«الرئاسي» الليبي يقرر تعيين محافظ جديد لـ«المصرف المركزي»

لقاء سابق يجمع الكبير والمبعوث الأميركي (المصرف المركزي بطرابلس)
لقاء سابق يجمع الكبير والمبعوث الأميركي (المصرف المركزي بطرابلس)
TT

«الرئاسي» الليبي يقرر تعيين محافظ جديد لـ«المصرف المركزي»

لقاء سابق يجمع الكبير والمبعوث الأميركي (المصرف المركزي بطرابلس)
لقاء سابق يجمع الكبير والمبعوث الأميركي (المصرف المركزي بطرابلس)

قال «المجلس الرئاسي» الليبي، إنه قرر تعيين محافظ جديد لـ«مصرف ليبيا المركزي» وإعادة هيكلة مجلس إدارة المصرف، وذلك في تحد لمجلس النواب بشرق البلاد، ما سيفتح مواجهة سياسية واسعة بينهما في الأيام المقبلة.

الكبير والمبعوث الأميركي في مقر «المركزي» بطرابلس (المصرف)

وأوضح «المجلس الرئاسي» في بيان مساء الأحد، أنه اتخذ قراره «بالإجماع، بوضع قرار مجلس النواب الذي سبق واتخذه عام 2018 بشأن انتخاب محافظ جديد لمصرف ليبيا المركزي وتشكيل مجلس إدارة جديد»، مؤكداً أن هذا القرار «وافق عليه جميع أعضائه، في إطار تحمل مسؤوليته الوطنية للحفاظ على مقدرات البلاد، ومنع تعرضها لأي ضرر».

وطمأن «المجلس الرئاسي» الليبيين بأن هذه الخطوة «تهدف إلى ضمان استقرار الأوضاع المالية والاقتصادية في البلاد»، لافتاً إلى أن هذه التغييرات «تأتي لتعزيز قدرة المصرف المركزي على القيام بمهامه بكفاءة وفعالية، بما يضمن استمرارية تقديم الخدمات المالية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي».

كما طمأن «المجتمع الدولي، بأن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز الحوكمة والاستقرار المؤسسي في ليبيا»، وتأكيد الالتزام «بالتعاون مع جميع الشركاء الدوليين لضمان تنفيذ هذه التغييرات، بما يخدم مصلحة الشعب الليبي وتعزيز مناخ الثقة داخلياً وخارجياً».

ونوه إلى أنه «ستنطلق مفاوضات تضمن الانتقال السلمي بين كفاءات وطنية راقية قدمت جهوداً مضنية لسنوات طويلة».

ويأتي قرار «المجلس الرئاسي» بعد يومين من صدور قرار رئاسة مجلس النواب بشأن إيقاف العمل بالقرار رقم (3) الصادر في عام 2018 بتكليف محمد عبد السلام الشكري محافظاً لـ«مصرف ليبيا المركزي».

وقال المجلس في بيان إنه يوقف العمل بالقرار «لمضي مدة تكليفه، وعدم مباشرة مهام عمله من تاريخ صدور قرار تكليفه».

مصعب مسلم مدير إدارة تقنية المعلومات بالمصرف المركزي الليبي (حسابات موثوقة على مواقع التواصل الاجتماعي)

كان «مصرف ليبيا المركزي» هدد الأحد بتعليق أعماله بعد خطف أحد موظفيه، لكن بعد ساعات أعلن مقربون منه إطلاق سراحه. وأكدت وسائل إعلام محلية أنه تم إطلاق سراح مصعب مسلم، مدير إدارة تقنية المعلومات بالمصرف، بعد ساعات من إعلان خطفه من قِبل جهة مجهولة، من أمام بيته، صباح اليوم نفسه. لافتاً إلى أنه تم أيضاً «تهديد بعض المسؤولين الآخرين بالخطف».

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المصرف لمضايقات خلال أغسطس (آب) الجاري، إذ سبق وأفاد بتعرض المؤسسة وموظفيها وأنظمتها لتهديدات متزايدة، وناقش محافظ المصرف، الصديق الكبير، ذلك في لقاءين منفصلين مع القائم بأعمال رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا، ستيفاني خوري، والمبعوث الأميركي لليبيا، ريتشارد نورلاند، اللذين أبديا دعمهما لعمل واستقرار «المصرف المركزي».

ومنذ أقل من أسبوع، وعلى خلفية تسريبات عن نية «المجلس الرئاسي» إقالة المحافظ، أعقبتها تحركات مسلحة وصفت بـ«المقلقة» داخل طرابلس، حذر نورلاند من مغبة «المخاطر المستمرة الناتجة عن الجمود السياسي في ليبيا والتهديدات التي تطال (المركزي)».

وكان المصرف، الذي أكّد رفضه لما وصفه بـ«الأساليب الغوغائية التي تُمارسها بعض الأطراف خارج إطار القانون، وتُهدّد سلامة موظفيه، واستمرار عمل القطاع المصرفي»، أعلن «إيقاف أعماله وإداراته ومنظوماته كافة حتى يتم الإفراج عن مسلم، وعودته للعمل، ووقف هذه الممارسات».


مقالات ذات صلة

«الرئاسي» الليبي يتحدّى «نزع صلاحياته»... ويدعو لتوحيد المؤسسة العسكرية

شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يتحدّى «نزع صلاحياته»... ويدعو لتوحيد المؤسسة العسكرية

«الرئاسي» الليبي يتحدّى «نزع صلاحياته»... ويدعو لتوحيد المؤسسة العسكرية

تجاهل محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، قرار مجلس النواب بإنهاء صلاحياته، ودعا في أول ظهور له إلى دعم توحيد المؤسسة العسكرية لحماية ليبيا.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا مناورات بحرية تركية سابقة أمام سواحل ليبيا (وزارة الدفاع التركية)

ليبيا: انتقادات واسعة للدبيبة بعد كشف بنود اتفاق موقّع مع تركيا

تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة لرئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، عقب الكشف عن بنود مذكرة تفاهم مزعومة تم توقيعها مع تركيا في مارس (آذار).

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصرف ليبيا المركزي (مواقع التواصل)

مصرف ليبيا المركزي يعلق أعماله بعد خطف أحد مسؤوليه

قال السفير ريتشارد نورلاند مبعوث الولايات المتحدة إلى ليبيا إنه قد تؤدي محاولة استبدال قيادة المصرف بالقوة إلى فقدان ليبيا الوصول إلى الأسواق المالية الدولية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حفتر يتوسط المنفي وصالح في لقاء سابق بالقيادة العامة (القيادة العامة)

لماذا تصاعد الخلاف بين «الرئاسي» و«النواب» الليبيَّين؟

تعقّدت الأزمة السياسية في ليبيا، عقب إعلان مجلس النواب إنهاء ولايتَي المجلس الرئاسي وحكومة «الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا بعض المناطق المنكوبة التي غمرتها السيول (حكومة الاستقرار)

ليبيا: النزاع على السلطة يُهيمن على جهود الإغاثة من السيول

فرض النزاع على السلطة وغياب التنسيق نفسه على جهود الإغاثة لاحتواء الآثار الناجمة عن السيول، التي تتعرض لها مناطق في جنوب ليبيا، بين حكومتي «الوحدة» و«الاستقرار»

خالد محمود (القاهرة)

الحكومة السودانية: مشاورات في القاهرة مع «المبعوث الأميركي» لتطبيق «اتفاق جدة»

قوى سياسية سودانية في مؤتمر بالعاصمة المصرية القاهرة مايو 2024 (الشرق الأوسط)
قوى سياسية سودانية في مؤتمر بالعاصمة المصرية القاهرة مايو 2024 (الشرق الأوسط)
TT

الحكومة السودانية: مشاورات في القاهرة مع «المبعوث الأميركي» لتطبيق «اتفاق جدة»

قوى سياسية سودانية في مؤتمر بالعاصمة المصرية القاهرة مايو 2024 (الشرق الأوسط)
قوى سياسية سودانية في مؤتمر بالعاصمة المصرية القاهرة مايو 2024 (الشرق الأوسط)

في تطور لمسار المفاوضات الدولية التي دعت لها الولايات المتحدة الأميركية في جنيف، لوقف الحرب الداخلية بالسودان، قررت الحكومة السودانية إرسال وفد حكومي للتشاور مع المبعوث الأميركي توم بيرييلو، في العاصمة المصرية القاهرة.

ويأتي القرار، بعد رفض المشاركة في المفاوضات التي دعت لها واشنطن في جنيف 14 أغسطس (آب) الجاري، وعَدّ دبلوماسيون وخبراء «المباحثات المرتقبة في القاهرة، استكمالاً للمشاورات القائمة في سويسرا، لتحقيق تقدم إيجابي في الأزمة السودانية».

وأعلن مجلس السيادة السوداني «إرسال وفد حكومي إلى القاهرة للقاء وفد من الإدارة الأميركية لبحث تنفيذ مخرجات اتفاق جدة لوقف الحرب في السودان»، وحسب إفادة للمجلس، الأحد، «جاء القرار بناءً على اتصال مع الحكومة الأميركية ممثلة في المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو، واتصال من الحكومة المصرية لمناقشة رؤية الحكومة في إنفاذ اتفاق جدة».

ورفضت الحكومة السودانية المشاركة في اجتماعات جنيف، في حين شارك ممثلون عن «قوات الدعم السريع»، وشددت الحكومة على التمسك بتنفيذ مخرجات «اتفاق جدة» الإنساني، الذي تم التوصل إليه في 11 مايو (أيار) 2023 لوقف إطلاق النار وخروج «الدعم السريع» من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين.

مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية بالقاهرة في بداية شهر يوليو 2024 (الخارجية المصرية)

وحسب مصادر سياسية سودانية بالقاهرة، «يمثل الحكومة السودانية في اجتماعات القاهرة المرتقبة، وفد برئاسة وزير المعادن السوداني محمد بشير عبد الله، الذي قاد وفد الحكومة في مشاورات بمدينة جدة السعودية، قبل أيام»، وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «الوفد سيضم أيضاً سفير السودان بالقاهرة عماد الدين عدوي، بجانب مفوضة العون الإنساني سلوى أدم بنية، وقيادات من الجيش السوداني».

وكان وزير المعادن السوداني، قد مثّل الحكومة في مشاورات أولية، مع المبعوث الأميركي للسودان في مدينة جدة السعودية في 10 أغسطس الجاري، لاستكشاف أجندة مفاوضات جنيف قبل انعقادها، غير أن رئيس الوفد السوداني، أوصى بعدم مشاركة الحكومة في المفاوضات التي دعت لها الولايات المتحدة الأميركية في سويسرا.

وأرجع نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير صلاح حليمة، موافقة الحكومة السودانية، على إرسال وفد للقاهرة للتفاوض مع المبعوث الأميركي، إلى «رفض الجيش السوداني الجلوس مع طرف (الدعم السريع)، في أي مباحثات، قبل تنفيذ مخرجات مسار جدة الإنساني»، وقال إن «المباحثات المرتقبة تأتي لاستكمال المشاورات القائمة في جنيف لوقف الحرب في السودان».

وأوضح حليمة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الرؤية الأميركية المقدمة في مفاوضات جنيف لحل الأزمة السودانية، قريبة من المقاربة المصرية للحل في السودان»، وقال إن «الجانب الأميركي يركز على سبل إنفاذ المساعدات الإنسانية، وإشراك القوى السياسية في الحل»، مشيراً إلى أن ذلك «يتوافق مع مخرجات مؤتمر القاهرة للقوى السياسية والمدنية السودانية، التي قدمت توصيات لإنهاء الحرب وتوصيل المساعدات الإغاثية للمتضررين، والتأسيس لحل سياسي شامل تشارك فيه كل الأطراف السودانية».

ومنذ اندلاع الحرب في السودان، ظهرت مجموعة من المبادرات الإقليمية والدولية، لوقف الاقتتال، أبرزها مسار منبر جدة، ومبادرة دول الجوار التي دعت لها مصر، ومبادرة الاتحاد الأفريقي، ومبادرة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «الإيغاد».