«الوحدة» الليبية للسيطرة على أزمة نقص الوقود

نفت رسوّ ناقلة نفط «وطنية» بإسرائيل

المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أعلنت وصول ناقلة «أنوار أفريقيا» محمّلة بالبنزين (المؤسسة الوطنية)
المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أعلنت وصول ناقلة «أنوار أفريقيا» محمّلة بالبنزين (المؤسسة الوطنية)
TT

«الوحدة» الليبية للسيطرة على أزمة نقص الوقود

المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أعلنت وصول ناقلة «أنوار أفريقيا» محمّلة بالبنزين (المؤسسة الوطنية)
المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أعلنت وصول ناقلة «أنوار أفريقيا» محمّلة بالبنزين (المؤسسة الوطنية)

بدا أن حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في سبيلها للسيطرة على أزمة نقص الوقود، التي تعاني منها مناطق بالعاصمة طرابلس منذ عدة أيام، وجاء ذلك في وقت نفت فيه المؤسسة الوطنية للنفط ما يتم تداوله حول رسو إحدى الناقلات الوطنية في أحد الموانئ بفلسطين المحتلة.

وبخصوص حلحلة أزمة نقص الوقود، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، الخميس، وصول ناقلتين محملتين بـ70 مليون لتر من البنزين إلى ميناءي طرابلس والزاوية، مشيرة إلى أن الناقلة «أنوار أفريقيا» المحملة بـ30 مليون لتر من البنزين، بدأت في تفريغ حمولتها حالياً، على أن يُنقل الوقود مباشرة من الناقلة إلى شاحنات النقل، التي ستقوم بدورها بإيصال الوقود إلى محطات التوزيع في مختلف أنحاء طرابلس.

عمال ليبيون يعملون على تفريغ ناقلة «أنوار أفريقيا» (المؤسسة الوطنية للنفط)

كما كشفت المؤسسة رسو الناقلة «أشا» في ميناء الزاوية النفطي محمّلة بـ40 مليون لتر من البنزين، متوقعة وصول الناقلة «سبيرتا» إلى ميناء مصراتة محمّلة بـ25 مليون لتر من البنزين، خلال الساعات القليلة المقبلة.

وتأتي هذه الكمية التي جلبتها حكومة «الوحدة» للسيطرة على أزمة نقص المحروقات، التي دفعت الدبيبة إلى إيقاف رئيس مجلس إدارة «شركة البريقة لتسويق النفط»، فؤاد علي محمد بالرحيم، وإحالته إلى التحقيق الإداري.

وكانت «شركة البريقة لتسويق النفط» قد وعدت المواطنين بحل أزمة نقص الوقود خلال الأيام المقبلة، من خلال التوسع في استيراد كميات كبيرة من الوقود.

وصول ناقلة «أنوار أفريقيا» محمّلة بالبنزين (المؤسسة الوطنية)

ووجّه الدبيبة بتشكيل لجنة تحقيق مع بالرحيم برئاسة وكيل وزارة المالية، وعضوية مدير إدارة المتابعة بديوان مجلس الوزراء، ومدير إدارة الشؤون القانونية بوزارة الداخلية، لبحث أسباب الازدحام الحاصل بمحطات توزيع الوقود، على أن تقوم اللجنة بتحديد المسؤولين عنه، واقتراح حلول عاجلة لإنهائه.

وزيرة خارجية حكومة طرابلس المقالة نجلاء المنقوش (أ.ب)

وأمام تصاعد الأزمة خلال اليومين الماضيين، أمر الدبيبة رئيس مجلس إدارة «شركة البريقة لتسويق النفط» بإلزام شركات توزيع الوقود بفتح المحطات المقفلة، والعمل على مدار 24 ساعة للتخفيف من حدة الطلب على الوقود.

وتعاني ليبيا الغنية بالنفط من عمليات تهريب واسعة للمحروقات المدعمة؛ لذا تضطر لاستيراد معظم احتياجاتها من الوقود؛ لأن مصافيها المحلية الصغيرة لا تنتج ما يكفي لتلبية الاحتياجات الداخلية.

ويصل معدل الإنتاج اليومي للنفط في ليبيا إلى نحو مليون و273 ألفاً و577 برميلاً، بحسب المؤسسة الوطنية للنفط في يونيو (حزيران) الماضي.

وفي معرِض نفيها لرسو أي ناقلة نفط ليبية في إسرائيل، كما تردد، قالت المؤسسة الوطنية للنفط إن «الإدارة المختصة على تواصل مستمر ومتابعة دقيقة لحركة النواقل وعمليات الشحن، من خلال أنظمة مراقبة وملاحة حديثة وموثوقة حول حركة النواقل في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك حوض البحر الأبيض المتوسط».

وتحظر ليبيا التطبيع مع إسرائيل، كما تجرمه بعد إضافة أحكام جديدة لقانون «تجريم التعامل مع إسرائيل»، الصادر عام 1957. وكان الكشف عن اجتماع وزيرة خارجية حكومة طرابلس المقالة، نجلاء المنقوش، ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، أثار حالة من الغضب المتصاعد في الأوساط الليبية.


مقالات ذات صلة

المجلس السعودي - الأميركي: 31.7 مليار دولار قيمة عقود تمت ترسيتها في الربع الأول

الاقتصاد تصميم لمشروع ذا لاين في مدينة نيوم (واس)

المجلس السعودي - الأميركي: 31.7 مليار دولار قيمة عقود تمت ترسيتها في الربع الأول

أعلن مجلس الأعمال السعودي - الأميركي أن قيمة العقود التي تمت ترسيتها خلال الربع الأول من عام 2024 شهدت زيادة هائلة بلغت 118.8 مليار ريـال (31.7 مليار دولار).

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد نموذج لحفارة نفط وفي الخلفية شعار «أوبك» (رويترز)

«أوبك»: العراق وكازاخستان حدّثتا خطط تعويض الإنتاج الزائد

قالت منظمة «أوبك» يوم الخميس إنها تلقت خططاً محدثة لتعويض الإنتاج من العراق وكازاخستان، مشيرة إلى أنهما تهدفان إلى تعويض إنتاجهما الزائد.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد ميناء العقبة على البحر الأحمر في الأردن في عام 2005 (أ.ف.ب)

تحالف «إيه جي آند بي» يفوز بعقد محطة الغاز الطبيعي المسال في الأردن

فاز تحالف «إيه جي آند بي» بعقد بناء محطة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح البرية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال في ميناء العقبة في الأردن.

«الشرق الأوسط» (عمان)
الاقتصاد ميناء جدة الإسلامي (واس)

صادرات السعودية غير النفطية تنمو 7.3 % في يونيو على أساس سنوي

واصلت الصادرات غير النفطية في السعودية ارتفاعها في يونيو (حزيران) على أساس سنوي، حيث نمت بنسبة 7.3 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد هبطت مخزونات الخام 4.6 مليون برميل إلى 426 مليون برميل الأسبوع الماضي (رويترز)

انخفاض مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير الأميركية

قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الأربعاء، إن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير بالولايات المتحدة تراجعت خلال الأسبوع المنتهي في 16 أغسطس (آب).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الجزائر: إبعاد وزير سابق من حملة تبون بسبب «خطأ جسيم»

حمزة آل سيد الشيخ (يسار) مع مدير حملة الرئيس المترشح (حملة المترشح)
حمزة آل سيد الشيخ (يسار) مع مدير حملة الرئيس المترشح (حملة المترشح)
TT

الجزائر: إبعاد وزير سابق من حملة تبون بسبب «خطأ جسيم»

حمزة آل سيد الشيخ (يسار) مع مدير حملة الرئيس المترشح (حملة المترشح)
حمزة آل سيد الشيخ (يسار) مع مدير حملة الرئيس المترشح (حملة المترشح)

عزلت «مديرية» حملة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، المترشح لولاية ثانية، من صفوفها عضو الحكومة السابق حمزة آل سيد الشيخ، بحجة «ارتكابه خطأً جسيماً؛ لاستخدامه التكليف (يخص تنشيط تجمعات الدعاية) خارج الإطار المحدد له».

وأبعد إبراهيم مراد، مديرُ حملة تبون، أمس الثلاثاء، عضوَ «الثلث الرئاسي» في «مجلس الأمة (الغرفة البرلمانية الثانية)» حالياً وكاتب الدولة للزراعة الصحراوية سابقاً، آل سيد الشيخ، من الفريق المعني بتنظيم التجمعات الدعائية لمصلحة الرئيس المترشح، من دون تقديم تفاصيل أخرى عن أسباب القرار الذي صدر في بيان.

عبد المجيد تبون المترشح لدورة رئاسية ثانية (حملة المترشح)

وجاء عزل آل الشيخ بعد 24 ساعة فقط من تعيينه من طرف مراد نفسه، بوصفه أحد أبرز منشطي حملة تبون. وأبدى ناشطون في إدارة حملة الرئيس المترشح تحفظاً عن الخوض في «الخطأ الجسيم»، الذي ارتكبه الوزير الأسبق، علماً بأنه كان من أبرز داعمي تبون خلال كامل ولايته الأولى (2019 - 2024)، ولهذا اختاره ليكون برلمانياً في «الثلث» الذي يمثله في «مجلس الأمة».

ويعدّ إبعاد حمزة آل سيد الشيخ من المحيط القريب للرئيس المترشح أول «حادثة» تشهدها الكتلة السياسية النشطة في حملة تبون، وذلك منذ بدايتها في 15 أغسطس (آب) الحالي، وهي تتكون من عشرات الأحزاب والجمعيات، التي انتشرت في الميدان بكثافة لحشد الأصوات لمصلحته، استعداداً ليوم الانتخاب المقرر في 7 سبتمبر (أيلول) المقبل.

المرشح الرئاسي يوسف أوشيش خلال حملته الانتخابية في مدينة بجاية (أ.ف.ب)

والمعروف أن مدير الحملة هو في الوقت نفسه وزير الداخلية، وقد وضعه تبون بصفته رئيساً للجمهورية في «إجازة خاصة» خلال فترة الدعاية الانتخابية، التي تستغرق 21 يوماً، على أن يعود إلى مهامه الحكومية في 4 سبتمبر المقبل؛ أي قبل 3 فقط أيام من التصويت. وهذا التصرف من جانب تبون لم يسبقه إليه أي رئيس جزائري ترشح لدورة ثانية.

وفي سياق الحملة، أكد عبد القادر بن قرينة، رئيس «حركة البناء الوطني» وأحد أهم منشطي الدعاية لمصلحة تبون، أمس الثلاثاء، في تجمع بشرق العاصمة، أنه كان وراء عزل 7 وزراء على الأقل، على أساس تقارير رفعها للرئيس تتضمن «شكاوى منهم، يعدّ أصحابها كوادر بالوزارات المعنية ومواطنين عاديين».

وأوضح بن قرينة، وهو وزير سابق، أنه اعتاد «زيارة الرئيس مرة كل شهرين؛ لأنقل له، بناء على طلبه، النقائص والأشياء السلبية التي تجري في البلاد». وقال تحديداً، تحت هتافات ناشطين في حملة تبون: «أكد لي أنه يريد مني أن أحيطه علماً بكل ما هو غير إيجابي من أفواه الناس البسطاء عندما ألتقيهم. وقال لي: يا حاج عبد القادر، أكثر من يوجدون في محيطي المباشر ينقلون لي فقط الأخبار الإيجابية، وأنت تتردد على الأسواق والمقاهي والجنائز، أريد منك أن تبلغني برأي المواطن البسيط فيّ أنا، وفي الوزراء».

رئيس «حركة البناء» في الميدان لحشد الأصوات لمصلحة تبون (حملة الرئيس المترشح لولاية جديدة)

وأضاف بن قرينة، وهو يشرح المهمة التي كلفه إياها تبون: «رأيتموني من حين لآخر أهاجم وزيراً من الوزراء... لقد كنت سبباً في تنحية من 7 إلى 8 أعضاء في الطاقم الحكومي (خلال ولاية تبون الأولى)، والله لم أظلمهم؛ لأن مواطنين وكوادر في الوزارات المعنية اشتكوا لي ظلماً لحق بهم من هؤلاء الوزراء»، مشيراً إلى عزل وزيرين للزراعة ووزير لصناعة الدواء، ووزير للبريد، على أساس «ملفات» وضعها هو شخصياً بين يدي تبون.

وتابع بن قرينة: «قبل مدة قصيرة نقلت له مآخذ على بعض الوزراء الحاليين، لكن أكد لي أنه لا يريد إحداث تغيير إلا بعد الانتخابات الرئاسية، إذا جدد الشعب ثقته به، وطلب مني أن أتوقف عن نقل التقارير إليه إلى أن تنتهي الانتخابات». كما تحدث بن قرينة عن «وزير متورط في أخطاء جسيمة»، يحتمل إبعاده، من دون أن يذكر القطاع الذي يشرف عليه.

وتعدّ هذه الطريقة في التسيير شكلاً غير مألوف في المسؤوليات الكبرى بالبلاد، أو على الأقل لم يعلَن عنها أمام الصحافة. وتعكس، وفق مراقبين، انعدام الثقة من جانب الرئيس بمستشاريه وبمساعديه، وبأجهزة الرقابة الحكومية؛ المكلفة دستورياً ووفق قوانين البلاد، إعداد تقارير عن سوء التسيير والفساد.