تحذيرات مصرية من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان

القاهرة أكدت حتمية الوقف الشامل لإطلاق النار بغزة

السيسي خلال لقائه في القاهرة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال لقائه في القاهرة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة (الرئاسة المصرية)
TT

تحذيرات مصرية من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان

السيسي خلال لقائه في القاهرة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال لقائه في القاهرة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة (الرئاسة المصرية)

كثّفت مصر من تحذيراتها من توسيع رقعة الصراع في المنطقة على ضوء التصعيد الأخير بين «حزب الله» وإسرائيل. ونبّهت عبر إفادات رسمية عدة، الأحد، إلى «مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان»، مؤكدة «حتمية» الوقف الشامل لإطلاق النار في قطاع غزة؛ للحفاظ على استقرار وأمن المنطقة.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن «الوضع الإقليمي الراهن يتطلب وقفة حاسمة من المجتمع الدولي وجميع الأطراف الفاعلة؛ لوقف حالة التصعيد التي تهدد أمن واستقرار المنطقة بالكامل»، محذراً من «مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، المستشار أحمد فهمي.

ودعا السيسي، خلال استقباله رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الفريق أول تشارلز براون، في القاهرة، الأحد، إلى «بذل المساعي كافة، وتكثيف الضغوط، لنزع فتيل التوتر في المنطقة»، مؤكداً «ضرورة صون استقرار لبنان وسيادته». وشدد السيسي، خلال اللقاء الذي حضره وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبد المجيد صقر، على «ضرورة التجاوب مع الجهود المشتركة، المصرية - الأميركية - القطرية، الرامية للتوصل لاتفاق لوقف الحرب بقطاع غزة بشكل فوري، وتبادل الأسرى والمحتجزين، بما يسمح بتعزيز مسار التهدئة والاستقرار بالمنطقة».

ونوه الرئيس المصري إلى «صعوبة الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وما تفرضه من ضرورة وقف الحرب فوراً، لإيصال ما تحتاجه غزة من كميات هائلة من المساعدات الإغاثية والصحية»، مؤكداً «ضرورة تضافر الجهود الدولية نحو إطلاق مسار سياسي شامل، يفضي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في إطار حل الدولتين، أساساً للاستقرار الإقليمي المستدام».

تأتي التحذيرات المصرية عقب تصعيد على الجبهة اللبنانية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، شنّ ضربات استباقية في لبنان بعد رصده استعدادات لـ«حزب الله» لشنّ «هجمات واسعة النطاق» ضد إسرائيل.

طائرة إسرائيلية تطلق شعلات حرارية قرب الحدود اللبنانية (إ.ب.أ)

وأكدت القاهرة أنها «تتابع بقلق بالغ، التصعيد الجاري على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية»، بحسب إفادة رسمية لوزارة الخارجية والهجرة المصرية، الأحد. وجدّدت الدعوة لـ«تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، والعمل على إقرار التهدئة، واحتواء التصعيد». وأشارت وزارة الخارجية والهجرة المصرية إلى «أهمية الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته، وتجنيبه مخاطر انزلاق المنطقة إلى حالة عدم استقرار شاملة». وعدّت «التطورات الخطيرة والمتسارعة التي تشهدها منطقة جنوب لبنان مؤشراً واضحاً على ما سبق وحذّرت مصر منه بشأن مخاطر التصعيد غير المسؤول في المنطقة على خلفية تطورات أزمة قطاع غزة، والاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في القطاع».

وأكدت «الخارجية المصرية» حتمية الوقف الشامل لإطلاق النار، وإنهاء الحرب الجارية في قطاع غزة؛ لتجنيب الإقليم المزيد من عوامل عدم الاستقرار والصراعات والتهديد للسلم والأمن الدوليَّين.

وزير الخارجية المصري خلال لقاء نظيرته اليابانية في طوكيو لبحث التطورات الجارية بلبنان (الخارجية المصرية)

وكان التصعيد الأخير بين «حزب الله» وإسرائيل محور مباحثات جرت، الأحد، في طوكيو، بين وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، ونظيرته اليابانية، يوكو كاميكاوا، أكد عبد العاطي خلالها «حتمية منع التصعيد في المنطقة وتكثيف جهود البلدين، بالتعاون مع الشركاء الدوليين والإقليمين، لمنع انزلاق المنطقة نحو حرب إقليمية تهدد أمن المنطقة واستقرار شعوبها».

واتفق الجانبان على «أهمية مواصلة المساعي الرامية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية والطبية لسكان القطاع بصورة غير مشروطة، لوضع حد للمعاناة الإنسانية الكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني على مدار الأشهر الماضية»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد.

وأشار أبو زيد إلى أن اللقاء بين عبد العاطي وكاميكاوا هو «الثاني خلال زيارة عبد العاطي لطوكيو». وقال إنه «يأتي في إطار حرص وزيرة خارجية اليابان على بحث آخر التطورات المتصلة بالأوضاع في منطقة الشرق الأوسط عقب التصعيد الأخير في لبنان». وأضاف أن «اللقاء يعكس الاهتمام بالتشاور والتنسيق مع مصر التي تضطلع بدور مهم منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة لمنع اتساع رقعة التصعيد في الشرق الأوسط»، كما «يؤكد حرص الجانب الياباني على وقف التصعيد، وإحلال السلام في المنطقة»، على حد قوله.

وشهدت الفترة الأخيرة، اتصالات مصرية مكثفة مع أطراف دولية وإقليمية، لا سيما إيران ولبنان والولايات المتحدة، في محاولة للحد من التوتر في المنطقة، عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في طهران، واغتيال القيادي في «حزب الله» فؤاد شكر في بيروت، كما زار وزير الخارجية المصري بيروت منتصف الشهر الحالي، مؤكداً دعم بلاده استقرار لبنان.


مقالات ذات صلة

6 قتلى في ضربة إسرائيلية قرب شاطئ مدينة غزة

المشرق العربي منطقة مدمرة خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في دير البلح، وسط قطاع غزة، 25 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

6 قتلى في ضربة إسرائيلية قرب شاطئ مدينة غزة

قال مسؤولون فلسطينيون بقطاع الصحة لوكالة "رويترز" للأنباء، اليوم (الاثنين)، إن ستة فلسطينيين قُتلوا في ضربة إسرائيلية قرب شاطئ مدينة غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (د.ب.أ)

بن غفير يعلن نيته إقامة كنيس في الحرم القدسي

أفاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اليوم (الاثنين)، بأنه ينوي إقامة كنيس في الحرم القدسي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الاقتصاد مصفاة النفط «مارسدن بوينت» في نورثلاند بنيوزيلندا (رويترز)

النفط يرتفع بفعل مخاوف التصعيد في الشرق الأوسط وتوقعات خفض الفائدة الأميركية

واصلت أسعار النفط مكاسبها يوم الاثنين بفعل مخاوف من أن يؤدي تصعيد الوضع في الشرق الأوسط إلى تعطيل إمداداته الإقليمية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
المشرق العربي تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

«الفترة الأكثر فتكاً» بالصحافة... منظمات تطالب الاتحاد الأوروبي بالضغط على إسرائيل

طلب نحو ستين منظمة دولية تدافع عن الصحافة، اليوم الاثنين، من الاتحاد الأوروبي تعليق اتفاق الشراكة الذي وقّعه مع إسرائيل بسبب الانتهاكات لحرية الإعلام.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي فلسطينيات مكلومات خلال تشييع ضحايا قصف إسرائيلي في مستشفى ناصر بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز) play-circle 00:31

غزة: مفاوضات القاهرة تنتهي دون اتفاق

قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، يوم الأحد، إن الولايات المتحدة لا تزال تبذل جهوداً بالقاهرة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

وفاة غامضة لباحثة مصرية في فرنسا تثير تساؤلات واتهامات «عنصرية»

ريم مع شقيقها (حسابه على فيسبوك)
ريم مع شقيقها (حسابه على فيسبوك)
TT

وفاة غامضة لباحثة مصرية في فرنسا تثير تساؤلات واتهامات «عنصرية»

ريم مع شقيقها (حسابه على فيسبوك)
ريم مع شقيقها (حسابه على فيسبوك)

أثارت حالة وفاة غامضة لباحثة دكتوراه مصرية، ريم حامد، في فرنسا، تساؤلات واتهامات عدة، كونها جاءت عقب أسابيع من تدوينات كتبتها عبر حسابها على «فيسبوك» تحدثت فيها عن تعرضها لـ«مضايقات عنصرية» و«مراقبة مستمرة».

ووفق وزارة الخارجية والهجرة المصرية، الأحد، فإن الباحثة ريم حامد، توفيت في فرنسا، مساء الخميس 22 أغسطس (آب) الحالي. فيما تواصلت القنصلية المصرية في باريس مع السلطات الفرنسية؛ للوقوف على ملابسات الواقعة، ولموافاتها بنتائج التحقيق في أسرع وقت.

وفي التدوينات التي يعود غالبيتها لشهر يونيو (حزيران) الماضي، تحدثت الباحثة المصرية عن تعرضها لـ«العنصرية»، ومضايقات خلال حركتها في الشارع والمنزل، بالإضافة إلى مضايقات من الجيران، مع تكرار التأكيد على شعورها بأنها «مراقبة».

ووجه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بحسب بيان الوزارة، بقيام القنصلية العامة في باريس بمتابعة إجراءات وسير التحقيقات عن كثب مع السلطات الفرنسية، والوقوف على تقرير جهات الاختصاص الفرنسية لمعرفة أسباب الوفاة، كما وجه بسرعة إنهاء الإجراءات اللازمة لاستخراج شهادة الوفاة وشحن جثمان الفقيدة إلى مصر فور انتهاء التحقيقات.

ولاقى خبر وفاتها تفاعلاً كبيراً عبر مواقع التواصل مع وسم «حق_ريم» الذي برز عبر «فيسبوك» و«إكس» بالساعات الماضية، في وقت طلب فيه شقيقها نادر حامد عدم إعادة نشر أي شيء من حساب شقيقته.

وتحفظ الشقيق حامد على الاتهامات التي تنشر في وسائل الإعلام، مؤكداً عدم وجود «أي دليل جنائي حتى الآن»، مضيفاً في تدوينة عبر حسابه على «فيسبوك» أن القضية قيد التحقيق، وأنهم يقومون بمتابعتها مع محامٍ في فرنسا.

وقال السفير المصري في باريس علاء يوسف لـ«الشرق الأوسط»، إن القنصلية العامة تقوم بالتواصل مع السلطات الفرنسية فور علمها بخبر الوفاة مساء الخميس الماضي، مضيفاً أن هناك تواصلاً مكثفاً مع السلطات لمتابعة سير الإجراءات القانونية، ومتابعة صدور تقرير النيابة الفرنسية لمعرفة سبب الوفاة، واستخراج شهادة الوفاة الفرنسية حتى يتسنى شحن الجثمان إلى مصر؛ بناءً على طلب أسرة الراحلة التي تتواصل معهم.

ريم مع شقيقها (حسابه على فيسبوك)

وريم حامد هي باحثة بمرحلة الدكتوراه بجامعة «باريس ساكلاي»، حيث كانت تدرس علم «الجينومكس»، الذي يهتم بدراسة المحتوى الوراثي للكائنات الحية، وهو التخصص نفسه الذي حصلت فيه على الماجستير من الجامعة ذاتها، بحسب ما ذكرت عبر حسابها على «لينكد إن»، الذي تضمن تأكيد حصولها على دبلوم في الدراسات العليا في «المعلومات الحيوية».

وتعمل ريم في مجال «الجينوم»، وتحديداً، على فهم كيفية تنظيم التعبير الجيني، وكيف يؤثر التنظيم الجيني على أنماط التعبير الجيني في الخلايا التي يتم جمعها من مواقع تشريحية مختلفة، وفق الباحثة في مجال التكنولوجيا الحيوية، أمل غانم، التي قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن الراحلة كانت من المتميزات في هذا المجال، الذي يوجد فيه علماء وعالمات مصريون محدودون للغاية.

ورغم عدم تأكيد وجود شبهة جنائية في الوفاة حتى الآن، فإن تدوينات عدة عبر «إكس» وصفت الحادثة بـ«الاغتيال»، في حين تحدث آخرون عن معاناتها نفسياً في الفترة الأخيرة، وترددها على طبيب نفسي خلال زيارتها الأخيرة لمصر قبل الوفاة بفترة وجيزة.

ويقول مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير جمال بيومي، لـ«الشرق الأوسط»، إن التحقيقات لا تزال في بدايتها، ولا يمكن الجزم بأي شيء حول الحادث، نحن بانتظار ما ستسفر عنه تحريات الشرطة والاستماع إلى شهادات أصدقائها وزملائها في الدراسة، مشيراً إلى أن القنصلية المصرية تكلف محامياً عادة في مثل هذه النوعية من القضايا لمتابعتها.

وأوضح أن الدور المصري في هذه الحالة يقتصر على تقديم ما يتوافر من معلومات، سواء عبر أصدقاء الراحلة في مصر أو في فرنسا، وإبلاغ السلطات بها، مؤكداً أن نتائج التحقيقات قد تستغرق بعض الوقت حال وجدت السلطات أن هناك أموراً غامضة تسعى إلى التحقق منها.