الحكومة المصرية تؤكد رغبة القاهرة وأنقرة في مزيد من تطوير العلاقات

مدبولي قال إن زيارة السيسي إلى تركيا تؤسس لـ«مرحلة جديدة»

اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)
اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)
TT

الحكومة المصرية تؤكد رغبة القاهرة وأنقرة في مزيد من تطوير العلاقات

اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)
اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

أكدت الحكومة المصرية أن «هناك رغبة صادقة لمصر وتركيا في إحداث المزيد من تطوير العلاقات والتعاون بينهما خلال المرحلة المقبلة». وقال رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، إن «زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتركيا خلال الأيام الماضية، التي تعد أول زيارة له لأنقرة، تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والتكامل بين البلدين».

وأضاف مدبولي خلال اجتماع مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، في العاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، أن «هذه الزيارة سيكون لها أثر إيجابي في إرساء وتوطيد التعاون بمختلف المجالات، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي والتبادل التجاري».

وزار الرئيس المصري، تركيا، الأربعاء الماضي، تلبية للدعوة المقدمة من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال زيارته للقاهرة في فبراير (شباط) الماضي، التي كانت الأولى من نوعها أيضاً.

ووفق إفادة للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، حينها، فإن زيارة السيسي التاريخية لتركيا «تمثل محطة جديدة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين، وللبناء على زيارة الرئيس إردوغان التاريخية لمصر، وتأسيساً لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك، سواء على المستوى الثنائي، أو على مستوى الإقليمي، الذي يشهد تحديات جمة تتطلب التشاور والتنسيق بين البلدين».

الرئيسان السيسي وإردوغان في تركيا (الرئاسة المصرية)

وشهدت العلاقات المصرية-التركية اتجاهاً متصاعداً نحو التطبيع، بعد عقد كامل من الانقطاع والتوتر، بسبب دعم أنقرة تنظيم «الإخوان» المحظور في مصر منذ نهاية عام 2013. وتسارع مسار التطبيع منذ مصافحة إردوغان والسيسي خلال افتتاح مونديال كأس العالم في قطر عام 2022. وأعلن البلدان في يوليو (تموز) من العام الماضي، ترفيع العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى السفراء.

وبلغ التقارب ذروته مع زيارة إردوغان للقاهرة.

وقال السيسي خلال مؤتمر صحافي مع إردوغان، في تركيا، تناولت مباحثاتنا تأكيد أهمية تيسير حركة التجارة البينية، وتوسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وتركيا بهدف رفع التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات المقبلة، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة بين البلدين، ومنح التسهيلات الممكنة لرجال الأعمال الأتراك، في ظل مناخ الاستثمار المتميز بمصر، الذي مكنهم من زيادة حجم أعمالهم، وبيع منتجاتهم في مصر، والتصدير للخارج. وأكد الرئيس المصري أن «ما تعيشه منطقتنا وعالمنا اليوم من أزمات وتحديات بالغة، توضح أهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين مصر وتركيا».

وبحسب بيان لـ«مجلس الوزراء المصري»، الأربعاء، أوضح مدبولي أن زيارة الرئيس السيسي لتركيا «ستعمل أيضاً على تعزيز الاستثمارات المشتركة خصوصاً بعد توقيع عدد من مذكرات التفاهم التي تهدف إلى وضع إطار مؤسسي جديد للتعاون بين البلدين، وهو ما يدعونا بصفتنا حكومة للبناء على ذلك، والمضي قدماً في سبيل تحقيق مستهدفات الدولة في هذا الشأن».

في سياق آخر، قال مدبولي إن زيارته للعاصمة الصينية بكين، ومشاركته نيابة عن الرئيس المصري في «منتدى التعاون الصيني-الأفريقي»، كانت لها نتائج إيجابية بفضل ما تم توقيعه من عقود لعدد من المشروعات التي ستقام داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وكذلك توقيع مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون بمجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بين مصر والصين.

السيسي وإردوغان خلال «الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي» بين القاهرة وأنقرة (الرئاسة المصرية)

في غضون ذلك، وافق مجلس الوزراء، الأربعاء، على «مد فترة توفيق أوضاع وتقنين إقامة الأجانب المقيمين في البلاد بصورة غير شرعية لمدة عام إضافي»، وذلك حتى يتسنى تسوية أوضاع شريحة جديدة من الأجانب المستهدفين من قرار رئيس مجلس الوزراء، الصادر خلال عام 2023، والخاص بهذا الشأن.

وكان رئيس مجلس الوزراء، قد أصدر قراراً في نهاية أغسطس (آب) 2023، بأنه «يجب على الأجانب المقيمين في البلاد بصورة غير شرعية توفيق أوضاعهم وتقنين إقامتهم، شريطة وجود مُستضيف مصري الجنسية، وذلك خلال 3 أشهر من تاريخ العمل بهذا القرار، مُقابل سداد مصروفات إدارية بما يعادل ألف دولار أميركي (الدولار يعادل نحو 48.37 جنيهاً في المتوسط) تودع بالحساب المخصص لذلك، وفقاً للقواعد والإجراءات والضوابط التي حددتها وزارة الداخلية المصرية».

كما طالبت «الداخلية المصرية» في يناير (كانون الثاني) الماضي، الأجانب المقيمين في مصر بصورة «غير شرعية» بـ«سرعة تقنين الأوضاع وتوفيق الإقامة داخل البلاد».


مقالات ذات صلة

أميركا ستقدم مساعدات عسكرية لمصر بقيمة 1.3 مليار دولار

الولايات المتحدة​ قوات عسكرية تتواجد في شمال سيناء بمصر (أرشيفية -رويترز)

أميركا ستقدم مساعدات عسكرية لمصر بقيمة 1.3 مليار دولار

أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن إدارة الرئيس جو بايدن أخطرت الكونغرس الأميركي اليوم (الأربعاء) أنها ستقدم لمصر مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا جانب من مناقشات اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب لمشروع قانون الإجراءات الجنائية (اللجنة)

مصر: «تشريعية البرلمان» توافق على «الإجراءات الجنائية»

وافقت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب المصري (البرلمان)، على مشروع قانون الإجراءات الجنائية، وسط اعتراض من نقابة الصحافيين.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا وزير البترول المصري خلال زيارته «منجم السكري» نهاية الشهر الماضي (مجلس الوزراء المصري)

تفاعل «سوشيالي» في مصر مع «صفقة السكري»

أثار الإعلان عن تنفيذ صفقة استحواذ شركة «أنغلوغولد أشانتي» على شركة «سنتامين» المسؤولة عن تشغيل منجم «السكري» في مصر، تفاعلاً «سوشيالياً».

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري خلال محادثات مع نظيره الألماني في القاهرة (الرئاسة المصرية)

محادثات مصرية - ألمانية تناولت «سد النهضة» ومستجدات المنطقة

أكد الرئيس المصري أنه اتفق مع نظيره الألماني على أهمية التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء نظيره الألماني فرنك فالتر شتاينماير (د.ب.أ)

السيسي وشتاينماير يبحثان حرب غزة وسد النهضة

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إنه بحث، الأربعاء، مع نظيره الألماني فرنك فالتر شتاينماير الأوضاعَ في قطاع غزة وأهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

​البعثة الأممية تستأنف وساطتها لحل أزمة «المركزي» الليبي

اجتماع عقيلة صالح مع ديكارلو (مجلس النواب)
اجتماع عقيلة صالح مع ديكارلو (مجلس النواب)
TT

​البعثة الأممية تستأنف وساطتها لحل أزمة «المركزي» الليبي

اجتماع عقيلة صالح مع ديكارلو (مجلس النواب)
اجتماع عقيلة صالح مع ديكارلو (مجلس النواب)

اجتمع ممثلون عن مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» من جهة، والمجلس الرئاسي من جهة ثانية مساء الأربعاء، في العاصمة الليبية طرابلس برعاية بعثة الأمم المتحدة، لإبرام اتفاق نهائي لحل الأزمة المتعلقة بإدارة «المصرف المركزي».

واستبق رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، نتائج الاجتماع، بتحميل «المجلس الرئاسي»، الذي يقوده محمد المنفي، مسؤولية هذه الأزمة. وعدّ خلال اجتماعه في مدينة القبة، مع وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روز ماري ديكارلو، أن «سبب هذه الأزمة تجاوز الرئاسي لمهامه وواجباته المحددة في الاتفاق السياسي، وقفزه على اختصاصات مجلسي النواب والأعلى للدولة»، مجدداً تأكيده على أن «الرئاسي يتحمل كامل المسؤولية على اقتحام المصرف والعبث بمحتوياته، وكان آخرها ما حدث في إحدى أهم إدارته: المالية والمعلوماتية».

ونقل بيان لمجلس النواب عن ديكارلو، تأكيدها في المقابل: «ضرورة استئناف العملية السياسية فور إنهاء هذه الأزمة بحيث يتم الذهاب إلى تشكيل حكومة موحدة، وإنهاء الانقسام السياسي والمؤسسي، والعمل على تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن». كما أشادت بما تحقق من إنجازات في مجال الإعمار والتنمية، والمصالحة الوطنية في الجنوب الليبي.

وأوضح بيان «النواب» أن الاجتماع، الذي حضرته القائمة بأعمال البعثة الأممية، ستيفاني خوري، ناقش سُبل حلحلة أزمة المصرف استناداً إلى بنود الاتفاق السياسي، و«اتفاق بوزنيقة» بشأن المناصب السيادية، بما يضمن تفادي استمرار الأزمة، ووقف آثارها السلبية على الاقتصاد الوطني، والوضع المالي للدولة الليبية.

جانب من لقاءات المسؤولة الأممية في طرابلس (المجلس الأعلى للدولة)

وأكدت ديكارلو، في ختام زيارتها إلى ليبيا، الحاجة إلى «التوافق على مسار ينهي الانسداد السياسي الراهن، ويفضي إلى إجراء انتخابات عامة». وجدّدت التعبير عن «التزام الأمم المتحدة بدعم عملية سياسية شاملة يقودها الليبيون لتحقيق تطلعات الشعب الليبي إلى السلام والاستقرار».

وكانت البعثة الأممية، قد أعلنت استئناف المشاورات، التي تقودها لحل هذه الأزمة بالاتفاق مع ممثلي مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» من جهة، وممثل «المجلس الرئاسي» من جهة أخرى، الأربعاء بمقرها في طرابلس، مشيرة إلى أنها تواصل مساعيها المكثفة مع كل الأطراف المعنية، وعدت أن «الوقت عامل حاسم في التوصل إلى حل توافقي للأزمة والحد من آثارها السلبية».

وتوقّع أعضاء في مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» أن «يتم إبرام اتفاق نهائي لحل أزمة المصرف عقب اجتماع الأربعاء»، بينما سجلت عضوة المجلس الأعلى للدولة، أمينة المحجوب، اعتراضها على تصريحات البعثة الأممية الأخيرة. وعدّت أنها بتلك الطريقة «أصبحت الحاكم الفعلي داخل ليبيا». وقالت في تصريحات تلفزيونية، مساء الثلاثاء، إن «على البعثة ألا تتدخل بصورة سافرة في عمل مجلسي النواب والأعلى للدولة، أو أن تفرض عليهم أسماء محددة».

وكانت ديكارلو، قد اجتمعت، مساء الثلاثاء، برئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السايح، وأعضاء مجلس المفوضية، كما التقت مع رؤساء اللجان في المجلس الأعلى للدولة، وممثلين لتجمعات الأحزاب السياسية، واستمعت إلى شواغل ممثلي المجتمع المدني والشباب، مشيرة إلى تأكيدها في مختلف اللقاءات «التزام الأمم المتحدة بالعمل للتوصل إلى تسوية سياسية بشأن إطار قانوني للانتخابات يقبل به الجميع، ويمكن تنفيذه من الناحية الفنية، كما سلطت الضوء على دعم المجتمع الدولي لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لتسيير عملية سياسية شاملة».

وتجنبت ديكارلو الاجتماع بخالد المشري ومحمد تكالة بسبب النزاع بينهما على رئاسة المجلس «الأعلى للدولة».

بدوره، أوضح «المجلس الأعلى»، أن «رؤساء لجانه الدائمة ناقشوا مع ديكارلو، دور المجلس في هذه المرحلة للدفع بالعملية السياسية للوصول إلى الانتخابات»، لافتاً إلى «تأكيد ممثليه على أهمية مواصلة هذه الجهود، ووضع حد لعرقلة المجلس في أداء مهامه المنوطة به، ورفضهم القرارات الأحادية الجانب، بما في ذلك الأزمة الحاصلة بالمصرف المركزي، وما تسببت فيه من مخاطر وضع ليبيا المالي محلياً ودولياً».