«الوطني الليبي» يبسط قبضته على «منجم ذهب» قرب حدود تشاد

بعد معركة قضى فيها عدد من أفراد الجيش

دورية تابعة لرئاسة أركان القوات البرية في الجنوب الغربي (رئاسة الأركان)
دورية تابعة لرئاسة أركان القوات البرية في الجنوب الغربي (رئاسة الأركان)
TT

«الوطني الليبي» يبسط قبضته على «منجم ذهب» قرب حدود تشاد

دورية تابعة لرئاسة أركان القوات البرية في الجنوب الغربي (رئاسة الأركان)
دورية تابعة لرئاسة أركان القوات البرية في الجنوب الغربي (رئاسة الأركان)

تخوض قوات بـ«الجيش الوطني» الليبي معركة حامية على الحدود مع تشاد، تنفيذاً «لمهمة عسكرية محددة» كانت أطلقتها رئاسة أركان القوات البرية، في بدايات أغسطس (آب) الحالي، ضمن «خطة شاملة لتأمين الحدود الجنوبية وتعزيز الأمن القومي».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر مطلع على العملية العسكرية، الثلاثاء، أن قوات «اللواء 128 معزز» بقيادة اللواء حسن الزادمة، والتابع لـ«الجيش الوطني» وضعت يدها على «منجم للذهب»، قال إن «عصابات تشادية كانت تسيطر عليه طوال السنوات الماضية، لكن بفضل الله تمت السيطرة عليه من رجالنا»..

دورية تابعة لرئاسة أركان القوات البرية في الجنوب الغربي (رئاسة الأركان)

وتشهد الحدود الليبية - التشادية صراعاً دموياً للتنقيب عن الذهب بشكل غير شرعي على الحدود المشتركة لليبيا والسودان وتشاد والنيجر. وسبق وأطلق «الجيش الوطني» خطة لتأمين الحدود التي تطل على تلك الدول، بقصد القضاء على «الجماعات الإرهابية» والعصابات العابرة للحدود، ومكافحة الهجرة غير النظامية.

وأوضح المصدر، الذي رفض ذكر اسمه لأنه غير مخول له الحديث لوسائل إعلام: «الاشتباكات لا تزال متواصلة في منطقة جبال كلنجة الحدودية بين قوات (اللواء 128 معزز) الذي يصفه سكان بالجنوب بأنه رأس الحربة للقيادة العامة للجيش الوطني» في الجنوب، وقال المصدر: «القوات قتلت حتى ظهر الثلاثاء عدداً من أفراد هذه العصابات التي تمتهن الاتجار بالبشر والمخدرات، فيما فر بعض منهم إلى الصحراء؛ ويتم تعقبهم راهناً».

اللواء حسن الزادمة آمر «اللواء 128 المعزز» التابع لـ«الجيش الوطني» الليبي

وأسفرت العملية العسكرية عن وفاة عدد من عناصر «اللواء 128»، أثناء «اشتباكات مع مجموعات مسلحة».

كما نعى رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، بصفته (القائد الأعلى للقوات المسلحة) «شهداء الواجب» حيث قال إنهم «قدموا أرواحهم الطاهرة الزكية فداء للوطن أثناء دفاعهم عن حدود بلادنا الجنوبية».

وتقدم رئيس «المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان فزان» هارون أرحومة، بالتعزية أيضاً نيابة عن فزان إلى المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش، ولرئيس أركان القوات البرية صدام حفتر، ولآمر «اللواء 128 معزز».

ويعمل «اللواء 128 معزز» بقيادة الزادمة على تأمين الحدود الجنوبية الغربية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب البشر منذ عام 2018.

عصابة لتهريب السلاح من سودانيين وتشاديين ضبطت على الحدود الجنوبية مع ليبيا (رئاسة أركان القوات البرية)

وكانت قوات «اللواء طارق بن زياد المعزز» التابع للقيادة العامة، طاردت فلولاً من «المتمردين التشاديين»، داخل الحدود الجنوبية الليبية، خلال أغسطس 2023، وسبق أن نشرت صفحات موالية للجيش مقاطع فيديو تظهر مطاردة قوات «اللواء طارق بن زياد المعزز» من وصفتهم بفلول من «المتمردين التشاديين» داخل الحدود الليبية، ودفعتهم للفرار نحو إنجامينا، في ظل تصاعد ألسنة النيران من العربات المحترقة.

وتقول رئاسة أركان القوات البرية، في بيان إنه بإشراف مباشر من رئيس أركان القوات البرية، تضطلع شعبة الطيران الجوي بالرئاسة «بنشاط مكثف» باستطلاع جوي مع الدوريات الصحراوية في المنطقة الحدودية بين الجزائر والنيجر، المعروفة بمثلث السلفادور. ونوهت إلى أن هذه الجولات الاستطلاعية «تعكس جهود رئاسة أركان القوات البرية في تأمين الحدود، وتعزيز الاستقرار في الجنوب الغربي».

وتوجه وسائل إعلام محلية، أصابع الاتهام لتشادي يدعى محمد الزيني، بأنه يقف مع آخرين وراء عمليات التنقيب عن الذهب على الحدود الليبية. وأفاد تقرير سابق صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بأن ليبيا هي إحدى مناطق استخراج الذهب الحر الرئيسية، وقد اجتذبت آلاف التشاديين.

صدام حفتر خلال اجتماع مع قيادات أمنية في بنغازي (أرشيفية - رئاسة أركان القوات البرية)

ووفق تقارير لوسائل إعلام تشادية فقد قدّرت اشتغال قرابة 64 ألف تشادي بأعمال تعدين الذهب، وينتجون 8 آلاف و254 كيلوغراماً من الذهب، ومعظمهم يعملون بشكل غير قانوني.

وزار صدام حفتر، تشاد مطلع يونيو (حزيران) 2024 بصفته مبعوثاً من قائد «القيادة العامة»؛ والتقى الرئيس المنتخب محمد إدريس ديبي.


مقالات ذات صلة

​ليبيون يأملون في إخضاع المتورطين بـ«جرائم حرب» للمحاكمة

شمال افريقيا صلاة جنازة على اثنين من ضحايا المجازر الجماعية في ترهونة غرب ليبيا) (رابطة ضحايا ترهونة)

​ليبيون يأملون في إخضاع المتورطين بـ«جرائم حرب» للمحاكمة

يرى ليبيون من أسر ضحايا «المقابر الجماعية» في مدينة ترهونة غرب البلاد أن «الإفلات من العقاب يشجع مرتكبي الجرائم الدولية على مواصلة أفعالهم»

شمال افريقيا السايح خلال إعلان نتائج الانتخابات في 58 بلدية ليبية (مفوضية الانتخابات)

«مفوضية الانتخابات» الليبية: نسب التصويت كانت الأعلى في تاريخ «البلديات»

قال عماد السايح رئيس المفوضية العليا للانتخابات إن نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية للمجموعة الأولى التي تجاوزت 77.2 % هي الأعلى بتاريخ المحليات

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

تحدّث عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، عن 4 أطراف قال إنها هي «أسباب المشكلة في ليبيا»، وتريد العودة للحكم بالبلاد.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المفوضية العليا للانتخابات حسمت الجدل حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية (أ.ف.ب)

«العليا للانتخابات» الليبية تعلن نتائج «المحليات» الأحد

حسمت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا الجدلَ حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا سيف الإسلام القذافي خلال تقدمه بأوراقه للترشح في الانتخابات الرئاسية في 14 نوفمبر 2021 (رويترز)

«الجنائية الدولية» تعيد سيف الإسلام القذافي إلى واجهة الأحداث في ليبيا

تتهم المحكمة الجنائية سيف الإسلام بالمسؤولية عن عمليات «قتل واضطهاد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية» بحق مدنيين، خلال أحداث «ثورة 17 فبراير».

جاكلين زاهر (القاهرة)

المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودان

إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)
إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)
TT

المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودان

إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)
إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)

قال إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين»، إن الأزمة الإنسانية في السودان أسوأ من الأزمات في أوكرانيا وغزة والصومال مجتمعة.

وأوضح في حوار مع «وكالة الأنباء الألمانية» بعد زيارته لمنطقة دارفور بغرب السودان ومناطق أخرى: «حياة 24 مليون شخص على المحك في السودان».

وأضاف: «نحن ننظر لعد تنازلي قوي نحو المجاعة واليأس وانهيار حضارة بأكملها». وأكد أن الصراعات مثل الدائرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، «يجب ألا تصرف الانتباه عن معاناة المواطنين في السودان».

صورة جوية لملاجئ مؤقتة للسودانيين الذين فرّوا من الصراع بدارفور بأدري في تشاد (رويترز)

وأضاف: «إذا اتفقنا أن حياة الإنسان ذات قيمة متساوية في أي مكان بالعالم، إذن فسيكون السودان على قمة قائمة الأمور المهمة الآن». وأوضح أنه شهد تداعيات الصراع المستمر منذ 600 يوم. ورأى في كثير من المناطق، ومن بينها مناطق كان يعمل بها المجلس سابقاً «دلالات واضحة للغاية على وقوع حرب مروعة. المنزل بعد المنزل والمنطقة بعد المنطقة، تعرضت للحرق والدمار والنهب».

وحذر إيغلاند من أن الوضع «على وشك الانفجار» مثلما حدث عام 2015، عندما عبر الملايين من اللاجئين من مناطق مزقتها الحرب، بما فيها سوريا، البحر المتوسط، ووصلوا إلى عتبات الدول الأوروبية. وقال: «لا أعتقد أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي والدول الإسكندنافية وفرنسا يرغبون في ذلك».

وأضاف: «أن الاستثمار في السودان لن يساعد فقط في ثني المواطنين عن السعي نحو فرص أفضل في أماكن أخرى، ولكن أيضاً هو الأمر الوحيد الذي يتوافق مع القيم والمصالح الأوروبية».

وإضافة إلى ذلك، أفاد تقرير لـ«مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية»، الأحد، بأن السودان «يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم»، مشيراً إلى أن أكثر من 3 ملايين طفل نزحوا داخل السودان وخارجه منذ بداية النزاع، وأضاف: «أن واحداً من كل 3 في السودان يعاني من نقص حاد في الأمن الغذائي».

نازحون في مخيم أقيم في القضارف (أ.ف.ب)

وبحسب التقرير الذي نشر على موقع «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية»، «فقد أسفرت موجة العنف وانعدام الأمن الحالية عن ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمرافق الحيوية، فضلاً عن النزوح على نطاق واسع».

وجاء في التقرير: «أُجبر أكثر من 7.4 مليون شخص على مغادرة منازلهم بحثاً عن الأمان داخل السودان وخارجه، إلى جانب 3.8 مليون نازح داخلياً من الصراعات السابقة... يواجه السودان حالياً، أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم وأهم أزمة نزوح للأطفال».

وأشار «إلى أن النظام الصحي الهش بالفعل أصبح في حالة يرثى لها، مع تصاعد خطر تفشي الأمراض، بما في ذلك تفشي الكوليرا، فضلاً عن حمى الضنك والحصبة والملاريا».