليم» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائبة أمل عصفور، أن جزءاً رئيسياً من المنظومة التعليمية مرتبط بحضور الطلاب إلى المدارس، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «انتظام الطالب بالمدرسة أمر مرتبط بتفاعله مع زملائه وانخراطه في العمل الجماعي وتكوين علاقات اجتماعية»، لافتة إلى أن «تطبيق التقييم مسألة إيجابية للغاية لا يجوز العدول عنها».

وأوضحت أن التقييمات الدورية تعزز الاهتمام بمذاكرة المنهج الدراسي بشكل مستمر، وتمكّن ولي الأمر من فهم أي مشكلات لدى أبنائه في وقت مبكر، لافتة إلى أنه حتى لو وجدت عيوب في تطبيق النظام الجديد «يجب معالجتها وليس إلغاء النظام، خصوصاً أن العام الدراسي لا يزال في بدايته».

تعديلات جوهرية

وأجرت وزارة التعليم تعديلات جوهرية عدة، طُبق غالبيتها مع بداية العام الدراسي الحالي، الذي انطلق الشهر الماضي، وتضمنت تقليص المواد الإجبارية في المرحلة الثانوية، وإدخال تعديلات على طريقة تدريس المواد الأساسية ونظام الامتحانات والتقييم في الصفوف الابتدائية والإعدادية، في وقت تتصدى فيه الوزارة بشكل كبير لمراكز «الدروس الخصوصية» وتطالب بإغلاقها، فضلاً عن إعادة تفعيل المجموعات الدراسية داخل المدارس.

وتشير عضو «التعليم» في البرلمان إلى أن حديث بعض أولياء الأمور عن الأعباء التي فرضتها التقييمات على الطلاب، وعدم التكافؤ في نماذج التقييم التي تقدمها الوزارة «أمور يمكن مناقشتها وتعديلها»، لافتة إلى تفهم مطالب بعض المدرسين لـ«إطالة فترة التقييم لتكون كل أسبوعين، وليس كل أسبوع، من أجل منح وقت أطول للتدريس».

وفي هذا الصدد، لفت الخبير التربوي إلى اختلاف طريقة التقييم من مرحلة عمرية إلى أخرى بجانب اختلافها حسب طبيعة المادة التي يتم تدريسها، مؤكداً «وجود أفكار عديدة يمكن مناقشتها، منها توظيف التقييمات لتكون بشكل مستمر بما يضمن انتظام الطلاب في المدارس ومنع الغياب بصورة تعيد للمدرسة مكانتها لدى الطلاب وأولياء الأمور».


مقالات ذات صلة

مصر تستعد لـ«مراجعة دورية» لملف حقوق الإنسان في جنيف

شمال افريقيا الاجتماع الوزاري لـ«اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان بمصر» (الخارجية المصرية)

مصر تستعد لـ«مراجعة دورية» لملف حقوق الإنسان في جنيف

تستعد الحكومة المصرية لجلسة «المراجعة الدورية الشاملة» لملف حقوق الإنسان في البلاد، المقرر لها 28 يناير الحالي، في جنيف.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الري المصري يستعرض موقف مشروعات التعاون بين مصر ودول حوض النيل (وزارة الري المصرية)

مصر تُعزّز حضورها الأفريقي بالتوسع في مشروعات المياه

تعزز مصر حضورها الأفريقي بالتوسع في مشروعات المياه بدول القارة

عصام فضل (القاهرة )
شمال افريقيا مخاوف من تراجع جديد للجنيه أمام الدولار (تصوير: عبد الفتاح فرج)

سؤال 2025 الأبرز في مصر: أين سيذهب الدولار؟

«أين سيذهب الدولار؟» سؤال بات متكرراً في أوساط مصرية عدة، وسط مخاوف من تراجع جديد للجنيه أمام العملة الأميركية؛ ما ينذر بمزيد من الغلاء وارتفاع الأسعار.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا في مثل هذا التوقيت من كل عام يتجدد جدل تهنئة المسيحيين بالأعياد (المركز الإعلامي للأزهر)

شيخ الأزهر يزور تواضروس وسط جدل متكرر حول «تهنئة المسيحيين» بالأعياد

زار شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، بابا الإسكندرية، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، البابا تواضروس الثاني، في مقر الكاتدرائية المرقسية الكبرى بحي العباسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السفارة السورية بالقاهرة أعلنت عن تيسيرات لأعضاء الجالية الراغبين في مغادرة مصر (مؤسسة سوريا الغد)

مصر: اشتراطات جديدة بشأن دخول سوريين

في حين وضعت مصر اشتراطات جديدة بشأن «دخول سوريين إلى البلاد»، أعلنت السفارة السورية في القاهرة، الخميس، عن «تيسيرات» لأعضاء الجالية الراغبين في مغادرة مصر.

أحمد إمبابي (القاهرة)

إطلاق «حوافز» جديدة لعودة «سوريي مصر» إلى بلادهم

أحد مراكز التعليم السورية في مصر (مؤسسة سوريا الغد)
أحد مراكز التعليم السورية في مصر (مؤسسة سوريا الغد)
TT

إطلاق «حوافز» جديدة لعودة «سوريي مصر» إلى بلادهم

أحد مراكز التعليم السورية في مصر (مؤسسة سوريا الغد)
أحد مراكز التعليم السورية في مصر (مؤسسة سوريا الغد)

أعلنت سفارة دمشق في القاهرة، السبت، عن «حوافز» جديدة لعودة «سوريي مصر» إلى بلادهم، من بينها التصديق على وثائق العودة مجاناً، وتمديد صلاحية جوازات السفر، في وقت قدّمت فيه الحكومة المصرية «طائرة مساعدات» إلى سوريا.

ووفق أعضاء من الجالية السورية في مصر، فإن «الحوافز الجديدة ستساعد على عودة مزيد من السوريين إلى بلادهم».

وقررت السفارة السورية في القاهرة، السبت، «التصديق على وثائق العودة للسوريين المقيمين بمصر مجاناً»، إلى جانب «استمرار تمديد صلاحية جوازات السفر منتهية الصلاحية مجاناً لستة أشهر، ولمرة واحدة»، وقالت، في إفادة لها، إن ذلك يأتي مع «منح تذاكر المرور للعودة إلى البلاد مجاناً».

وكانت سفارة دمشق قد أعلنت، الخميس، عن «منح تذاكر مرور مجانية للعودة إلى سوريا».

وتُشكل التسهيلات الجديدة المُعلنة من السفارة السورية حوافز جيدة لكثير من السوريين في مصر للعودة إلى بلادهم، وفق تقدير الرئيس السابق لـ«رابطة الجالية السورية» في مصر، راسم الأتاسي، مشيراً إلى أن «عدداً كبيراً من أعضاء الجالية السورية لديهم رغبة في العودة إلى البلاد، لكن لا يمتلكون الإمكانات المالية التي تسمح بتأمين رحلة السفر».

جانب من إحدى فعاليات الجالية السورية بمصر (مؤسسة سوريا الغد)

وارتفع عدد السوريين المقيمين في مصر، خلال العقد الماضي، إلى نحو مليون ونصف المليون سوري، وفق تقدير المنظمة الدولية للهجرة، بينهم نحو 153 ألف لاجئ مسجلين في «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين».

الأتاسي تحدّث عن مجموعة من العقبات والتحديات، التي تعوق عودة كثير من السوريين المقيمين بمصر، منها «عدم القدرة على دفع قيمة رسوم تجديد جوازات السفر المنتهية الصلاحية، ومخالفات الإقامة بمصر»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن بعض الأسر «تهدّمت منازلها، ومن الصعب عودتها حاليّاً، رغم أن المناخ الحالي بسوريا يسمح بعودة المهاجرين».

ووفق الرئيس السابق لـ«رابطة الجالية السورية» في مصر، فإنه يتوجّب على السوريين الراغبين في العودة إلى ديارهم إنهاء مجموعة من الإجراءات قبل السفر، بدايةً من تحديث جوازات السفر المنتهية، إلى جانب «غلق ملف اللجوء»، للمسجلين في مفوضية شؤون اللاجئين، أو «تسوية الأوضاع القانونية للوافدين المخالفين لاشتراطات الإقامة، أو الذين انتهت فترة إقامتهم دون تجديد».

من جهته، يرى مسؤول «الائتلاف الوطني السوري» في القاهرة، عادل الحلواني، أن حوافز السفارة السورية «سوف تدعم غير القادرين من الجالية الذين يريدون العودة للبلاد مرة أخرى»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الفترة الماضية شهدت روابط ومؤسسات السوريين في مصر شكاوى من شبان سوريين لعدم قدرتهم على تأمين تكلفة رحلات العودة للبلاد»، مشيراً إلى أن منح الإدارة الجديدة في سوريا وثائق السفر بالمجان «سيساعد كثيرين منهم على العودة».

ووفق الحلواني، فإن عدداً كبيراً من الشبان الذين جاءوا إلى مصر، هرباً من التجنيد الإجباري وقت نظام بشار الأسد، لديهم «رغبة كبيرة للعودة حالياً، مع شرائح الأسر التي لا تمتلك تمويلاً كافياً للإقامة»، مشيراً إلى جهود تبذلها الجمعيات الخيرية التابعة للسوريين بمصر لدعم الراغبين في العودة للبلاد.

طائرة مساعدات إنسانية من مصر إلى سوريا (الخارجية المصرية)

وبموازاة ذلك، قدّمت الحكومة المصرية طائرة مساعدات إنسانية إلى سوريا، السبت، محملة بنحو 15 طناً من المساعدات الإغاثية والأدوية والأغذية. وقالت وزارة الخارجية المصرية، في إفادة لها، إن المساعدات «مقدمة من الهلال الأحمر المصري لنظيره السوري»، مضيفة أن «خطوة المساعدات تستكمل جهود القاهرة الداعمة للشعب السوري على مدار السنوات الماضية، ومنها استضافة أعداد كبيرة من المهاجرين السوريين».

وباعتقاد الرئيس السابق لـ«رابطة الجالية السورية» في مصر، فإن خطوة المساعدات المصرية «تُعزز من العلاقات الشعبية بين البلدين»، إلى جانب أنها «تُشكل بادرة جيدة للوصول إلى تفاهمات بين القاهرة والإدارة الجديدة في سوريا»، مشيراً إلى أن هذه التحركات «تدعم العلاقات المصرية - السورية، ومردودها إيجابي على مستوى التعاون».

والأسبوع الماضي، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في اتصال هاتفي مع نظيره السوري، أسعد الشيباني، وقوف بلاده «بشكل كامل مع الشعب السوري، ودعم تطلعاته المشروعة»، وأشار إلى «أهمية دعم الاستقرار في سوريا، والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، ووحدة وسلامة أراضيها»، وفق «الخارجية المصرية».