مصر: هل تحُدّ «مجموعات التقوية» الرسمية من الدروس الخصوصية؟

مع قرار وزارة التعليم زيادة رسومها وتعميمها

جانب من مراجعات دراسية في المدارس العام الماضي (وزارة التربية والتعليم)
جانب من مراجعات دراسية في المدارس العام الماضي (وزارة التربية والتعليم)
TT

مصر: هل تحُدّ «مجموعات التقوية» الرسمية من الدروس الخصوصية؟

جانب من مراجعات دراسية في المدارس العام الماضي (وزارة التربية والتعليم)
جانب من مراجعات دراسية في المدارس العام الماضي (وزارة التربية والتعليم)

استعدّت الإدارات التعليمية في مصر لتطبيق قرار وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف، بدء «مجموعات التقوية» في المدارس، بالتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد، الشهر الحالي، وبموجب الضوابط الجديدة التي تضمَّنت زيادة أسعار «مجموعات التقوية»، لتكون بحد أقصى 100 جنيه (الدولار يساوي 48.56 جنيهاً في البنوك المصرية)، فضلاً عن مجموعات متميزة مقابل 150 جنيهاً.

وأثار قرار وزارة التعليم تساؤلات بشأن إمكانية «مجموعات التقوية» في مواجهة الدروس الخصوصية التي تشتكي منها أسر مصرية بسبب تكاليفها المرتفعة.

وحدّدت الوزارة مدة مجموعات التقوية بساعتين أسبوعياً، وفق نظام عمل يسمح بإشراك جميع المدرسين بالمدارس في المجموعات، مع إمكانية الاستعانة بمدرسين من المدارس الأخرى، وفق ضوابط نظّمها القرار الوزاري الصادر مطلع الشهر الحالي.

ووفق مصدر بوزارة التعليم، تحدّث لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم ذكر اسمه، فإن «إجراءات تطبيق القرار دخلت بالفعل حيز التنفيذ، من خلال التواصل المباشر بين الوزارة ومختلف الإدارات التعليمية على مستوى ربوع البلاد، لاستلام جدول متكامل للمجموعات الدراسية بمختلف المدارس، قبل نهاية الأسبوع المقبل؛ لتحديد المدارس التي سيكون بها عجز والتعامل معها».

وأضاف المصدر موضحاً أن هناك عدة إجراءات يجري العمل عليها من أجل تحقيق تكافؤ الفرص بين المدارس، مؤكداً أن التحرك في مسار «مجموعات التقوية» يأتي بالتزامن مع التحرك بمسار مواجهة مراكز الدروس الخصوصية التي تعمل بشكل مخالف للقانون.

وزير التربية والتعليم خلال جولة لتفقّد بعض المدارس (وزارة التربية والتعليم)

وترهن عضو لجنة «التعليم والبحث العلمي» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائبة حنان حسني، مدى قدرة «مجموعات التقوية» على الحد من الدروس الخصوصية بتصرفات أولياء الأمور، ومدى قدرتهم على الاستجابة للقرارات التي تهدف إلى إعادة ضبط العملية التعليمية، مشيرةً إلى أن «الدروس الخصوصية تحوّلت في السنوات الماضية إلى أحد مظاهر التباهي، بعدما كان الطالب يعتمد على المدرسة بشكل أساسي».

وأوضحت حسني لـ«الشرق الأوسط» أنه على الرغم من التحفظ على الحد الأقصى لأسعار الحصص في «مجموعات التقوية»، التي يفترض أن تكون أقل، فإنها لا تزال أقل بنسبة كبيرة عن الأسعار التي يدفعها الطلاب في الدروس الخصوصية بالمراكز المختصة.

طلاب مصريون يؤدون الامتحانات في وقت سابق (وزارة التربية والتعليم)

ومنحت وزارة التعليم الحق لكل مدرسة في تحديد العدد الإجمالي للطلاب بـ«مجموعة التقوية» الواحدة، وتحديد قيمة الاشتراك لكل مجموعة، على ألّا يتجاوز العدد الإجمالي للطلاب في أي مجموعة دراسية 25 طالباً، وأن يختص مجلس إدارة المدرسة بتحديد قيمة مبلغ الاشتراك بالمجموعة، مع اعتمادها من قِبل مجلس الأمناء والآباء.

كما يجوز لمجلس إدارة المدرسة تحديد مبلغ مقابل حافز اشتراك إضافي للمجموعات المتميزة، بما لا يتجاوز 50 جنيهاً، ويُطبق ذلك الحافز على المجموعات التي لا يزيد عدد طلابها على 10 طلاب.

ويرى الخبير التربوي المصري، الدكتور حسن شحاتة، أن الضوابط الجديدة ستجعل «مجموعات التقوية» أكثر انضباطاً، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الرقابة من مجلس الآباء، والمتابعة من مسؤولي «التعليم»، أمور ستجعلها أكثر فائدةً بالنسبة للطلاب من الدروس الخصوصية.

وأكّد أهمية اقتناع الطلاب بالمجموعات بديلاً للدروس، وخصوصاً أن الأعداد فيها ستكون أقل مقارنةً بالدروس الخصوصية، التي تصل بعض المجموعات بها إلى 100 طالب، مشدداً على دور المتابعة والمراقبة في نجاح التجربة مع بداية العام الدراسي الجديد.


مقالات ذات صلة

مصر: جرعة العنف والبلطجة تفجّر سجالاً حول الدراما الرمضانية

يوميات الشرق أحمد السقا وطارق لطفي في مشهد من «العتاولة 2» (حسابه على «فيسبوك»)

مصر: جرعة العنف والبلطجة تفجّر سجالاً حول الدراما الرمضانية

أثارت الدراما الرمضانية سجالاً بين إعلاميين في مصر، بعد أن وجّه محامٍ يعمل بالإعلام رسالة لوزير الداخلية منتقداً فيها ما جاء في مسلسلات رمضان من عنف وبلطجة.

أحمد عدلي (القاهرة )
العالم العربي أحمد سامي وشقيقه ورفيقه يشعلون ألعاباً نارية (الشرق الأوسط)

«صواريخ رمضان» تؤرق المصريين رغم الملاحقات الأمنية

أرق انتشار «الصواريخ النارية»، التي تتميز بصوت انفجاري قوي، فضلاً عن إمكانية تسببها في إصابة من يقترب منها، قطاعات واسعة من المصريين، خصوصاً بعدما أثارت أزمات.

رحاب عليوة (القاهرة)
يوميات الشرق أبطال مسلسل «ولاد الشمس» حازوا إشادات بالأداء (الشركة المنتجة)

«ولاد الشمس» يجدد أزمة الحقوق الأدبية بتوظيف قصائد «الفاجومي»

جدّد المسلسل المصري «ولاد الشمس» أزمة الحقوق الخاصة بالمؤلفين، بعدما وظّف صناع المسلسل قصائد للشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم دون الإشارة إليه.

انتصار دردير (القاهرة )
العالم العربي وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (أ.ف.ب)

مصر تدعو إلى تكثيف الجهود الدولية لتنفيذ الخطة العربية لإعادة إعمار غزة

أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، الاثنين، على أهمية تكثيف الجهود الدولية لضمان تنفيذ الخطة العربية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية الأهلي في تدريباته الجماعية التحضيرية للديربي (الأهلي المصري)

ديربي الزمالك والأهلي الـ130 يجدد الصراع في الدوري المصري

بعد نحو أسبوعين من لقائهما في المرحلة 15 من الدوري المصري، يتجدد الصراع بين قطبي الكرة المصرية حين يستقبل الزمالك غريمه الأهلي الثلاثاء في ديربي القاهرة الـ130.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

فتح الحدود بين الجزائر والمغرب استثنائياً لتسليم مهاجرين مفرج عنهم

المعبر الحدودي الجزائري «العقيد لطفي»... (متداولة)
المعبر الحدودي الجزائري «العقيد لطفي»... (متداولة)
TT

فتح الحدود بين الجزائر والمغرب استثنائياً لتسليم مهاجرين مفرج عنهم

المعبر الحدودي الجزائري «العقيد لطفي»... (متداولة)
المعبر الحدودي الجزائري «العقيد لطفي»... (متداولة)

أعلنت جمعية مغربية؛ مهتمة بأوضاع المهاجرين الذين يواجهون مخاطر، عن فتح الحدود مع الجزائر استثنائياً مرتين، لتسلم 74 مغربياً على دفعتين، كانوا محتجزين لدى السلطات الجزائرية لتوقيفهم بتهمة محاولة الهجرة غير النظامية إلى سواحل أوروبا سراً. ورغم أن العلاقات بين الجارين المغاربيين مقطوعة منذ نحو 4 سنوات، والحدود مغلقة منذ 31 عاماً، فإنهما حافظا على أشكال من التعاون في طبقاتها الدنيا، كما هي الحال في مجال مواجهة الهجرة غير النظامية، حيث تشهد الحدود مرور عدد كبير من الأشخاص، بغرض عبور البحر المتوسط في قوارب تقليدية، باتجاه سواحل إسبانيا القريبة من البلدين.

صورة لمهاجرين من جنوب الصحراء اعتقلهم الجيش الجزائري (ارشيف وزارة الدفاع الجزائرية)

وفي بلاغين متتاليين، أعلنت «الجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين في وضعية صعبة»، عبر حساباتها في وسائل الإعلام الاجتماعي، عن الإفراج عن رعايا مغاربة كانوا محتجزين في الجزائر لمحاولتهم الهجرة نحو أوروبا، مؤكدة أنه في 27 فبراير (شباط) الماضي و6 مارس (آذار) الحالي، جرى تسليم 42 و32 شاباً مغربياً على التوالي، إلى السلطات المغربية عبر معبرَي «زوج أبغال» من جهة المغرب، و«العقيد لطفي» من جهة الجزائر. وأكدت الجمعية أن هؤلاء المهاجرين كانوا قد قضوا فترات في السجون الجزائرية، أو ظلوا محتجزين إدارياً أشهراً عدة، مشيرة إلى أن 4 آخرين انتهت مدة عقوبتهم منذ شهرين، لكنهم لم يغادروا السجن لعدم تأدية الغرامة التي فرضها عليهم القضاء، موضحة أن بعض هؤلاء اعتقلوا خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا. ويتحدر المفرج عنهم الـ74، وفق الجمعية، من 20 محافظة في المغرب، ذكرتها بالاسم.

المعبر الحدودي بين البلدين (متداولة)

ولفتت «الجمعية» إلى أن عمليات تسليمهم الأخيرة «جزء من ملف أكبر يضم أكثر من 520 حالة لمهاجرين مغاربة عبر مسارات مختلفة، مثل: تونس وليبيا والجزائر». وطالبت السلطات الجزائرية بـ«تسليم جثث 6 مغاربة؛ بينها جثتان لفتاتين من المنطقة الشرقية، ينتظر أهلهما الإفراج عنهما لدفنهما، كبقية الجثث التي عملت الجمعية في وقت سابق على تيسير التدابير القضائية والإدارية والتقنية بغرض التسليم». وأكدت مصادر حكومية جزائرية لـ«الشرق الأوسط» أن عمليات تسليم الرعايا المغاربة جرت بفضل التنسيق مع قنصليات المغرب في العاصمة الجزائر، وفي وهران وتلمسان غرب البلاد. وتشتغل الجمعية المغربية على تعزيز التعاون بين المغرب والجزائر لتسريع إجراءات الترحيل، وتدعو إلى «محاربة الشبكات الإجرامية التي تستغل معاناة الشباب المغاربة». وهاجمت في بيانات لها «العصابات والسماسرة، الذين يتحركون غالباً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويستغلون الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية للمهاجرين المحتملين لإغرائهم برحلات محفوفة بالمخاطر»، مؤكدة أنها تعتزم «اتخاذ إجراءات قانونية بالتعاون مع الأسر، لفضح هذه الشبكات وحماية المهاجرين الضعفاء».

مهاجران يتلقيان الاسعافات بعد انقاذهما من الغرق في عرض المتوسط (أرشيف وزارة الدفاع الجزائرية)

ويبدو أن التعاون بين الجزائر والمغرب في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية وفتح الحدود حدث غير عادي، بالنظر إلى التوترات المتصاعدة بين البلدين منذ 24 أغسطس (آب) 2021، عندما قررت الجزائر قطع علاقتها مع جارها المغرب الذي اتهمته بـ«إظهار سلوك عدائي ضدها».

وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه، أوقفت الجزائر تصدير الغاز إلى المغرب عبر الأنبوب الذي ينطلق من أراضيها إلى إسبانيا؛ مما أثار مزيداً من الصراعات بينهما.

الدفاع المدني الاسباني خلال عملية انقاذ مهاجرين بالمتوسط (الدفاع المدني الاسباني)

وظلت العلاقات في تدهور مستمر منذ إغلاق الحدود عام 1994، على خلفية اتهام الرباط المخابرات الجزائرية بالتورط في قتل سياح أوروبيين داخل فندق بمراكش. أما منشأ كل هذه المشكلات، فيعود إلى خلافهما بشأن قضية الصحراء. فالجزائر من أكبر الداعمين لجبهة «البوليساريو» التي تطالب بالاستقلال عن المغرب في منطقة الصحراء، بينما يعدّها المغرب جزءاً لا يتجزأ من أراضيه.