مقتل 132 شخصاً على الأقل في انهيار سد بشرق السودان

الفيضانات أجبرت المواطنين على الفرار إلى مناطق مرتفعة هرباً من المياه (أ.ف.ب)
الفيضانات أجبرت المواطنين على الفرار إلى مناطق مرتفعة هرباً من المياه (أ.ف.ب)
TT

مقتل 132 شخصاً على الأقل في انهيار سد بشرق السودان

الفيضانات أجبرت المواطنين على الفرار إلى مناطق مرتفعة هرباً من المياه (أ.ف.ب)
الفيضانات أجبرت المواطنين على الفرار إلى مناطق مرتفعة هرباً من المياه (أ.ف.ب)

قالت وزارة الصحة السودانية إن 132 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم جرّاء انهيار سد نتيجة أمطار غزيرة في شرق السودان، في أحدث مأساة يشهدها البلد الذي يعاني المجاعة بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عام.

سودانيون يتفقدون الأضرار بعد انهيار سد أربعات على بُعد 40 كيلومتراً شمال بورتسودان (أ.ف.ب)

ولا يزال كثير من الأشخاص في عداد المفقودين، بعد انهيار سد أربعات، الذي يحتوي على خزان يُعدّ المصدر الرئيسي للمياه العذبة لمدينة بورتسودان، القريبة على البحر الأحمر، وفقاً لما ذكره الموقع الإخباري الإلكتروني لصحيفة «التغيير» السودانية.

سودانيون يحملون قارباً في المياه الموحلة بعد انهيار سد أربعات (أ.ف.ب)

وقال الموقع، نقلاً عن شهود عيان، إن الفيضانات دمرت منازل، وجرفت مركبات، وأجبرت المواطنين على الفرار إلى مناطق مرتفعة، وفقاً لما ذكرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

لا يزال كثير من الأشخاص في عداد المفقودين بعد انهيار سد أربعات (أ.ف.ب)

وقد تسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات في السودان، هذا الصيف، في إلحاق الأضرار بما يقدر بـ317 ألف شخص، وأسفرت عن مقتل 39 شخصاً، وفقاً لما ذكره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

ويهدد انهيار السد بتفاقم انتشار مرض الكوليرا الذي ظهر في البلاد.


مقالات ذات صلة

سيول جديدة تدمر مدينة في شرق السودان وتخلف قتلى ومئات المفقودين

شمال افريقيا إحدى القرى التي غمرتها مياه الفيضانات في طوكر (مواقع التواصل)

سيول جديدة تدمر مدينة في شرق السودان وتخلف قتلى ومئات المفقودين

تبعد طوكر نحو 250 كيلومتراً من مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر، ويقطنها أكثر من 170 ألف نسمة، وظلت تعاني لفترات طويلة من الإهمال الحكومي المركزي.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
خاص العميد عمر حمدان (الثالث من اليمين) خلال لقاء مع ممثلين للسعودية والاتحاد الأفريقي في جنيف (موقع «إكس»)

خاص «الدعم السريع»: لن نسمح بتقسيم السودان وتكرار تجربة الجنوب

تحدث رئيس وفد «قوات الدعم السريع» إلى محادثات جنيف في حوار مع «الشرق الأوسط» عن خياراتهم إذا فشل التفاوض، ملوحاً بالحسم العسكري لكنهم لن يسمحوا بتقسيم البلاد.

عيدروس عبد العزيز (لندن)
شمال افريقيا قرى بأكملها طمرتها الفيضانات (الشرق الأوسط)

انهيار سد «أربعات» الذي يغذي بورتسودان بمياه الشرب

تشهد ولاية البحر الأحمر أمطاراً غزيرة غير معتادة، فالتي كانت تسقط في الشتاء سقطت صيفاً وبغزارة لافتة، مما جعل البعض يعتقد أن الخريف تحول «خريفين».

وجدان طلحة (بورتسودان)
الخليج علَم الإمارات (رويترز)

الإمارات: الوضع الإنساني بالسودان خرج عن مستوى التحمّل

قالت لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية في الإمارات: «إن الوضع الإنساني في السودان خرج عن مستوى التحمّل، وإن الحاجة هائلة إلى المساعدات الإنسانية…

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
شمال افريقيا المبعوث الأميركي توم بيريللو (وسط) مع ممثلين للدول والمنظمات المشاركة في محادثات جنيف خلال مؤتمر صحافي في ختام الجلسات (إ.ب.أ)

«شركاء جنيف»: غياب الجيش السوداني أعاق محاولات وقف النار

عبّر الشركاء الدوليون في محادثات جنيف لمناقشة الوضع في السودان، عن أسفهم لغياب وفد الجيش السوداني عن المحادثات، ما أعاق محاولات وقف النار.


«محاولة للخروج من العزلة»... «الداخلية المصرية» ترد على «مزاعم توبة الإخوان»

مرشد الجماعة محمد بديع خلال إحدى جلسات محاكمته في وقت سابق بمصر (أرشيفية)
مرشد الجماعة محمد بديع خلال إحدى جلسات محاكمته في وقت سابق بمصر (أرشيفية)
TT

«محاولة للخروج من العزلة»... «الداخلية المصرية» ترد على «مزاعم توبة الإخوان»

مرشد الجماعة محمد بديع خلال إحدى جلسات محاكمته في وقت سابق بمصر (أرشيفية)
مرشد الجماعة محمد بديع خلال إحدى جلسات محاكمته في وقت سابق بمصر (أرشيفية)

نفت وزارة الداخلية المصرية تلقيها أي رسائل من أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين داخل السجون، يعلنون خلالها «انشقاقهم» عن الجماعة المحظورة، واصفة الحديث عن «مبادرات للصلح»، بأنه «ادعاءات متكررة من جانب الجماعة الإرهابية لمحاولة الخروج من حالة العزلة التي تمر بها».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه.

وعلقت الداخلية المصرية، في منشور على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، الاثنين، على «مزاعم توبة عدد من أعضاء الجماعة»، مؤكدة أن «ذلك يأتي في إطار الادعاءات المتكررة من جانب جماعة الإخوان الإرهابية وترويجها لتلك المزاعم لمحاولة الخروج من حالة العزلة التي تمر بها، بعد أن فقدت مصداقيتها بأوساط الرأي العام».

وعاد الحديث عن «مبادرة الصلح» إلى المشهد من جديد بعد ما تردّد أخيراً عن طرح شباب الجماعة في السجون المصرية «مبادرة للتخلّي عن أفكارهم».

وظهرت مبادرة «الإخوان» إلى المشهد عبر رسالة منسوبة لنائب القائم بأعمال المرشد العام، حلمي الجزار (المقيم في لندن)، بثّها الإعلامي في قناة «الشرق»، ماجد عبد الله، على قناته الخاصة عبر «يوتيوب»، ونقلتها وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، طرح فيها الجزار الصلح مع الدولة المصرية، وإطلاق سراح سجناء الجماعة، مقابل اعتزال «الإخوان» العمل السياسي.

إلا أن الجماعة نفت الحديث عن «اعتزال العمل السياسي»، وقالت في بيان، مساء السبت، عبر حسابها على «إكس» إنه «بخصوص ما يتردّد بين الحين والآخر بشأن ممارسة (الإخوان) للعمل السياسي؛ تؤكد الجماعة أن عدم المنافسة على السلطة لا يعني أبداً الانسحاب من العمل السياسي الذي يظل من ثوابت مشروع الجماعة الإصلاحي».

وذكر بيان الجماعة، المُذيّل بتوقيع الجزار أيضاً، أن «مطلب ترك ممارسة السياسة الذي تحُوم حوله الشائعات والتطلعات يؤكد عدم قبول التعدّدية السياسية». وتحدّث البيان عن أن «الجماعة جزء أصيل من الشعب المصري، تدافع عن حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في كل ميدان، ولا تتخلى عنه كواجب شرعي ووطني».

الباحث المصري المتخصص في الإسلام السياسي، عماد عبد الحافظ، والمنشق عن جماعة الإخوان، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «بيان الداخلية المصرية هو إعلان قاطع وتأكيد على موقف قديم من 2013 بشأن التوجه من الإخوان، وهو موقف ثابت بعدم الاعتراف بالجماعة، وأنه لا نية لإجراء أي مصالحة معها».

واستبعد المتخصص في الإسلام السياسي، حدوث أي نوع من أنواع التصالح مع الجماعة، قائلاً إنه «توجه مرفوض، وأظن أنه سيظل كذلك، رغم ما يتردد بين الحين والآخر من وجود مبادرات للصلح». ويلفت إلى أن «هناك توجهاً شعبياً أيضاً يرفض الصلح، ويرى أن الجماعة من الصعب عودتها مجدداً».

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، شدد في يناير (كانون الثاني) عام 2015 على أن «(المصالحة) مع من مارسوا العنف (في إشارة ضمنية لجماعة الإخوان)، قرار الشعب المصري، وليس قراره شخصياً».

واستبعد عبد الحافظ أن يكون ما أثير عن مبادرة «صلح الإخوان» مرتبط بتحركات الحكومة المصرية في ملف «الحبس الاحتياطي»، مشيراً إلى أن الحديث عن الملف هو استجابة لتوصيات الحوار الوطني، وليس له علاقة بالإخوان.