المبعوث الأميركي إلى القاهرة الثلاثاء للقاء وفد الحكومة السودانية

«جزء» من المفاوضات الرسمية في جنيف

المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيريللو (إ.ب.أ)
المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيريللو (إ.ب.أ)
TT

المبعوث الأميركي إلى القاهرة الثلاثاء للقاء وفد الحكومة السودانية

المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيريللو (إ.ب.أ)
المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيريللو (إ.ب.أ)

يلتقي المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيريللو، الثلاثاء، وفد «مجلس السيادة السوداني»، لاستئناف البحث في المشاركة بمفاوضات سويسرا.

وأفادت مصادر عدّة بأن الحوار الذي سيجري في العاصمة المصرية «سيكون جزءاً من المفاوضات الرسمية».

وأوضح مسؤول أميركي أن الحكومة المصرية «تتفهم وتدرك تماماً أن المشاورات بالقاهرة تأتي في إطار مواصلة المحادثات الجارية حالياً في جنيف».

وكان «مجلس السيادة» أعلن في بيان، الاثنين، إرسال الحكومة التي تتخذ من بورتسودان مقراً لها، وفداً إلى القاهرة للقاء المبعوث الأميركي، مؤكداً أن «هذه الخطوة جاءت بناءً على اتصال مع الحكومة الأميركية ممثلة بالمبعوث الخاص توم بيريللو، واتصال آخر من الحكومة المصرية بطلب اجتماع مع وفد حكومي لمناقشة رؤية الحكومة السودانية في إنفاذ اتفاق جدة».

صورة نشرها الموفد الأميركي في «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف (الشرق الأوسط)

وبحسب المصادر نفسها، فإن الهدف من الاجتماع هو «إقناع الوفد المرسل من قبل (مجلس السيادة السوداني) بالمشاركة في محادثات جنيف، وهو ما سيطرحه المبعوث الأميركي».

وأبلغت مصادر أخرى «الشرق الأوسط» أن فريق الإدارة الأميركية توصل إلى «تفاهمات ذات قيمة كبيرة مع (قوات الدعم السريع) لفتح طرق وممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى ولاية سنار في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد، التي استولت على أجزاء كبيرة منها خلال الشهرين الماضيين». ونقلت عن مسؤولين أمميين أن أكثر من 100 شاحنة وصلت إلى «معبر أدري» على الحدود التشادية استعداداً لدخول الأراضي السودانية لإغاثة المتضررين من القتال.

وفي وقت سابق، تحدث المبعوث الأميركي عن إجراء نقاشات مع «الدعم السريع»، وفي الوقت نفسه كان يتم التواصل مع رئيس «مجلس السيادة السوداني» قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، لدفعه للمشاركة في المفاوضات.

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (الشرق الأوسط)

وفي موازاة ذلك، قال المستشار السياسي السابق لقائد «قوات الدعم السريع»، يوسف عزت، إن «هنالك ما يشير إلى تحقيق تقدم في وقف العدائيات في جنيف وفتح مسارات للإغاثة، ونأمل أن يتم ذلك كما هو متوقع».

ودعا في منشور على منصة «إكس» السودانيين إلى «دعم هذا الجهد والعمل على تطويره ليصبح وقفاً دائماً لإطلاق النار». وقال: «علينا أن نستفيد من الدور الواضح للولايات المتحدة ورغبة أطراف إقليمية ودولية مهمة في وقف الحرب في السودان».

وحذر عزت من أن «استمرار الصراع المسلح يحول السودان إلى ساحة صراع بين أطراف كبرى لا تخدم مصلحة البلاد».


مقالات ذات صلة

​رئيس «أطباء بلا حدود» لـ«الشرق الأوسط»: حرب السودان تخلف صدمات نفسية سيئة

شمال افريقيا نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

​رئيس «أطباء بلا حدود» لـ«الشرق الأوسط»: حرب السودان تخلف صدمات نفسية سيئة

آلاف الأسر تفرقت حيث خرج أفرادها من دون أن يحملوا شيئاً أحياناً كانوا حفاة ويسيرون على أقدامهم ومن الصعوبة أن يتم توفير المساعدات لهم من الغذاء والمياه والأدوية

وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)

المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودان

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
شمال افريقيا شاحنة تحمل لاجئين سودانيين من مدينة رينك الحدودية في جنوب السودان (د.ب.أ)

الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

أفاد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد، بأن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أعلن الجيش السوداني اليوم (السبت) «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)

«الجنائية الدولية»: ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

حددت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي 11 ديسمبر المقبل لبدء المرافعات الختامية في قضية السوداني علي كوشيب، المتهم بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية بدارفور.

أحمد يونس (كمبالا)

المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودان

إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)
إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)
TT

المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودان

إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)
إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)

قال إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين»، إن الأزمة الإنسانية في السودان أسوأ من الأزمات في أوكرانيا وغزة والصومال مجتمعة.

وأوضح في حوار مع «وكالة الأنباء الألمانية» بعد زيارته لمنطقة دارفور بغرب السودان ومناطق أخرى: «حياة 24 مليون شخص على المحك في السودان».

وأضاف: «نحن ننظر لعد تنازلي قوي نحو المجاعة واليأس وانهيار حضارة بأكملها». وأكد أن الصراعات مثل الدائرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، «يجب ألا تصرف الانتباه عن معاناة المواطنين في السودان».

صورة جوية لملاجئ مؤقتة للسودانيين الذين فرّوا من الصراع بدارفور بأدري في تشاد (رويترز)

وأضاف: «إذا اتفقنا أن حياة الإنسان ذات قيمة متساوية في أي مكان بالعالم، إذن فسيكون السودان على قمة قائمة الأمور المهمة الآن». وأوضح أنه شهد تداعيات الصراع المستمر منذ 600 يوم. ورأى في كثير من المناطق، ومن بينها مناطق كان يعمل بها المجلس سابقاً «دلالات واضحة للغاية على وقوع حرب مروعة. المنزل بعد المنزل والمنطقة بعد المنطقة، تعرضت للحرق والدمار والنهب».

وحذر إيغلاند من أن الوضع «على وشك الانفجار» مثلما حدث عام 2015، عندما عبر الملايين من اللاجئين من مناطق مزقتها الحرب، بما فيها سوريا، البحر المتوسط، ووصلوا إلى عتبات الدول الأوروبية. وقال: «لا أعتقد أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي والدول الإسكندنافية وفرنسا يرغبون في ذلك».

وأضاف: «أن الاستثمار في السودان لن يساعد فقط في ثني المواطنين عن السعي نحو فرص أفضل في أماكن أخرى، ولكن أيضاً هو الأمر الوحيد الذي يتوافق مع القيم والمصالح الأوروبية».

وإضافة إلى ذلك، أفاد تقرير لـ«مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية»، الأحد، بأن السودان «يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم»، مشيراً إلى أن أكثر من 3 ملايين طفل نزحوا داخل السودان وخارجه منذ بداية النزاع، وأضاف: «أن واحداً من كل 3 في السودان يعاني من نقص حاد في الأمن الغذائي».

نازحون في مخيم أقيم في القضارف (أ.ف.ب)

وبحسب التقرير الذي نشر على موقع «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية»، «فقد أسفرت موجة العنف وانعدام الأمن الحالية عن ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمرافق الحيوية، فضلاً عن النزوح على نطاق واسع».

وجاء في التقرير: «أُجبر أكثر من 7.4 مليون شخص على مغادرة منازلهم بحثاً عن الأمان داخل السودان وخارجه، إلى جانب 3.8 مليون نازح داخلياً من الصراعات السابقة... يواجه السودان حالياً، أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم وأهم أزمة نزوح للأطفال».

وأشار «إلى أن النظام الصحي الهش بالفعل أصبح في حالة يرثى لها، مع تصاعد خطر تفشي الأمراض، بما في ذلك تفشي الكوليرا، فضلاً عن حمى الضنك والحصبة والملاريا».