اجتماع عربي طارئ للتضامن مع لبنان

يُعقد بمقر «الجامعة» الخميس على مستوى المندوبين

مقر «الجامعة العربية» بالقاهرة (الشرق الأوسط)
مقر «الجامعة العربية» بالقاهرة (الشرق الأوسط)
TT

اجتماع عربي طارئ للتضامن مع لبنان

مقر «الجامعة العربية» بالقاهرة (الشرق الأوسط)
مقر «الجامعة العربية» بالقاهرة (الشرق الأوسط)

يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، اجتماعاً طارئاً، الخميس، بمقر الجامعة بالقاهرة، «للبحث في تحرّك عربي للتضامن مع لبنان، والتعامل مع التداعيات الخطيرة للعدوان الإسرائيلي».

وأوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، الأربعاء، أن «الاجتماع يُعقد بناءً على طلب العراق، وتأييد عدد كبير من الدول العربية».

وكانت الجامعة العربية أعلنت في وقت سابق تضامنها مع لبنان في «الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد»، وطالب الأمين العام أحمد أبو الغيط، في إفادة رسمية، الاثنين الماضي، المجتمع الدولي بـ«الوقوف إلى جوار اللبنانيين في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وتداعياتها، لا سيما تلك التي تستهدف المناطق المدنية».

وأدان أبو الغيط «سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان، التي سقط جرّاءها المئات، وخلّفت نحو مليون نازح»، مشدّداً على أن «استباحة سيادة البلد على هذا النحو، قد تؤدي إلى اتساع رقعة الصراع»، مضيفاً أن «الحل الدبلوماسي ما زال ممكناً، وفق القرار 1701 الذي أعلنت الحكومة اللبنانية غير مرة التزامها به».

ورأى الأستاذ بجامعة لبنان، الدكتور رائد المصري، أن اجتماع المندوبين الدائمين لجامعة الدول العربية «يأتي في إطار تطورات الأوضاع العسكرية، وانحرافها نحو حرب شاملة تهدّد دول المنطقة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مساره العسكري، لتحقيق ما سبق وأعلن عنه بشأن تغيير الشرق الأوسط، يضع المنطقة على صفيح ساخن».

وشدّد المصري على أن «الاجتماع أيضاً يُعقد في توقيت مهم جداً لتفعيل العمل العربي المشترك، والحيلولة دون توسّع نطاق الحرب، ومنع العبث في النظام الإقليمي لإعادة تشكيله وفق الرؤية الإيرانية أو الإسرائيلية»، لافتاً إلى أن «قصف طهران لتل أبيب غيّر المعايير على الأرض، وجعل نُذُر الحرب تلوح في الأفق».

وبحسب المصري، فإن «الواقع في لبنان مرير وصعب، ولا بد من ضغط عربي لوقف الحرب، وإغاثة بيروت من كارثة إنسانية واقتصادية وسياسية ستكون لها تداعيات كبرى على المنطقة كلها»، وشدّد على أن «التحرك العربي يجب أن يتوافق مع تحركات دولية للضغط على إسرائيل لوقف الحرب، وإثناء إيران عن التصعيد»، آملاً أن «يفتح ذلك التحرك الباب أمام حل دبلوماسي ينقذ المنطقة من الانزلاق نحو حرب إقليمية واسعة النطاق».


مقالات ذات صلة

الاقتصاد مقذوف يطير في سماء الأردن بعد أن أطلقت إيران دفعة من الصواريخ الباليستية على إسرائيل كما شوهد من عمان (رويترز)

البنك الدولي: الصراع في الشرق الأوسط قد يبطئ اقتصاد الأردن إلى 2.4 % في 2024

توقع البنك الدولي أن يتباطأ الاقتصاد الأردني قليلاً في عام 2024 ليصل إلى 2.4 في المائة في عام 2024، بسبب آثار الصراع الدائر في الشرق الأوسط على حركة السياحة،…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (أ.ف.ب)

أمير قطر: لا سلام في المنطقة دون إقامة دولة فلسطينية

قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم (الخميس)، إن ما يحدث في المنطقة هو إبادة جماعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ يتحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل (رويترز)

غوتيريش يدين الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل... ويدعو لإنهاء «دورة التصعيد المروعة»

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إنهاء «دورة التصعيد المروعة» في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية دخان يتصاعد من مرتفعات الجولان قرب بحيرة طبريا جراء صواريخ أطلقها «حزب الله» (أرشيفية - رويترز)

إسرائيل تعلن اعتراض «هدف جوي مشبوه» قبالة سواحل تل أبيب

أعلن سلاح الجو الإسرائيلي، فجر اليوم (الخميس)، اعتراض «هدف جوي مشبوه» قبالة سواحل منطقة جوش دان في تل أبيب، وفقاً لبيان صادر عن الجيش الإسرائيلي. وسمع دوي…

«الشرق الأوسط» ( تل أبيب)

​تدريبات فصيلين مسلحين في طرابلس تثير تساؤلات الليبيين

عناصر أمنية في طرابلس (رويترز)
عناصر أمنية في طرابلس (رويترز)
TT

​تدريبات فصيلين مسلحين في طرابلس تثير تساؤلات الليبيين

عناصر أمنية في طرابلس (رويترز)
عناصر أمنية في طرابلس (رويترز)

لفت استعراض عسكري أجراه تشكيلان مسلحان رئيسيان بالعاصمة الليبية طرابلس أنظار مراقبين ونشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، وطرح عدة تساؤلات عن دوافع وأسباب هذا التحرك في هذا التوقيت بالذات.

والتشكيلان هما جهازا «الردع» و«الاستقرار»، بالإضافة إلى مشاركة مجموعات مسلحة أخرى في الاستعراض.

وتوقع الباحث بمعهد الخدمات الملكية المتحدة، جلال حرشاوي، أن تكون هذه التدريبات «دليلاً على وجود ترتيبات تتم خلف الأبواب بين قادة هذه المجموعات المسلحة في البقاء بالعاصمة». لكنه قال لـ«الشرق الأوسط» إن «علاقة (الردع) و(الاستقرار)، وهما الفصيلان الأكبر عدةً وعتاداً بالعاصمة، لا ترقى بأي حال لتوصف بالتحالف، وإنما بالقدرة على التعايش دون توترات عالية».

ورغم إقراره «بترسيخ نفوذ هذين الفيصلين بالعاصمة»، فإن حرشاوي قلّل مما يطرحه البعض من مخاوف عن استمرار استقطاب الشبان الصغار للانضمام لذلك، قائلاً: «لا يمكن القول إن أياً من المجموعات المسلحة الرئيسية في منطقة طرابلس الكبرى يتوسع حجمه بسرعة في التوقيت الراهن».

شهدت السنوات الماضية تغيرات في خريطة نفوذ التشكيلات وقياداتها بعد تسريح بعضها (إ.ب.أ)

وشهدت السنوات الماضية تغيرات في خريطة نفوذ التشكيلات وقياداتها، حيث تم تسريح بعضها وحله تدريجياً، خاصة المؤدلج منها، فيما لا يزال البعض الآخر منها مسيطراً مع تغيير أسمائه وانتماءاته.

في هذا السياق، يرى رئيس مؤسسة «السلفيوم» للأبحاث والدراسات، جمال شلوف، أن «وجود خطر يهدد نفوذ قيادات هذه التشكيلات من أمراء الحرب، أو أصحاب القوى الفاعلة بالعاصمة وعموم الغرب الليبي، هو ما دعا هؤلاء للتوحد، ومحاولة الابتعاد عن خوض المواجهات المسلحة فيما بينهم».

ووجّه شلوف انتقادات لسياسة حكومة عبد الحميد الدبيبة في تعاملها مع تلك التشكيلات، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنها «عملت منذ تسلمها إدارة البلاد بداية عام 2021 على تصعيد وتقوية تشكيلات مسلحة، وأجهزة أمنية بعينها، على حساب تهميش تشكيلات أخرى، في محاولة لضمان استمرار سيطرة الحكومة على العاصمة».

شلوف قال إن حكومة الدبيبة عملت على تصعيد وتقوية تشكيلات مسلحة بعينها (الوحدة)

ويُعد جهاز «الدعم والإسناد الأمني»، برئاسة محمد الباروني، الذي أمر الدبيبة قبل شهر بإنشائه، هو أحدث الأذرع الأمنية المقربة منه، إلى جوار (اللواء 444 قتال)، بقيادة محمود حمزة، و(اللواء 111) بقيادة عبد السلام الزوبي.

ويشير شلوف إلى أن « قادة التشكيلات المقربة من حكومة الدبيبة، وكذلك من بقي منهم على الحياد، أدركوا منذ فترة أن نتيجة أي صراع جديد بينهم قد يؤدي إلى تقليص قوتهم»، مضيفاً: «لقد توقفوا بعد سنوات، أنهكوا فيها العاصمة وأهلها بصراعاتهم على المال ومناطق النفوذ».

وانتهى شلوف إلى أن هذه التشكيلات «باتت تركز بدرجة كبيرة على توسيع مواردها المالية، مستفيدة من وضعيتها؛ نظراً لتبعية غالبيتها ظاهرياً لمؤسسات ووزارات الدولة، وتمويلها من الخزينة العامة».

وتتنافس على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى «الوحدة الوطنية» ومقرها طرابلس، والثانية مكلفة من البرلمان، وتدير المنطقة الشرقية وبعض مناطق الجنوب.

تشكيل مسلح خلال اعتقاله عدداً من المهاجرين السريين بضواحي العاصمة (الشرق الأوسط)

من جانبه، أكد المحلل السياسي الليبي، محمد محفوظ، أن تداعيات هذا «التعايش المؤقت» بين تشكيلات العاصمة «لا يمكن حسمها راهناً بالقول إنها قد تصب في مصلحة حكومة الدبيبة كما يردد البعض، لأن عدداً كبيراً منها يصطف معها حالياً».

وقال محفوظ لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التعايش «قد يعطي انطباعاً للرأي العام الدولي باستقرار الأوضاع بالعاصمة؛ وبالتالي تنتفي معه الحاجة لوجود حكومة جديدة».

لكن من جهة أخرى، يرى محفوظ أن «هذا التعايش قد يشكل خطراً إذا ما تم توظيفه بعقد أحد الأطراف صفقة مع تلك التشكيلات، بهدف قبولها ودعمهما لحكومة جديدة، أو فرض تلك القيادات لشروط ما على الحكومة».

وانتهى محفوظ مبرزاً أن الوضع بالعاصمة «لا يزال مفتوحاً على سيناريوهات كثيرة في ظل عدم وجود معالجة حقيقية ومهنية لمعضلة التشكيلات المسلحة».