السلطات المصرية تحقق مع «شيخ صوفي» مُتهم بـ«التحرش»

«الداخلية» أكدت استبعاده من الطريقة التيجانية

صلاح التيجاني (صفحته على «فيسبوك»)
صلاح التيجاني (صفحته على «فيسبوك»)
TT

السلطات المصرية تحقق مع «شيخ صوفي» مُتهم بـ«التحرش»

صلاح التيجاني (صفحته على «فيسبوك»)
صلاح التيجاني (صفحته على «فيسبوك»)

تُجرى السلطات القضائية في مصر تحقيقاً مع «شيخ صوفي» شهير، يُدعى صلاح التيجاني، بعد أيام من اتهامه بـ«التحرش» بفتيات، وتقديم بلاغات ضده للنائب العام المصري.

وقامت «الداخلية» المصرية بتوقيف التيجاني، وقالت في بيان، الجمعة، إن التيجاني «تم استبعاده من الطريقة التيجانية منذ سنوات». مشيرة إلى أن الأخير قدم بلاغاً لدى الأجهزة الأمنية ضد فتاة ادعت عليه بـ«التحرش»، ووالدها. وأعلنت «اتخاذ الإجراءات القانونية في الواقعة، والعرض على النيابة العامة للتحقيق».

وكانت «الطريقة التيجانية» قد تبرأت من صلاح التيجاني في بيان، مؤكدة أنه «ثبت عنه فساد معتقده، وانحرافه عن الطريقة وتحريفه لأصولها». ونفت صلتها بالزاوية التي يوجد فيها بمنطقة إمبابة (شمال الجيزة)، والتي يتردد عليها عدد من مشاهير الفن والثقافة في مصر.

ورغم تأكيدها «عدم الرغبة في استباق نتائج التحقيقات»؛ فإن الأمين العام السابق لـ«المجلس القومي للمرأة»، السفيرة منى عمر، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن تحرك المجلس لتقديم بلاغات ضد «الشيخ» جاء للتأكد من الوقائع التي ذكرت، لافتة إلى أن «كون سيدات لا تربطهن علاقة، وفي أماكن ومواقع مختلفة، يقررن الإعلان عن تعرضهن للتحرش، أمر ليس بالسهل، حتى لو كان من الصعب إثبات حدوث هذه الوقائع بسبب مرور فترة زمنية طويلة عليها».

وأضافت منى أن تحرك «القومي للمرأة» هدفه الأساسي «مساندة السيدات اللواتي تعرضن للتحرش، ودعمهن في الحصول على حقهن»، لافتة إلى أن مثل هذه الوقائع والتحقيق فيها، واتخاذ جميع الإجراءات القانونية «أمر يدعم سيادة دولة القانون التي يرجوها الجميع».

ورغم ظهور صلاح التيجاني لنفي اتهاماته بالتحرش؛ فإنه أغلق صفحته الرسمية على «فيسبوك»، مساء الخميس، كما قام بإغلاق حسابه الشخصي، وحصر الوصول إليه على أصدقائه فحسب.

وأوضح المحامي المصري، محمد عثمان، أن التيجاني يواجه عقوبة السجن أو الغرامة المالية بموجب قانون «جرائم تقنية المعلومات»، حال ثبوت استخدامه مواقع التواصل الاجتماعي للتحرش بالفتيات، بالإضافة إلى عقوبة السجن التي قد تصل إلى 7 سنوات حال ثبوت وقائع «التحرش».

وقال عثمان لـ«الشرق الأوسط» إن إثبات واقعة التحرش «ليس أمراً سهلاً، لكن في الوقت نفسه هناك تحقيقات وتحريات سيتم إجراؤها للتأكد من أحاديث السيدات والفتيات اللاتي قدمن البلاغات»، مشيراً إلى أن النيابة ستكون طرفاً محايداً في القضية، وستحقق أيضاً في البلاغ الذي قدمه التيجاني ضد الفتاة التي اتهمته بالتحرش ووالدها.

لكن المحامي المصري يشير إلى جرائم أخرى يعاقب عليها القانون، يواجهها التيجاني، مرتبطة بـ«انتحاله صفة مسؤول الطريقة التيجانية، بالإضافة إلى ما ورد في بعض مقاطع الفيديو، التي ظهر فيها، وتضمنت أحاديث تخالف الشريعة». وأكد أن «هذه الجرائم ستكون عقوبتها بحسب التوصيف القانوني الذي ستحدده النيابة».

وكان المحامي عمرو عبد السلام، قد قدم يوم الأربعاء بلاغاً ضد التيجاني، اتهمه فيه بـ«استغلال الدين للترويج لأفكار متطرفة ومغلوطة، بقصد إثارة الفتنة بين أطياف المجتمع، وزعزعة عقيدته الوسطية»، وهو البلاغ الذي جرى فيه إرفاق مقاطع فيديو من صفحته على «فيسبوك».

من جهتها، شددت الأمين العام الأسبق لـ«المجلس القومي للمرأة» على أهمية تشجيع السيدات والفتيات على الإبلاغ عن وقائع التحرش، دون الخوف من نظرة المجتمع، الأمر الذي سيساعد على الحد من هذه الظاهرة، التي ترصد الإحصائيات تراجعها في مصر بشكل حقيقي، لافتة إلى أن المجلس «يعمل على زيادة حملات التوعية، مع وجود قوانين تغلظ العقوبات على المتحرشين».


مقالات ذات صلة

الأهلي المصري بطلاً لأندية أفريقيا لكرة اليد... والزمالك ثالثاً

رياضة عربية من مراسم تتويج الأهلي المصري ببطولة أفريقيا للأندية لكرة اليد (الشرق الأوسط)

الأهلي المصري بطلاً لأندية أفريقيا لكرة اليد... والزمالك ثالثاً

توج الأهلي المصري بلقب بطولة أفريقيا للأندية لكرة القدم بعد فوزه 43-22 على فريق فلاورز بطل بنين في المباراة النهائية السبت.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصلون داخل الجامع الأزهر في القاهرة (مشيخة الأزهر)

احتفاء الأزهر بـ«شهداء المقاومة» يثير جدلاً في مصر

أثار احتفاء الأزهر في مصر بـ«شهداء المقاومة» جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد عدّه دعماً للقضية الفلسطينية، ومعارض انتقد عدم ذكر اسم قادة حركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان المصري خالد الصاوي يُطلق تصريحات جدلية (صفحته في فيسبوك)

حديث خالد الصاوي عن فارق السنّ مع زوجته ينتشر في مصر

أثارت تصريحات الفنان المصري خالد الصاوي الاهتمام بحديثه عن فارق السنّ مع زوجته، متطرّقاً إلى تفاصيل خاصة بحياته، وما تعرَّض له من أزمات صحّية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق معبد رمسيس الثاني في أبو سمبل (الشرق الأوسط)

مصر تُراهن على تنوُّع مقاصدها لاجتذاب الصينيين

تُراهن مصر على تنوُّع منتجاتها السياحية ومعالمها الأثرية لاجتذاب السائحين الصينيين خلال الفترة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد عامل وعاملة يقومان بإمداد السيارات بالوقود في إحدى المحطات بالعاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

رفع أسعار الوقود يفاقم مخاوف المصريين

فاقمتْ أسعار الوقود الجديدة في مصر المخاوف بشأن موجة غلاء مرتقبة في البلاد. وأعلنت وزارة البترول، أمس (الجمعة)، رفع أسعار الوقود ليشمل البنزين والسولار، بنسب.

أحمد عدلي (القاهرة)

مطالب جزائرية ملحَّة بـ«اعتراف فرنسا بجرائم الاستعمار»

تدهور العلاقات الجزائرية - الفرنسية كان سبباً في إلغاء زيارة الرئيس تبون إلى باريس (أ.ف.ب)
تدهور العلاقات الجزائرية - الفرنسية كان سبباً في إلغاء زيارة الرئيس تبون إلى باريس (أ.ف.ب)
TT

مطالب جزائرية ملحَّة بـ«اعتراف فرنسا بجرائم الاستعمار»

تدهور العلاقات الجزائرية - الفرنسية كان سبباً في إلغاء زيارة الرئيس تبون إلى باريس (أ.ف.ب)
تدهور العلاقات الجزائرية - الفرنسية كان سبباً في إلغاء زيارة الرئيس تبون إلى باريس (أ.ف.ب)

بينما ازدادت العلاقات الجزائرية - الفرنسية تدهوراً خلال الشهور الأخيرة، شدد كبار المسؤولين الجزائريين وناشطون في تنظيمات مهتمة بالتاريخ على تمسكهم بمطلب «اعتراف الدولة الفرنسية بجريمة الاستعمار»، المرتكبة خلال فترة الاحتلال (1830 - 1962).

الرئيس الجزائري هاجم اليمين الفرنسي بسبب ضغوط لإلغاء اتفاق الهجرة (الرئاسة)

وتجدد الخطاب المعادي لفرنسا بمناسبة احتفالات الجزائريين بمرور 63 سنة على «مظاهرات باريس 17 أكتوبر/ تشرين الثاني 1961»، حينما تعرض مئات المهاجرين الجزائريين في فرنسا لقمع شديد على أيدي الشرطة الباريسية، بسبب خروجهم في مظاهرات دعماً لثورة التحرير، التي كانت تقترب من نهايتها. وخلَّف التدخل الأمني العنيف للمظاهراتلا ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى، حسب كتب أرّخت للأحداث.

أعضاء لجنة الذاكرة خلال اجتماع لهم بالرئيس تبون نهاية 2022 (الرئاسة الجزائرية)

ونُظّمت مؤتمرات وندوات في عدة مناطق بالجزائر، خلال اليومين الأخيرين، استحضرت الذكرى، ترأس بعضها وزير المجاهدين، العيد ربيقة، الذي أكد «تمسك الجزائريين باحترام واجب الذاكرة، ما يبقينا على عهد الألم والذكرى، والتقدير لدماء الجزائريين سفراء الوطن، ومدولي القضية العادلة في عقر دار المستعمر»، ويقصد بذلك أن «أحداث 17 أكتوبر 1961» سرّعت من رفع «القضية الجزائرية» أمام الأمم المتحدة، وكانت سبباً في تدويلها، ومهّدت لخروج الاستعمار من البلاد في 1962.

صورة أرشيفية لمظاهرات 8 مايو 1945 بشرق الجزائر (مؤسسة الأرشيف الجزائري)

وعدّ الوزير مظاهرات المهاجرين في باريس «يوماً حزيناً من أيام الدفاع عن الوطن المفدى، فهي ذاكرة تحيل الجزائريين على يوم خارج الإنسانية... يوم سجل مجازر دموية وجرائم خارج العرف الإنساني، فكان نهر السين شاهداً على تقتيل شعب أراد حقه في البقاء على شرف السيادة والحرية، وعلى ترويع متوحش ضد أبنائنا المسالمين».

وحسب كتب التاريخ، فقد رمى البوليس الفرنسي بالعديد من المتظاهرين في نهر السين، عندما كان يطاردهم بين الأزقة والشوارع، بذريعة «خرق حظر التجوال»، الذي فرضه عليهم يومها، كرد فعل على نداء «جبهة التحرير الوطني» الجزائرية إلى تنظيم احتجاجات ضد المستعمر في بلده.

متظاهرون جزائريون اعتقلوا في بوتو غرب باريس خلال مظاهرة 17 أكتوبر 1961 (مؤسسة الأرشيف الجزائري)

وأكد الرئيس تبون، في خطاب مكتوب بالمناسبة، نشرته الرئاسة، على «تمسك الجزائر بمبدأ الحق والإنصاف في قضية المهاجرين ‏الجزائريين، ضحايا مظاهرات 17 أكتوبر، وعدم تكريس النسيان على هذه الأحداث ‏الدامية»، عاداً «المشاهد المأساوية في محطات مترو الأنفاق، وجسور نهر السين بباريس، التي يحتفظ بها الأرشيف الموثق لحقد الاستعمار ودمويته وعنصريته في تلك اللحظات المجنونة، الخارجة عن أدنى حس حضاري وإنساني، تأكيداً على عمق الرابطة الوطنية المقدسة بين أبناء وطننا العزيز».

وفي إسقاط على واقع العلاقة مع باريس، هاجم تبون «أوساطاً متطرفة (في فرنسا)، تحاول تزييف ملف الذاكرة أو إحالته إلى رفوف النسيان»، في إشارة إلى رفض اليمين التقليدي واليمين المتطرف في فرنسا أي تنازل من جانب باريس في «قضية الاشتغال على الذاكرة»، التي تعني جزائرياً الاعتراف بـ«جريمة الاستعمار»، و«طلب الصفح من الضحية». ويدعو الفرنسيون إلى «فصل براغماتي بين الذاكرة ومستقبل العلاقات الثنائية»، وهو الأمر الذي يتحفظ عليه الجزائريون بشدة، وهو ما كان أيضاً سبباً في عدم تطبيع العلاقات بشكل كامل، على الرغم من استمرار التجارة، و«التبادل الإنساني» بين ضفتي المتوسط.

صورة لأحد التفجيرات النووية في الجزائر (مؤسسة الأرشيف الجزائري)

وكان مرتقباً أن يزور تبون فرنسا، بداية الشهر الحالي، على أساس اتفاق جرى بينه وبين الرئيس إيمانويل ماكرون في أبريل (نيسان) الماضي. غير أن المشروع تم التخلي عنه، وصرح تبون للصحافة في بداية هذا الشهر بأنه يرفض التوجه إلى باريس في الظروف الحالية، عادّاً الخطوة «إهانةً» لبلده. ولمح في تصريحاته إلى وجود سببين لإلغاء الزيارة: الأول، ضغط يمارسه اليمين التقليدي واليمين المتطرف في فرنسا لإلغاء «اتفاق الهجرة 1968»، الذي يُسيّر مسائل الإقامة والدراسة والعمل في فرنسا بالنسبة للجزائريين، بحجة أنه «يقيد خطة التصدي للهجرة»، التي تطبقها الحكومة. أما السبب الثاني فهو إعلان ماكرون نهاية يوليو (تموز) الماضي، دعم فرنسا مقترح الحكم الذاتي للصحراء، ما دفع الجزائر إلى التنديد بشدة به، وسحب سفيرها من باريس.